موسى الكاظم ( ت ، ق )
الإمام ، القدوة السيد أبو الحسن العلوي ، والد الإمام
علي بن موسى الرضي مدني نزل
بغداد .
وحدث بأحاديث عن أبيه . وقيل : إنه روى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، وعبد الملك بن قدامة .
حدث عنه أولاده :
علي ، وإبراهيم ، وإسماعيل ، وحسين . وأخواه :
علي بن جعفر ، ومحمد بن جعفر ، ومحمد بن صدقة العنبري ، وصالح بن يزيد . وروايته يسيرة لأنه مات قبل أوان الرواية ، رحمه الله .
ذكره
أبو حاتم فقال : ثقة صدوق ، إمام من أئمة المسلمين .
قلت : له عند
الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه حديثان .
قيل : إنه ولد سنة ثمان وعشرين ومائة
بالمدينة .
قال
الخطيب : أقدمه
المهدي بغداد ، ورده . ثم قدمها . وأقام
ببغداد في أيام
الرشيد ، قدم في صحبة
الرشيد سنة تسع وسبعين ومائة ، وحبسه بها إلى أن توفي في محبسه .
[ ص: 271 ] ثم قال
الخطيب : أنبأنا
الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا
الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، حدثني جدي
يحيى بن الحسن بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين قال : كان
موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده . روى أصحابنا أنه دخل مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسجد سجدة في أول الليل ، فسمع وهو يقول في سجوده : عظم الذنب عندي فليحسن العفو من عندك ، يا أهل التقوى ، ويا أهل المغفرة . فجعل يرددها حتى أصبح .
وكان سخيا كريما ، يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار . وكان يصر الصرر بثلاثمائة دينار ، وأربعمائة ، ومائتين ، ثم يقسمها
بالمدينة ، فمن جاءته صرة استغنى . حكاية منقطعة ، مع أن
يحيى بن الحسن متهم .
ثم قال
يحيى هذا : حدثنا
إسماعيل بن يعقوب ، حدثنا
محمد بن عبد الله البكري ، قال : قدمت
المدينة أطلب بها دينا فقلت : لو أتيت
موسى بن جعفر فشكوت إليه ، فأتيته بنقمى في ضيعته ، فخرج إلي ، وأكلت معه ، فذكرت له قصتي فأعطاني ثلاثمائة دينار . ثم قال
يحيى : وذكر لي غير واحد أن رجلا من آل
عمر كان
بالمدينة يؤذيه ويشتم
عليا ، وكان قد قال له بعض حاشيته : دعنا نقتله ، فنهاهم ، وزجرهم .
وذكر له أن
العمري يزدرع بأرض ، فركب إليه في مزرعته ، فوجده ، فدخل بحماره ، فصاح
العمري لا توطئ زرعنا . فوطئ بالحمار حتى وصل إليه ، فنزل عنده وضاحكه . وقال : كم غرمت في زرعك هذا ؟ قال : مائة دينار . قال : فكم ترجو ؟ قال : لا أعلم الغيب وأرجو أن يجيئني مائتا دينار . فأعطاه ثلاثمائة دينار .
[ ص: 272 ] وقال : هذا زرعك على حاله . فقام
العمري فقبل رأسه وقال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته . وجعل يدعو له كل وقت . فقال
أبو الحسن لخاصته الذين أرادوا قتل
العمري : أيما هو خير ؟ ما أردتم أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار ؟ .
قلت : إن صحت ، فهذا غاية الحلم والسماحة .
قال
أبو عبد الله المحاملي : حدثنا
عبد الله بن أبي سعد ، حدثني
محمد بن الحسين الكناني الليثي ، حدثني
عيسى بن محمد بن مغيث القرشي ، وبلغ تسعين سنة ، قال : زرعت بطيخا وقثاء وقرعا بالجوانية ، فلما قرب الخير ، بيتني الجراد ، فأتى على الزرع كله . وكنت غرمت عليه وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا . فبينما أنا جالس طلع
موسى بن جعفر ، فسلم ، ثم قال : أيش حالك ؟ فقلت : أصبحت كالصريم . قال : وكم غرمت فيه ؟ قلت : مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين . وقلت : يا مبارك ، ادخل وادع لي فيها . فدخل ودعا . وحدثني عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :
تمسكوا ببقايا المصائب ثم علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الله فيها البركة زكت ، فبعت منها بعشرة آلاف .
