nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29017أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين
يجوز أن يكون اسم الإشارة مشيرا إلى الذي قال لديه هذه المقالة لما علمت أن المراد به فريق ، فجاءت الإشارة إليه باسم إشارة الجماعة بتأويل الفريق .
[ ص: 40 ] ويجوز أن يكون " أولئك " إشارة إلى " الأولين " من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين ، وهم الذين روي أن ابن
أبي بكر ذكرهم حين قال : فأين
عبد الله بن جدعان ، وأين
عثمان بن عمرو ، ومشائخ
قريش كما تقدم آنفا . واستحضار هذا الفريق بطريق اسم الإشارة لزيادة تمييز حالهم العجيبة .
وتعريف القول تعريف العهد وهو قول معهود عند المسلمين لما تكرر في القرآن من التعبير عنه بالقول في نحو آية
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=84قال فالحق والحق أقول nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=85لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ، ونحو قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أفمن حق عليه كلمة العذاب ، فإن الكلمة قول ، ونحو قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=7لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون الآية .
وإطلاقه في هذه الآية رشيق لصلوحية . . . .
وإقحام
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18كانوا خاسرين دون أن يقال : إنهم خاسرون ، للإشارة إلى أن خسرانهم محقق فكني عن ذلك بجعلهم كائنين فيه .
وتأكيد الكلام بحرف ( إن ) لأنهم يظنون أن ما حصل لهم في الدنيا من التمتع بالطيبات فوزا ليس بعده نكد لأنهم لا يؤمنون بالبعث والجزاء ، فشبهت حالة ظنهم هذا بحال التاجر الذي قل ربحه من تجارته فكان أمره خسرا ، وقد تقدم غير مرة منها قوله - تعالى -
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16فما ربحت تجارتهم في البقرة .
وإيراد فعل الكون بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18كانوا خاسرين دون الاقتصار على خاسرين لأن ( كان ) تدل على أن الخسارة متمكنة منهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29017أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ
يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْمُ الْإِشَارَةِ مُشِيرًا إِلَى الَّذِي قَالَ لَدَيْهِ هَذِهِ الْمَقَالَةَ لِمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ فَرِيقٌ ، فَجَاءَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ بِاسْمِ إِشَارَةِ الْجَمَاعَةِ بِتَأْوِيلِ الْفَرِيقِ .
[ ص: 40 ] وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " أُولَئِكَ " إِشَارَةً إِلَى " الْأَوَّلِينَ " مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ، وَهُمُ الَّذِينَ رُوِيَ أَنَّ ابْنَ
أَبِيِ بَكْرٍ ذَكَرَهُمْ حِينَ قَالَ : فَأَيْنَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ ، وَأَيْنَ
عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو ، وَمَشَائِخُ
قُرَيْشٍ كَمَا تَقَدَّمَ آنِفًا . وَاسْتِحْضَارُ هَذَا الْفَرِيقِ بِطَرِيقِ اسْمِ الْإِشَارَةِ لِزِيَادَةِ تَمْيِيزِ حَالِهِمُ الْعَجِيبَةِ .
وَتَعْرِيفُ الْقَوْلِ تَعْرِيفُ الْعَهْدِ وَهُوَ قَوْلٌ مَعْهُودٌ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ لِمَا تَكَرَّرَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ التَّعْبِيرِ عَنْهُ بِالْقَوْلِ فِي نَحْوِ آيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=84قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=85لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ، وَنَحْوِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ ، فَإِنَّ الْكَلِمَةَ قَوْلٌ ، وَنَحْوِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=7لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ الْآيَةَ .
وَإِطْلَاقُهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ رَشِيقٌ لِصُلُوحِيَّةِ . . . .
وَإِقْحَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18كَانُوا خَاسِرِينَ دُونَ أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُمْ خَاسِرُونَ ، لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ خُسْرَانَهُمْ مُحَقَّقٌ فَكُنِّيَ عَنْ ذَلِكَ بِجَعْلِهِمْ كَائِنِينَ فِيهِ .
وَتَأْكِيدُ الْكَلَامِ بِحَرْفِ ( إِنَّ ) لِأَنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّ مَا حَصَلَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ التَّمَتُّعِ بِالطَّيِّبَاتِ فَوْزًا لَيْسَ بَعْدَهُ نَكَدٌ لِأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ ، فَشُبِّهَتْ حَالَةُ ظَنِّهِمْ هَذَا بِحَالِ التَّاجِرِ الَّذِي قَلَّ رِبْحُهُ مِنْ تِجَارَتِهِ فَكَانَ أَمْرُهُ خُسْرًا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ مِنْهَا قَوْلُهُ - تَعَالَى -
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ فِي الْبَقَرَةِ .
وَإِيرَادُ فِعْلِ الْكَوْنِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18كَانُوا خَاسِرِينَ دُونَ الِاقْتِصَارِ عَلَى خَاسِرِينَ لِأَنَّ ( كَانَ ) تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْخَسَارَةَ مُتَمَكِّنَةٌ مِنْهُمْ .