nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29012_31791_29428قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه .
استئناف ابتدائي هو تلقين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يجيب قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5فاعمل إننا عاملون المفرع على قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه إلى آخره جواب المتبرئ من أن يكون له حول وقوة ليعمل في إلجائهم إلى الإيمان لما أبوه إذ ما هو إلا بشر مثلهم في البشرية لا حول له على تقليب القلوب الضالة إلى الهدى ، وما عليه إلا أن يبلغهم ما أوحى الله إليه . وهذا الخبر يفيد كناية عن تفويض الأمر في العمل
[ ص: 237 ] بجزائهم إلى الله تعالى كأنه يقول : وماذا أستطيع أن أعمل معكم فإني رسول من الله فحسابكم على الله .
فصيغة القصر في
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6إنما أنا بشر مثلكم تفيد قصرا إضافيا ، أي أنا مقصور على البشرية دون التصرف في قلوب الناس .
وبين ما تميز به عنهم على وجه الاحتراس من أن يتلقفوا قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6إنما أنا بشر مثلكم تلقف من حصل على اعتراف خصمه بنهوض حجته بما يثبت الفارق بينه وبينهم في البشرية ، وهو مضمون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6يوحى إلي وذلك للتسجيل عليهم إبطال زعمهم المشهور المكرر أن كونه بشرا مانع من إرساله عن الله تعالى لقولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ، ونحوه مما تكرر في القرآن . ومثل هذا الاحتراس ما حكاه الله عن قول الكفار لرسلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=10إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده .
وحرصا على إبلاغ الإرشاد إليهم بين له ما يوحى إليه بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6إنما إلهكم إله واحد إعادة لما أبلغهم إياه غير مرة ، شأن القائم بهدي الناس أن لا يغادر فرصة لإبلاغهم الحق إلا انتهزها . ونظيره ما جاء في محاورة
موسى وفرعون
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=23قال فرعون وما رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=24قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=25قال لمن حوله ألا تستمعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=26قال ربكم ورب آبائكم الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=27قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=28قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون .
وأنما مفتوحة الهمزة ، وهي أخت " إنما " المكسورة وإنما تفتح همزتها إذا وقعت معمولة لما قبلها ولم تكن في الابتداء كما تفتح همزة " أن " وتكسر همزة " إن " لأن " إنما " أو " أنما " مركبان من " إن " أو " أن " مع " ما " الكافة الزائدة للدلالة على معنى " ما " و " إلا " حتى ذهب وهل بعضهم أن " ما " التي معها هي النافية اغترارا بأن معنى القصر إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه مثل " ما " و " إلا " ولا ينبغي التردد في كون " أنما " المفتوحة الهمزة مفيدة القصر
[ ص: 238 ] مثل أختها المكسورة الهمزة وبذلك جزم
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في تفسير سورة الأنبياء ، وما رده
أبو حيان عليه إنما هو مجازفة ، وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=108قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون في سورة الأنبياء .
فقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6أنما إلهكم إله واحد إدماج للدعوة إلى الحق في خلال الجواب حرصا على الهدي .
وكذلك التفريع بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6فاستقيموا إليه واستغفروه فإنه إتمام لذلك الإدماج بتفريع فائدته عليه لأن إثبات أن الله إله واحد إنما يقصد منه إفراده بالعبادة ونبذ الشرك . هذا هو الوجه في توجيه ارتباط
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قل إنما أنا بشر بقولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قلوبنا في أكنة إلخ .
وموقع
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6أنما إلهكم إله واحد أنه نائب فاعل
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6يوحى إلي ، أي يوحى إلي معنى المصدر المنسبك من
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6أنما إلهكم إله واحد وهو حصر صفة الله تعالى في أنه واحد ، أي دون شريك .
ومماثلته لهم : المماثلة في البشرية فتفيد تأكيد كونه بشرا .
والاستقامة : كون الشيء قويما ، أي غير ذي عوج وتطلق مجازا على كون الشيء حقا خالصا ليست فيه شائبة تمويه ولا باطل .
وعلى كون الشخص صادقا في معاملته أو عهده غير خالط به شيئا من الحيلة أو الخيانة ، فيقال : فلان رجل مستقيم ، أي صادق الخلق ، وإن أريد صدقه مع غيره يقال : استقام له ، أي استقام لأجله ، أي لأجل معاملته منه . ومنه قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم والاستقامة هنا بهذا المعنى ، وإنما عدي بحرف إلى لأنها كثيرا ما تعاقب اللام ، يقال : ذهبت له وذهبت إليه ، والأحسن أن إيثار إلى هنا لتضمين استقيموا معنى : توجهوا ، لأن التوحيد توجه ، أي صرف الوجه إلى الله دون غيره ، كما حكي عن
إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ، أو ضمن استقيموا معنى : أنيبوا ، أي توبوا من الشرك كما دل عليه عطف
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6واستغفروه .
[ ص: 239 ] والاستغفار : طلب العفو عما فرط من ذنب أو عصيان وهو مشتق من الغفر وهو الستر .
