nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29045_30539_30434_30549سأرهقه صعودا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إنه فكر وقدر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=19فقتل كيف قدر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=20ثم قتل كيف قدر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثم نظر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=22ثم عبس وبسر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=23ثم أدبر واستكبر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24فقال إن هذا إلا سحر يؤثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إن هذا إلا قول البشر جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سأرهقه صعودا معترضة بين
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16إنه كان لآياتنا عنيدا وبين
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إنه فكر وقدر ، قصد بهذا الاعتراض تعجيل الوعيد له مساءة له وتعجيل المسرة للنبيء - صلى الله عليه وسلم - .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إنه فكر وقدر مبينة لجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16إنه كان لآياتنا عنيدا فهي تكملة وتبيين لها .
والإرهاق : الإتعاب وتحميل ما لا يطاق ، وفعله رهق كفرح ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=73ولا ترهقني من أمري عسرا في سورة الكهف .
[ ص: 307 ] والصعود : العقبة الشديدة التصعد ، الشاقة على الماشي ، وهي فعول مبالغة من صعد ، فإن العقبة صعدة ، فإذا كانت عقبة أشد تصعدا من العقبات المعتادة قيل لها : صعود .
وكأن أصل هذا الوصف أن العقبة وصفت بأنها صاعدة على طريقة المجاز العقلي ثم جعل ذلك الوصف اسم جنس لها .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سأرهقه صعودا تمثيل لضد الحالة المجملة في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=14ومهدت له تمهيدا ، أي : سينقلب حاله من حال راحة وتنعم إلى حالة سوأى في الدنيا ثم إلى العذاب الأليم في الآخرة ، وكل ذلك إرهاق له .
قيل : إنه طال به النزع فكانت تتصاعد نفسه ثم لا يموت وقد جعل له من عذاب النار ما أسفر عنه عذاب الدنيا .
وقد وزع وعيده على ما تقتضيه أعماله فإنه لما ذكر عناده وهو من مقاصده السيئة الناشئة عن محافظته على رئاسته وعن حسده النبيء - صلى الله عليه وسلم - وذلك من الأغراض الدنيوية عقب بوعيده بما يشمل عذاب الدنيا ابتداء . ولما ذكر طعنه في القرآن بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24إن هذا إلا سحر يؤثر وأنكر أنه وحي من الله بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إن هذا إلا قول البشر أردف بذكر عذاب الآخرة بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سأصليه سقر .
وعن النبيء - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002758أن صعودا : جبل في جهنم يتصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي فيه كذلك أبدا رواه
الترمذي وأحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري . وقال
الترمذي : هو حديث غريب . فجعل الله صفة صعود علما على ذلك الجبل في جهنم . وهذا تفسير بأعظم ما دل عليه قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سأرهقه صعودا .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إنه فكر وقدر إلى آخرها ، بدل من جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16إنه كان لآياتنا عنيدا بدل اشتمال .
وقد وصف حاله في تردده وتأمله بأبلغ وصف . فابتدئ بذكر تفكيره في الرأي الذي سيصدر عنه وتقديره .
ومعنى ( فكر ) أعمل فكره وكرر نظر رأيه ليبتكر عذرا يموهه ويروجه على الدهماء في وصف القرآن بوصف كلام الناس ليزيل منهم اعتقاد أنه وحي أوحي به إلى النبيء - صلى الله عليه وسلم - .
[ ص: 308 ] ( وقدر ) جعل قدرا لما يخطر بخاطره أن يصف به القرآن ليعرضه على ما يناسب ما ينحله القرآن من أنواع كلام البشر أو ما يسم به النبيء - صلى الله عليه وسلم - من الناس المخالفة أحوالهم للأحوال المعتادة في الناس ، مثال ذلك أن يقول في نفسه ، نقول :
محمد مجنون ، ثم يقول : المجنون يخنق ويتخالج ويوسوس وليس
محمد كذلك ، ثم يقول في نفسه : هو شاعر ، فيقول في نفسه : لقد عرفت الشعر وسمعت كلام الشعراء فما يشبه كلام
محمد كلام الشاعر ثم يقول في نفسه : كاهن ، فيقول في نفسه : ما كلامه بزمزمة كاهن ولا بسجعه ، ثم يقول في نفسه : نقول هو ساحر فإن السحر يفرق بين المرء وذويه
ومحمد يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه ، فقال للناس : نقول إنه ساحر . فهذا معنى قدر .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=19فقتل كيف قدر كلام معترض بين ( فكر ) و ( قدر ) وبين
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثم نظر وهو إنشاء شتم مفرع على الإخبار عنه بأنه فكر وقدر ؛ لأن الذي ذكر يوجب الغضب عليه .
