وممن توفي فيها من الأعيان :
إدريس بن حمزة
nindex.php?page=treesubj&link=33935_34064أبو الحسن الشامي الرملي العثماني أحد فحول
[ ص: 210 ] المناظرين عن مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، تفقه أولا على
نصر بن إبراهيم ثم
ببغداد على
nindex.php?page=showalam&ids=11815أبي إسحاق الشيرازي ودخل
خراسان حتى وصل إلى
ما وراء النهر ، وأقام
بسمرقند ودرس بمدرستها إلى أن توفي في هذه السنة .
nindex.php?page=treesubj&link=33935_34064علي بن محمد بن علي بن عماد الدين
أبو الحسن الطبري ، ويعرف بإلكيا الهراسي ، أحد الفقهاء الكبار من رءوس الشافعية ، ولد سنة خمسين وأربعمائة ، واشتغل على
إمام الحرمين ، وكان هو
nindex.php?page=showalam&ids=14847والغزالي أكبر التلامذة ، وقد ولي كل منهما تدريس النظامية
ببغداد ، وقد كان
أبو الحسن هذا فصيحا جهوري الصوت جميلا .
وكان يكرر الدرس على كل مرقاة من مراقي درج النظامية
بنيسابور سبع مرات ، وكانت المراقي سبعين مرقاة ، وقد سمع الحديث الكثير ، وناظر وأفتى ودرس ، وكان من أكابر العلماء وسادات الفقهاء ، وله كتاب يرد فيه على ما انفرد به
الإمام أحمد بن حنبل في مجلد ، وله غيره من المصنفات ، وقد اتهم في وقت بأنه يمالئ
الباطنية فنزع منه التدريس ، ثم شهد جماعة من العلماء ببراءته من ذلك ; منهم
ابن عقيل فأعيد إليه . وكانت وفاته يوم الخميس مستهل المحرم من هذه السنة عن أربع وخمسين سنة ، ودفن إلى جانب
nindex.php?page=showalam&ids=11815الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ؛ رحمهما الله .
وذكر القاضي
ابن خلكان أنه كان يحفظ الحديث ويناظر به ، وهو القائل : إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح طارت رءوس المقاييس في مهاب الرياح ، وحكى
السلفي عنه أنه استفتي في كتبة الحديث هل يدخلون في الوصية للفقهاء ؟ فأجاب نعم ; لقوله صلى الله عليه وسلم :
" من [ ص: 211 ] حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله فقيها عالما " وأنه استفتي في
يزيد بن معاوية فذكر عنه ثلبا وفسقا وسوغ شتمه ، وأما
nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي فإنه خالف في ذلك ومنع من لعنه ; لأنه مسلم ولم يثبت بأنه رضي بقتل
الحسين ولو ثبت لم يكن ذلك مسوغا للعنه ; لأن القاتل لا يلعن ، لا سيما وباب التوبة مفتوح
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ( الشورى : من الآية 25 ) قال : وأما الترحم عليه فجائز ؛ بل مستحب ؛ بل نحن نترحم عليه في جملة المسلمين والمؤمنين عموما في الصلوات ، ذكره
ابن خلكان مبسوطا بلفظه في ترجمة
إلكيا هذا ، قال :
وإلكيا معناه : كبير القدر ، المقدم المعظم .
وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ :
إِدْرِيسُ بْنُ حَمْزَةَ
nindex.php?page=treesubj&link=33935_34064أَبُو الْحَسَنِ الشَّامِيُّ الرَّمْلِيُّ الْعُثْمَانِيُّ أَحَدُ فُحُولِ
[ ص: 210 ] الْمُنَاظِرِينَ عَنْ مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، تَفَقَّهَ أَوَّلًا عَلَى
نَصْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ
بِبَغْدَادَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11815أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ وَدَخَلَ
خُرَاسَانَ حَتَّى وَصَلَ إِلَى
مَا وَرَاءَ النَّهْرِ ، وَأَقَامَ
بِسَمَرْقَنْدَ وَدَرَّسَ بِمَدْرَسَتِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ .
nindex.php?page=treesubj&link=33935_34064عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِمَادِ الدِّينِ
أَبُو الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ ، وَيُعْرَفُ بِإِلْكِيَا الْهَرَّاسِيِّ ، أَحَدُ الْفُقَهَاءِ الْكِبَارِ مِنْ رُءُوسِ الشَّافِعِيَّةِ ، وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ ، وَاشْتَغَلَ عَلَى
إِمَامِ الْحَرَمَيْنِ ، وَكَانَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=14847وَالْغَزَّالِيُّ أَكْبَرَ التَّلَامِذَةِ ، وَقَدْ وَلِيَ كُلٌّ مِنْهُمَا تَدْرِيسَ النِّظَامِيَّةِ
بِبَغْدَادَ ، وَقَدْ كَانَ
أَبُو الْحَسَنِ هَذَا فَصِيحًا جَهْوَرِيَّ الصَّوْتِ جَمِيلًا .
