nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29028اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون
افتتاح الكلام بـ " اعلموا " ونحوه يؤذن بأن ما سيلقى جدير بتوجه الذهن بشراشره إليه كما تقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=235واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه ، في سورة البقرة وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه ، الآية في سورة الأنفال .
وهو هنا يشير إلى أن الكلام الذي بعده مغزى عظيم غير ظاهر ، وذلك أنه أريد به تمثيل حال
nindex.php?page=treesubj&link=24582احتياج القلوب المؤمنة إلى ذكر الله بحال الأرض الميتة في الحاجة إلى المطر ، وحال الذكر في تزكية النفوس واستنارتها بحال الغيث في إحياء الأرض الجدبة . ودل على ذلك قوله بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ، وإلا فإن إحياء الله الأرض بعد موتها بما يصيبها من المطر لا خفاء فيها فلا يقتضي أن يفتتح الإخبار عنه بمثل " اعلموا " إلا لأن فيه دلالة غير مألوفة وهي دلالة التمثيل ، ونظيره
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002568قول النبيء - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=91لأبي مسعود البدري وقد رآه لطم وجه عبد له : اعلم أبا مسعود ، اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا .
فالجملة بمنزلة التعليل لجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=16ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله إلى قوله " فقست قلوبهم " ، لما تتضمنه تلك من التحريض على الخشوع
[ ص: 394 ] لذكر الله ، ولكن هذه بمنزلة العلة فصلت ولم تعطف ، وهذا يقتضي أن تكون مما نزل مع قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=16ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم ، الآية .
والخطاب في قوله اعلموا للمؤمنين على طريقة الالتفات إقبالا عليهم للاهتمام .
nindex.php?page=treesubj&link=28914وقوله nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17أن الله يحيي الأرض بعد موتها ، استعارة تمثيلية مصرحة ويتضمن تمثيلية مكنية بسبب تضمنه تشبيه
nindex.php?page=treesubj&link=29558حال ذكر الله والقرآن في إصلاح القلوب بحال المطر في إصلاحه الأرض بعد جدبها . وطوي ذكر الحالة المشبه بها ورمز إليها بلازمها وهو إسناد إحياء الأرض إلى الله لأن الله يحيي الأرض بعد موتها بسبب المطر كما قال تعالى ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها .
والمقصود الإرشاد إلى وسيلة الإنابة إلى الله والحث على تعهد النفس بالموعظة ، والتذكير بالإقبال على القرآن وتدبره وكلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتعليمه وأن في اللجأ إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - نجاة وفي المفزع إليهما عصمة وقد قال النبيء - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002569تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي ، وقال
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002570مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع لذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ، استئناف بياني لجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17إن الله يحيي الأرض بعد موتها لأن السامع قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها يتطلب معرفة الغرض من هذا الإعلام فيكون قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17قد بينا لكم الآيات ، جوابا عن تطلبه ، أي : أعلمناكم بهذا تبيينا للآيات .
ويفيد بعمومه مفاد التذييل للآيات السابقة من أول السورة مكيها ومدنيها لأن
[ ص: 395 ] الآية وإن كانت مدنية فموقعها بعد الآيات النازلة
بمكة مراد لله تعالى ، ويدل عليه الأمر بوضعها في موضعها هذا ، ولأن التعريف في الآيات للاستغراق كما هو شأن الجمع المعرف باللام .
والآيات : الدلائل . والمراد بها : ما يشمل مضمون قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=16ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد إلى قوله " بعد موتها " وهو محل ضرب المثل لأن التنظير بحال أهل الكتاب ضرب من التمثيل .
وبيان الآيات يحصل من فصاحة الكلام وبلاغته ووفرة معانيه وتوضيحها ، وكل ذلك حاصل في هذه الآيات كما علمت آنفا . ومن أوضح البيان التنظير بأحوال المشابهين في حالة التحذير أو التحضيض .
و " لعلكم تعقلون " : رجاء وتعليل ، أي : بينا لكم لأنكم حالكم كحال من يرجى فهمه ، والبيان علة لفهمه .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29028اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
افْتِتَاحُ الْكَلَامِ بِـ " اعْلَمُوا " وَنَحْوِهِ يُؤْذِنُ بِأَنَّ مَا سَيُلْقَى جَدِيرٌ بِتَوَجُّهِ الذِّهْنِ بِشَرَاشِرِهِ إِلَيْهِ كَمَا تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=235وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ، فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ، الْآيَةَ فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ .
وَهُوَ هُنَا يُشِيرُ إِلَى أَنَّ الْكَلَامَ الَّذِي بُعْدُهُ مَغْزًى عَظِيمٌ غَيْرُ ظَاهِرٍ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ تَمْثِيلُ حَالِ
nindex.php?page=treesubj&link=24582احْتِيَاجِ الْقُلُوبِ الْمُؤْمِنَةِ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ بِحَالِ الْأَرْضِ الْمَيِّتَةِ فِي الْحَاجَةِ إِلَى الْمَطَرِ ، وَحَالِ الذِّكْرِ فِي تَزْكِيَةِ النُّفُوسِ وَاسْتِنَارَتِهَا بِحَالِ الْغَيْثِ فِي إِحْيَاءِ الْأَرْضِ الْجَدْبَةِ . وَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، وَإِلَّا فَإِنَّ إِحْيَاءَ اللَّهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا بِمَا يُصِيبُهَا مِنَ الْمَطَرِ لَا خَفَاءَ فِيهَا فَلَا يَقْتَضِي أَنْ يَفْتَتِحَ الْإِخْبَارَ عَنْهُ بِمِثْلِ " اعْلَمُوا " إِلَّا لِأَنَّ فِيهِ دَلَالَةً غَيْرَ مَأْلُوفَةٍ وَهِيَ دَلَالَةُ التَّمْثِيلِ ، وَنَظِيرُهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002568قَوْلُ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=91لِأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ وَقَدْ رَآهُ لَطَمَ وَجْهَ عَبْدٍ لَهُ : اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ ، اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا .
فَالْجُمْلَةُ بِمَنْزِلَةِ التَّعْلِيلِ لِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=16أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ " فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ " ، لِمَا تَتَضَمَّنُهُ تِلْكَ مِنَ التَّحْرِيضِ عَلَى الْخُشُوعِ
[ ص: 394 ] لِذِكْرِ اللَّهِ ، وَلَكِنْ هَذِهِ بِمَنْزِلَةِ الْعِلَّةِ فُصِلَتْ وَلَمْ تُعْطَفْ ، وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ تَكُونَ مِمَّا نَزَلَ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=16أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ ، الْآيَةَ .
وَالْخِطَابُ فِي قَوْلِهِ اعْلَمُوا لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى طَرِيقَةِ الِالْتِفَاتِ إِقْبَالًا عَلَيْهِمْ لِلِاهْتِمَامِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28914وَقَوْلُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ، اسْتِعَارَةٌ تَمْثِيلِيَّةٌ مُصَرَّحَةٌ وَيَتَضَمَّنُ تَمْثِيلِيَّةً مَكْنِيَّةً بِسَبَبِ تَضَمُّنِهِ تَشْبِيهَ
nindex.php?page=treesubj&link=29558حَالِ ذِكْرِ اللَّهِ وَالْقُرْآنِ فِي إِصْلَاحِ الْقُلُوبِ بِحَالِ الْمَطَرِ فِي إِصْلَاحِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ جَدْبِهَا . وَطُوِيَ ذِكْرُ الْحَالَةِ الْمُشَبَّهِ بِهَا وَرُمِزَ إِلَيْهَا بِلَازِمِهَا وَهُوَ إِسْنَادُ إِحْيَاءِ الْأَرْضِ إِلَى اللَّهِ لِأَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا بِسَبَبِ الْمَطَرِ كَمَا قَالَ تَعَالَى أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا .
وَالْمَقْصُودُ الْإِرْشَادُ إِلَى وَسِيلَةِ الْإِنَابَةِ إِلَى اللَّهِ وَالْحَثِّ عَلَى تَعَهُّدِ النَّفْسِ بِالْمَوْعِظَةِ ، وَالتَّذْكِيرُ بِالْإِقْبَالِ عَلَى الْقُرْآنِ وَتَدَبُّرِهِ وَكَلَامِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَعْلِيمِهِ وَأَنَّ فِي اللَّجَأِ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَجَاةً وَفِي الْمَفْزَعِ إِلَيْهِمَا عِصْمَةً وَقَدْ قَالَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002569تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي ، وَقَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002570مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبَ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا ، وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ لِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ لِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17إِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا لِأَنَّ السَّامِعَ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا يَتَطَلَّبُ مَعْرِفَةَ الْغَرَضِ مِنْ هَذَا الْإِعْلَامِ فَيَكُونُ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ، جَوَابًا عَنْ تَطَلُّبِهِ ، أَيْ : أَعْلَمْنَاكُمْ بِهَذَا تَبْيِينًا لِلْآيَاتِ .
وَيُفِيدُ بِعُمُومِهِ مُفَادَ التَّذْيِيلِ لِلْآيَاتِ السَّابِقَةِ مِنْ أَوَّلِ السُّورَةِ مَكِيِّهَا وَمَدَنِيِّهَا لِأَنَّ
[ ص: 395 ] الْآيَةَ وَإِنْ كَانَتْ مَدَنِيَّةً فَمَوْقِعُهَا بَعْدَ الْآيَاتِ النَّازِلَةِ
بِمَكَّةَ مُرَادٌ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ الْأَمْرُ بِوَضْعِهَا فِي مَوْضِعِهَا هَذَا ، وَلِأَنَّ التَّعْرِيفَ فِي الْآيَاتِ لِلِاسْتِغْرَاقِ كَمَا هُوَ شَأْنُ الْجَمْعِ الْمُعَرَّفِ بِاللَّامِ .
وَالْآيَاتُ : الدَّلَائِلُ . وَالْمُرَادُ بِهَا : مَا يَشْمَلُ مَضْمُونَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=16وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ إِلَى قَوْلِهِ " بَعْدَ مَوْتِهَا " وَهُوَ مَحَلُّ ضَرْبِ الْمَثَلِ لِأَنَّ التَّنْظِيرَ بِحَالِ أَهْلِ الْكِتَابِ ضَرْبٌ مِنَ التَّمْثِيلِ .
وَبَيَانُ الْآيَاتِ يَحْصُلُ مِنْ فَصَاحَةِ الْكَلَامِ وَبَلَاغَتِهِ وَوَفْرَةِ مَعَانِيهِ وَتَوْضِيحِهَا ، وَكُلُّ ذَلِكَ حَاصِلٌ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ كَمَا عَلِمْتَ آنِفًا . وَمِنْ أَوْضَحِ الْبَيَانِ التَّنْظِيرُ بِأَحْوَالِ الْمُشَابِهِينَ فِي حَالَةِ التَّحْذِيرِ أَوِ التَّحْضِيضِ .
وَ " لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " : رَجَاءٌ وَتَعْلِيلٌ ، أَيْ : بَيَّنَا لَكُمْ لِأَنَّكُمْ حَالُكُمْ كَحَالِ مَنْ يُرْجَى فَهْمُهُ ، وَالْبَيَانُ عِلَّةٌ لِفَهْمِهِ .