فالفاء لتفريع ذمه عن سيئ فعله ، ومثله في الاعتراض قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=43وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر ) .
والتفريع لا ينافي الاعتراض ؛ لأن الاعتراض وضع الكلام بين كلامين متصلين مع قطع النظر عما تألف منه الكلام المعترض فإن ذلك يجري على ما يتطلبه معناه . والداعي إلى الاعتراض هو التعجيل بفائدة الكلام للاهتمام بها . ومن زعموا : أن الاعتراض لا يكون بالفاء فقد توهموا .
وقتل : دعاء عليه بأن يقتله قاتل ، أي : دعاء عليه بتعجيل موته ؛ لأن حياته حياة سيئة . وهذا الدعاء مستعمل في التعجيب من ماله والرثاء له كقوله قاتلهم الله وقولهم : عدمتك ، وثكلته أمه ، وقد يستعمل مثله في التعجيب من حسن الحال يقال : قاتله الله ما أشجعه . وجعله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري كناية عن كونه بلغ مبلغا يحسده عليه المتكلم حتى يتمنى له الموت . وأنا أحسب أن معنى الحسد غير ملحوظ وإنما ذلك مجرد اقتصار على ما في تلك الكلمة من التعجب أو التعجيب لأنها صارت في ذلك كالأمثال . والمقام هنا متعين للكناية عن سوء حاله ؛ لأن ما
[ ص: 309 ] قدره ليس مما يغتبط ذوو الألباب على إصابته إذ هو قد ناقض قوله ابتداء إذ قال : ما هو بعقد السحرة ولا نفثهم ، وبعد أن فكر قال
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24إن هذا إلا سحر يؤثر فناقض نفسه .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=20ثم قتل كيف قدر تأكيد لنظيره المفرع بالفاء . والعطف بـ ( ثم ) يفيد أن جملتها أرقى رتبة من التي قبلها في الغرض المسوق له الكلام . فإذا كان المعطوف بها عين المعطوف عليه أفادت أن معنى المعطوف عليه ذو درجات متفاوتة مع أن التأكيد يكسب الكلام قوة . وهذا كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=4كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون .
و كيف قدر في الموضعين متحد المعنى وهو اسم استفهام دال على الحالة التي يبينها متعلق ( كيف ) .
والاستفهام موجه إلى سامع غير معين يستفهم المتكلم سامعه استفهاما عن حالة تقديره ، وهو استفهام مستعمل في التعجيب المشوب بالإنكار على وجه المجاز المرسل .
و ( كيف ) في محل نصب على الحال مقدمة على صاحبها ؛ لأن لها الصدر وعاملها ( قدر ) .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثم نظر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=22ثم عبس وبسر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=23ثم أدبر واستكبر عطف على ( وقدر ) وهي ارتقاء متوال فيما اقتضى التعجيب من حاله والإنكار عليه . فالتراخي تراخي رتبة لا تراخي زمن ؛ لأن نظره وعبوسه وبسره وإدباره واستكباره مقارنة لتفكيره وتقديره .
والنظر هنا : نظر العين ليكون زائدا على ما أفاده
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18فكر وقدر . والمعنى : نظر في وجوه الحاضرين يستخرج آراءهم في انتحال ما يصفون به القرآن .
وعبس : قطب وجهه لما استعصى عليه ما يصف به القرآن ولم يجد مغمزا مقبولا .
وبسر : معناه كلح وجهه وتغير لونه خوفا وكمدا حين لم يجد ما يشفي غليله من مطعن في القرآن لا ترده العقول ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=24ووجوه يومئذ باسرة nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=25تظن أن يفعل بها فاقرة في سورة القيامة .