وَكَانَ يُكَرِّرُ الدَّرْسَ عَلَى كُلِّ مَرْقَاةٍ مِنْ مَرَاقِي دَرَجِ النِّظَامِيَّةِ
بِنَيْسَابُورَ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، وَكَانَتِ الْمَرَاقِي سَبْعِينَ مَرْقَاةً ، وَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ ، وَنَاظَرَ وَأَفْتَى وَدَرَّسَ ، وَكَانَ مِنْ أَكَابِرِ الْعُلَمَاءِ وَسَادَاتِ الْفُقَهَاءِ ، وَلَهُ كِتَابٌ يَرُدُّ فِيهِ عَلَى مَا انْفَرَدَ بِهِ
الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُجَلَّدٍ ، وَلَهُ غَيْرُهُ مِنَ الْمُصَنَّفَاتِ ، وَقَدِ اتُّهِمَ فِي وَقْتٍ بِأَنَّهُ يُمَالِئُ
الْبَاطِنِيَّةَ فَنُزِعَ مِنْهُ التَّدْرِيسُ ، ثُمَّ شَهِدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِبَرَاءَتِهِ مِنْ ذَلِكَ ; مِنْهُمُ
ابْنُ عَقِيلٍ فَأُعِيدَ إِلَيْهِ . وَكَانَتْ وَفَاتُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ مُسْتَهَلَّ الْمُحَرَّمِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً ، وَدُفِنَ إِلَى جَانِبِ
nindex.php?page=showalam&ids=11815الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ ؛ رَحِمَهُمَا اللَّهُ .
وَذَكَرَ الْقَاضِي
ابْنُ خَلِّكَانَ أَنَّهُ كَانَ يَحْفَظُ الْحَدِيثَ وَيُنَاظِرُ بِهِ ، وَهُوَ الْقَائِلُ : إِذَا جَالَتْ فُرْسَانُ الْأَحَادِيثِ فِي مَيَادِينِ الْكِفَاحِ طَارَتْ رُءُوسُ الْمَقَايِيسِ فِي مَهَابِّ الرِّيَاحِ ، وَحَكَى
السَّلَفِيُّ عَنْهُ أَنَّهُ اسْتُفْتِيَ فِي كَتَبَةِ الْحَدِيثِ هَلْ يَدْخُلُونَ فِي الْوَصِيَّةِ لِلْفُقَهَاءِ ؟ فَأَجَابَ نَعَمْ ; لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَنْ [ ص: 211 ] حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا بَعَثَهُ اللَّهُ فَقِيهًا عَالِمًا " وَأَنَّهُ اسْتُفْتِيَ فِي
يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَذَكَرَ عَنْهُ ثَلْبًا وَفِسْقًا وَسَوَّغَ شَتْمَهُ ، وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=14847الْغَزَّالِيُّ فَإِنَّهُ خَالَفَ فِي ذَلِكَ وَمَنَعَ مِنْ لَعْنِهِ ; لِأَنَّهُ مُسْلِمٌ وَلَمْ يَثْبُتْ بِأَنَّهُ رَضِيَ بِقَتْلِ
الْحُسَيْنِ وَلَوْ ثَبَتَ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مُسَوِّغًا لِلَعْنِهِ ; لِأَنَّ الْقَاتِلَ لَا يُلْعَنُ ، لَا سِيَّمَا وَبَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ( الشُّورَى : مِنَ الْآيَةِ 25 ) قَالَ : وَأَمَّا التَّرَحُّمُ عَلَيْهِ فَجَائِزٌ ؛ بَلْ مُسْتَحَبٌّ ؛ بَلْ نَحْنُ نَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ فِي جُمْلَةِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ عُمُومًا فِي الصَّلَوَاتِ ، ذَكَرَهُ
ابْنُ خَلِّكَانَ مَبْسُوطًا بِلَفْظِهِ فِي تَرْجَمَةِ
إِلْكِيَا هَذَا ، قَالَ :
وَإِلْكِيَا مَعْنَاهُ : كَبِيرُ الْقَدْرِ ، الْمُقَدَّمُ الْمُعَظَّمُ .