[ ص: 103 ] nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28984هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال
استئناف ابتدائي على أسلوب تعداد الحجج الواحدة تلوى الأخرى ، فلأجل أسلوب التعداد إذ كان كالتكرير لم يعطف على جملة (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سواء منكم من أسر القول ) .
وقد أعرب هذا عن
nindex.php?page=treesubj&link=19785_33679مظهر من مظاهر قدرة الله وعجيب صنعه . وفيه من المناسبة للإنذار بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11إن الله لا يغير ما بقوم إلخ أنه مثال لتصرف الله بالإنعام والانتقام في تصرف واحد مع تذكيرهم بالنعمة التي هم فيها . وكل ذلك مناسب لمقاصد الآيات الماضية في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8الله يعلم ما تحمل كل أنثى وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8وكل شيء عنده بمقدار ) ، فكانت هذه الجملة جديرة بالاستقلال وأن يجاء بها مستأنفة لتكون مستقلة في عداد الجمل المستقلة الواردة في غرض السورة .
وجاء هنا بطريق الخطاب على أسلوب قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سواء منكم من أسر القول ; لأن الخوف والطمع يصدران من المؤمنين ويهدد بهما الكفرة .
وافتتحت الجملة بضمير الجلالة دون اسم الجلالة المفتتح به في الجمل السابقة ، فجاءت على أسلوب مختلف . وأحسب أن ذلك مراعاة لكون هاته الجملة مفرعة عن أغراض الجمل السابقة فإن جمل فواتح الأغراض افتتحت بالاسم العلم كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2الله الذي رفع السماوات بغير عمد وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8الله يعلم ما تحمل كل أنثى وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11إن الله لا يغير ما بقوم ، وجمل التفاريع افتتحت بالضمائر كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يدبر الأمر وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3وهو الذي مد الأرض وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3جعل فيها زوجين .
و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12خوفا وطمعا مصدران بمعنى التخويف والإطماع ، فهما في محل المفعول لأجله لظهور المراد .
[ ص: 104 ] وجعل البرق آية نذارة وبشارة معا لأنهم كانوا يسمون البرق فيتوسمون الغيث وكانوا يخشون صواعقه .
وإنشاء السحاب : تكوينه من عدم بإثارة الأبخرة التي تتجمع سحابا .
والسحاب : اسم جمع لسحابة . والثقال : جمع ثقيلة . والثقل كون الجسم أكثر كمية أجزاء من أمثاله ، فالثقل أمر نسبي يختلف باختلاف أنواع الأجسام ، فرب شيء يعد ثقيلا في نوعه وهو خفيف بالنسبة لنوع آخر . والسحاب يكون ثقيلا بمقدار ما في خلاله من البخار . وعلامة ثقله قربه من الأرض وبطء تنقله بالرياح . والخفيف منه يسمى جهاما .
وعطف الرعد على ذكر البرق والسحاب لأنه مقارنهما في كثير من الأحوال .
ولما كان الرعد صوتا عظيما جعل ذكره عبرة للسامعين ؛ لدلالة الرعد بلوازم عقلية على أن الله منزه عما يقوله المشركون من ادعاء الشركاء ، وكان شأن تلك الدلالة أن تبعث الناظر فيها على تنزيه الله عن الشريك ، جعل
nindex.php?page=treesubj&link=28784صوت الرعد دليلا على تنزيه الله تعالى ، فإسناد التسبيح إلى الرعد مجاز عقلي . ولك أن تجعله استعارة مكنية بأن شبه الرعد بآدمي يسبح الله تعالى ، وأثبت شيء من علائق المشبه به وهو التسبيح ، أي قول سبحان الله .
والباء في ( بحمده ) للملابسة ، أي ينزه الله تنزيها ملابسا لحمده من حيث إنه دال على اقتراب نزول الغيث وهو نعمة تستوجب الحمد . فالقول في ملابسة الرعد للحمد مساو للقول في إسناد التسبيح إلى الرعد . فالملابسة مجازية عقلية أو استعارة مكنية .
و ( الملائكة ) عطف على الرعد ، أي وتسبح الملائكة من خيفته ، أي من خوف الله .
و ( من ) للتعليل ، أي ينزهون الله لأجل الخوف منه ، أي الخوف مما لا يرضى به وهو التقصير في تنزيهه .
[ ص: 105 ] وهذا اعتراض بين تعداد المواعظ لمناسبة التعريض بالمشركين ، أي أن التنزيه الذي دلت عليه آيات الجو يقوم به الملائكة ، فالله غني عن تنزيهكم إياه ، كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7إن تكفروا فإن الله غني عنكم ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=8وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد .
واقتصر في
nindex.php?page=treesubj&link=19784_32433العبرة بالصواعق على الإنذار بها لأنها لا نعمة فيها ; لأن النعمة حاصلة بالسحاب ، وأما الرعد فآلة من آلات التخويف والإنذار ، كما قال في آية سورة البقرة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=19أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ، وكان العرب يخافون الصواعق . ولقبوا
خويلد بن نفيل الصعق لأنه أصابته صاعقة أحرقته .
ومن هذا القبيل قول النبيء صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341994أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده ، أي بكسوفهما فاقتصر في آيتهما على الإنذار إذ لا يترقب الناس من كسوفهما نفعا .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهم يجادلون في الله في موضع الحال لأنه من متممات التعجب الذي في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وإن تعجب فعجب قولهم إلخ . فضمائر الغيبة كلها عائدة إلى الكفار الذين تقدم ذكرهم في صدر السورة بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1ولكن أكثر الناس لا يؤمنون وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5أولئك الذين كفروا بربهم وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه ، وقد أعيد الأسلوب هنا إلى ضمائر الغيبة لانقضاء الكلام على ما يصلح لموعظة المؤمنين والكافرين فتمحض تخويف الكافرين .
والمجادلة : المخاصمة والمراجعة بالقول . وتقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم في سورة النساء .
وقد فهم أن مفعول ( يجادلون ) هو النبيء صلى الله عليه وسلم والمسلمون . فالتقدير : يجادلونك أو يجادلونكم ، كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=6يجادلونك في الحق بعدما تبين في سورة الأنفال .
[ ص: 106 ] والمجادلة إنما تكون في الشئون والأحوال ، فتعليق اسم الجلالة المجرور بفعل ( يجادلون ) يتعين أن يكون على تقدير مضاف تدل عليه القرينة ، أي في توحيد الله أو في قدرته على البعث .
ومن جدلهم ما حكاه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم . في سورة يس .
والمحال : بكسر الميم يحتمل هنا معنيين ، لأنه إن كانت الميم فيه أصلية فهو فعال بمعنى الكيد وفعله محل ، ومنه قولهم تمحل إذا تحيل . جعل جدالهم في الله جدال كيد لأنهم يبرزونه في صورة الاستفهام في نحو قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78من يحيي العظام وهي رميم فقوبل بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13شديد المحال على طريقة المشاكلة ، أي وهو شديد المحال لا يغلبونه ، ونظيره
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=54ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17213نفطويه : هو من ماحل عن أمره ، أي جادل . والمعنى : وهو شديد المجادلة ، أي قوي الحجة .
وإن كانت الميم زائدة فهو مفعل من الحول بمعنى القوة ، وعلى هذا فإبدال الواو ألفا على غير قياس لأنه لا موجب للقلب ; لأن ما قبل الواو ساكن سكونا حيا ، فلعلهم قلبوها ألفا للتفرقة بينه وبين محول بمعنى صبي ذي حول ، أي سنة .
وذكر
الواحدي nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري أخبارا عن
أنس nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الآية نزلت في قضية
عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة حين وردا
المدينة يشترطان لدخولهما في الإسلام شروطا لم يقبلها منهما النبيء صلى الله عليه وسلم ، فهم
أربد بقتل النبيء صلى الله عليه وسلم فصرفه الله ، فخرج هو
وعامر بن الطفيل قاصدين قومهما وتواعدا النبيء صلى الله عليه وسلم بأن يجلبا عليه خيل
بني عامر . فأهلك الله أربد بصاعقة أصابته وأهلك
عامرا بغدة نبتت في جسمه فمات منها وهو في بيت امرأة من
بني سلول في طريقه إلى أرض قومه ، فنزلت في أربد
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويرسل الصواعق وفي عامر
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهم يجادلون في الله .
[ ص: 107 ] وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن
صحار العبدي : أنها نزلت في جبار آخر . وعن
مجاهد : أنها نزلت في يهودي جادل في الله فأصابته صاعقة .
