القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28978_29656_32893_32892تأويل قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=37حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ( 37 ) )
قال
أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=37حتى إذا جاءتهم رسلنا ) ، إلى أن جاءتهم رسلنا . يقول جل ثناؤه : وهؤلاء الذين افتروا على الله الكذب ، أو كذبوا بآيات ربهم ، ينالهم حظوظهم التي كتب الله لهم ، وسبق في علمه لهم
[ ص: 415 ] من رزق وعمل وأجل وخير وشر في الدنيا ، إلى أن تأتيهم رسلنا لقبض أرواحهم . فإذا جاءتهم رسلنا ، يعني ملك الموت وجنده ( يتوفونهم ) ، يقول : يستوفون عددهم من الدنيا إلى الآخرة (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=37قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله ) ، يقول : قالت الرسل : أين الذين كنتم تدعونهم أولياء من دون الله وتعبدونهم ، لا يدفعون عنكم ما قد جاءكم من أمر الله الذي هو خالقكم وخالقهم ، وما قد نزل بساحتكم من عظيم البلاء؟ وهلا يغيثونكم من كرب ما أنتم فيه فينقذونكم منه؟ فأجابهم الأشقياء فقالوا : ضل عنا أولياؤنا الذين كنا ندعو من دون الله . يعني بقوله : ( ضلوا ) ، جاروا وأخذوا غير طريقنا ، وتركونا عند حاجتنا إليهم فلم ينفعونا . يقول الله جل ثناؤه : وشهد القوم حينئذ على أنفسهم أنهم كانوا كافرين بالله ، جاحدين وحدانيته .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28978_29656_32893_32892تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=37حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ( 37 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=37حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا ) ، إِلَى أَنْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا . يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ افْتَرَوْا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ، أَوْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ ، يَنَالُهُمْ حُظُوظُهُمُ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ ، وَسَبَقَ فِي عِلْمِهِ لَهُمْ
[ ص: 415 ] مِنْ رِزْقٍ وَعَمَلٍ وَأَجَلٍ وَخَيْرٍ وَشَرٍّ فِي الدُّنْيَا ، إِلَى أَنْ تَأْتِيَهُمْ رُسُلُنَا لِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ . فَإِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا ، يَعْنِي مَلَكَ الْمَوْتِ وَجُنْدَهُ ( يَتَوَفَّوْنَهُمْ ) ، يَقُولُ : يَسْتَوْفُونَ عَدَدَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=37قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) ، يَقُولُ : قَالَتِ الرُّسُلُ : أَيْنَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَدْعُونَهُمْ أَوْلِيَاءَ مَنْ دُونِ اللَّهِ وَتَعْبُدُونَهُمْ ، لَا يَدْفَعُونَ عَنْكُمْ مَا قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ خَالِقُكُمْ وَخَالِقُهُمْ ، وَمَا قَدْ نَزَلَ بِسَاحَتِكُمْ مِنْ عَظِيمِ الْبَلَاءِ؟ وَهَلَّا يُغِيثُونَكُمْ مِنْ كَرْبِ مَا أَنْتُمْ فِيهِ فَيُنْقِذُونَكُمْ مِنْهُ؟ فَأَجَابَهُمُ الْأَشْقِيَاءُ فَقَالُوا : ضَلَّ عَنَّا أَوْلِيَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مَنْ دُونِ اللَّهِ . يَعْنِي بِقَوْلِهِ : ( ضَلُّوا ) ، جَارُوا وَأَخَذُوا غَيْرَ طَرِيقِنَا ، وَتَرَكُونَا عِنْدَ حَاجَتِنَا إِلَيْهِمْ فَلَمْ يَنْفَعُونَا . يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَشَهِدَ الْقَوْمُ حِينَئِذٍ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ بِاللَّهِ ، جَاحِدِينَ وَحْدَانِيَّتَهُ .