(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=111nindex.php?page=treesubj&link=28983_32016لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ( 111 ) )
[ ص: 427 ]
يقول تعالى : لقد كان في خبر المرسلين مع قومهم ، وكيف أنجينا المؤمنين وأهلكنا الكافرين (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=111عبرة لأولي الألباب ) وهي العقول ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=111ما كان حديثا يفترى ) أي : وما كان لهذا القرآن أن يفترى من دون الله ، أي : يكذب ويختلق ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=111ولكن تصديق الذي بين يديه ) أي : من الكتب المنزلة من السماء ، وهو يصدق ما فيها من الصحيح ، وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ، ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=111وتفصيل كل شيء ) من تحليل وتحريم ، ومحبوب ومكروه ، وغير ذلك من الأمر بالطاعات والواجبات والمستحبات ، والنهي عن المحرمات وما شاكلها من المكروهات ، والإخبار عن الأمور على الجلية ، وعن الغيوب المستقبلة المجملة والتفصيلية ، والإخبار عن الرب تبارك وتعالى بالأسماء والصفات ، وتنزيهه عن مماثلة المخلوقات ، فلهذا كان : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=52هدى ورحمة لقوم يؤمنون ) تهتدي به قلوبهم من الغي إلى الرشاد ، ومن الضلالة إلى السداد ، ويبتغون به الرحمة من رب العباد ، في هذه الحياة الدنيا ويوم المعاد . فنسأل الله العظيم أن يجعلنا منهم في الدنيا والآخرة ، يوم يفوز بالربح المبيضة وجوههم الناضرة ، ويرجع المسودة وجوههم بالصفقة الخاسرة .
آخر تفسير سورة يوسف ، ولله الحمد والمنة وبه المستعان وعليه التكلان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=111nindex.php?page=treesubj&link=28983_32016لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( 111 ) )
[ ص: 427 ]
يَقُولُ تَعَالَى : لَقَدْ كَانَ فِي خَبَرِ الْمُرْسَلِينَ مَعَ قَوْمِهِمْ ، وَكَيْفَ أَنْجَيْنَا الْمُؤْمِنِينَ وَأَهْلَكْنَا الْكَافِرِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=111عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ) وَهِيَ الْعُقُولُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=111مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ) أَيْ : وَمَا كَانَ لِهَذَا الْقُرْآنِ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ ، أَيْ : يُكَذَّبَ وَيُخْتَلَقَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=111وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ) أَيْ : مِنَ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ مِنَ السَّمَاءِ ، وَهُوَ يُصَدِّقُ مَا فِيهَا مِنَ الصَّحِيحِ ، وَيَنْفِي مَا وَقَعَ فِيهَا مِنْ تَحْرِيفٍ وَتَبْدِيلٍ وَتَغْيِيرٍ ، وَيَحْكُمُ عَلَيْهَا بِالنَّسَخِ أَوِ التَّقْرِيرِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=111وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ ) مِنْ تَحْلِيلٍ وَتَحْرِيمٍ ، وَمَحْبُوبٍ وَمَكْرُوهٍ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَمْرِ بِالطَّاعَاتِ وَالْوَاجِبَاتِ وَالْمُسْتَحَبَّاتِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ وَمَا شَاكَلَهَا مِنَ الْمَكْرُوهَاتِ ، وَالْإِخْبَارِ عَنِ الْأُمُورِ عَلَى الْجَلِيَّةِ ، وَعَنِ الْغُيُوبِ الْمُسْتَقْبَلَةِ الْمُجْمَلَةِ وَالتَّفْصِيلِيَّةِ ، وَالْإِخْبَارِ عَنِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ ، وَتَنْزِيهِهِ عَنْ مُمَاثَلَةِ الْمَخْلُوقَاتِ ، فَلِهَذَا كَانَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=52هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) تَهْتَدِي بِهِ قُلُوبُهُمْ مِنَ الْغَيِّ إِلَى الرَّشَادِ ، وَمِنَ الضَّلَالَةِ إِلَى السَّدَادِ ، وَيَبْتَغُونَ بِهِ الرَّحْمَةَ مِنْ رَبِّ الْعِبَادِ ، فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْمَعَادِ . فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، يَوْمَ يَفُوزُ بِالرِّبْحِ الْمُبْيَضَّةُ وُجُوهُهُمُ النَّاضِرَةُ ، وَيَرْجِعُ الْمُسْوَدَّةُ وُجُوهُهُمْ بِالصَّفْقَةِ الْخَاسِرَةِ .
آخَرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ يُوسُفَ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ وَبِهِ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْهِ التُّكْلَانُ ، وَهُوَ حَسَبُنَا وَنَعِمَ الْوَكِيلُ .