ولما كان
عامر بن الطفيل إنما جاء
المدينة بعد الهجرة وكان جدال
اليهود لا يكون إلا بعد الهجرة ، أقدم أصحاب هذه الأخبار على القول بأن السورة مدنية أو أن هذه الآيات منها مدنية ، وهي أخبار ترجع إلى
nindex.php?page=treesubj&link=28861قول بعض الناس بالرأي في أسباب النزول . ولم يثبت في ذلك خبر صحيح صريح فلا اعتداد بما قالوه فيها ولا يخرج السورة عن عداد السور المكية . وفي هذه القصة أرسل
عامر بن الطفيل قوله : " أغدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية " مثلا . ورثى
لبيد بن ربيعة أخاه
أربد بأبيات منها :
أخشى على أربد الحتوف ولا أرهب نوء السماك والأسد فجعني الرعد والصواعق بالفـ
ـارس يوم الكريهة النجد
[ ص: 103 ] nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28984هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مَنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهْوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ
اسْتِئْنَافٌ ابْتِدَائِيٌّ عَلَى أُسْلُوبِ تَعْدَادِ الْحُجَجِ الْوَاحِدَةُ تُلْوَى الْأُخْرَى ، فَلِأَجْلِ أُسْلُوبِ التَّعْدَادِ إِذْ كَانَ كَالتَّكْرِيرِ لَمْ يُعْطَفْ عَلَى جُمْلَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ ) .
وَقَدْ أَعْرَبَ هَذَا عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=19785_33679مَظْهَرٍ مِنْ مَظَاهِرِ قُدْرَةِ اللَّهِ وَعَجِيبِ صُنْعِهِ . وَفِيهِ مِنَ الْمُنَاسَبَةِ لِلْإِنْذَارِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ إِلَخْ أَنَّهُ مِثَالٌ لِتَصَرُّفِ اللَّهِ بِالْإِنْعَامِ وَالِانْتِقَامِ فِي تَصَرُّفٍ وَاحِدٍ مَعَ تَذْكِيرِهِمْ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي هُمْ فِيهَا . وَكُلُّ ذَلِكَ مُنَاسِبٌ لِمَقَاصِدِ الْآيَاتِ الْمَاضِيَةِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ) ، فَكَانَتْ هَذِهِ الْجُمْلَةُ جَدِيرَةً بِالِاسْتِقْلَالِ وَأَنْ يُجَاءَ بِهَا مُسْتَأْنَفَةً لِتَكُونَ مُسْتَقِلَّةً فِي عِدَادِ الْجُمَلِ الْمُسْتَقِلَّةِ الْوَارِدَةِ فِي غَرَضِ السُّورَةِ .
وَجَاءَ هُنَا بِطَرِيقِ الْخِطَابِ عَلَى أُسْلُوبِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ ; لِأَنَّ الْخَوْفَ وَالطَّمَعَ يَصْدُرَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَيُهَدَّدُ بِهِمَا الْكَفَرَةُ .
وَافْتُتِحَتِ الْجُمْلَةُ بِضَمِيرِ الْجَلَالَةِ دُونَ اسْمِ الْجَلَالَةِ الْمُفْتَتَحِ بِهِ فِي الْجُمَلِ السَّابِقَةِ ، فَجَاءَتْ عَلَى أُسْلُوبٍ مُخْتَلِفٍ . وَأَحْسَبُ أَنَّ ذَلِكَ مُرَاعَاةٌ لِكَوْنِ هَاتِهِ الْجُمْلَةِ مُفَرَّعَةً عَنْ أَغْرَاضِ الْجُمَلِ السَّابِقَةِ فَإِنَّ جُمَلَ فَوَاتِحِ الْأَغْرَاضِ افْتُتِحَتْ بِالِاسْمِ الْعَلَمِ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ ، وَجُمَلُ التَّفَارِيعِ افْتُتِحَتْ بِالضَّمَائِرِ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يُدَبِّرُ الْأَمْرَ وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ .
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12خَوْفًا وَطَمَعًا مَصْدَرَانِ بِمَعْنَى التَّخْوِيفِ وَالْإِطْمَاعِ ، فَهُمَا فِي مَحَلِّ الْمَفْعُولِ لِأَجْلِهِ لِظُهُورِ الْمُرَادِ .
[ ص: 104 ] وَجَعَلَ الْبَرْقَ آيَةً نِذَارَةً وَبِشَارَةً مَعًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ الْبَرْقَ فَيَتَوَسَّمُونَ الْغَيْثَ وَكَانُوا يَخْشَوْنَ صَوَاعِقَهُ .
وَإِنْشَاءُ السَّحَابِ : تَكْوِينُهُ مِنْ عَدَمٍ بِإِثَارَةِ الْأَبْخِرَةِ الَّتِي تَتَجَمَّعُ سَحَابًا .
