أبو العالية ( ع )
رفيع بن مهران ، الإمام المقرئ الحافظ المفسر ، أبو العالية الرياحي البصري ، أحد الأعلام .
كان مولى لامرأة من بني رياح بن يربوع ، ثم من بني تميم .
أدرك زمان النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو شاب ، وأسلم في خلافة
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق ، ودخل عليه .
وسمع من
عمر ،
وعلي ،
وأبي ،
وأبي ذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة ،
وأبي موسى ،
وأبي أيوب ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت ، وعدة .
وحفظ القرآن وقرأه على
أبي بن كعب ، وتصدر لإفادة العلم ، وبعد صيته ، قرأ عليه
أبو عمرو بن العلاء فيما قيل ، وما ذاك ببعيد; فإنه تميمي ،
[ ص: 208 ] وكان معه ببلده . وأدرك من حياة
أبي العالية نيفا وعشرين سنة .
قال
أبو عمرو الداني : أخذ
أبو العالية القراءة عرضا عن
أبي ،
وزيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس . ويقال : قرأ على
عمر .
روى عن القراءة عرضا
شعيب بن الحبحاب وآخرون .
قال
قتادة : قال
أبو العالية : قرأت القرآن بعد وفاة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين .
وروى
معتمر بن سليمان ، وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15732حفصة بنت سيرين ، قالت : قال لي
أبو العالية : قرأت القرآن على
عمر - رضي الله عنه- ثلاث مرار .
وعن
أبي خلدة عن
أبي العالية ، قال : كان
ابن عباس على السرير
وقريش أسفل من السرير ، فتغامزت بي
قريش ، فقال
ابن عباس : هكذا العلم يزيد الشريف شرفا ، ويجلس المملوك على الأسرة .
قلت : هذا كان سرير دار الإمرة لما كان
ابن عباس متوليها
لعلي رضي الله عنهما .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11939أبو بكر بن أبي داود : وليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من
أبي العالية ، وبعده
سعيد بن جبير . وقد وثق
أبا العالية الحافظان
أبو زرعة وأبو حاتم .
[ ص: 209 ] قال
خالد أبو المهاجر ، عن
أبي العالية : كنت
بالشام مع
أبي ذر .
وقال
أبو خلدة خالد بن دينار : سمعت
أبا العالية يقول : كنا عبيدا مملوكين ، منا من يؤدي الضرائب ، ومنا من يخدم أهله ، فكنا نختم كل ليلة ، فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض ، فلقينا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعلمونا أن نختم كل جمعة ، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا .
قال
أبو خلدة : ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري nindex.php?page=showalam&ids=11873لأبي العالية ، فقال : رجل مسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وأدركنا الخير وتعلمنا قبل أن يولد . وكنت آتي
ابن عباس وهو أمير
البصرة فيجلسني على السرير
وقريش أسفل .
وروى
جرير عن
مغيرة قال : كان أشبه
أهل البصرة علما
بإبراهيم النخعي أبو العالية .
وقال
أبو جعفر الرازي ، عن
الربيع بن أنس ، عن
أبي العالية ، قال : كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام لأسمع منه ، فأتفقد صلاته ، فإن وجدته يحسنها ، أقمت عليه ، وإن أجده يضيعها ، رحلت ولم أسمع منه ، وقلت : هو لما سواها أضيع .
قال
شعيب بن الحبحاب : حابيت
أبا العالية في ثوب ، فأبى أن يشتري مني الثوب .
قال
أبو خلدة : قال
أبو العالية : لما كان زمان
علي ومعاوية ، وإني لشاب القتال أحب إلي من الطعام الطيب ، فتجهزت بجهاز حسن حتى أتيتهم ، فإذا صفان ما يرى طرفاهما ، إذا كبر هؤلاء ، كبر هؤلاء ، وإذا هلل
[ ص: 210 ] هؤلاء هلل هؤلاء ، فراجعت نفسي ، فقلت : أي الفريقين أنزله كافرا؟ ومن أكرهني على هذا؟ قال : فما أمسيت حتى رجعت وتركتهم .
قال
عاصم الأحول : كان
أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام فتركهم .
معمر : عن
عاصم ، عن
أبي العالية ، قال : أنتم أكثر صلاة وصياما ممن كان قبلكم ; ولكن الكذب قد جرى على ألسنتكم .
nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن الحباب : حدثنا
خالد بن دينار ، عن
أبي العالية ، قال : تعلمت الكتابة والقرآن فما شعر بي أهلي ، ولا رئي في ثوبي مداد قط .
