nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108nindex.php?page=treesubj&link=28991_30296_29690_30376يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما
جملة "
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108يتبعون الداعي " في معنى المفرعة على جملة " ينسفها " . و " يومئذ " ظرف متعلق بـ " يتبعون الداعي " . وقدم الظرف على عامله
[ ص: 309 ] للاهتمام بذلك اليوم ، وليكون تقديمه قائما مقام العطف في الوصل ، أي يتبعون الداعي يوم ينسف ربك الجبال ، أي إذا نسفت الجبال نودوا للحشر فحضروا يتبعون الداعي لذلك .
والداعي ، قيل : هو الملك
إسرافيل - عليه السلام - يدعو بنداء التسخير والتكوين ، فتعود الأجساد والأرواح فيها وتهطع إلى المكان المدعو إليه . وقيل : الداعي الرسول ، أي
nindex.php?page=treesubj&link=30354_30349يتبع كل قوم رسولهم .
و " لا عوج له " حال من " الداعي " . واللام على كلا القولين في المراد من الداعي للأجل ، أي لا عوج لأجل الداعي ، أي لا يروغ المدعوون في سيرهم لأجل الداعي ، بل يقصدون متجهين إلى صوبه . ويجيء على قول من جعل المراد بالداعي الرسول أن يراد بالعوج الباطل تعريضا بالمشركين الذين نسبوا إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - العوج ، كقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ، ونحو ذلك من أكاذيبهم ، كما عرض بهم في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا .
فالمصدر المنفي أريد منه نفي جنس العوج في اتباع الداعي ، بحيث لا يسلكون غير الطريق القويم ، أو لا يسلك بهم غير الطريق القويم ، أو بحيث يعلمون براءة رسولهم من العوج . وبين قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=107لا ترى فيها عوجا وقوله : " لا عوج له " مراعاة النظير ، فكما جعل الله الأرض يومئذ غير معوجة ولا ناتئة كما قال
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=14فإذا هم بالساهرة كذلك جعل سير الناس عليها لا عوج فيه ولا مراوغة .
والخشوع : الخضوع ، وفي كل شيء من الإنسان مظهر من الخشوع; فمظهر الخشوع في الصوت : الإسرار به ، فلذلك فرع عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108فلا تسمع إلا همسا .
[ ص: 310 ] والهمس : الصوت الخفي .
والخطاب بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=107لا ترى فيها عوجا وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108فلا تسمع إلا همسا خطاب لغير معين ، أي لا يرى الرائي ولا يسمع السامع . وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108وخشعت الأصوات في موضع الحال من ضمير " يتبعون " وإسناد الخشوع إلى الأصوات مجاز عقلي ، فإن الخشوع لأصحاب الأصوات; أو استعير الخشوع لانخفاض الصوت وإسراره ، وهذا الخشوع من هول المقام . وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109يومئذ لا تنفع الشفاعة كجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108يومئذ يتبعون الداعي في معنى التفريع على
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108وخشعت الأصوات للرحمن . أي لا يتكلم الناس بينهم إلا همسا ولا يجرءون على الشفاعة لمن يهمهم نفعه . والمقصود من هذا أن جلال الله والخشية منه يصدان عن التوسط عنده لنفع أحد إلا بإذنه . وفيه
nindex.php?page=treesubj&link=30376_30377_28766تأييس للمشركين من أن يجدوا شفعاء لهم عند الله .
واستثناء
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109من أذن له الرحمن من عموم الشفاعة باعتبار أن الشفاعة تقتضي شافعا ؛ لأن المصدر فيه معنى الفعل فيقتضي فاعلا ، أي إلا أن يشفع من أذن له الرحمن في أن يشفع ، فهو استثناء تام وليس بمفرغ .
واللام في " أذن له " لام تعدية فعل " أذن " ، مثل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=123قال فرعون أآمنتم به قبل أن آذن لكم . وتفسير هذا ما ورد في حديث الشفاعة من قول النبيء - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342150فيقال لي : سل تعطه واشفع تشفع .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109ورضي له قولا عائد إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109من أذن له الرحمن وهو الشافع . واللام الداخلة على ذلك الضمير لام التعليل ، أي رضي الرحمن قول الشافع لأجل الشافع ، أي إكراما له كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1ألم نشرح لك صدرك .