والإدبار : هنا يجوز أن يكون مستعارا لتغيير التفكير الذي كان يفكره ويقدره
[ ص: 310 ] يأسا من أن يجد ما فكر في انتحاله فانصرف إلى الاستكبار والأنفة من أن يشهد للقرآن بما فيه من كمال اللفظ والمعنى .
ويجوز أن يكون مستعارا لزيادة إعراضه عن تصديق النبيء - صلى الله عليه وسلم - كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=22ثم أدبر يسعى حكاية عن
فرعون في سورة النازعات .
وصفت أشكاله التي تشكل بها لما أجهد نفسه لاستنباط ما يصف به القرآن وذلك تهكم
بالوليد .
وصيغة الحصر في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24إن هذا إلا سحر يؤثر مشعرة بأن استقراء أحوال القرآن بعد السبر والتقسيم أنتج له أنه من قبيل السحر ، فهو قصر تعيين لأحد الأقوال التي جالت في نفسه ؛ لأنه قال : ما هو بكلام شاعر ولا بكلام كاهن ولا بكلام مجنون ، كما تقدم في خبره .
ووصف هذا السحر بأنه مأثور ، أي : مروي عن الأقدمين ، يقول هذا ليدفع به اعتراضا يرد عليه أن
nindex.php?page=treesubj&link=29568أقوال السحرة وأعمالهم ليست مماثلة للقرآن ولا لأحوال الرسول فزعم أنه أقوال سحرية غير مألوفة .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إن هذا إلا قول البشر بدل اشتمال من جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24إن هذا إلا سحر يؤثر بأن السحر يكون أقوالا وأفعالا فهذا من السحر القولي . وهذه الجملة بمنزلة النتيجة لما تقدم ، ؛ لأن مقصوده من ذلك كله أن القرآن ليس وحيا من الله .
وعطف قوله ( فقال ) بالفاء ؛ لأن هذه المقالة لما خطرت بباله بعد اكتداد فكره لم يتمالك أن نطق بها فكان نطقه بها حقيقا بأن يعطف بحرف التعقيب .
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29045_30539_30434_30549سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=19فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=20ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثُمَّ نَظَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=22ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=23ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا وَبَيْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ، قُصِدَ بِهَذَا الِاعْتِرَاضِ تَعْجِيلُ الْوَعِيدِ لَهُ مَسَاءَةً لَهُ وَتَعْجِيلُ الْمَسَرَّةِ لِلنَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ مُبَيِّنَةٌ لِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا فَهِيَ تَكْمِلَةٌ وَتَبْيِينٌ لَهَا .
وَالْإِرْهَاقُ : الْإِتْعَابُ وَتَحْمِيلُ مَا لَا يُطَاقُ ، وَفِعْلُهُ رَهِقَ كَفَرِحَ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=73وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا فِي سُورَةِ الْكَهْفِ .
[ ص: 307 ] وَالصَّعُودُ : الْعَقَبَةُ الشَّدِيدَةُ التَّصَعُّدِ ، الشَّاقَّةُ عَلَى الْمَاشِي ، وَهِيَ فَعُولٌ مُبَالَغَةٌ مِنْ صَعِدَ ، فَإِنَّ الْعَقَبَةَ صَعْدَةٌ ، فَإِذَا كَانَتْ عَقَبَةٌ أَشَدُّ تَصَعُّدًا مِنَ الْعَقَبَاتِ الْمُعْتَادَةِ قِيلَ لَهَا : صَعُودٌ .
وَكَأَنَّ أَصْلَ هَذَا الْوَصْفِ أَنَّ الْعَقَبَةَ وُصِفَتْ بِأَنَّهَا صَاعِدَةٌ عَلَى طَرِيقَةِ الْمَجَازِ الْعَقْلِيِّ ثُمَّ جُعِلَ ذَلِكَ الْوَصْفُ اسْمَ جِنْسٍ لَهَا .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا تَمْثِيلٌ لِضِدِّ الْحَالَةِ الْمُجْمَلَةِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=14وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ، أَيْ : سَيَنْقَلِبُ حَالُهُ مِنْ حَالِ رَاحَةٍ وَتَنَعُّمٍ إِلَى حَالَةٍ سُوأَى فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَى الْعَذَابِ الْأَلِيمِ فِي الْآخِرَةِ ، وَكُلُّ ذَلِكَ إِرْهَاقٌ لَهُ .
