nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29034_30564قاتلهم الله أنى يؤفكون .
تذييل فإنه جمع على الإجمال ما يغني عن تعداد مذامهم كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم ، مسوق للتعجيب من حال توغلهم في الضلالة والجهالة بعدولهم عن الحق .
فافتتح التعجيب منهم بجملة أصلها دعاء بالإهلاك والاستئصال ولكنها غلب استعمالها في التعجب أو التعجيب من سوء الحال الذي جره صاحبه لنفسه فإن كثيرا من الكلم التي هي دعاء بسوء تستعمل في التعجيب من فعل أو قول مكروه مثل قولهم : ثكلته أمه ، وويل أمه . وتربت يمينه . واستعمال ذلك في التعجب مجاز مرسل للملازمة بين بلوغ الحال في السوء وبين الدعاء على صاحبه بالهلاك وبين التعجب من سوء الحال . فهي ملازمة بمرتبتين كناية رمزية .
و أنى هنا اسم استفهام عن المكان . وأصل أنى ظرف مكان وكثر تضمينه معنى الاستفهام في استعمالاته ، وقد يكون للمكان المجازي فيفسر بمعنى كيف كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قلتم أنى هذا في سورة آل عمران ، وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=13أنى لهم الذكرى في سورة الدخان . ومنه قوله هنا
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4أنى يؤفكون ، والاستفهام هنا مستعمل في التعجيب على وجه المجاز المرسل لأن الأمر العجيب من شأنه أن يستفهم عن حال حصوله . فالاستفهام عنه من لوازم أعجوبته . فجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4أنى يؤفكون بيان للتعجيب الإجمالي المفاد بجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4قاتلهم الله .
[ ص: 243 ] و يؤفكون يصرفون يقال : أفكه ، إذا صرفه وأبعده ، والمراد : صرفهم عن الهدى ، أي كيف أمكن لهم أن يصرفوا أنفسهم عن الهدى ، أو كيف أمكن لمضلليهم أن يصرفوهم عن الهدى مع وضوح دلائله .
وتقدم نظير الآية في سورة ( براءة ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29034_30564قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ .
تَذْيِيلٌ فَإِنَّهُ جَمَعَ عَلَى الْإِجْمَالِ مَا يَغْنِي عَنْ تَعْدَادِ مَذَامِّهِمْ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ، مَسُوقٌ لِلتَّعْجِيبِ مِنْ حَالِ تَوَغُّلِهِمْ فِي الضَّلَالَةِ وَالْجَهَالَةِ بِعُدُولِهِمْ عَنِ الْحَقِّ .
فَافْتُتِحَ التَّعْجِيبُ مِنْهُمْ بِجُمْلَةٍ أَصْلُهَا دُعَاءٌ بِالْإِهْلَاكِ وَالِاسْتِئْصَالِ وَلَكِنَّهَا غَلَبَ اسْتِعْمَالُهَا فِي التَّعَجُّبِ أَوْ التَّعْجِيبِ مِنْ سُوءِ الْحَالِ الَّذِي جَرَّهُ صَاحِبُهُ لِنَفْسِهِ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْكَلِمِ الَّتِي هِيَ دُعَاءٌ بِسُوءٍ تُسْتَعْمَلُ فِي التَّعْجِيبِ مِنْ فِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ مَكْرُوهٍ مِثْلَ قَوْلِهِمْ : ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ ، وَوَيْلُ أُمِّهِ . وَتَرِبَتْ يَمِينُهُ . وَاسْتِعْمَالُ ذَلِكَ فِي التَّعَجُّبِ مَجَازٌ مُرْسَلٌ لِلْمُلَازَمَةِ بَيْنَ بُلُوغِ الْحَالِ فِي السُّوءِ وَبَيْنَ الدُّعَاءِ عَلَى صَاحِبِهِ بِالْهَلَاكِ وَبَيْنَ التَّعَجُّبِ مِنْ سُوءِ الْحَالِ . فَهِيَ مُلَازَمَةٌ بِمَرْتَبَتَيْنِ كِنَايَةٌ رَمْزِيَّةٌ .
وَ أَنَّى هُنَا اسْمُ اسْتِفْهَامٍ عَنِ الْمَكَانِ . وَأَصَّلُ أَنَّى ظَرْفُ مَكَانٍ وَكَثُرَ تَضْمِينُهُ مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ فِي اسْتِعْمَالَاتِهِ ، وَقَدْ يَكُونُ لِلْمَكَانِ الْمَجَازِيِّ فَيُفَسَّرُ بِمَعْنَى كَيْفَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ، وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=13أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى فِي سُورَةِ الدُّخَانِ . وَمِنْهُ قَوْلُهُ هُنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4أَنَّى يُؤْفَكُونَ ، وَالِاسْتِفْهَامُ هُنَا مُسْتَعْمَلٌ فِي التَّعْجِيبِ عَلَى وَجْهِ الْمَجَازِ الْمُرْسَلِ لِأَنَّ الْأَمْرَ الْعَجِيبَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُسْتَفْهَمَ عَنْ حَالِ حُصُولِهِ . فَالِاسْتِفْهَامُ عَنْهُ مِنْ لَوَازِمِ أُعْجُوبَتِهِ . فَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4أَنَّى يُؤْفَكُونَ بَيَانٌ لِلتَّعْجِيبِ الْإِجْمَالِيِّ الْمُفَادِ بِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4قَاتَلَهُمُ اللَّهُ .
[ ص: 243 ] وَ يُؤْفَكُونَ يُصْرَفُونَ يُقَالُ : أَفَكَهُ ، إِذَا صَرَفَهُ وَأَبْعَدَهُ ، وَالْمُرَادُ : صَرَفَهُمْ عَنِ الْهُدَى ، أَيْ كَيْفَ أَمْكَنَ لَهُمْ أَنْ يَصْرِفُوا أَنْفُسَهُمْ عَنِ الْهُدَى ، أَوْ كَيْفَ أَمْكَنَ لِمُضَلِّلِيهِمْ أَنْ يَصْرِفُوهُمْ عَنِ الْهُدَى مَعَ وُضُوحِ دَلَائِلِهِ .
وَتَقَدَّمَ نَظِيرُ الْآيَةِ فِي سُورَةِ ( بَرَاءَةٌ ) .