[ ص: 311 ] فإن الله ما أذن للشافع بأن يشفع إلا وقد أراد قبول شفاعته ، فصار
nindex.php?page=treesubj&link=30380_30373_28753الإذن بالشفاعة وقبولها عنوانا على كرامة الشافع عند الله تعالى . والمجرور متعلق بفعل " رضي " . وانتصب " قولا " على المفعولية لفعل " رضي " ؛ لأن " رضي " هذا يتعدى إلى الشيء المرضي به بنفسه وبالباء .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم مستأنفة بيانية لجواب سؤال من قد يسأل بيان ما يوجب رضى الله عن العبد الذي يأذن بالشفاعة فيه ، فبين بيانا إجماليا بأن الإذن بذلك يجري على ما يقتضيه علم الله بسائر العبيد وبأعمالهم الظاهرة ، فعبر عن الأعمال الظاهرة بما بين أيديهم ؛ لأن شأن ما بين الأيدي أن يكون واضحا ، وعبر عن السرائر بما خلفهم ؛ لأن شأن ما يجعل خلف المرء أن يكون محجوبا . وقد تقدم ذلك في آية الكرسي ، فهو كناية عن الظاهرات والخفيات ، أي فيأذن لمن أراد تشريفه من عباده المقربين بأن يشفع في طوائف مثل ما ورد في الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342151يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان ، أو بأن يشفع في حالة خاصة مثل ما ورد في حديث الشفاعة العظمى في الموقف لجميع الناس بتعجيل حسابهم . وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110ولا يحيطون به علما تذييل للتعليم بعظمة علم الله تعالى وضآلة علم البشر ، نظير ما وقع في آية الكرسي . وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وعنت الوجوه للحي القيوم معطوفة على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108وخشعت الأصوات للرحمن ، أي ظهر الخضوع في الأصوات والعناء في الوجوه .
والعناء : الذلة ، وأصله الأسر ، والعاني : الأسير . ولما كان الأسير ترهقه ذلة في وجهه أسند العناء إلى الوجوه على سبيل المجاز العقلي ، والجملة كلها تمثيل لحال المجرمين الذين الكلام عليهم من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=102ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ، فاللام في الوجوه عوض عن
[ ص: 312 ] المضاف إليه ، أي : وجوههم ، كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=39فإن الجحيم هي المأوى أي لهم . وأما وجوه أهل الطاعات فهي وجوه يومئذ ضاحكة مستبشرة . ويجوز أن يجعل التعريف في " الوجوه " على العموم . ويراد بـ " عنت " خضعت ، أي خضع جميع الناس إجلالا لله تعالى .
والحي : الذي ثبت له وصف الحياة ، وهي كيفية حاصلة لأرقى الموجودات ، وهي قوة للموجود ، بها بقاء ذاته وحصول إدراكه أبدا أو إلى أمد ما .
nindex.php?page=treesubj&link=29713_28721والحياة الحقيقية هي حياة الله تعالى ؛ لأنها ذاتية غير مسبوقة بضدها ولا منتهية .
والقيوم : القائم بتدبير الناس ، مبالغة في القيم ، أي الذي لا يفوته تدبير شيء من الأمور . وتقدم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255الحي القيوم في سورة البقرة .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111nindex.php?page=treesubj&link=28991_29468_28766_25987وقد خاب من حمل ظلما ; إما معترضة في آخر الكلام تفيد التعليل أن جعل التعريف في " الوجوه " عوضا عن المضاف إليه ، أي وجوه المجرمين . والمعنى : إذ قد خاب كل من حمل ظلما ، وإما احتراس لبيان اختلاف عاقبة عناء الوجوه ، فمن حمل ظلما فقد خاب يومئذ واستمر عناؤه . ومن عمل صالحا عاد عليه ذلك الخوف بالأمن والفرح . والظلم : ظلم النفس . وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن . . إلخ : شرطية مفيدة قسيم مضمون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وقد خاب من حمل ظلما . وصيغ هذا القسيم في صيغة الشرط تحقيقا للوعد ، و " فلا يخاف " جواب الشرط ، واقترانه بالفاء علامة على أن الجملة غير صالحة لموالاة أداة الشرط ، فتعين إما أن تكون " لا " التي فيها ناهية ، وإما أن يكون الكلام على نية الاستئناف . والتقدير : فهو لا يخاف .
[ ص: 313 ] وقرأ الجمهور " فلا يخاف " بصيغة المرفوع بإثبات ألف بعد الخاء على أن الجملة استئناف غير مقصود بها الجزاء ، كأن انتفاء خوفه أمر مقرر ؛ لأنه مؤمن ويعمل الصالحات . وقرأه
ابن كثير بصيغة الجزم بحذف الألف بعد الخاء ، على أن الكلام نهي مستعمل في الانتفاء . وكتبت في المصحف بدون ألف فاحتملت القراءتين . وأشار
الطيبي إلى أن الجمهور يوافق قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وقد خاب من حمل ظلما في أن كلتا الجملتين خبرية . وقراءة
ابن كثير تفيد عدم التردد في حصول أمنه من الظلم والهضم ، أي في قراءة الجمهور خصوصية لفظية وفي قراءة
ابن كثير خصوصية معنوية . ومعنى "
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112فلا يخاف ظلما " لا يخاف جزاء الظالمين ؛ لأنه آمن منه بإيمانه وعمله الصالحات .
والهضم : النقص ، أي لا ينقصون من جزائهم الذي وعدوا به شيئا كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=109وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص . ويجوز أن يكون الظلم بمعنى النقص الشديد ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33ولم تظلم منه شيئا ، أي لا يخاف إحباط عمله ، وعليه يكون الهضم بمعنى النقص الخفيف ، وعطفه على الظلم - على هذا التفسير - احتراس .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108nindex.php?page=treesubj&link=28991_30296_29690_30376يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهْوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا
جُمْلَةُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ " فِي مَعْنَى الْمُفَرَّعَةِ عَلَى جُمْلَةِ " يَنْسِفُهَا " . وَ " يَوْمَئِذٍ " ظَرْفٌ مُتَعَلِّقٌ بِـ " يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ " . وَقُدِّمَ الظَّرْفُ عَلَى عَامِلِهِ
[ ص: 309 ] لِلِاهْتِمَامِ بِذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَلِيَكُونَ تَقْدِيمُهُ قَائِمًا مُقَامَ الْعَطْفِ فِي الْوَصْلِ ، أَيْ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ يَوْمَ يَنْسِفُ رَبُّكَ الْجِبَالَ ، أَيْ إِذَا نُسِفَتِ الْجِبَالُ نُودُوا لِلْحَشْرِ فَحَضَرُوا يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لِذَلِكَ .
وَالدَّاعِي ، قِيلَ : هُوَ الْمَلِكُ
إِسْرَافِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يَدْعُو بِنِدَاءِ التَّسْخِيرِ وَالتَّكْوِينِ ، فَتَعُودُ الْأَجْسَادُ وَالْأَرْوَاحُ فِيهَا وَتَهْطَعُ إِلَى الْمَكَانِ الْمَدْعُوِّ إِلَيْهِ . وَقِيلَ : الدَّاعِي الرَّسُولُ ، أَيْ
nindex.php?page=treesubj&link=30354_30349يَتَّبِعُ كُلُّ قَوْمٍ رَسُولَهُمْ .