وَالسَّحَابُ : اسْمُ جَمْعٍ لِسَحَابَةٍ . وَالثِّقَالُ : جَمْعُ ثَقِيلَةٍ . وَالثِّقْلُ كَوْنُ الْجِسْمِ أَكْثَرَ كَمِّيَّةِ أَجْزَاءٍ مِنْ أَمْثَالِهِ ، فَالثِّقْلُ أَمْرٌ نِسْبِيٌّ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ أَنْوَاعِ الْأَجْسَامِ ، فَرُبَّ شَيْءٍ يُعَدُّ ثَقِيلًا فِي نَوْعِهِ وَهُوَ خَفِيفٌ بِالنِّسْبَةِ لِنَوْعٍ آخَرَ . وَالسَّحَابُ يَكُونُ ثَقِيلًا بِمِقْدَارِ مَا فِي خِلَالِهِ مِنَ الْبُخَارِ . وَعَلَامَةُ ثِقَلِهِ قُرْبُهُ مِنَ الْأَرْضِ وَبُطْءُ تَنَقُّلِهِ بِالرِّيَاحِ . وَالْخَفِيفُ مِنْهُ يُسَمَّى جَهَامًا .
وَعَطَفَ الرَّعْدَ عَلَى ذِكْرِ الْبَرْقِ وَالسَّحَابِ لِأَنَّهُ مُقَارِنُهُمَا فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَحْوَالِ .
وَلَمَّا كَانَ الرَّعْدُ صَوْتًا عَظِيمًا جَعَلَ ذِكْرَهُ عِبْرَةً لِلسَّامِعِينَ ؛ لِدَلَالَةِ الرَّعْدِ بِلَوَازِمَ عَقْلِيَّةٍ عَلَى أَنَّ اللَّهَ مُنَزَّهٌ عَمَّا يَقُولُهُ الْمُشْرِكُونَ مِنِ ادِّعَاءِ الشُّرَكَاءِ ، وَكَانَ شَأْنُ تِلْكَ الدَّلَالَةِ أَنْ تَبْعَثَ النَّاظِرَ فِيهَا عَلَى تَنْزِيهِ اللَّهِ عَنِ الشَّرِيكِ ، جَعَلَ
nindex.php?page=treesubj&link=28784صَوْتَ الرَّعْدِ دَلِيلًا عَلَى تَنْزِيهِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَإِسْنَادُ التَّسْبِيحِ إِلَى الرَّعْدِ مَجَازٌ عَقْلِيٌّ . وَلَكَ أَنْ تَجْعَلَهُ اسْتِعَارَةً مَكْنِيَّةً بِأَنْ شُبِّهَ الرَّعْدُ بِآدَمِيٍّ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى ، وَأُثْبِتَ شَيْءٌ مِنْ عَلَائِقِ الْمُشَبَّهِ بِهِ وَهُوَ التَّسْبِيحُ ، أَيْ قَوْلُ سُبْحَانَ اللَّهِ .
وَالْبَاءُ فِي ( بِحَمْدِهِ ) لِلْمُلَابَسَةِ ، أَيْ يُنَزِّهُ اللَّهَ تَنْزِيهًا مُلَابِسًا لِحَمْدِهِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ دَالٌّ عَلَى اقْتِرَابِ نُزُولِ الْغَيْثِ وَهُوَ نِعْمَةٌ تَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ . فَالْقَوْلُ فِي مُلَابَسَةِ الرَّعْدِ لِلْحَمْدِ مُسَاوٍ لِلْقَوْلِ فِي إِسْنَادِ التَّسْبِيحِ إِلَى الرَّعْدِ . فَالْمُلَابَسَةُ مَجَازِيَّةٌ عَقْلِيَّةٌ أَوِ اسْتِعَارَةٌ مَكْنِيَّةٌ .
وَ ( الْمَلَائِكَةُ ) عَطْفٌ عَلَى الرَّعْدِ ، أَيْ وَتُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ، أَيْ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ .
وَ ( مِنْ ) لِلتَّعْلِيلِ ، أَيْ يُنَزِّهُونَ اللَّهَ لِأَجْلِ الْخَوْفِ مِنْهُ ، أَيِ الْخَوْفِ مِمَّا لَا يَرْضَى بِهِ وَهُوَ التَّقْصِيرُ فِي تَنْزِيهِهِ .
[ ص: 105 ] وَهَذَا اعْتِرَاضٌ بَيْنَ تَعْدَادِ الْمَوَاعِظِ لِمُنَاسَبَةِ التَّعْرِيضِ بِالْمُشْرِكِينَ ، أَيْ أَنَّ التَّنْزِيهَ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ آيَاتُ الْجَوِّ يَقُومُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ ، فَاللَّهُ غَنِيٌّ عَنْ تَنْزِيهِكُمْ إِيَّاهُ ، كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ ، وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=8وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ .
وَاقْتُصِرَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=19784_32433الْعِبْرَةِ بِالصَّوَاعِقِ عَلَى الْإِنْذَارِ بِهَا لِأَنَّهَا لَا نِعْمَةَ فِيهَا ; لِأَنَّ النِّعْمَةَ حَاصِلَةٌ بِالسَّحَابِ ، وَأَمَّا الرَّعْدُ فَآلَةٌ مِنْ آلَاتِ التَّخْوِيفِ وَالْإِنْذَارِ ، كَمَا قَالَ فِي آيَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=19أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ، وَكَانَ الْعَرَبُ يَخَافُونَ الصَّوَاعِقَ . وَلَقَّبُوا
خُوَيْلِدَ بْنَ نُفَيْلٍ الصَّعِقَ لِأَنَّهُ أَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ أَحْرَقَتْهُ .
وَمِنْ هَذَا الْقَبِيلِ قَوْلُ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341994أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ ، أَيْ بِكُسُوفِهِمَا فَاقْتَصَرَ فِي آيَتِهِمَا عَلَى الْإِنْذَارِ إِذْ لَا يَتَرَقَّبُ النَّاسُ مِنْ كُسُوفِهِمَا نَفْعًا .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ لِأَنَّهُ مِنْ مُتَمِّمَاتِ التَّعَجُّبِ الَّذِي فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ إِلَخْ . فَضَمَائِرُ الْغَيْبَةِ كُلُّهَا عَائِدَةٌ إِلَى الْكُفَّارِ الَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ فِي صَدْرِ السُّورَةِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ، وَقَدْ أُعِيدَ الْأُسْلُوبُ هُنَا إِلَى ضَمَائِرِ الْغَيْبَةِ لِانْقِضَاءِ الْكَلَامِ عَلَى مَا يَصْلُحُ لِمَوْعِظَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ فَتَمَحَّضَ تَخْوِيفُ الْكَافِرِينَ .
وَالْمُجَادَلَةُ : الْمُخَاصَمَةُ وَالْمُرَاجَعَةُ بِالْقَوْلِ . وَتَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ .
وَقَدْ فُهِمَ أَنَّ مَفْعُولَ ( يُجَادِلُونَ ) هُوَ النَّبِيءُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ . فَالتَّقْدِيرُ : يُجَادِلُونَكَ أَوْ يُجَادِلُونَكُمْ ، كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=6يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ .
[ ص: 106 ] وَالْمُجَادَلَةُ إِنَّمَا تَكُونُ فِي الشُّئُونِ وَالْأَحْوَالِ ، فَتَعْلِيقُ اسْمِ الْجَلَالَةِ الْمَجْرُورِ بِفِعْلِ ( يُجَادِلُونَ ) يَتَعَيَّنُ أَنْ يَكُونَ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ تَدُلُّ عَلَيْهِ الْقَرِينَةُ ، أَيْ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ أَوْ فِي قُدْرَتِهِ عَلَى الْبَعْثِ .
وَمِنْ جَدَلِهِمْ مَا حَكَاهُ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . فِي سُورَةِ يس .
وَالْمِحَالُ : بِكَسْرِ الْمِيمِ يَحْتَمِلُ هُنَا مَعْنَيَيْنِ ، لِأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْمِيمُ فِيهِ أَصْلِيَّةً فَهُوَ فِعَالٌ بِمَعْنَى الْكَيْدِ وَفِعْلُهُ مَحَلَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ تَمَحَّلَ إِذَا تَحَيَّلَ . جَعَلَ جِدَالَهُمْ فِي اللَّهِ جِدَالَ كَيْدٍ لِأَنَّهُمْ يُبْرِزُونَهُ فِي صُورَةِ الِاسْتِفْهَامِ فِي نَحْوِ قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ فَقُوبِلَ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13شَدِيدُ الْمِحَالِ عَلَى طَرِيقَةِ الْمُشَاكَلَةِ ، أَيْ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ لَا يَغْلِبُونَهُ ، وَنَظِيرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=54وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17213نِفْطَوَيْهِ : هُوَ مِنْ مَاحَلَ عَنْ أَمْرِهِ ، أَيْ جَادَلَ . وَالْمَعْنَى : وَهُوَ شَدِيدُ الْمُجَادَلَةِ ، أَيْ قَوِيُّ الْحُجَّةِ .
