(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=28985وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام ( 23 ) )
يخبر تعالى عما خطب به إبليس [ لعنه الله ] أتباعه ، بعدما قضى الله بين عباده ، فأدخل المؤمنين الجنات ، وأسكن الكافرين الدركات ، فقام فيهم إبليس - لعنه الله - حينئذ خطيبا ليزيدهم حزنا إلى حزنهم وغبنا إلى غبنهم ، وحسرة إلى حسرتهم ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إن الله وعدكم وعد الحق ) أي : على ألسنة رسله ، ووعدكم في اتباعهم النجاة والسلامة ، وكان وعدا حقا ، وخبرا صدقا ، وأما أنا فوعدتكم وأخلفتكم ، كما قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=120يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) [ النساء : 120 ] .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وما كان لي عليكم من سلطان ) أي : ما كان لي عليكم فيما دعوتكم إليه من دليل ولا حجة على صدق ما وعدتكم به ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) بمجرد ذلك ، هذا وقد أقامت عليكم الرسل الحجج والأدلة الصحيحة على صدق ما جاءوكم به ، فخالفتموهم فصرتم إلى ما أنتم فيه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فلا تلوموني ) اليوم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22ولوموا أنفسكم ) فإن الذنب لكم ، لكونكم خالفتم الحجج واتبعتموني بمجرد
[ ص: 490 ] ما دعوتكم إلى الباطل ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22ما أنا بمصرخكم ) أي : بنافعكم ومنقذكم ومخلصكم مما أنتم فيه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وما أنتم بمصرخي ) أي : بنافعي بإنقاذي مما أنا فيه من العذاب والنكال ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إني كفرت بما أشركتمون من قبل )
قال
قتادة : أي بسبب ما أشركتمون من قبل .
وقال
ابن جرير : يقول : إني جحدت أن أكون شريكا لله ، عز وجل .
وهذا الذي قاله هو الراجح كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) [ الأحقاف : 5 ، 6 ] ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ) [ مريم : 82 ] .
وقوله : ( إن الظالمين ) أي : في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل ) لهم عذاب أليم )
والظاهر من سياق الآية : أن هذه الخطبة تكون من إبليس بعد دخولهم النار ، كما قدمنا . ولكن قد ورد في حديث رواه
ابن أبي حاتم - وهذا لفظه -
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير من رواية
عبد الرحمن بن زياد : حدثني
دخين الحجري ، عن
عقبة بن عامر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821751 " إذا جمع الله الأولين والآخرين ، فقضى بينهم ، ففرغ من القضاء ، قال المؤمنون : قد قضى بيننا ربنا ، فمن يشفع لنا ؟ فيقولون : انطلقوا بنا إلى آدم - وذكر نوحا ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى - فيقول عيسى : أدلكم على النبي الأمي . فيأتوني ، فيأذن الله لي أن أقوم إليه فيثور [ من ] مجلسي من أطيب ريح شمها أحد قط ، حتى آتي ربي فيشفعني ، ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ، ثم يقول الكافرون هذا : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ، فمن يشفع لنا ؟ ما هو إلا إبليس هو الذي أضلنا ، فيأتون إبليس فيقولون : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ، فقم أنت فاشفع لنا ، فإنك أنت أضللتنا . فيقوم فيثور من مجلسه من أنتن ريح شمها أحد قط ، ثم يعظم نحيبهم ( nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ) .
وهذا سياق
ابن أبي حاتم ، ورواه
ابن المبارك عن
nindex.php?page=showalam&ids=13172رشدين بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13786عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، عن
دخين عن
عقبة ، به مرفوعا .
[ ص: 491 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي ، رحمه الله : لما قال أهل النار : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ) قال لهم إبليس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إن الله وعدكم وعد الحق ) الآية ، فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم ، فنودوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ) [ غافر : 10 ] .
وقال
عامر الشعبي : يقوم خطيبان يوم القيامة على رءوس الناس ، يقول الله
لعيسى ابن مريم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ) [ المائدة : 116 ، 119 ] ، قال : ويقوم إبليس - لعنه الله - فيقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) الآية .
ثم لما ذكر تعالى مآل الأشقياء وما صاروا إليه من الخزي والنكال . وأن خطيبهم إبليس ، عطف بحال السعداء وأنهم يدخلون يوم القيامة جنات تجري من تحتها الأنهار سارحة فيها حيث ساروا وأين ساروا ) خالدين فيها ) ماكثين أبدا لا يحولون ولا يزولون ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام ) كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم ) [ الزمر : 73 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم ) [ الرعد : 23 ، 24 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=75ويلقون فيها تحية وسلاما ) [ الفرقان : 75 ] ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) [ يونس : 10 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=28985وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ( 23 ) )
يُخْبِرُ تَعَالَى عَمَّا خَطَبَ بِهِ إِبْلِيسُ [ لَعَنَهُ اللَّهُ ] أَتْبَاعَهُ ، بَعْدَمَا قَضَى اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ ، فَأَدْخَلَ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّاتِ ، وَأَسْكَنَ الْكَافِرِينَ الدَّرَكَاتِ ، فَقَامَ فِيهِمْ إِبْلِيسُ - لَعَنَهُ اللَّهُ - حِينَئِذٍ خَطِيبًا لِيَزِيدَهُمْ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ وَغَبْنًا إِلَى غَبْنِهِمْ ، وَحَسْرَةً إِلَى حَسْرَتِهِمْ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ ) أَيْ : عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ ، وَوَعَدَكُمْ فِي اتِّبَاعِهِمُ النَّجَاةَ وَالسَّلَامَةَ ، وَكَانَ وَعْدًا حَقًّا ، وَخَبَرًا صِدْقًا ، وَأَمَّا أَنَا فَوَعَدْتُكُمْ وَأَخْلَفْتُكُمْ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=120يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ) [ النِّسَاءِ : 120 ] .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ ) أَيْ : مَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ فِيمَا دَعَوْتُكُمْ إِلَيْهِ مِنْ دَلِيلٍ وَلَا حُجَّةٍ عَلَى صِدْقٍ مَا وَعَدْتُكُمْ بِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ) بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ ، هَذَا وَقَدْ أَقَامَتْ عَلَيْكُمُ الرُّسُلُ الْحُجَجَ وَالْأَدِلَّةَ الصَّحِيحَةَ عَلَى صِدْقِ مَا جَاءُوكُمْ بِهِ ، فَخَالَفْتُمُوهُمْ فَصِرْتُمْ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فَلَا تَلُومُونِي ) الْيَوْمَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ) فَإِنَّ الذَّنْبَ لَكُمْ ، لِكَوْنِكُمْ خَالَفْتُمُ الْحُجَجَ وَاتَّبَعْتُمُونِي بِمُجَرَّدِ
[ ص: 490 ] مَا دَعَوْتُكُمْ إِلَى الْبَاطِلِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ ) أَيْ : بِنَافِعِكُمْ وَمُنْقِذِكُمْ وَمُخَلِّصِكُمْ مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ) أَيْ : بِنَافِعِيَّ بِإِنْقَاذِي مِمَّا أَنَا فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ وَالنَّكَالِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ )
قَالَ
قَتَادَةُ : أَيْ بِسَبَبِ مَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : يَقُولُ : إِنِّي جَحَدْتُ أَنْ أَكُونَ شَرِيكًا لِلَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ .
وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ هُوَ الرَّاجِحُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ) [ الْأَحْقَافِ : 5 ، 6 ] ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ) [ مَرْيَمَ : 82 ] .
وَقَوْلُهُ : ( إِنَّ الظَّالِمِينَ ) أَيْ : فِي إِعْرَاضِهِمْ عَنِ الْحَقِّ وَاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ ) لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
وَالظَّاهِرُ مِنْ سِيَاقِ الْآيَةِ : أَنَّ هَذِهِ الْخُطْبَةَ تَكُونُ مِنْ إِبْلِيسَ بَعْدَ دُخُولِهِمُ النَّارَ ، كَمَا قَدَّمْنَا . وَلَكِنْ قَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ - وَهَذَا لَفْظُهُ -
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ مِنْ رِوَايَةِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ : حَدَّثَنِي
دُخَيْنٌ الحَجْرِيُّ ، عَنْ
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821751 " إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ ، فَقَضَى بَيْنَهُمْ ، فَفَرَغَ مِنَ الْقَضَاءِ ، قَالَ الْمُؤْمِنُونَ : قَدْ قَضَى بَيْنَنَا رَبُّنَا ، فَمَنْ يَشْفَعُ لَنَا ؟ فَيَقُولُونَ : انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ - وَذَكَرَ نُوحًا ، وَإِبْرَاهِيمَ ، وَمُوسَى ، وَعِيسَى - فَيَقُولُ عِيسَى : أَدُلُّكُمْ عَلَى النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ . فَيَأْتُونِي ، فَيَأْذَنُ اللَّهُ لِي أَنْ أَقُومَ إِلَيْهِ فَيَثُورُ [ مِنْ ] مَجْلِسِي مِنْ أَطْيَبِ رِيحٍ شَمَّهَا أَحَدٌ قَطُّ ، حَتَّى آتِيَ رَبِّي فَيُشَفِّعَنِي ، وَيَجْعَلَ لِي نُورًا مِنْ شَعَرِ رَأْسِي إِلَى ظُفْرِ قَدَمِي ، ثُمَّ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا : قَدْ وَجَدَ الْمُؤْمِنُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَهُمْ ، فَمَنْ يَشْفَعُ لَنَا ؟ مَا هُوَ إِلَّا إِبْلِيسُ هُوَ الَّذِي أَضَلَّنَا ، فَيَأْتُونَ إِبْلِيسَ فَيَقُولُونَ : قَدْ وَجَدَ الْمُؤْمِنُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَهُمْ ، فَقُمْ أَنْتَ فَاشْفَعْ لَنَا ، فَإِنَّكَ أَنْتَ أَضْلَلْتَنَا . فَيَقُومُ فَيَثُورُ مِنْ مَجْلِسِهِ مِنْ أَنْتَنِ رِيحٍ شَمَّهَا أَحَدٌ قَطُّ ، ثُمَّ يَعْظُمُ نَحِيبُهُمْ ( nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ) .
وَهَذَا سِيَاقُ
ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ، وَرَوَاهُ
ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13172رِشْدِينِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13786عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ ، عَنْ
دُخَيْنٍ عَنْ
عُقْبَةَ ، بِهِ مَرْفُوعًا .
[ ص: 491 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ : لَمَّا قَالَ أَهْلُ النَّارِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ) قَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ ) الْآيَةَ ، فَلَمَّا سَمِعُوا مَقَالَتَهُ مَقَتُوا أَنْفُسَهُمْ ، فَنُودُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ) [ غَافِرٍ : 10 ] .
وَقَالَ
عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ : يَقُومُ خَطِيبَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ، يَقُولُ اللَّهُ
لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ) [ الْمَائِدَةِ : 116 ، 119 ] ، قَالَ : وَيَقُومُ إِبْلِيسُ - لَعَنَهُ اللَّهُ - فَيَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ) الْآيَةَ .
ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى مَآلَ الْأَشْقِيَاءِ وَمَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنَ الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ . وَأَنَّ خَطِيبَهُمْ إِبْلِيسُ ، عَطَفَ بِحَالِ السُّعَدَاءِ وَأَنَّهُمْ يَدْخُلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ سَارِحَةً فِيهَا حَيْثُ سَارُوا وَأَيْنَ سَارُوا ) خَالِدِينَ فِيهَا ) مَاكِثِينَ أَبَدًا لَا يُحَوَّلُونَ وَلَا يَزُولُونَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ) كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ) [ الزُّمَرِ : 73 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ) [ الرَّعْدِ : 23 ، 24 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=75وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ) [ الْفُرْقَانِ : 75 ] ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [ يُونُسَ : 10 ] .