وَ " لَا عِوَجَ لَهُ " حَالٌ مِنَ " الدَّاعِي " . وَاللَّامُ عَلَى كِلَا الْقَوْلَيْنِ فِي الْمُرَادِ مِنَ الدَّاعِي لِلْأَجْلِ ، أَيْ لَا عِوَجَ لِأَجْلِ الدَّاعِي ، أَيْ لَا يَرُوغُ الْمَدْعُوُّونَ فِي سَيْرِهِمْ لِأَجْلِ الدَّاعِي ، بَلْ يَقْصِدُونَ مُتَّجِهِينَ إِلَى صَوْبِهِ . وَيَجِيءُ عَلَى قَوْلِ مَنْ جَعَلَ الْمُرَادَ بِالدَّاعِيَ الرَّسُولَ أَنْ يُرَادَ بِالْعِوَجِ الْبَاطِلَ تَعْرِيضًا بِالْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ نَسَبُوا إِلَى الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعِوَجَ ، كَقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ أَكَاذِيبِهِمْ ، كَمَا عَرَّضَ بِهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا .
فَالْمَصْدَرُ الْمَنْفِيُّ أُرِيدَ مِنْهُ نَفْيُ جِنْسِ الْعِوَجِ فِي اتِّبَاعِ الدَّاعِي ، بِحَيْثُ لَا يَسْلُكُونَ غَيْرَ الطَّرِيقِ الْقَوِيمِ ، أَوْ لَا يُسْلَكُ بِهِمْ غَيْرُ الطَّرِيقِ الْقَوِيمِ ، أَوْ بِحَيْثُ يَعْلَمُونَ بَرَاءَةَ رَسُولِهِمْ مِنَ الْعِوَجِ . وَبَيْنَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=107لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَقَوْلِهِ : " لَا عِوَجَ لَهُ " مُرَاعَاةُ النَّظِيرِ ، فَكَمَا جَعَلَ اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَئِذٍ غَيْرَ مُعْوَجَّةٍ وَلَا نَاتِئَةٍ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=14فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ كَذَلِكَ جَعَلَ سَيْرَ النَّاسِ عَلَيْهَا لَا عِوَجَ فِيهِ وَلَا مُرَاوَغَةً .
وَالْخُشُوعُ : الْخُضُوعُ ، وَفِي كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْإِنْسَانِ مَظْهَرٌ مِنَ الْخُشُوعِ; فَمَظْهَرُ الْخُشُوعِ فِي الصَّوْتِ : الْإِسْرَارُ بِهِ ، فَلِذَلِكَ فُرِّعَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا .
[ ص: 310 ] وَالْهَمْسُ : الصَّوْتُ الْخَفِيُّ .
وَالْخِطَابُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=107لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا خِطَابٌ لِغَيْرِ مُعَيَّنٍ ، أَيْ لَا يَرَى الرَّائِي وَلَا يَسْمَعُ السَّامِعُ . وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ " يَتَّبِعُونَ " وَإِسْنَادُ الْخُشُوعِ إِلَى الْأَصْوَاتِ مَجَازٌ عَقْلِيٌّ ، فَإِنَّ الْخُشُوعَ لِأَصْحَابِ الْأَصْوَاتِ; أَوِ اسْتُعِيرَ الْخُشُوعُ لِانْخِفَاضِ الصَّوْتِ وَإِسْرَارِهِ ، وَهَذَا الْخُشُوعُ مِنْ هَوْلِ الْمَقَامِ . وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ كَجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ فِي مَعْنَى التَّفْرِيعِ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ . أَيْ لَا يَتَكَلَّمُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ إِلَّا هَمْسًا وَلَا يَجْرُءُونَ عَلَى الشَّفَاعَةِ لِمَنْ يَهُمُّهُمْ نَفْعُهُ . وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا أَنَّ جَلَالَ اللَّهِ وَالْخَشْيَةَ مِنْهُ يَصُدَّانِ عَنِ التَّوَسُّطِ عِنْدَهُ لِنَفْعِ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ . وَفِيهِ
nindex.php?page=treesubj&link=30376_30377_28766تَأْيِيسٌ لِلْمُشْرِكِينَ مِنْ أَنْ يَجِدُوا شُفَعَاءَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ .
وَاسْتِثْنَاءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ مِنْ عُمُومِ الشَّفَاعَةِ بِاعْتِبَارِ أَنَّ الشَّفَاعَةَ تَقْتَضِي شَافِعًا ؛ لِأَنَّ الْمَصْدَرَ فِيهِ مَعْنَى الْفِعْلِ فَيَقْتَضِي فَاعِلًا ، أَيْ إِلَّا أَنْ يَشْفَعَ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ فِي أَنْ يَشْفَعَ ، فَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ تَامٌّ وَلَيْسَ بِمُفَرَّغٍ .
وَاللَّامُ فِي " أَذِنَ لَهُ " لَامُ تَعْدِيَةِ فِعْلِ " أَذِنَ " ، مِثْلَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=123قَالَ فِرْعَوْنُ أآمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ . وَتَفْسِيرُ هَذَا مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ مِنْ قَوْلِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342150فَيُقَالُ لِي : سَلْ تُعْطَهُ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا عَائِدٌ إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَهُوَ الشَّافِعُ . وَاللَّامُ الدَّاخِلَةُ عَلَى ذَلِكَ الضَّمِيرِ لَامُ التَّعْلِيلِ ، أَيْ رَضِيَ الرَّحْمَنُ قَوْلَ الشَّافِعِ لِأَجْلِ الشَّافِعِ ، أَيْ إِكْرَامًا لَهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ .
[ ص: 311 ] فَإِنَّ اللَّهَ مَا أَذِنَ لِلشَّافِعِ بِأَنْ يَشْفَعَ إِلَّا وَقَدْ أَرَادَ قَبُولَ شَفَاعَتِهِ ، فَصَارَ
nindex.php?page=treesubj&link=30380_30373_28753الْإِذْنُ بِالشَّفَاعَةِ وَقَبُولِهَا عُنْوَانًا عَلَى كَرَامَةِ الشَّافِعِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى . وَالْمَجْرُورُ مُتَعَلِّقٌ بِفِعْلِ " رَضِيَ " . وَانْتُصِبَ " قَوْلًا " عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ لِفِعْلِ " رَضِيَ " ؛ لِأَنَّ " رَضِيَ " هَذَا يَتَعَدَّى إِلَى الشَّيْءِ الْمَرْضِيِّ بِهِ بِنَفْسِهِ وَبِالْبَاءِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مُسْتَأْنَفَةٌ بَيَانِيَّةٌ لِجَوَابِ سُؤَالِ مِنْ قَدْ يَسْأَلُ بَيَانَ مَا يُوجِبُ رِضَى اللَّهِ عَنِ الْعَبْدِ الَّذِي يَأْذَنُ بِالشَّفَاعَةِ فِيهِ ، فَبُيِّنَ بَيَانًا إِجْمَالِيًّا بِأَنَّ الْإِذْنَ بِذَلِكَ يَجْرِي عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ عِلْمُ اللَّهِ بِسَائِرِ الْعَبِيدِ وَبِأَعْمَالِهِمُ الظَّاهِرَةِ ، فَعَبَّرَ عَنِ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ بِمَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ؛ لِأَنَّ شَأْنَ مَا بَيْنَ الْأَيْدِي أَنْ يَكُونَ وَاضِحًا ، وَعَبَّرَ عَنِ السَّرَائِرِ بِمَا خَلْفَهُمْ ؛ لِأَنَّ شَأْنَ مَا يُجْعَلُ خَلْفَ الْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ مَحْجُوبًا . وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي آيَةِ الْكُرْسِيِّ ، فَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الظَّاهِرَاتِ وَالْخَفِيَّاتِ ، أَيْ فَيَأْذَنُ لِمَنْ أَرَادَ تَشْرِيفَهُ مِنْ عِبَادِهِ الْمُقَرَّبِينَ بِأَنْ يُشَفَّعَ فِي طَوَائِفَ مِثْلَ مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342151يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، أَوْ بِأَنْ يُشَفَّعَ فِي حَالَةٍ خَاصَّةٍ مِثْلَ مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ الْعُظْمَى فِي الْمَوْقِفِ لِجَمِيعِ النَّاسِ بِتَعْجِيلِ حِسَابِهِمْ . وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا تَذْيِيلٌ لِلتَّعْلِيمِ بِعَظَمَةِ عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى وَضَآلَةِ عِلْمِ الْبَشَرِ ، نَظِيرُ مَا وَقَعَ فِي آيَةِ الْكُرْسِيِّ . وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ ، أَيْ ظَهَرَ الْخُضُوعُ فِي الْأَصْوَاتِ وَالْعَنَاءُ فِي الْوُجُوهِ .
