القول في تأويل قوله ( ذلك تقدير العزيز العليم ( 96 ) )
قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : وهذا الفعل الذي وصفه أنه فعله ، وهو فلقه الإصباح ، وجعله الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ، تقدير الذي عز سلطانه ، فلا يقدر أحد أراده بسوء وعقاب أو انتقام ، من الامتناع منه " العليم " بمصالح خلقه وتدبيرهم لا تقدير الأصنام والأوثان التي لا تسمع ولا تبصر ، ولا تفقه شيئا ولا تعقله ، ولا تضر ولا تنفع ، وإن أريدت بسوء لم تقدر على [ ص: 561 ] الامتناع منه ممن أرادها . يقول جل ثناؤه : وأخلصوا ، أيها الجهلة ، عبادتكم لفاعل هذه الأشياء ، ولا تشركوا في عبادته شيئا غيره .