يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وربك الساتر يا محمد على ذنوب عباده بعفوه عنهم إذا تابوا منها ( ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا ) هؤلاء المعرضين عن آياته إذا ذكروا بها بما كسبوا من الذنوب والآثام ، ( لعجل لهم العذاب ) ولكنه لرحمته بخلقه غير فاعل ذلك بهم إلى ميقاتهم وآجالهم ، ( بل لهم موعد ) يقول : لكن لهم موعد ، وذلك ميقات محل عذابهم ، وهو يوم بدر ( لن يجدوا من دونه موئلا ) يقول تعالى ذكره : لن يجد هؤلاء المشركون ، وإن لم يعجل لهم العذاب في الدنيا من دون الموعد الذي جعلته ميقاتا لعذابهم ، ملجأ يلجئون إليه ، ومنجى ينجون معه ، يعني أنهم لا يجدون معقلا يعتقلون به من عذاب الله ، يقال منه : وألت من كذا إلى كذا ، أئل وءولا مثل وعولا ومنه قول الشاعر :
لا واءلت نفسك خليتها للعامريين ولم تكلم
يقول : لا نجت ، وقول الأعشى :
وقد أخالس رب البيت غفلته وقد يحاذر مني ثم ما يئل
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . [ ص: 53 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى "ح" ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( موئلا ) قال : محرزا .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن عن ابن جريج ، مجاهد ، مثله .
حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( لن يجدوا من دونه موئلا ) : يقول : ملجأ .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( لن يجدوا من دونه موئلا ) : أي لن يجدوا من دونه وليا ولا ملجأ .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : ( لن يجدوا من دونه موئلا ) قال : ليس من دونه ملجأ يلجئون إليه .