الصولي ، حدثنا
عون بن محمد ، سمعت
إسحاق الموصلي غير مرة يقول : حدثني
الفضل بن الربيع ، عن أبيه قال : لما حبس
المهدي موسى بن جعفر رأى في النوم
عليا يقول : يا
محمد :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ؟ قال
الربيع : فأرسل إلي ليلا ، فراعني ، فجئته ، فإذا هو يقرأ هذه الآية وكان أحسن الناس صوتا . وقال : علي
بموسى بن جعفر فجئته به ، فعانقه وأجلسه إلى جنبه وقال : يا
أبا الحسن : إني رأيت أمير
[ ص: 273 ] المؤمنين يقرأ علي كذا . فتؤمني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي ؟ فقال : لا والله لا فعلت ذلك ; ولا هو من شأني . قال : صدقت . يا
ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ، ورده إلى أهله إلى
المدينة . فأحكمت أمره ليلا ، فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف العوائق .
وقال
الخطيب : أنبأنا
أبو العلاء الواسطي ، حدثنا
عمر بن شاهين ، حدثنا
الحسين بن القاسم ، حدثني
أحمد بن وهب ، أخبرني
عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال : حج
الرشيد فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه
موسى بن جعفر ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عم ، افتخارا على من حوله . فدنا
موسى وقال : السلام عليك يا أبة ، فتغير وجه
هارون ، وقال : هذا الفخر يا
أبا الحسن حقا .
قال
يحيى بن الحسن العلوي ، حدثني
عمار بن أبان قال : حبس
موسى بن جعفر عند
السندي بن شاهك ، فسألته أخته أن تولى حبسه وكانت تدين ففعل . فكانت على خدمته ، فحكي لنا أنها قالت : كان إذا صلى العتمة ، حمد الله ومجده ودعاه . فلم يزل كذلك حتى يزول الليل . فإذا زال الليل ، قام يصلي حتى يصلي الصبح . ثم يذكر حتى تطلع الشمس ، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى ، ثم يتهيأ ويستاك ، ويأكل . ثم يرقد إلى قبل الزوال ، ثم يتوضأ ويصلي العصر ، ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب ، ثم يصلي ما بين المغرب إلى العتمة فكانت تقول : خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل . وكان عبدا صالحا .
وقيل : بعث
nindex.php?page=showalam&ids=17169موسى الكاظم إلى
الرشيد برسالة من الحبس يقول : إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون .
[ ص: 274 ] وعن
عبد السلام بن السندي قال : كان
موسى عندنا محبوسا ، فلما مات ، بعثنا إلى جماعة من العدول ، من
الكرخ فأدخلناهم عليه ، فأشهدناهم على موته ، ودفن في
مقابر الشونيزية .
قلت : له مشهد عظيم مشهور
ببغداد . دفن معه فيه حفيده الجواد . ولولده
علي بن موسى مشهد عظيم
بطوس . وكانت وفاة
nindex.php?page=showalam&ids=17169موسى الكاظم في رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة عاش خمسا وخمسين سنة وخلف عدة أولاد . الجميع من إماء :
علي ، والعباس ، وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، وحسن ، وأحمد ، ومحمد ، وعبيد الله ، وحمزة ، وزيد ، وإسحاق ، وعبد الله ، والحسين ، وفضل ، وسليمان ، سوى البنات ، سمى الجميع :
الزبير في " النسب " .
مُوسَى الْكَاظِمُ ( ت ، ق )
الْإِمَامُ ، الْقُدْوَةُ السَّيِّدُ أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ ، وَالِدُ الْإِمَامِ
عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرَّضِيِّ مَدَنِيٌّ نَزَلَ
بَغْدَادَ .
وَحَدَّثَ بِأَحَادِيثَ عَنْ أَبِيهِ . وَقِيلَ : إِنَّهُ رَوَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16430عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ .
حَدَّثَ عَنْهُ أَوْلَادُهُ :
عَلِيٌّ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَإِسْمَاعِيلُ ، وَحُسَيْنٌ . وَأَخَوَاهُ :
عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ الْعَنْبَرِيُّ ، وَصَالِحُ بْنُ يَزِيدَ . وَرِوَايَتُهُ يَسِيرَةٌ لِأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ .
ذَكَرَهُ
أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ : ثِقَةٌ صَدُوقٌ ، إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ .
قُلْتُ : لَهُ عِنْدَ
التِّرْمِذِيِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنِ مَاجَهْ حَدِيثَانِ .
قِيلَ : إِنَّهُ وُلِدُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ
بِالْمَدِينَةِ .
قَالَ
الْخَطِيبُ : أَقْدَمَهُ
الْمَهْدِيُّ بَغْدَادَ ، وَرَدَّهُ . ثُمَّ قَدِمَهَا . وَأَقَامَ
بِبَغْدَادَ فِي أَيَّامِ
الرَّشِيدِ ، قَدِمَ فِي صُحْبَةِ
الرَّشِيدِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ ، وَحَبَسَهُ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي مَحْبِسِهِ .
[ ص: 271 ] ثُمَّ قَالَ
الْخَطِيبُ : أَنْبَأَنَا
الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، أَنْبَأَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعُلَوِيُّ ، حَدَّثَنِي جَدِّي
يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ : كَانَ
مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ يُدْعَى الْعَبْدُ الصَّالِحُ مِنْ عِبَادَتِهِ وَاجْتِهَادِهِ . رَوَى أَصْحَابُنَا أَنَّهُ دَخَلَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَجَدَ سَجْدَةً فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ ، فَسُمِعَ وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : عَظُمَ الذَّنْبُ عِنْدِي فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ، يَا أَهْلَ التَّقْوَى ، وَيَا أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ . فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى أَصْبَحَ .
وَكَانَ سَخِيًّا كَرِيمًا ، يَبْلُغُهُ عَنِ الرَّجُلِ أَنَّهُ يُؤْذِيهِ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ بِصُرَّةٍ فِيهَا أَلْفُ دِينَارٍ . وَكَانَ يَصُرُّ الصُّرَرَ بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ ، وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، وَمِائَتَيْنِ ، ثُمَّ يُقَسِّمُهَا
بِالْمَدِينَةِ ، فَمَنْ جَاءَتْهُ صُرَّةٌ اسْتَغْنَى . حِكَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ ، مَعَ أَنَّ
يَحْيَى بْنَ الْحَسَنِ مُتَّهَمٌ .
ثُمَّ قَالَ
يَحْيَى هَذَا : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكْرِيُّ ، قَالَ : قَدِمْتُ
الْمَدِينَةَ أَطْلُبُ بِهَا دَيْنًا فَقُلْتُ : لَوْ أَتَيْتُ
مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ ، فَأَتَيْتُهُ بِنَقَمَى فِي ضَيْعَتِهِ ، فَخَرَجَ إِلَيَّ ، وَأَكَلْتُ مَعَهُ ، فَذَكَرْتُ لَهُ قِصَّتِي فَأَعْطَانِي ثَلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ . ثُمَّ قَالَ
يَحْيَى : وَذَكَرَ لِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ آلِ
عُمَرَ كَانَ
بِالْمَدِينَةِ يُؤْذِيهِ وَيَشْتُمُ
عَلِيًّا ، وَكَانَ قَدْ قَالَ لَهُ بَعْضُ حَاشِيَتِهِ : دَعْنَا نَقْتُلُهُ ، فَنَهَاهُمْ ، وَزَجَرَهُمْ .
وَذُكِرَ لَهُ أَنَّ
الْعُمَرِيَّ يَزْدَرِعُ بِأَرْضٍ ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ فِي مَزْرَعَتِهِ ، فَوَجَدَهُ ، فَدَخَلَ بِحِمَارِهِ ، فَصَاحَ
الْعُمَرِيُّ لَا تُوَطِّئْ زَرْعَنَا . فَوَطِئَ بِالْحِمَارِ حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِ ، فَنَزَلَ عِنْدَهُ وَضَاحَكَهُ . وَقَالَ : كَمْ غَرِمْتَ فِي زَرْعِكَ هَذَا ؟ قَالَ : مِائَةَ دِينَارٍ . قَالَ : فَكَمْ تَرْجُو ؟ قَالَ : لَا أَعْلَمَ الْغَيْبَ وَأَرْجُو أَنْ يَجِيئَنِي مِائَتَا دِينَارٍ . فَأَعْطَاهُ ثَلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ .
[ ص: 272 ] وَقَالَ : هَذَا زَرْعُكَ عَلَى حَالِهِ . فَقَامَ
الْعُمَرِيُّ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَقَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهِ . وَجَعَلَ يَدْعُو لَهُ كُلَّ وَقْتٍ . فَقَالَ
أَبُو الْحَسَنِ لِخَاصَّتِهِ الَّذِينَ أَرَادُوا قَتْلَ
الْعُمَرِيِّ : أَيُّمَا هُوَ خَيْرٌ ؟ مَا أَرَدْتُمْ أَوْ مَا أَرَدْتُ أَنْ أُصْلِحَ أَمْرَهُ بِهَذَا الْمِقْدَارِ ؟ .
قُلْتُ : إِنْ صَحَّتْ ، فَهَذَا غَايَةُ الْحِلْمِ وَالسَّمَاحَةِ .
قَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِنَانِيُّ اللَّيْثِيُّ ، حَدَّثَنِي
عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُغِيثٍ الْقُرَشِيُّ ، وَبَلَغَ تِسْعِينَ سَنَةً ، قَالَ : زَرَعْتُ بِطِّيخًا وَقِثَّاءً وَقَرْعًا بِالْجَوَّانِيَّةِ ، فَلَمَّا قَرُبَ الْخَيْرُ ، بَيَّتَنِي الْجَرَادُ ، فَأَتَى عَلَى الزَّرْعِ كُلِّهِ . وَكُنْتُ غَرِمْتُ عَلَيْهِ وَفِي ثَمَنِ جَمَلَيْنِ مِائَةً وَعِشْرِينَ دِينَارًا . فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ طَلَعَ
مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ، فَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : أَيْشَ حَالُكَ ؟ فَقُلْتُ : أَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ . قَالَ : وَكَمْ غَرِمْتَ فِيهِ ؟ قُلْتُ : مِائَةً وَعِشْرِينَ دِينَارًا مَعَ ثَمَنِ الْجَمَلَيْنِ . وَقُلْتُ : يَا مُبَارَكُ ، ادْخُلْ وَادْعُ لِي فِيهَا . فَدَخَلَ وَدَعَا . وَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ :
تَمَسَّكُوا بِبَقَايَا الْمَصَائِبِ ثُمَّ عَلَّقْتُ عَلَيْهِ الْجَمَلَيْنِ وَسَقَيْتُهُ فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهَا الْبَرَكَةَ زَكَتْ ، فَبِعْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ آلَافٍ .
الصُّولِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَوْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، سَمِعْتُ
إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ : حَدَّثَنِي
الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا حَبَسَ
الْمَهْدِيُّ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ رَأَى فِي النَّوْمِ
عَلِيًّا يَقُولُ : يَا
مُحَمَّدُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ؟ قَالَ
الرَّبِيعُ : فَأَرْسَلَ إِلَيَّ لَيْلًا ، فَرَاعَنِي ، فَجِئْتُهُ ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ وَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ صَوْتًا . وَقَالَ : عَلَيَّ
بِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ فَجِئْتُهُ بِهِ ، فَعَانَقَهُ وَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ وَقَالَ : يَا
أَبَا الْحَسَنِ : إِنِّي رَأَيْتُ أَمِيرَ
[ ص: 273 ] الْمُؤْمِنِينَ يَقْرَأُ عَلَيَّ كَذَا . فَتُؤْمِنِي أَنْ تَخْرُجَ عَلَيَّ أَوْ عَلَى أَحَدٍ مِنْ وَلَدِي ؟ فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا فَعَلْتُ ذَلِكَ ; وَلَا هُوَ مِنْ شَأْنِي . قَالَ : صَدَقْتَ . يَا
رَبِيعُ أَعْطِهِ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِينَارٍ ، وَرُدَّهُ إِلَى أَهْلِهِ إِلَى
الْمَدِينَةِ . فَأَحْكَمْتُ أَمْرَهُ لَيْلًا ، فَمَا أَصْبَحَ إِلَّا وَهُوَ فِي الطَّرِيقِ خَوْفَ الْعَوَائِقِ .