قِيلَ : إِنَّهُ طَالَ بِهِ النَّزْعُ فَكَانَتْ تَتَصَاعَدُ نَفْسُهُ ثُمَّ لَا يَمُوتُ وَقَدْ جُعِلَ لَهُ مِنْ عَذَابِ النَّارِ مَا أَسْفَرَ عَنْهُ عَذَابُ الدُّنْيَا .
وَقَدْ وُزِّعَ وَعِيدُهُ عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ أَعْمَالُهُ فَإِنَّهُ لَمَّا ذُكِرَ عِنَادُهُ وَهُوَ مِنْ مَقَاصِدِهِ السَّيِّئَةِ النَّاشِئَةِ عَنْ مُحَافَظَتِهِ عَلَى رِئَاسَتِهِ وَعَنْ حَسَدِهِ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَذَلِكَ مِنَ الْأَغْرَاضِ الدُّنْيَوِيَّةِ عُقِّبَ بِوَعِيدِهِ بِمَا يَشْمَلُ عَذَابَ الدُّنْيَا ابْتِدَاءً . وَلَمَّا ذُكِرَ طَعْنُهُ فِي الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ وَأَنْكَرَ أَنَّهُ وَحْيٌ مِنَ اللَّهِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ أُرْدِفَ بِذِكْرِ عَذَابِ الْآخِرَةِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سَأُصْلِيهِ سَقَرَ .
وَعَنِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002758أَنَّ صَعُودًا : جَبَلٌ فِي جَهَنَّمَ يَتَصَعَّدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ثُمَّ يَهْوِي فِيهِ كَذَلِكَ أَبَدًا رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ . وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ : هُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ . فَجَعَلَ اللَّهُ صِفَةَ صَعُودٍ عَلَمًا عَلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ فِي جَهَنَّمَ . وَهَذَا تَفْسِيرٌ بِأَعْظَمِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ إِلَى آخِرِهَا ، بَدَلٌ مِنْ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا بَدَلُ اشْتِمَالٍ .
وَقَدْ وَصَفَ حَالَهُ فِي تَرَدُّدِهِ وَتَأَمُّلِهِ بِأَبْلَغِ وَصْفٍ . فَابْتُدِئَ بِذِكْرِ تَفْكِيرِهِ فِي الرَّأْيِ الَّذِي سَيَصْدُرُ عَنْهُ وَتَقْدِيرِهِ .
وَمَعْنَى ( فَكَّرَ ) أَعْمَلَ فِكْرَهُ وَكَرَّرَ نَظَرَ رَأْيِهِ لِيَبْتَكِرَ عُذْرًا يُمَوِّهُهُ وَيُرَوِّجُهُ عَلَى الدَّهْمَاءِ فِي وَصْفِ الْقُرْآنِ بِوَصْفِ كَلَامِ النَّاسِ لِيُزِيلَ مِنْهُمُ اعْتِقَادَ أَنَّهُ وَحْيٌ أُوحِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
[ ص: 308 ] ( وَقَدَّرَ ) جُعِلَ قَدْرًا لِمَا يَخْطُرُ بِخَاطِرِهِ أَنْ يَصِفَ بِهِ الْقُرْآنَ لِيَعْرِضَهُ عَلَى مَا يُنَاسِبُ مَا يُنْحِلُهُ الْقُرْآنَ مِنْ أَنْوَاعِ كَلَامِ الْبَشَرِ أَوْ مَا يَسِمُ بِهِ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ النَّاسِ الْمُخَالِفَةِ أَحْوَالُهُمْ لِلْأَحْوَالِ الْمُعْتَادَةِ فِي النَّاسِ ، مِثَالُ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ فِي نَفْسِهِ ، نَقُولُ :
مُحَمَّدٌ مَجْنُونٌ ، ثُمَّ يَقُولُ : الْمَجْنُونُ يُخْنَقُ وَيَتَخَالَجُ وَيُوَسْوَسُ وَلَيْسَ
مُحَمَّدٌ كَذَلِكَ ، ثُمَّ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ : هُوَ شَاعِرٌ ، فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ : لَقَدْ عَرَفْتُ الشِّعْرَ وَسَمِعْتُ كَلَامَ الشُّعَرَاءِ فَمَا يُشْبِهُ كَلَامُ
