الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَهُوَ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْقِسْمِ الْأَوَّلِ وَكَذَا الرَّابِعُ وَالثَّامِنُ وَالتَّاسِعُ ، حَدِيثُ أَبِي مُوسَى قَالَ " nindex.php?page=hadith&LINKID=848972سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَشْيَاءَ كَرِهَهَا فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ غَضِبَ " عُرِفَ مِنْ هَذِهِ الْأَسْئِلَةِ مَا تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ الْمَائِدَةِ فِي بَيَانِ nindex.php?page=treesubj&link=32219الْمَسَائِلِ الْمُرَادَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ وَمِنْهَا سُؤَالُ مَنْ سَأَلَ " أَيْنَ نَاقَتِي " وَسُؤَالُ مَنْ سَأَلَ عَنِ الْبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَةِ ، وَسُؤَالُ مَنْ سَأَلَ عَنْ وَقْتِ السَّاعَةِ وَسُؤَالُ مَنْ سَأَلَ عَنِ الْحَجِّ أَيَجِبُ كُلَّ عَامٍ وَسُؤَالُ مَنْ سَأَلَ أَنْ يُحَوِّلَ الصَّفَا ذَهَبًا وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ رِوَايَةِ هِشَامٍ وَغَيْرِهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْهُ فِي الدَّعَوَاتِ وَفِي الْفِتَنِ : nindex.php?page=hadith&LINKID=848973سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفُوهُ بِالْمَسْأَلَةِ ، وَمَعْنَى أَحْفُوهُ وَهُوَ بِالْمُهْمَلَةِ وَالْفَاءِ : أَكْثَرُوا عَلَيْهِ حَتَّى جَعَلُوهُ كَالْحَافِي ، يُقَالُ أَحْفَاهُ فِي السُّؤَالِ إِذَا أَلَحَّ عَلَيْهِ .

قَوْلُهُ : وَقَالَ سَلُونِي ) فِي حَدِيثِ أَنَسٍ الْمَذْكُورِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=848974لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ وَفِي رِوَايَةِ nindex.php?page=showalam&ids=15991سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عِنْدَ أَبِي حَاتِمٍ ، فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ " وَبَيَّنَ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ الْمَذْكُورَةِ فِي هَذَا الْبَابِ وَقْتَ وُقُوعِ ذَلِكَ وَأَنَّهُ بَعْدَ أَنْ صَلَّى الظُّهْرَ ، وَلَفْظُهُ : nindex.php?page=hadith&LINKID=848975خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ ثُمَّ قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ " .

قَوْلُهُ : فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَبِي ) بَيَّنَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ اسْمَهُ ، وَفِي رِوَايَةِ [ ص: 284 ] قَتَادَةَ سَبَبَ سُؤَالِهِ ، قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى - أَيْ خَاصَمَ - دُعِيَ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ، وَذَكَرْتُ اسْمَ السَّائِلِ الثَّانِي ، وَأَنَّهُ سَعْدٌ وَإِنِّي نَقَلْتُهُ مِنْ تَرْجَمَةِ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ مِنْ تَمْهِيدِ nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَزَادَ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ الْآتِيَةِ بَعْدَ حَدِيثَيْنِ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=848976فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : أَيْنَ مُدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ النَّارُ . وَلَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِ هَذَا الرَّجُلِ فِي شَيْءٍ مِنَ الطُّرُقِ ، كَأَنَّهُمْ أَبْهَمُوهُ عَمْدًا لِلسَّتْرِ عَلَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=14687ولِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي فِرَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ نَحْوُهُ وَزَادَ nindex.php?page=hadith&LINKID=848977وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فِي الْجَنَّةِ أَنَا ؟ قَالَ فِي الْجَنَّةِ وَلَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِ هَذَا الْآخَرِ ، وَنَقَلَ nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنْ رِوَايَةِ مُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3504295لَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُهُ ، وَلَوْ سَأَلَنِي عَنْ أَبِيهِ ، فَقَامَ nindex.php?page=showalam&ids=196عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ وَذَكَرَ فِيهِ عِتَابَ أُمِّهِ لَهُ وَجَوَابَهُ . وَذَكَرَ فِيهِ " فَقَامَ رَجُلٌ فَسَأَلَ عَنِ الْحَجِّ " فَذَكَرَهُ وَفِيهِ : فَقَامَ سَعْدٌ مَوْلَى شَيْبَةَ فَقَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=848562مَنْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ أَنْتَ سَعْدُ بْنُ سَالِمٍ مَوْلَى شَيْبَةَ ، وَفِيهِ : nindex.php?page=hadith&LINKID=848563فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ فَقَالَ : أَيْنَ أَنَا ؟ قَالَ فِي النَّارِ . فَذَكَرَ قِصَّةَ عُمَرَ قَالَ : فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ الْآيَةَ " nindex.php?page=hadith&LINKID=848564وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ " وَبِهَذِهِ الزِّيَادَةِ يَتَّضِحُ أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ سَبَبُ نُزُولِ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ فَإِنَّ الْمُسَاءَةَ فِي حَقِّ هَذَا جَاءَتْ صَرِيحَةً ، بِخِلَافِهَا فِي حَقِّ nindex.php?page=showalam&ids=196عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ فَإِنَّهَا بِطَرِيقِ الْجَوَازِ ، أَيْ لَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ لَمْ يَكُنْ لِأَبِيهِ فَبَيَّنَ أَبَاهُ الْحَقِيقِيَّ لَافْتَضَحَتْ أُمُّهُ ، كَمَا صَرَّحَتْ بِذَلِكَ أُمُّهُ حِينَ عَاتَبَتْهُ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي " كِتَابِ الْفِتَنِ " .

قَوْلُهُ ( فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْغَضَبِ ) بَيَّنَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّ الصَّحَابَةَ كُلَّهُمْ فَهِمُوا ذَلِكَ ، فَفِي رِوَايَةِ هِشَامٍ " فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافًّا رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي " وَزَادَ فِي رِوَايَةِ nindex.php?page=showalam&ids=15991سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ " وَظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ أَمْرٍ قَدْ حَضَرَ " وَفِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ الْمَاضِيَةِ فِي تَفْسِيرِ الْمَائِدَةِ " فَغَضُّوا رُءُوسَهُمْ لَهُمْ خَنِينٌ " زَادَ مُسْلِمٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ " فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْهُ " .

قَوْلُهُ : فَقَالَ : إِنَّا نَتُوبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) زَادَ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ " nindex.php?page=hadith&LINKID=848565فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتِهِ فَقَالَ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا " وَفِي رِوَايَةِ قَتَادَةَ مِنَ الزِّيَادَةِ : nindex.php?page=hadith&LINKID=848566نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ . وَفِي مُرْسَلِ nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ عِنْدَ الطَّبَرِيِّ فِي نَحْوِ هَذِهِ الْقِصَّةِ " nindex.php?page=hadith&LINKID=848567فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَقَبَّلَ رِجْلَهُ وَقَالَ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا " . فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَزَادَ " nindex.php?page=hadith&LINKID=848568وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا ، فَاعْفُ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ " وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ مَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّرْجَمَةِ ، nindex.php?page=treesubj&link=18282مُرَاقَبَةُ الصَّحَابَةِ أَحْوَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشِدَّةُ إِشْفَاقِهِمْ إِذَا غَضِبَ ، خَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ لِأَمْرٍ يَعُمُّ فَيَعُمَّهُمْ ، وَإِدْلَالُ عُمَرَ عَلَيْهِ ، وَجَوَازُ nindex.php?page=treesubj&link=18161تَقْبِيلِ رِجْلِ الرَّجُلِ ، وَجَوَازُ nindex.php?page=treesubj&link=18253_20192الْغَضَبِ فِي الْمَوْعِظَةِ ، nindex.php?page=treesubj&link=18486وَبُرُوكُ الطَّالِبِ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ يَسْتَفِيدُ مِنْهُ ، وَكَذَا التَّابِعُ بَيْنَ يَدَيِ الْمَتْبُوعِ إِذَا سَأَلَهُ فِي حَاجَةٍ ، وَمَشْرُوعِيَّةُ nindex.php?page=treesubj&link=30205التَّعَوُّذِ مِنَ الْفِتَنِ عِنْدَ وُجُودِ شَيْءٍ قَدْ يَظْهَرُ مِنْهُ قَرِينَةُ وُقُوعِهَا ، nindex.php?page=treesubj&link=19767وَاسْتِعْمَالُ الْمُزَاوَجَةِ فِي الدُّعَاءِ فِي قَوْلِهِ : اعْفُ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ " وَإِلَّا فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْفُوٌّ عَنْهُ قَبْلَ ذَلِكَ . قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ nindex.php?page=treesubj&link=32219_18487مَعْنَى النَّهْيِ عَنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ ، فَقَالَ مَا أَدْرِي أَنَهَى عَنِ الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ السُّؤَالِ عَنِ النَّوَازِلِ ، أَوْ عَنْ مَسْأَلَةِ النَّاسِ الْمَالَ ، قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : الظَّاهِرُ الْأَوَّلُ ، وَأَمَّا الثَّانِي فَلَا مَعْنَى لِلتَّفْرِقَةِ بَيْنَ كَثْرَتِهِ وَقِلَّتِهِ لَا حَيْثُ يَجُوزُ وَلَا حَيْثُ لَا يَجُوزُ قَالَ : وَقِيلَ كَانُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الشَّيْءِ وَيُلِحُّونَ فِيهِ إِلَى أَنْ يُحَرَّمَ ، قَالَ : وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ nindex.php?page=treesubj&link=18487_32219كَثْرَةُ السُّؤَالِ عَنِ النَّوَازِلِ وَالْأُغْلُوطَاتِ وَالتَّوْلِيدَاتِ كَذَا قَالَ : وَقَدْ تَقَدَّمَ الْإِلْمَامُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فِي " كِتَابِ الْعِلْمِ " .