وَقَالَ
الْخَطِيبُ : أَنْبَأَنَا
أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ : حَجَّ
الرَّشِيدُ فَأَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ
مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، يَا ابْنَ عَمِّ ، افْتِخَارًا عَلَى مَنْ حَوْلَهُ . فَدَنَا
مُوسَى وَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَةِ ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ
هَارُونَ ، وَقَالَ : هَذَا الْفَخْرُ يَا
أَبَا الْحَسَنِ حَقًّا .
قَالَ
يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ ، حَدَّثَنِي
عَمَّارُ بْنُ أَبَانٍ قَالَ : حُبِسَ
مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عِنْدَ
السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ ، فَسَأَلَتْهُ أُخْتُهُ أَنْ تَوَلَّى حَبْسَهُ وَكَانَتْ تَدِينُ فَفَعَلَ . فَكَانَتْ عَلَى خِدْمَتِهِ ، فَحُكِيَ لَنَا أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ إِذَا صَلَّى الْعَتَمَةَ ، حَمِدَ اللَّهَ وَمَجَّدَهُ وَدَعَاهُ . فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى يَزُولَ اللَّيْلُ . فَإِذَا زَالَ اللَّيْلُ ، قَامَ يُصَلِّي حَتَّى يُصَلِّيَ الصُّبْحَ . ثُمَّ يَذْكُرُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ يَقْعُدُ إِلَى ارْتِفَاعِ الضُّحَى ، ثُمَّ يَتَهَيَّأُ وَيَسْتَاكُ ، وَيَأْكُلُ . ثُمَّ يَرْقُدُ إِلَى قَبْلِ الزَّوَالِ ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي الْعَصْرَ ، ثُمَّ يَذْكُرُ فِي الْقِبْلَةِ حَتَّى يُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ إِلَى الْعَتَمَةِ فَكَانَتْ تَقُولُ : خَابَ قَوْمٌ تَعَرَّضُوا لِهَذَا الرَّجُلِ . وَكَانَ عَبْدًا صَالِحًا .
وَقِيلَ : بَعَثَ
nindex.php?page=showalam&ids=17169مُوسَى الْكَاظِمُ إِلَى
الرَّشِيدِ بِرِسَالَةٍ مِنَ الْحَبْسِ يَقُولُ : إِنَّهُ لَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي يَوْمٌ مِنَ الْبَلَاءِ إِلَّا انْقَضَى عَنْكَ مَعَهُ يَوْمٌ مِنَ الرَّخَاءِ حَتَّى نُفْضِيَ جَمِيعًا إِلَى يَوْمٍ لَيْسَ لَهُ انْقِضَاءٌ يَخْسَرُ فِيهِ الْمُبْطِلُونَ .
[ ص: 274 ] وَعَنْ
عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ السِّنْدِيِّ قَالَ : كَانَ
مُوسَى عِنْدَنَا مَحْبُوسًا ، فَلَمَّا مَاتَ ، بَعَثْنَا إِلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الْعُدُولِ ، مِنَ
الْكَرْخِ فَأَدْخَلْنَاهُمْ عَلَيْهِ ، فَأَشْهَدْنَاهُمْ عَلَى مَوْتِهِ ، وَدُفِنَ فِي
مَقَابِرِ الشُّونِيزِيَّةِ .
قُلْتُ : لَهُ مَشْهَدٌ عَظِيمٌ مَشْهُورٌ
بِبَغْدَادَ . دُفِنَ مَعَهُ فِيهِ حَفِيدُهُ الْجَوَّادُ . وَلِوَلَدِهِ
عَلِيُّ بْنُ مُوسَى مَشْهَدٌ عَظِيمٌ
بِطُوسٍ . وَكَانَتْ وَفَاةُ
nindex.php?page=showalam&ids=17169مُوسَى الْكَاظِمُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ عَاشَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً وَخَلَفَ عِدَّةَ أَوْلَادٍ . الْجَمِيعُ مِنْ إِمَاءٍ :
عَلِيٌّ ، وَالْعَبَّاسُ ، وَإِسْمَاعِيلُ ، وَجَعْفَرٌ ، وَهَارُونُ ، وَحَسَنٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ، وَحَمْزَةُ ، وَزَيْدٌ ، وَإِسْحَاقُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَالْحُسَيْنُ ، وَفَضْلٌ ، وَسُلَيْمَانُ ، سِوَى الْبَنَاتِ ، سَمَّى الْجَمِيعَ :
الزُّبَيْرُ فِي " النَّسَبِ " .