مُحَمَّدٍ كَلَامَ الشَّاعِرِ ثُمَّ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ : كَاهِنٌ ، فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ : مَا كَلَامُهُ بِزَمْزَمَةِ كَاهِنٍ وَلَا بِسَجْعِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ : نَقُولُ هُوَ سَاحِرٌ فَإِنَّ السِّحْرَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَذَوِيهِ
وَمُحَمَّدٌ يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَمَوَالِيهِ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ : نَقُولُ إِنَّهُ سَاحِرٌ . فَهَذَا مَعْنَى قَدَّرَ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=19فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ كَلَامٌ مُعْتَرِضٌ بَيْنَ ( فَكَّرَ ) وَ ( قَدَّرَ ) وَبَيْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثُمَّ نَظَرَ وَهُوَ إِنْشَاءُ شَتْمٍ مُفَرَّعٍ عَلَى الْإِخْبَارِ عَنْهُ بِأَنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ؛ لِأَنَّ الَّذِي ذُكِرَ يُوجِبُ الْغَضَبَ عَلَيْهِ .
فَالْفَاءُ لِتَفْرِيعِ ذَمِّهِ عَنْ سَيِّئِ فِعْلِهِ ، وَمِثْلُهُ فِي الِاعْتِرَاضِ قَوْلُهُ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=43وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا يُوحَى إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ) .
وَالتَّفْرِيعُ لَا يُنَافِي الِاعْتِرَاضَ ؛ لِأَنَّ الِاعْتِرَاضَ وَضْعُ الْكَلَامِ بَيْنَ كَلَامَيْنِ مُتَّصِلَيْنِ مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَمَّا تَأَلَّفَ مِنْهُ الْكَلَامُ الْمُعْتَرِضُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَجْرِي عَلَى مَا يَتَطَلَّبُهُ مَعْنَاهُ . وَالدَّاعِي إِلَى الِاعْتِرَاضِ هُوَ التَّعْجِيلُ بِفَائِدَةِ الْكَلَامِ لِلِاهْتِمَامِ بِهَا . وَمَنْ زَعَمُوا : أَنَّ الِاعْتِرَاضَ لَا يَكُونُ بِالْفَاءِ فَقَدْ تَوَهَّمُوا .
وَقُتِلَ : دُعَاءٌ عَلَيْهِ بِأَنْ يَقْتُلَهُ قَاتِلٌ ، أَيْ : دُعَاءٌ عَلَيْهِ بِتَعْجِيلِ مَوْتِهِ ؛ لِأَنَّ حَيَاتَهُ حَيَاةٌ سَيِّئَةٌ . وَهَذَا الدُّعَاءُ مُسْتَعْمَلٌ فِي التَّعْجِيبِ مِنْ مَالِهِ وَالرِّثَاءِ لَهُ كَقَوْلِهِ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ وَقَوْلُهُمْ : عَدِمْتُكَ ، وَثَكِلَتْهُ أُمُّهُ ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ مِثْلُهُ فِي التَّعْجِيبِ مِنْ حُسْنِ الْحَالِ يُقَالُ : قَاتَلَهُ اللَّهُ مَا أَشْجَعَهُ . وَجَعَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ كِنَايَةً عَنْ كَوْنِهِ بَلَغَ مَبْلَغًا يَحْسُدُهُ عَلَيْهِ الْمُتَكَلِّمُ حَتَّى يَتَمَنَّى لَهُ الْمَوْتَ . وَأَنَا أَحْسَبُ أَنَّ مَعْنَى الْحَسَدِ غَيْرُ مَلْحُوظٍ وَإِنَّمَا ذَلِكَ مُجَرَّدُ اقْتِصَارٍ عَلَى مَا فِي تِلْكَ الْكَلِمَةِ مِنَ التَّعَجُّبِ أَوِ التَّعْجِيبِ لِأَنَّهَا صَارَتْ فِي ذَلِكَ كَالْأَمْثَالِ . وَالْمَقَامُ هُنَا مُتَعَيِّنٌ لِلْكِنَايَةِ عَنْ سُوءِ حَالِهِ ؛ لِأَنَّ مَا
