قال ابن هشام : وبلغني أن رؤساء نجران كانوا يتوارثون كتبا عندهم . فكلما مات رئيس منهم فأفضت الرياسة إلى غيره ، ختم على تلك الكتب خاتما مع الخواتم التي كانت قبله ولم يكسرها ، فخرج الرئيس الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يمشي فعثر ، فقال له ابنه : تعس الأبعد يريد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له أبوه : لا تفعل ، فإنه نبي ، واسمه في الوضائع ، يعني الكتب
فلما مات لم تكن لابنه همة إلا أن شد فكسر الخواتم ، فوجد فيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسلم فحسن إسلامه وحج ، وهو الذي يقول :
:
إليك تعدو قلقا وضينها معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينهاقال ابن هشام : الوضين : الحزام ، حزام الناقة . وقال : وزاد فيه هشام بن عروة أهل العراق : العراق :
معترضا في بطنها جنينها
فأما أبو عبيدة فأنشدناه فيه .[ صلاتهم إلى المشرق ]
قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، قال : لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر ، عليهم ثياب الحبرات ، جبب وأردية ، في جمال رجال بني الحارث بن كعب . قال : يقول بعض من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ : ما رأينا وفدا مثلهم ، وقد حانت صلاتهم ، فقاموا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوهم ، فصلوا إلى المشرق .