[ ص: 231 ] لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون
بيان لجملة ولكنهم قوم يفرقون
والملجأ مكان اللجإ ، وهو الإيواء والاعتصام .
والمغارات جمع مغارة ، وهي الغار المتسع الذي يستطيع الإنسان الولوج فيه ، ولذلك اشتق لها المفعل : الدال على مكان الفعل ، من غار الشيء إذا دخل في الأرض . والمدخل مفتعل اسم مكان للادخال الذي هو افتعال من الدخول . قلبت تاء الافتعال دالا لوقوعها بعد الدال ، كما أبدلت في ادان ، وبذلك قرأه الجمهور . وقرأ يعقوب وحده أو مدخلا - بفتح الميم وسكون الدال - اسم مكان من دخل .
ومعنى لولوا إليه لانصرفوا إلى أحد المذكورات وأصل ولى أعرض ولما كان الإعراض يقتضي جهتين : جهة ينصرف عنها ، وجهة ينصرف إليها ، كانت تعديته بأحد الحرفين تعين المراد .
( والجموح ) حقيقته النفور ، واستعمل هنا تمثيلا للسرعة مع الخوف .
والمعنى : أنهم لخوفهم من الخروج إلى الغزو لو وجدوا مكانا مما يختفي فيه المختفي فلا يشعر به الناس لقصدوه مسرعين خشية أن يعزم عليهم الخروج إلى الغزو .