[ ص: 309 ] قَدَّرَهُ لَيْسَ مِمَّا يُغْتَبَطُ ذَوُو الْأَلْبَابِ عَلَى إِصَابَتِهِ إِذْ هُوَ قَدْ نَاقَضَ قَوْلَهُ ابْتِدَاءً إِذْ قَالَ : مَا هُوَ بِعَقْدِ السَّحَرَةِ وَلَا نَفْثِهِمْ ، وَبَعْدَ أَنْ فَكَّرَ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ فَنَاقَضَ نَفْسَهُ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=20ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ تَأْكِيدٌ لِنَظِيرِهِ الْمُفَرَّعِ بِالْفَاءِ . وَالْعَطْفُ بِـ ( ثُمَّ ) يُفِيدُ أَنَّ جُمْلَتَهَا أَرْقَى رُتْبَةً مِنَ الَّتِي قَبْلَهَا فِي الْغَرَضِ الْمَسُوقِ لَهُ الْكَلَامُ . فَإِذَا كَانَ الْمَعْطُوفُ بِهَا عَيْنَ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ أَفَادَتْ أَنَّ مَعْنَى الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ ذُو دَرَجَاتٍ مُتَفَاوِتَةٍ مَعَ أَنَّ التَّأْكِيدَ يُكْسِبُ الْكَلَامَ قُوَّةً . وَهَذَا كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=4كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ .
وَ كَيْفَ قَدَّرَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مُتَّحِدُ الْمَعْنَى وَهُوَ اسْمُ اسْتِفْهَامٍ دَالٌّ عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي يُبَيِّنُهَا مُتَعَلِّقُ ( كَيْفَ ) .
وَالِاسْتِفْهَامُ مُوَجَّهٌ إِلَى سَامِعٍ غَيْرِ مُعَيَّنٍ يَسْتَفْهِمُ الْمُتَكَلِّمُ سَامِعَهُ اسْتِفْهَامًا عَنْ حَالَةِ تَقْدِيرِهِ ، وَهُوَ اسْتِفْهَامٌ مُسْتَعْمَلٌ فِي التَّعْجِيبِ الْمَشُوبِ بِالْإِنْكَارِ عَلَى وَجْهِ الْمَجَازِ الْمُرْسَلِ .
وَ ( كَيْفَ ) فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مُقَدَّمَةٌ عَلَى صَاحِبِهَا ؛ لِأَنَّ لَهَا الصَّدْرَ وَعَامِلُهَا ( قَدَّرَ ) .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثُمَّ نَظَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=22ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=23ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ عَطْفٌ عَلَى ( وَقَدَّرَ ) وَهِيَ ارْتِقَاءٌ مُتَوَالٍ فِيمَا اقْتَضَى التَّعْجِيبُ مِنْ حَالِهِ وَالْإِنْكَارُ عَلَيْهِ . فَالتَّرَاخِي تَرَاخِي رُتْبَةٍ لَا تَرَاخِي زَمَنٍ ؛ لِأَنَّ نَظَرَهُ وَعُبُوسَهُ وَبَسَرَهُ وَإِدْبَارَهُ وَاسْتِكْبَارَهُ مُقَارِنَةٌ لِتَفْكِيرِهِ وَتَقْدِيرِهِ .
وَالنَّظَرُ هُنَا : نَظَرُ الْعَيْنِ لِيَكُونَ زَائِدًا عَلَى مَا أَفَادَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18فَكَّرَ وَقَدَّرَ . وَالْمَعْنَى : نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْحَاضِرِينَ يَسْتَخْرِجُ آرَاءَهُمْ فِي انْتِحَالِ مَا يَصِفُونَ بِهِ الْقُرْآنَ .
وَعَبَسَ : قَطَّبَ وَجْهَهُ لَمَّا اسْتَعْصَى عَلَيْهِ مَا يَصِفُ بِهِ الْقُرْآنَ وَلَمْ يَجِدْ مَغْمَزًا مَقْبُولًا .
