قوله تعالى : ( ومن يطع الله والرسول ) الآية [ 69 ] .
334 م - قال الكلبي : نزلت في وكان شديد الحب له ، قليل الصبر عنه ، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه ، يعرف في وجهه الحزن ، فقال له [ رسول الله ] : يا ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما غير لونك ؟ فقال : يا رسول الله ما بي من ضر ولا وجع ، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك ، واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ، ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك ، لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين ، وأني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك ، وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى أن لا أرك أبدا . ثوبان فأنزل الله تعالى هذه الآية .
335 - أخبرنا إسماعيل بن أبي نصر ، أخبرنا إبراهيم النصراباذي قال : أخبرنا قال : حدثنا عبد الله بن عمر بن علي الجوهري قال : حدثنا عبد الله بن محمود السعدي موسى بن يحيى قال : حدثنا عبيدة ، عن منصور عن عن مسلم بن صبيح مسروق قال : قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا ، فإنك إذا فارقتنا رفعت فوقنا . فأنزل الله تعالى : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين ) .
336 - أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أخبرنا شعيب قال : أخبرنا قال : أخبرنا مكي أبو الأزهر قال : حدثنا روح عن سعيد ، [ عن شعبة ] عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجالا قالوا : يا نبي الله نراك في الدنيا ، فأما في الآخرة فإنك ترفع عنا بفضلك فلا نراك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
337 - أخبرني أبو نعيم الحافظ فيما أذن لي في روايته ، قال : أخبرنا قال : حدثنا سليمان بن أحمد اللخمي أحمد بن عمرو الخلال قال : حدثنا عبد الله بن عمران العابدي قال : حدثنا ، عن فضيل بن عياض منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إنك لأحب إلي من [ ص: 87 ] نفسي وأهلي وولدي ، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك ، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين ، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك . فلم يرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، حتى نزل جبريل - عليه السلام - بهذه الآية : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين ) الآية .