والمعنى : فأخلصوا إلى الله في عبادته ولا تشركوا به غيره واسألوا منه الصفح عما فرط منكم من الشرك والعناد .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29012_31791_29428قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ .
اسْتِئْنَافٌ ابْتِدَائِيٌّ هُوَ تَلْقِينُ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُجِيبَ قَوْلَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ الْمُفَرَّعَ عَلَى قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ إِلَى آخِرِهِ جَوَابُ الْمُتَبَرِّئِ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ حَوْلٌ وَقُوَّةٌ لِيَعْمَلَ فِي إِلْجَائِهِمْ إِلَى الْإِيمَانِ لِمَا أَبَوْهُ إِذْ مَا هُوَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُهُمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ لَا حَوْلَ لَهُ عَلَى تَقْلِيبِ الْقُلُوبِ الضَّالَّةِ إِلَى الْهُدَى ، وَمَا عَلَيْهِ إِلَّا أَنْ يُبَلِّغَهُمْ مَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ . وَهَذَا الْخَبَرُ يُفِيدُ كِنَايَةً عَنْ تَفْوِيضِ الْأَمْرِ فِي الْعَمَلِ
[ ص: 237 ] بِجَزَائِهِمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى كَأَنَّهُ يَقُولُ : وَمَاذَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَعْمَلَ مَعَكُمْ فَإِنِّي رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ فَحِسَابُكُمْ عَلَى اللَّهِ .
فَصِيغَةُ الْقَصْرِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ تُفِيدُ قَصْرًا إِضَافِيًّا ، أَيْ أَنَا مَقْصُورٌ عَلَى الْبَشَرِيَّةِ دُونَ التَّصَرُّفِ فِي قُلُوبِ النَّاسِ .
وَبَيْنَ مَا تَمَيَّزَ بِهِ عَنْهُمْ عَلَى وَجْهِ الِاحْتِرَاسِ مِنْ أَنْ يَتَلَقَّفُوا قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ تَلَقُّفَ مَنْ حَصَلَ عَلَى اعْتِرَافِ خَصْمِهِ بِنُهُوضِ حُجَّتِهِ بِمَا يُثْبِتُ الْفَارِقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ ، وَهُوَ مَضْمُونُ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6يُوحَى إِلَيَّ وَذَلِكَ لِلتَّسْجِيلِ عَلَيْهِمْ إِبْطَالَ زَعْمِهِمُ الْمَشْهُورِ الْمُكَرَّرِ أَنَّ كَوْنَهُ بَشَرًا مَانِعٌ مِنْ إِرْسَالِهِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى لِقَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ، وَنَحْوَهُ مِمَّا تَكَرَّرَ فِي الْقُرْآنِ . وَمِثْلُ هَذَا الِاحْتِرَاسِ مَا حَكَاهُ اللَّهُ عَنْ قَوْلِ الْكُفَّارِ لِرُسُلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=10إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ .
وَحِرْصًا عَلَى إِبْلَاغِ الْإِرْشَادِ إِلَيْهِمْ بَيَّنَ لَهُ مَا يُوحَى إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6إِنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ إِعَادَةً لِمَا أَبْلَغَهُمْ إِيَّاهُ غَيْرَ مَرَّةٍ ، شَأْنَ الْقَائِمِ بِهَدْيِ النَّاسِ أَنْ لَا يُغَادِرَ فُرْصَةً لِإِبْلَاغِهِمُ الْحَقَّ إِلَّا انْتَهَزَهَا . وَنَظِيرُهُ مَا جَاءَ فِي مُحَاوَرَةِ
مُوسَى وَفِرْعَوْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=23قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=24قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=25قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=26قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=27قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=28قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ .
وَأَنَّمَا مَفْتُوحَةُ الْهَمْزَةِ ، وَهِيَ أُخْتُ " إِنَّمَا " الْمَكْسُورَةِ وَإِنَّمَا تُفْتَحُ هَمْزَتُهَا إِذَا وَقَعَتْ مَعْمُولَةً لِمَا قَبْلَهَا وَلَمْ تَكُنْ فِي الِابْتِدَاءِ كَمَا تُفْتَحُ هَمْزَةُ " أَنَّ " وَتُكْسَرُ هَمْزَةُ " إِنَّ " لِأَنَّ " إِنَّمَا " أَوْ " أَنَّمَا " مُرَكَّبَانِ مِنْ " إِنَّ " أَوْ " أَنَّ " مَعَ " مَا " الْكَافَّةِ الزَّائِدَةِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى مَعْنَى " مَا " وَ " إِلَّا " حَتَّى ذَهَبَ وَهَلُ بَعْضِهِمْ أَنَّ " مَا " الَّتِي مَعَهَا هِيَ النَّافِيَةُ اغْتِرَارًا بِأَنَّ مَعْنَى الْقَصْرِ إِثْبَاتُ الْحُكْمِ لِلْمَذْكُورِ وَنَفْيُهُ عَمَّا عَدَاهُ مِثْلَ " مَا " وَ " إِلَّا " وَلَا يَنْبَغِي التَّرَدُّدُ فِي كَوْنِ " أَنَّمَا " الْمَفْتُوحَةِ الْهَمْزَةِ مُفِيدَةً الْقَصْرَ
[ ص: 238 ] مِثْلَ أُخْتِهَا الْمَكْسُورَةِ الْهُمَزَةِ وَبِذَلِكَ جَزَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَمَا رَدَّهُ
أَبُو حَيَّانَ عَلَيْهِ إِنَّمَا هُوَ مُجَازَفَةٌ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=108قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ .
فَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ إِدْمَاجٌ لِلدَّعْوَةِ إِلَى الْحَقِّ فِي خِلَالِ الْجَوَابِ حِرْصًا عَلَى الْهَدْيِ .
وَكَذَلِكَ التَّفْرِيعُ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ فَإِنَّهُ إِتْمَامٌ لِذَلِكَ الْإِدْمَاجِ بِتَفْرِيعِ فَائِدَتِهِ عَلَيْهِ لِأَنَّ إِثْبَاتَ أَنَّ اللَّهَ إِلَهٌ وَاحِدٌ إِنَّمَا يَقْصِدُ مِنْهُ إِفْرَادَهُ بِالْعِبَادَةِ وَنَبْذَ الشِّرْكِ . هَذَا هُوَ الْوَجْهُ فِي تَوْجِيهِ ارْتِبَاطِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ بِقَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ إِلَخْ .
وَمَوْقِعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ أَنَّهُ نَائِبُ فَاعِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6يُوحَى إِلَيَّ ، أَيْ يُوحَى إِلَيَّ مَعْنَى الْمَصْدَرِ الْمُنْسَبِكِ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَهُوَ حَصْرُ صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَنَّهُ وَاحِدٌ ، أَيْ دُونَ شَرِيكٍ .
وَمُمَاثَلَتُهُ لَهُمْ : الْمُمَاثَلَةُ فِي الْبَشَرِيَّةِ فَتُفِيدُ تَأْكِيدَ كَوْنِهِ بَشَرًا .
وَالِاسْتِقَامَةُ : كَوْنُ الشَّيْءِ قَوِيمًا ، أَيْ غَيْرَ ذِي عِوَجٍ وَتُطْلَقُ مَجَازًا عَلَى كَوْنِ الشَّيْءِ حَقًّا خَالِصًا لَيْسَتْ فِيهِ شَائِبَةُ تَمْوِيهٍ وَلَا بَاطِلٍ .
وَعَلَى كَوْنِ الشَّخْصِ صَادِقًا فِي مُعَامَلَتِهِ أَوْ عَهْدِهِ غَيْرَ خَالِطٍ بِهِ شَيْئًا مِنَ الْحِيلَةِ أَوِ الْخِيَانَةِ ، فَيُقَالُ : فُلَانٌ رَجُلٌ مُسْتَقِيمٌ ، أَيْ صَادِقُ الْخُلُقِ ، وَإِنْ أُرِيدَ صِدْقُهُ مَعَ غَيْرِهِ يُقَالُ : اسْتَقَامَ لَهُ ، أَيِ اسْتَقَامَ لِأَجْلِهِ ، أَيْ لِأَجْلِ مُعَامَلَتِهِ مِنْهُ . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ وَالِاسْتِقَامَةُ هُنَا بِهَذَا الْمَعْنَى ، وَإِنَّمَا عُدِّيَ بِحَرْفِ إِلَى لِأَنَّهَا كَثِيرًا مَا تُعَاقِبُ اللَّامَ ، يُقَالُ : ذَهَبَتْ لَهُ وَذَهَبَتْ إِلَيْهِ ، وَالْأَحْسَنُ أَنَّ إِيثَارَ إِلَى هُنَا لِتَضْمِينِ اسْتَقِيمُوا مَعْنَى : تَوَجَّهُوا ، لِأَنَّ التَّوْحِيدَ تَوَجُّهٌ ، أَيْ صَرْفُ الْوَجْهِ إِلَى اللَّهِ دُونَ غَيْرِهِ ، كَمَا حُكِيَ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، أَوْ ضُمِّنَ اسْتَقِيمُوا مَعْنَى : أَنِيبُوا ، أَيْ تُوبُوا مِنَ الشِّرْكِ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ عَطْفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6وَاسْتَغْفِرُوهُ .
[ ص: 239 ] وَالِاسْتِغْفَارُ : طَلَبُ الْعَفْوِ عَمَّا فَرَطَ مِنْ ذَنْبٍ أَوْ عِصْيَانٍ وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْغَفْرِ وَهُوَ السَّتْرُ .
وَالْمَعْنَى : فَأَخْلِصُوا إِلَى اللَّهِ فِي عِبَادَتِهِ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ غَيْرَهُ وَاسْأَلُوا مِنْهُ الصَّفْحَ عَمَّا فَرَطَ مِنْكُمْ مِنَ الشِّرْكِ وَالْعِنَادِ .