وَبَسَرَ : مَعْنَاهُ كَلَحَ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ خَوْفًا وَكَمَدًا حِينَ لَمْ يَجِدْ مَا يَشْفِي غَلِيلَهُ مِنْ مَطْعَنٍ فِي الْقُرْآنِ لَا تَرُدُّهُ الْعُقُولُ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=24وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=25تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ فِي سُورَةِ الْقِيَامَةِ .
وَالْإِدْبَارُ : هُنَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَعَارًا لِتَغْيِيرِ التَّفْكِيرِ الَّذِي كَانَ يُفَكِّرُهُ وَيُقَدِّرُهُ
[ ص: 310 ] يَأْسًا مِنْ أَنْ يَجِدَ مَا فَكَّرَ فِي انْتِحَالِهِ فَانْصَرَفَ إِلَى الِاسْتِكْبَارِ وَالْأَنَفَةِ مِنْ أَنْ يَشْهَدَ لِلْقُرْآنِ بِمَا فِيهِ مِنْ كَمَالِ اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَعَارًا لِزِيَادَةِ إِعْرَاضِهِ عَنْ تَصْدِيقِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=22ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى حِكَايَةً عَنْ
فِرْعَوْنَ فِي سُورَةِ النَّازِعَاتِ .
وُصِفَتْ أَشْكَالُهُ الَّتِي تَشَكَّلَ بِهَا لَمَّا أَجْهَدَ نَفْسَهُ لِاسْتِنْبَاطِ مَا يَصِفُ بِهِ الْقُرْآنَ وَذَلِكَ تَهَكُّمٌ
بِالْوَلِيدِ .
وَصِيغَةُ الْحَصْرِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ مُشْعِرَةٌ بِأَنَّ اسْتِقْرَاءَ أَحْوَالِ الْقُرْآنِ بَعْدَ السَّبْرِ وَالتَّقْسِيمِ أَنْتَجَ لَهُ أَنَّهُ مِنْ قَبِيلِ السِّحْرِ ، فَهُوَ قَصْرُ تَعْيِينٍ لِأَحَدِ الْأَقْوَالِ الَّتِي جَالَتْ فِي نَفْسِهِ ؛ لِأَنَّهُ قَالَ : مَا هُوَ بِكَلَامِ شَاعِرٍ وَلَا بِكَلَامِ كَاهِنٍ وَلَا بِكَلَامِ مَجْنُونٍ ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي خَبَرِهِ .
وَوَصَفَ هَذَا السِّحْرَ بِأَنَّهُ مَأْثُورٌ ، أَيْ : مَرْوِيٌّ عَنِ الْأَقْدَمِينَ ، يَقُولُ هَذَا لِيَدْفَعَ بِهِ اعْتِرَاضًا يَرُدُّ عَلَيْهِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29568أَقْوَالَ السَّحَرَةِ وَأَعْمَالَهُمْ لَيْسَتْ مُمَاثِلَةً لِلْقُرْآنِ وَلَا لِأَحْوَالِ الرَّسُولِ فَزَعَمَ أَنَّهُ أَقْوَالٌ سِحْرِيَّةٌ غَيْرُ مَأْلُوفَةٍ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنْ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ بِأَنَّ السِّحْرَ يَكُونُ أَقْوَالًا وَأَفْعَالًا فَهَذَا مِنَ السِّحْرِ الْقَوْلِيِّ . وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ بِمَنْزِلَةِ النَّتِيجَةِ لِمَا تَقَدَّمَ ، ؛ لِأَنَّ مَقْصُودَهُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ وَحْيًا مِنَ اللَّهِ .
وَعَطَفَ قَوْلَهُ ( فَقَالَ ) بِالْفَاءِ ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْمَقَالَةَ لَمَّا خَطَرَتْ بِبَالِهِ بَعْدَ اكْتِدَادِ فِكْرِهِ لَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ نَطَقَ بِهَا فَكَانَ نُطْقُهُ بِهَا حَقِيقًا بِأَنْ يُعْطَفَ بِحَرْفِ التَّعْقِيبِ .