وَالْعَنَاءُ : الذِّلَّةُ ، وَأَصْلُهُ الْأَسْرُ ، وَالْعَانِي : الْأَسِيرُ . وَلَمَّا كَانَ الْأَسِيرُ تَرْهَقُهُ ذِلَّةٌ فِي وَجْهِهِ أُسْنِدَ الْعَنَاءُ إِلَى الْوُجُوهِ عَلَى سَبِيلِ الْمَجَازِ الْعَقْلِيِّ ، وَالْجُمْلَةُ كُلُّهَا تَمْثِيلٌ لِحَالِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ الْكَلَامُ عَلَيْهِمْ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=102وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ، فَاللَّامُ فِي الْوُجُوهِ عِوَضٌ عَنْ
[ ص: 312 ] الْمُضَافِ إِلَيْهِ ، أَيْ : وُجُوهُهُمْ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=39فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى أَيْ لَهُمْ . وَأَمَّا وُجُوهُ أَهْلِ الطَّاعَاتِ فَهِيَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ . وَيَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ التَّعْرِيفُ فِي " الْوُجُوهِ " عَلَى الْعُمُومِ . وَيُرَادُ بِـ " عَنَتْ " خَضَعَتْ ، أَيْ خَضَعَ جَمِيعُ النَّاسِ إِجْلَالًا لِلَّهِ تَعَالَى .
وَالْحَيُّ : الَّذِي ثَبُتَ لَهُ وَصَفُ الْحَيَاةِ ، وَهِيَ كَيْفِيَّةٌ حَاصِلَةٌ لِأَرْقَى الْمَوْجُودَاتِ ، وَهِيَ قُوَّةٌ لِلْمَوْجُودِ ، بِهَا بَقَاءُ ذَاتِهِ وَحُصُولُ إِدْرَاكِهِ أَبَدًا أَوْ إِلَى أَمَدٍ مَا .
nindex.php?page=treesubj&link=29713_28721وَالْحَيَاةُ الْحَقِيقِيَّةُ هِيَ حَيَاةُ اللَّهِ تَعَالَى ؛ لِأَنَّهَا ذَاتِيَّةٌ غَيْرُ مَسْبُوقَةٍ بِضِدِّهَا وَلَا مُنْتَهِيَةٍ .
وَالْقَيُّومُ : الْقَائِمُ بِتَدْبِيرِ النَّاسِ ، مُبَالَغَةً فِي الْقَيِّمِ ، أَيِ الَّذِي لَا يَفُوتُهُ تَدْبِيرُ شَيْءٍ مِنَ الْأُمُورِ . وَتَقَدَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255الْحَيُّ الْقَيُّومُ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111nindex.php?page=treesubj&link=28991_29468_28766_25987وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ; إِمَّا مُعْتَرِضَةٌ فِي آخِرِ الْكَلَامِ تُفِيدُ التَّعْلِيلَ أَنْ جُعِلَ التَّعْرِيفُ فِي " الْوُجُوهُ " عِوَضًا عَنِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ ، أَيْ وُجُوهُ الْمُجْرِمِينَ . وَالْمَعْنَى : إِذْ قَدْ خَابَ كُلُّ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ، وَإِمَّا احْتِرَاسٌ لِبَيَانِ اخْتِلَافِ عَاقِبَةِ عَنَاءِ الْوُجُوهِ ، فَمَنْ حَمَلَ ظُلْمًا فَقَدْ خَابَ يَوْمَئِذٍ وَاسْتَمَرَّ عَنَاؤُهُ . وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا عَادَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْخَوْفُ بِالْأَمْنِ وَالْفَرَحِ . وَالظُّلْمُ : ظُلْمُ النَّفْسِ . وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ . . إِلَخْ : شَرْطِيَّةٌ مُفِيدَةُ قَسِيمَ مَضْمُونِ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا . وَصِيغَ هَذَا الْقَسِيمُ فِي صِيغَةِ الشَّرْطِ تَحْقِيقًا لِلْوَعْدِ ، وَ " فَلَا يَخَافُ " جَوَابُ الشَّرْطِ ، وَاقْتِرَانُهُ بِالْفَاءِ عَلَامَةٌ عَلَى أَنَّ الْجُمْلَةَ غَيْرُ صَالِحَةٍ لِمُوَالَاةِ أَدَاةِ الشَّرْطِ ، فَتَعَيَّنَ إِمَّا أَنْ تَكُونَ " لَا " الَّتِي فِيهَا نَاهِيَةً ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ عَلَى نِيَّةِ الِاسْتِئْنَافِ . وَالتَّقْدِيرُ : فَهُوَ لَا يَخَافُ .
[ ص: 313 ] وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ " فَلَا يَخَافُ " بِصِيغَةِ الْمَرْفُوعِ بِإِثْبَاتِ أَلِفٍ بَعْدَ الْخَاءِ عَلَى أَنَّ الْجُمْلَةَ اسْتِئْنَافٌ غَيْرَ مَقْصُودٍ بِهَا الْجَزَاءُ ، كَأَنَّ انْتِفَاءَ خَوْفِهِ أَمْرٌ مُقَرَّرٌ ؛ لِأَنَّهُ مُؤْمِنٌ وَيَعْمَلُ الصَّالِحَاتِ . وَقَرَأَهُ
ابْنُ كَثِيرٍ بِصِيغَةِ الْجَزْمِ بِحَذْفِ الْأَلِفِ بَعْدَ الْخَاءِ ، عَلَى أَنَّ الْكَلَامَ نَهْيٌ مُسْتَعْمَلٌ فِي الِانْتِفَاءِ . وَكُتِبَتْ فِي الْمُصْحَفِ بِدُونِ أَلِفٍ فَاحْتَمَلَتِ الْقِرَاءَتَيْنِ . وَأَشَارَ
الطِّيبِيُّ إِلَى أَنَّ الْجُمْهُورَ يُوَافِقُ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا فِي أَنَّ كِلْتَا الْجُمْلَتَيْنِ خَبَرِيَّةٌ . وَقِرَاءَةُ
ابْنِ كَثِيرٍ تُفِيدُ عَدَمَ التَّرَدُّدِ فِي حُصُولِ أَمْنِهِ مِنَ الظُّلْمِ وَالْهَضْمِ ، أَيْ فِي قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ خُصُوصِيَّةٌ لَفْظِيَّةٌ وَفِي قِرَاءَةِ
ابْنِ كَثِيرٍ خُصُوصِيَّةٌ مَعْنَوِيَّةٌ . وَمَعْنَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا " لَا يَخَافُ جَزَاءَ الظَّالِمِينَ ؛ لِأَنَّهُ آمِنٌ مِنْهُ بِإِيمَانِهِ وَعَمَلِهِ الصَّالِحَاتِ .
وَالْهَضْمُ : النَّقْصُ ، أَيْ لَا يُنْقَصُونَ مِنْ جَزَائِهِمُ الَّذِي وُعِدُوا بِهِ شَيْئًا كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=109وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الظُّلْمُ بِمَعْنَى النَّقْصِ الشَّدِيدِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ، أَيْ لَا يَخَافُ إِحْبَاطَ عَمَلِهِ ، وَعَلَيْهِ يَكُونُ الْهَضْمُ بِمَعْنَى النَّقْصِ الْخَفِيفِ ، وَعَطْفُهُ عَلَى الظُّلْمِ - عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ - احْتِرَاسٌ .