وَإِنْ كَانَتِ الْمِيمُ زَائِدَةً فَهُوَ مِفْعَلٌ مِنَ الْحَوْلِ بِمَعْنَى الْقُوَّةِ ، وَعَلَى هَذَا فَإِبْدَالُ الْوَاوِ أَلِفًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لِأَنَّهُ لَا مُوجِبَ لِلْقَلْبِ ; لِأَنَّ مَا قَبْلَ الْوَاوِ سَاكِنٌ سُكُونًا حَيًّا ، فَلَعَلَّهُمْ قَلَبُوهَا أَلِفًا لِلتَّفْرِقَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مِحْوَلٍ بِمَعْنَى صَبِيٍّ ذِي حَوْلٍ ، أَيْ سَنَةٍ .
وَذَكَرَ
الْوَاحِدِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَالطَّبَرِيُّ أَخْبَارًا عَنْ
أَنَسٍ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي قَضِيَّةِ
عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ وَأَرْبَدَ بْنِ رَبِيعَةَ حِينَ وَرَدَا
الْمَدِينَةَ يَشْتَرِطَانِ لِدُخُولِهِمَا فِي الْإِسْلَامِ شُرُوطًا لَمْ يَقْبَلْهَا مِنْهُمَا النَّبِيءُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَهَمَّ
أَرْبَدُ بِقَتْلِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَرَفَهُ اللَّهُ ، فَخَرَجَ هُوَ
وَعَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ قَاصِدَيْنِ قَوْمَهُمَا وَتَوَاعَدَا النَّبِيءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يَجْلِبَا عَلَيْهِ خَيْلَ
بَنِي عَامِرٍ . فَأَهْلَكَ اللَّهُ أَرْبَدَ بِصَاعِقَةٍ أَصَابَتْهُ وَأَهْلَكَ
عَامِرًا بِغُدَّةٍ نَبَتَتْ فِي جِسْمِهِ فَمَاتَ مِنْهَا وَهُوَ فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ
بَنِي سَلُولٍ فِي طَرِيقِهِ إِلَى أَرْضِ قَوْمِهِ ، فَنَزَلَتْ فِي أَرْبَدَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ وَفِي عَامِرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ .
[ ص: 107 ] وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ عَنْ
صُحَارٍ الْعَبْدِيِّ : أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي جَبَّارٍ آخَرَ . وَعَنْ
مُجَاهِدٍ : أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي يَهُودِيٍّ جَادَلَ فِي اللَّهِ فَأَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ .
وَلَمَّا كَانَ
عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ إِنَّمَا جَاءَ
الْمَدِينَةَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَكَانَ جِدَالُ
الْيَهُودِ لَا يَكُونُ إِلَّا بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، أَقْدَمَ أَصْحَابُ هَذِهِ الْأَخْبَارِ عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ السُّورَةَ مَدَنِيَّةٌ أَوْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْهَا مَدَنِيَّةٌ ، وَهِيَ أَخْبَارٌ تَرْجِعُ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28861قَوْلِ بَعْضِ النَّاسِ بِالرَّأْيِ فِي أَسْبَابِ النُّزُولِ . وَلَمْ يَثْبُتْ فِي ذَلِكَ خَبَرٌ صَحِيحٌ صَرِيحٌ فَلَا اعْتِدَادَ بِمَا قَالُوهُ فِيهَا وَلَا يُخْرِجُ السُّورَةَ عَنْ عِدَادِ السُّوَرِ الْمَكِّيَّةِ . وَفِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَرْسَلَ
عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ قَوْلَهُ : " أَغُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ وَمَوْتٌ فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةٍ " مَثَلًا . وَرَثَى
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخَاهُ
أَرْبَدَ بِأَبْيَاتٍ مِنْهَا :
أَخْشَى عَلَى أَرْبَدَ الْحُتُوفَ وَلَا أَرْهَبُ نَوْءَ السِّمَاكِ وَالْأَسَدِ فَجَّعَنِي الرَّعْدُ وَالصَّوَاعِقُ بِالْفَـ
ـارِسِ يَوْمَ الْكَرِيهَةِ النَّجَدِ