ابن عيينة : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصما الأحول يحدث عن
أبي العالية ، قال : تعلموا القرآن ; فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه ، وإياكم وهذه الأهواء; فإنها توقع العداوة والبغضاء بينكم ، فإنا قد قرأنا القرآن قبل أن يقتل -يعني
عثمان - بخمس عشرة سنة . قال : فحدثت به
الحسن ، فقال : قد نصحك والله ، وصدقك .
أبو نعيم : حدثنا
أبو خلدة ، عن
أبي العالية ، قال : ما مسست ذكري بيميني منذ ستين أو سبعين سنة .
حماد بن سلمة : عن
ثابت ، أن
أبا العالية قال : إني لأرجو أن لا يهلك عبد بين نعمتين : نعمة يحمد الله عليها ، وذنب يستغفر الله منه .
[ ص: 211 ] وقال
أبو خلدة : سمعت
أبا العالية يقول : تعلموا القرآن خمس آيات ، خمس آيات ; فإنه أحفظ عليكم ،
وجبريل كان ينزل به خمس آيات ، خمس آيات .
قتيبة : حدثنا
جرير ، عن
مغيرة ، قال : أول من أذن بما وراء النهر
أبو العالية الرياحي .
أبو خلدة ، قال : كان
أبو العالية إذا دخل عليه أصحابه يرحب بهم ويقرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم الآية .
محمد بن مصعب : عن
nindex.php?page=showalam&ids=11960أبي جعفر الرازي ، عن
الربيع ، عن
أبي العالية ، قال : إن الله قضى على نفسه أن من آمن به هداه ، وتصديق ذلك في كتاب الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ومن يؤمن بالله يهد قلبه ومن توكل عليه كفاه ، وتصديق ذلك في كتاب الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ومن يتوكل على الله فهو حسبه ومن أقرضه جازاه ، وتصديق ذلك في كتاب الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=245من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ومن استجار من عذابه أجاره ، وتصديق ذلك في كتاب الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103واعتصموا بحبل الله جميعا والاعتصام الثقة بالله . ومن دعاه أجابه ، وتصديق ذلك في كتاب الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان .
[ ص: 212 ] ومن مراسيل
أبي العالية الذي صح إسناده إليه : الأمر بإعادة الوضوء والصلاة على من ضحك في الصلاة ، وبه يقول
أبو حنيفة وغيره من أئمة العلم .
وقال
أبو حاتم : حدثنا
حرملة ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول : حديث
أبي العالية الرياحي قال
أبو حاتم -يعني ما يروى في الضحك في الصلاة .
وروى
حماد بن زيد ، عن
شعيب بن الحبحاب ، قال : قال
أبو العالية : اشترتني امرأة فأرادت أن تعتقني ، فقال بنو عمها : تعتقينه فيذهب إلى
الكوفة فينقطع . فأتت لي مكانا في المسجد فقالت : أنت سائبة - تريد لا ولاء لأحد عليك . قال : فأوصى
أبو العالية بماله كله .
وقال
أبو خلدة ، عن
أبي العالية قال : ما تركت من مال فثلثه في سبيل الله ، وثلثه في أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وثلثه في الفقراء . قلت له : فأين مواليك؟ قال : السائبة يضع نفسه حيث شاء .
همام بن يحيى : حدثنا
قتادة ، عن
أبي العالية ، قال : قرأت المحكم بعد وفاة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين . فقد أنعم الله علي بنعمتين لا أدري أيهما أفضل : أن هداني للإسلام ، ولم يجعلني حروريا .
[ ص: 213 ] قال
أبو خلدة : سمعت
أبا العالية يقول : زارني
عبد الكريم أبو أمية وعليه ثياب صوف ، فقلت له : هذا زي الرهبان ، إن المسلمين إذا تزاوروا تجملوا .
وروى
حماد بن سلمة ، عن
عاصم الأحول ، أن
أبا العالية أوصى
مورقا العجلي أن يجعل في قبره جريدتين .
وقال
مورق : وأوصى
بريدة الأسلمي -رضي الله عنه- أن يوضع في قبره جريدتان .
قرأت على
إسحاق الأسدي : أخبركم
ابن خليل ، أنبأنا
أبو المكارم التيمي ، أنبأنا
الحداد ، أنبأنا
أبو نعيم ، حدثنا
سليمان بن أحمد ، حدثنا
إسحاق ، أنبأنا
عبد الرزاق ، أنبأنا
معمر ، عن
ثابت ، عن
أبي العالية ، قال : ما ترك
عيسى ابن مريم -عليه السلام - حين رفع إلا مدرعة صوف وخفي راع وقذافة يقذف بها الطير .
قال
أبو خلدة : مات
أبو العالية في شوال سنة تسعين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره : مات سنة ثلاث وتسعين .
وشذ
المدائني فوهم وقال : مات سنة ست ومائة .
أَبُو الْعَالِيَةِ ( ع )
رُفَيْعُ بْنُ مِهْرَانٍ ، الْإِمَامُ الْمُقْرِئُ الْحَافِظُ الْمُفَسِّرُ ، أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحَيُّ الْبَصْرِيُّ ، أَحَدُ الْأَعْلَامِ .
كَانَ مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي رِيَاحِ بْنِ يَرْبُوعٍ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ .
أَدْرَكَ زَمَانَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ شَابٌّ ، وَأَسْلَمَ فِي خِلَافَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ .
وَسَمِعَ مِنْ
عُمَرَ ،
وَعَلِيٍّ ،
وَأُبَيٍّ ،
وَأَبِي ذَرٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةَ ،
وَأَبِي مُوسَى ،
وَأَبِي أَيُّوبَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=47وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، وَعِدَّةٍ .
وَحَفِظَ الْقُرْآنَ وَقَرَأَهُ عَلَى
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَتَصَدَّرَ لِإِفَادَةِ الْعِلْمِ ، وَبَعُدَ صِيتُهُ ، قَرَأَ عَلَيْهِ
أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ فِيمَا قِيلَ ، وَمَا ذَاكَ بِبَعِيدٍ; فَإِنَّهُ تَمِيمِيٌّ ،
[ ص: 208 ] وَكَانَ مَعَهُ بِبَلَدِهِ . وَأَدْرَكَ مِنْ حَيَاةِ
أَبِي الْعَالِيَةِ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ سَنَةً .
قَالَ
أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ : أَخَذَ
أَبُو الْعَالِيَةِ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ
أُبَيٍّ ،
وَزَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ . وَيُقَالُ : قَرَأَ عَلَى
عُمَرَ .
رَوَى عَنِ الْقِرَاءَةِ عَرْضًا
شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ وَآخَرُونَ .
قَالَ
قَتَادَةُ : قَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : قَرَأْتُ الْقُرْآنَ بَعْدَ وَفَاةِ نَبِيِّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَشْرِ سِنِينَ .
وَرَوَى
مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَغَيْرُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17240هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15732حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ ، قَالَتْ : قَالَ لِي
أَبُو الْعَالِيَةِ : قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى
عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ثَلَاثَ مِرَارٍ .
وَعَنْ
أَبِي خَلْدَةَ عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : كَانَ
ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى السَّرِيرِ
وَقُرَيْشٌ أَسْفَلُ مِنَ السَّرِيرِ ، فَتَغَامَزَتْ بِي
قُرَيْشٌ ، فَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : هَكَذَا الْعِلْمُ يَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفًا ، وَيُجْلِسُ الْمَمْلُوكُ عَلَى الْأَسِرَّةِ .
قُلْتُ : هَذَا كَانَ سَرِيرَ دَارِ الْإِمْرَةِ لَمَّا كَانَ
ابْنُ عَبَّاسٍ مُتَوَلِّيهَا
لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11939أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ : وَلَيْسَ أَحَدٌ بَعْدَ الصَّحَابَةِ أَعْلَمُ بِالْقُرْآنِ مِنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، وَبَعْدَهُ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . وَقَدْ وَثَّقَ
أَبَا الْعَالِيَةِ الْحَافِظَانِ
أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ .
[ ص: 209 ] قَالَ
خَالِدٌ أَبُو الْمُهَاجِرِ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ : كُنْتُ
بِالشَّامِ مَعَ
أَبِي ذَرٍّ .
وَقَالَ
أَبُو خَلْدَةَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ : سَمِعْتُ
أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ : كُنَّا عَبِيدًا مَمْلُوكِينَ ، مِنَّا مَنْ يُؤَدِّي الضَّرَائِبَ ، وَمِنَّا مَنْ يَخْدِمُ أَهْلَهُ ، فَكُنَّا نَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ ، فَشَقَّ عَلَيْنَا حَتَّى شَكَا بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ ، فَلَقِينَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَلَّمُونَا أَنْ نَخْتِمَ كُلَّ جُمْعَةٍ ، فَصَلَّيْنَا وَنِمْنَا وَلَمْ يَشُقَّ عَلَيْنَا .
قَالَ
أَبُو خَلْدَةَ : ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=11873لِأَبِي الْعَالِيَةِ ، فَقَالَ : رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَأَدْرَكْنَا الْخَيْرَ وَتَعَلَّمْنَا قَبْلَ أَنْ يُولَدَ . وَكُنْتُ آتِي
ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ أَمِيرُ
الْبَصْرَةِ فَيُجْلِسُنِي عَلَى السَّرِيرِ
وَقُرَيْشٌ أَسْفَلُ .
وَرَوَى
جَرِيرٌ عَنْ
مُغِيرَةَ قَالَ : كَانَ أَشْبَهَ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ عِلْمًا
بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَبُو الْعَالِيَةِ .
وَقَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنِ
الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : كُنْتُ أَرْحَلُ إِلَى الرَّجُلِ مَسِيرَةَ أَيَّامٍ لِأَسْمَعَ مِنْهُ ، فَأَتَفَقَّدُ صَلَاتَهُ ، فَإِنْ وَجَدْتُهُ يُحْسِنُهَا ، أَقَمْتُ عَلَيْهِ ، وَإِنْ أَجِدْهُ يُضَيِّعُهَا ، رَحَلْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ ، وَقَلْتُ : هُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ .
قَالَ
شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ : حَابَيْتُ
أَبَا الْعَالِيَةِ فِي ثَوْبٍ ، فَأَبَى أَنْ يَشْتَرِيَ مِنِّي الثَّوْبَ .
قَالَ
أَبُو خَلْدَةَ : قَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : لَمَّا كَانَ زَمَانُ
عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ ، وَإِنِّي لَشَابٌّ الْقِتَالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الطَّعَامِ الطَّيِّبِ ، فَتَجَهَّزْتُ بِجَهَازٍ حَسَنٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ ، فَإِذَا صَفَّانِ مَا يُرَى طَرَفَاهُمَا ، إِذَا كَبَّرَ هَؤُلَاءِ ، كَبَّرَ هَؤُلَاءِ ، وَإِذَا هَلَّلَ
[ ص: 210 ] هَؤُلَاءِ هَلَّلَ هَؤُلَاءِ ، فَرَاجَعْتُ نَفْسِي ، فَقُلْتُ : أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أُنَزِّلُهُ كَافِرًا؟ وَمَنْ أَكْرَهَنِي عَلَى هَذَا؟ قَالَ : فَمَا أَمْسَيْتُ حَتَّى رَجَعْتُ وَتَرَكَتْهُمْ .
قَالَ
عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ : كَانَ
أَبُو الْعَالِيَةِ إِذَا جَلَسَ إِلَيْهِ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعَةٍ قَامَ فَتَرَكَهُمْ .
مَعْمَرٌ : عَنْ
عَاصِمٍ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : أَنْتُمْ أَكْثَرُ صَلَاةً وَصِيَامًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ; وَلَكِنَّ الْكَذِبَ قَدْ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِكُمْ .
nindex.php?page=showalam&ids=15945زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ : حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : تَعَلَّمْتُ الْكِتَابَةَ وَالْقُرْآنَ فَمَا شَعَرَ بِي أَهْلِي ، وَلَا رُئِيَ فِي ثَوْبِي مِدَادٌ قَطُّ .
ابْنُ عُيَيْنَةَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16274عَاصِمًا الْأَحْوَلَ يُحَدِّثُ عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ; فَإِذَا تَعَلَّمْتُمُوهُ فَلَا تَرْغَبُوا عَنْهُ ، وَإِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْأَهْوَاءَ; فَإِنَّهَا تُوقِعُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ بَيْنَكُمْ ، فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ -يَعْنِي
عُثْمَانَ - بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً . قَالَ : فَحَدَّثْتُ بِهِ
الْحَسَنَ ، فَقَالَ : قَدْ نَصَحَكَ وَاللَّهِ ، وَصَدَقَكَ .
أَبُو نُعَيْمٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو خَلْدَةَ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : مَا مَسَسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُنْذُ سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً .
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ : عَنْ
ثَابِتٍ ، أَنَّ
أَبَا الْعَالِيَةِ قَالَ : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَهْلِكَ عَبْدٌ بَيْنَ نِعْمَتَيْنِ : نِعْمَةٍ يَحْمَدُ اللَّهَ عَلَيْهَا ، وَذَنَبٍ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ .
[ ص: 211 ] وَقَالَ
أَبُو خَلْدَةَ : سَمِعْتُ
أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ : تَعْلَّمُوا الْقُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ ، خَمْسَ آيَاتٍ ; فَإِنَّهُ أَحْفَظُ عَلَيْكُمْ ،
وَجِبْرِيلُ كَانَ يَنْزِلُ بِهِ خَمْسَ آيَاتٍ ، خَمْسَ آيَاتٍ .
قُتَيْبَةُ : حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنْ
مُغِيرَةَ ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ
أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ .
أَبُو خَلْدَةَ ، قَالَ : كَانَ
أَبُو الْعَالِيَةِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يُرَحِّبُ بِهِمْ وَيَقْرَأُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ الْآيَةَ .
مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ : عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11960أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ ، عَنِ
الرَّبِيعِ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّ مَنْ آمَنَ بِهِ هَدَاهُ ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ وَمَنْ أَقْرَضَهُ جَازَاهُ ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=245مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنْ عَذَابِهِ أَجَارَهُ ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَالِاعْتِصَامُ الثِّقَةُ بِاللَّهِ . وَمَنْ دَعَاهُ أَجَابَهُ ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .
[ ص: 212 ] وَمِنْ مَرَاسِيلِ
أَبِي الْعَالِيَةِ الَّذِي صَحَّ إِسْنَادُهُ إِلَيْهِ : الْأَمْرُ بِإِعَادَةِ الْوُضُوءِ وَالصَّلَاةِ عَلَى مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ ، وَبِهِ يَقُولُ
أَبُو حَنِيفَةَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ الْعِلْمِ .
وَقَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
حَرْمَلَةُ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : حَدِيثُ
أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ -يَعْنِي مَا يُرْوَى فِي الضَّحِكِ فِي الصَّلَاةِ .
وَرَوَى
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ
شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ ، قَالَ : قَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : اشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ فَأَرَادَتْ أَنْ تُعْتِقَنِي ، فَقَالَ بَنُو عَمِّهَا : تُعْتِقِينَهُ فَيَذْهَبُ إِلَى
الْكُوفَةِ فَيَنْقَطِعُ . فَأَتَتْ لِي مَكَانًا فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَتْ : أَنْتَ سَائِبَةٌ - تُرِيدُ لَا وَلَاءَ لِأَحَدٍ عَلَيْكَ . قَالَ : فَأَوْصَى
أَبُو الْعَالِيَةِ بِمَالِهِ كُلِّهِ .
وَقَالَ
أَبُو خَلْدَةَ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : مَا تَرَكْتُ مِنْ مَالٍ فَثُلُثُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَثُلُثُهُ فِي أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَثُلُثُهُ فِي الْفُقَرَاءِ . قُلْتُ لَهُ : فَأَيْنَ مَوَالِيكَ؟ قَالَ : السَّائِبَةُ يَضَعُ نَفْسَهُ حَيْثُ شَاءَ .
هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى : حَدَّثَنَا
قَتَادَةُ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ بَعْدَ وَفَاةِ نَبِيِّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَشْرِ سِنِينَ . فَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ بِنِعْمَتَيْنِ لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ : أَنْ هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ ، وَلَمْ يَجْعَلْنِي حَرُورِيًّا .
[ ص: 213 ] قَالَ
أَبُو خَلْدَةَ : سَمِعْتُ
أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ : زَارَنِي
عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ صُوفٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : هَذَا زِيُّ الرُّهْبَانِ ، إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا تَزَاوَرُوا تَجَمَّلُوا .
وَرَوَى
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ ، أَنَّ
أَبَا الْعَالِيَةِ أَوْصَى
مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ أَنْ يَجْعَلَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَتَيْنِ .
وَقَالَ
مُورِّقٌ : وَأَوْصَى
بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيُّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنْ يُوضَعَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَتَانِ .
قَرَأْتُ عَلَى
إِسْحَاقَ الْأَسَدِيِّ : أَخْبَرَكُمْ
ابْنُ خَلِيلٍ ، أَنْبَأَنَا
أَبُو الْمَكَارِمِ التَّيْمِيُّ ، أَنْبَأَنَا
الْحَدَّادُ ، أَنْبَأَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : مَا تَرَكَ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ - حِينَ رُفِعَ إِلَّا مِدْرَعَةَ صُوفٍ وَخُفَّيْ رَاعٍ وَقَذَّافَةً يَقْذِفُ بِهَا الطَّيْرَ .
قَالَ
أَبُو خَلْدَةَ : مَاتَ
أَبُو الْعَالِيَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِينَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ : مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ .
وَشَذَّ
الْمَدَائِنِيُّ فَوَهِمَ وَقَالَ : مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ .