[ ص: 326 ] سلمة بن الأكوع ( ع )
هو سلمة بن عمرو بن الأكوع ، واسم الأكوع : سنان بن عبد الله ، أبو عامر وأبو مسلم . ويقال : أبو إياس الأسلمي الحجازي المدني .
قيل : شهد
مؤتة ، وهو من أهل بيعة الرضوان .
روى عدة أحاديث .
حدث عنه ؛ ابنه
إياس ، ومولاه
nindex.php?page=showalam&ids=17349يزيد بن أبي عبيد ،
وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ،
nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة بن عبد الرحمن ،
والحسن بن محمد بن الحنفية ،
ويزيد بن خصيفة .
nindex.php?page=hadith&LINKID=879879قال مولاه يزيد : رأيت سلمة يصفر لحيته . وسمعته يقول : بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الموت ، وغزوت معه سبع غزوات .
[ ص: 327 ] ابن مهدي : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ، عن
إياس بن سلمة ، عن أبيه ، قال : بيتنا
هوازن مع
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق ، فقتلت بيدي ليلتئذ سبعة أهل أبيات .
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار : حدثنا
إياس ، عن أبيه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879880خرجت أنا ورباح غلام النبي - صلى الله عليه وسلم - بظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - وخرجت بفرس لطلحة فأغار عبد الرحمن بن عيينة على الإبل ، فقتل راعيها ، وطرد الإبل هو وأناس معه في خيل . فقلت : يا رباح ! اقعد على هذا الفرس ، فألحقه بطلحة ، وأعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقمت على تل ، ثم ناديت ثلاثا : يا صباحاه ! واتبعت القوم ، فجعلت أرميهم ، وأعقر بهم ، وذلك حين يكثر الشجر فإذا رجع إلي فارس ، قعدت له في أصل شجرة ، ثم رميته ، وجعلت أرميهم ، وأقول .
أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع
وأصبت رجلا بين كتفيه ، وكنت إذا تضايقت الثنايا ، علوت الجبل ، فردأتهم بالحجارة ، فما زال ذلك شأني وشأنهم حتى ما بقي شيء من ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا خلفته وراء ظهري ، واستنقذته . ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا ، وأكثر من ثلاثين بردة يستخفون منها ، ولا يلقون شيئا إلا جعلت عليه حجارة ، وجمعته على طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا امتد الضحى ، أتاهم عيينة بن بدر مددا لهم ، وهم في ثنية ضيقة ، ثم علوت الجبل ، فقال عيينة : ما هذا ؟ قالوا : لقينا من هذا البرح ، ما فارقنا بسحر [ ص: 328 ] إلى الآن ، وأخذ كل شيء كان في أيدينا . فقال عيينة : لولا أنه يرى أن وراءه طلبا لقد ترككم ، ليقم إليه نفر منكم . فصعد إلي أربعة ، فلما أسمعتهم الصوت ، قلت : أتعرفوني ؟ قالوا : ومن أنت ؟ قلت : أنا ابن الأكوع . والذي أكرم وجه محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يطلبني رجل منكم فيدركني ، ولا أطلبه فيفوتني .
فقال رجل منهم : إني أظن . فما برحت ثم ، حتى نظرت إلى فوارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخللون الشجر وإذا أولهم الأخرم الأسدي ، وأبو قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=53والمقداد ؛ فولى المشركون . فأنزل ، فأخذت بعنان فرس الأخرم ، لا آمن أن يقتطعوك ، فاتئد حتى يلحقك المسلمون ؛ فقال : يا سلمة ! إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر ، وتعلم أن الجنة حق والنار حق ، فلا تحل بيني وبين الشهادة ، فخليت عنان فرسه ، ولحق بعبد الرحمن بن عيينة ، فاختلفا طعنتين ، فعقر الأخرم بعبد الرحمن فرسه ، ثم قتله عبد الرحمن ، وتحول عبد الرحمن على فرس الأخرم ، فيلحق أبو قتادة بعبد الرحمن ، فاختلفا طعنتين فعقر nindex.php?page=showalam&ids=60بأبي قتادة ، فقتله أبو قتادة ، وتحول على فرسه .
وخرجت أعدو في أثر القوم حتى ما أرى من غبار أصحابنا شيئا ، ويعرضون قبيل المغيب إلى شعب فيه ماء يقال له : " ذو قرد " فأبصروني أعدو وراءهم ، فعطفوا عنه ، وأسندوا في الثنية ، وغربت الشمس ، فألحق رجلا ، فأرميه ؛ فقلت : خذها وأنا ابن الأكوع ، واليوم [ ص: 329 ] يوم الرضع . فقال : يا ثكل أمي أكوعي بكرة ؟ قلت : نعم يا عدو نفسه . وكان الذي رميته بكرة ، فأتبعته سهما آخر ، فعلق به سهمان . ويخلفون فرسين ، فسقتهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على الماء الذي جليتهم عنه - " ذو قرد " - وهو في خمسمائة ، وإذا بلال نحر جزورا مما خلفت ، فهو يشوي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ! خلني فأنتخب من أصحابك مائة ، فآخذ عليهم بالعشوة ، فلا يبقى منهم مخبر . قال : أكنت فاعلا يا سلمة ؟ قلت : نعم . فضحك حتى رأيت نواجذه في ضوء النار . ثم قال : إنهم يقرون الآن بأرض غطفان .
قال : فجاء رجل ، فأخبر أنهم مروا على فلان الغطفاني ، فنحر لهم جزورا ، فلما أخذوا يكشطون جلدها ، رأوا غبرة ، فهربوا . فلما أصبحنا ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : خير فرساننا أبو قتادة ، وخير رجالتنا سلمة . وأعطاني سهم الراجل والفارس جميعا . ثم أردفني وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة .
فلما كان بيننا وبينها قريبا من ضحوة ، وفي القوم رجل كان لا يسبق جعل ينادي : ألا رجل يسابق إلى المدينة ؟ فأعاد ذلك مرارا . فقلت : ما تكرم كريما ولا تهاب شريفا ؟ قال : لا ، إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله بأبي وأمي ، خلني أسابقه . قال : إن شئت . وقلت : امض . وصبرت عليه شرفا أو شرفين حتى استبقيت نفسي ، ثم إني عدوت حتى ألحقه ، فأصك بين كتفيه ، وقلت : سبقتك والله ، أو كلمة نحوها ، فضحك ، وقال : إن أظن ، حتى قدمنا المدينة .
[ ص: 330 ] أخرجه
مسلم مطولا .
العطاف بن خالد :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879881عن عبد الرحمن بن رزين ، قال : أتينا nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع بالربذة ، فأخرج إلينا يدا ضخمة كأنها خف البعير ، فقال : بايعت بيدي هذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فأخذنا يده ، فقبلناها .
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي : حدثنا
علي بن يزيد الأسلمي ، حدثنا
إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرارا ، ومسح على وجهي مرارا ، واستغفر لي مرارا عدد ما في يدي من الأصابع .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17349يزيد بن أبي عبيد :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879883عن سلمة : أنه استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في البدو ، فأذن له .
رواه
أحمد في " مسنده " عن
حماد بن مسعدة ، عنه .
ابن سعد : حدثنا
محمد بن عمر ، حدثنا
عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، عن
زياد بن ميناء ، قال : كان
ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة ،
وجابر ،
nindex.php?page=showalam&ids=46ورافع بن خديج ،
nindex.php?page=showalam&ids=119وسلمة بن الأكوع مع أشباه لهم يفتون
بالمدينة ،
[ ص: 331 ] ويحدثون من لدن توفي
عثمان إلى أن توفوا .
وعن
عبادة بن الوليد أن
الحسن بن محمد بن الحنفية قال : اذهب بنا إلى
nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع ، فلنسأله ، فإنه من صالحي أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - القدم ، فخرجنا نريده ، فلقيناه يقوده قائده . وكان قد كف بصره .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17349يزيد بن أبي عبيد ، قال : لما قتل
عثمان ، خرج
سلمة إلى
الربذة ، وتزوج هناك امرأة ، فولدت له أولادا ، وقبل أن يموت بليال ، نزل إلى
المدينة .
قال
الواقدي وجماعة : توفي سنة أربع وسبعين .
قلت : كان من أبناء التسعين ، وحديثه من عوالي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
[ ص: 326 ] سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ ( ع )
هُوَ سَلَمَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْأَكْوَعِ ، وَاسْمُ الْأَكْوَعِ : سِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَبُو عَامِرٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ . وَيُقَالُ : أَبُو إِيَاسٍ الْأَسْلَمِيُّ الْحِجَازِيُّ الْمَدَنِيُّ .
قِيلَ : شَهِدَ
مُؤْتَةَ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ .
رَوَى عِدَّةَ أَحَادِيثَ .
حَدَّثَ عَنْهُ ؛ ابْنُهُ
إِيَاسٌ ، وَمَوْلَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17349يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12031وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ،
وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=879879قَالَ مَوْلَاهُ يَزِيدُ : رَأَيْتُ سَلَمَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمَوْتِ ، وَغَزَوْتُ مَعَهُ سَبْعَ غَزَوَاتٍ .
[ ص: 327 ] ابْنُ مَهْدِيٍّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16585عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ
إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : بَيَّتْنَا
هَوَازِنَ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِيقِ ، فَقَتَلْتُ بِيَدِي لَيْلَتَئِذٍ سَبْعَةَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=16585عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ : حَدَّثَنَا
إِيَاسٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879880خَرَجْتُ أَنَا وَرَبَاحٌ غُلَامُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِظَهْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخَرَجْتُ بِفَرَسٍ لِطَلْحَةَ فَأَغَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ عَلَى الْإِبِلِ ، فَقَتَلَ رَاعِيهَا ، وَطَرَدَ الْإِبِلِ هُوَ وَأُنَاسٌ مَعَهُ فِي خَيْلٍ . فَقُلْتُ : يَا رَبَاحُ ! اقْعُدْ عَلَى هَذَا الْفَرَسِ ، فَأَلْحِقْهُ بِطَلْحَةَ ، وَأَعْلِمْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقُمْتُ عَلَى تَلٍّ ، ثُمَّ نَادَيْتُ ثَلَاثًا : يَا صَبَاحَاهُ ! وَاتَّبَعْتُ الْقَوْمَ ، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ ، وَأَعْقِرُ بِهِمْ ، وَذَلِكَ حِينَ يَكْثُرُ الشَّجَرُ فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ ، قَعَدْتُ لَهُ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ ، ثُمَّ رَمَيْتُهُ ، وَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ ، وَأَقُولُ .
أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
وَأَصَبْتُ رَجُلًا بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، وَكُنْتُ إِذَا تَضَايَقَتِ الثَّنَايَا ، عَلَوْتُ الْجَبَلَ ، فَرَدَأْتُهُمْ بِالْحِجَارَةِ ، فَمَا زَالَ ذَلِكَ شَأْنِي وَشَأْنُهُمْ حَتَّى مَا بَقِيَ شَيْءٌ مِنْ ظَهْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي ، وَاسْتَنْقَذْتُهُ . ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ رُمْحًا ، وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً يَسْتَخِفُّونَ مِنْهَا ، وَلَا يُلْقُونَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ حِجَارَةً ، وَجَمَعْتُهُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى إِذَا امْتَدَّ الضُّحَى ، أَتَاهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ مَدَدًا لَهُمْ ، وَهُمْ فِي ثَنِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ ، ثُمَّ عَلَوْتُ الْجَبَلَ ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحِ ، مَا فَارَقَنَا بِسَحَرٍ [ ص: 328 ] إِلَى الْآنَ ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ فِي أَيْدِينَا . فَقَالَ عُيَيْنَةُ : لَوْلَا أَنَّهُ يَرَى أَنَّ وَرَاءَهُ طَلَبًا لَقَدْ تَرَكَكُمْ ، لِيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ . فَصَعِدَ إِلَيَّ أَرْبَعَةٌ ، فَلَمَّا أَسْمَعْتُهُمُ الصَّوْتَ ، قُلْتُ : أَتَعْرِفُونِي ؟ قَالُوا : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ . وَالَّذِي أَكْرَمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكُنِي ، وَلَا أَطْلُبُهُ فَيَفُوتُنِي .
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : إِنِّي أَظُنُّ . فَمَا بَرِحْتُ ثَمَّ ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ وَإِذَا أَوَّلُهُمُ الْأَخْرَمُ الْأَسَدِيُّ ، وَأَبُو قَتَادَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=53وَالْمِقْدَادُ ؛ فَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ . فَأَنْزِلُ ، فَأَخَذْتُ بِعِنَانِ فَرَسِ الْأَخْرَمِ ، لَا آمَنُ أَنْ يَقْتَطِعُوكَ ، فَاتَّئِدْ حَتَّى يَلْحَقَكَ الْمُسْلِمُونَ ؛ فَقَالَ : يَا سَلَمَةُ ! إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ ، فَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ ، فَخَلَّيْتُ عِنَانَ فَرَسِهِ ، وَلَحِقَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ ، فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ ، فَعَقَرَ الْأَخْرَمُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسَهَ ، ثُمَّ قَتَلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَتَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ ، فَيَلْحَقُ أَبُو قَتَادَةَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ فَعَقَرَ nindex.php?page=showalam&ids=60بِأَبِي قَتَادَةَ ، فَقَتَلَهُ أَبُو قَتَادَةَ ، وَتَحَوَّلَ عَلَى فَرَسِهِ .
وَخَرَجْتُ أَعْدُو فِي أَثَرِ الْقَوْمِ حَتَّى مَا أَرَى مِنْ غُبَارِ أَصْحَابِنَا شَيْئًا ، وَيَعْرِضُونَ قُبَيْلَ الْمَغِيبِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ : " ذُو قَرَدٍ " فَأَبْصَرُونِي أَعْدُو وَرَاءَهُمْ ، فَعَطَفُوا عَنْهُ ، وَأَسْنَدُوا فِي الثَّنِيَّةِ ، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ ، فَأَلْحَقُ رَجُلًا ، فَأَرْمِيهِ ؛ فَقُلْتُ : خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ ، وَالْيَوْمُ [ ص: 329 ] يَوْمُ الرُّضَّعِ . فَقَالَ : يَا ثُكْلَ أُمِّي أَكُوَعِيٌّ بُكْرَةَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ . وَكَانَ الَّذِي رَمَيْتُهُ بُكْرَةَ ، فَأَتْبَعْتُهُ سَهْمًا آخَرَ ، فَعَلِقَ بِهِ سَهْمَانِ . وَيُخَلِّفُونَ فَرَسَيْنِ ، فَسُقْتُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي جَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ - " ذُو قَرَدٍ " - وَهُوَ فِي خَمْسِمِائَةٍ ، وَإِذَا بِلَالٌ نَحَرَ جَزُورًا مِمَّا خَلَّفْتُ ، فَهُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! خَلِّنِي فَأَنْتَخِبُ مِنْ أَصْحَابِكَ مِائَةً ، فَآخُذُ عَلَيْهِمْ بِالْعَشْوَةِ ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخَبِّرٌ . قَالَ : أَكُنْتَ فَاعِلًا يَا سَلَمَةُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ . ثُمَّ قَالَ : إِنَّهُمْ يُقْرَوْنَ الْآنَ بِأَرْضِ غَطَفَانَ .
قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ مَرُّوا عَلَى فُلَانٍ الْغَطَفَانِيِّ ، فَنَحَرَ لَهُمْ جَزُورًا ، فَلَمَّا أَخَذُوا يَكْشِطُونَ جِلْدَهَا ، رَأَوْا غَبَرَةَ ، فَهَرَبُوا . فَلَمَّا أَصْبَحْنَا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : خَيْرُ فُرْسَانِنَا أَبُو قَتَادَةَ ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ . وَأَعْطَانِي سَهْمَ الرَّاجِلِ وَالْفَارِسِ جَمِيعًا . ثُمَّ أَرْدَفَنِي وَرَاءَهُ عَلَى الْعَضْبَاءِ رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ .
فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا قَرِيبًا مِنْ ضَحْوَةٍ ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ كَانَ لَا يُسْبَقُ جَعَلَ يُنَادِي : أَلَا رَجُلٌ يُسَابِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ ؟ فَأَعَادَ ذَلِكَ مِرَارًا . فَقُلْتُ : مَا تُكْرِمُ كَرِيمًا وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا ؟ قَالَ : لَا ، إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي وَأُمِّي ، خَلِّنِي أُسَابِقُهُ . قَالَ : إِنْ شِئْتَ . وَقُلْتُ : امْضِ . وَصَبَرْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ حَتَّى اسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي ، ثُمَّ إِنِّي عَدَوْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ ، فَأَصُكَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، وَقُلْتُ : سَبَقْتُكَ وَاللَّهِ ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا ، فَضَحِكَ ، وَقَالَ : إِنْ أَظُنُّ ، حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ .
[ ص: 330 ] أَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ مُطَوَّلًا .
الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879881عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ ، قَالَ : أَتَيْنَا nindex.php?page=showalam&ids=119سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ بِالرَّبَذَةِ ، فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا يَدًا ضَخْمَةً كَأَنَّهَا خُفُّ الْبَعِيرِ ، فَقَالَ : بَايَعْتُ بِيَدِي هَذِهِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : فَأَخَذْنَا يَدَهُ ، فَقَبَّلْنَاهَا .
nindex.php?page=showalam&ids=14171الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْأَسْلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِرَارًا ، وَمَسَحَ عَلَى وَجْهِي مِرَارًا ، وَاسْتَغْفَرَ لِي مِرَارًا عَدَدَ مَا فِي يَدِي مِنَ الْأَصَابِعِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17349يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879883عَنْ سَلَمَةَ : أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْبَدْوِ ، فَأَذِنَ لَهُ .
رَوَاهُ
أَحْمَدُ فِي " مُسْنَدِهِ " عَنْ
حَمَّادِ بْنِ مَسْعَدَةَ ، عَنْهُ .
ابْنُ سَعْدٍ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ ، قَالَ : كَانَ
ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبُو هُرَيْرَةَ ،
وَجَابِرٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=46وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=119وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ مَعَ أَشْبَاهٍ لَهُمْ يُفْتُونَ
بِالْمَدِينَةِ ،
[ ص: 331 ] وَيُحَدِّثُونَ مِنْ لَدُنْ تُوُفِّيَ
عُثْمَانُ إِلَى أَنْ تُوُفُّوا .
وَعَنْ
عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّ
الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ : اذْهَبْ بِنَا إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=119سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ ، فَلْنَسْأَلْهُ ، فَإِنَّهُ مِنْ صَالِحِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْقُدْمِ ، فَخَرَجْنَا نُرِيدُهُ ، فَلَقِينَاهُ يَقُودُهُ قَائِدُهُ . وَكَانَ قَدْ كُفَّ بَصَرُهُ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17349يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ
عُثْمَانُ ، خَرَجَ
سَلَمَةُ إِلَى
الرَّبَذَةِ ، وَتَزَوَّجَ هُنَاكَ امْرَأَةً ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا ، وَقَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِلَيَالٍ ، نَزَلَ إِلَى
الْمَدِينَةِ .
قَالَ
الْوَاقِدِيُّ وَجَمَاعَةٌ : تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ .
قُلْتُ : كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِينَ ، وَحَدِيثُهُ مِنْ عَوَالِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ .