[ ص: 344 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون ( 136 ) ) .
هذا
nindex.php?page=treesubj&link=28675_30558ذم وتوبيخ من الله للمشركين الذين ابتدعوا بدعا وكفرا وشركا ، وجعلوا لله جزءا من خلقه ، وهو خالق كل شيء سبحانه وتعالى عما يشركون; ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136وجعلوا لله مما ذرأ ) أي : مما خلق وبرأ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136من الحرث ) أي : من الزروع والثمار (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136والأنعام نصيبا ) أي : جزءا وقسما ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136nindex.php?page=treesubj&link=28977_30540فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ) قال
علي بن أبي طلحة ،
والعوفي ، عن
ابن عباس ; أنه قال في تفسير هذه الآية : إن أعداء الله كانوا إذا حرثوا حرثا ، أو كانت لهم ثمرة ، جعلوا لله منه جزءا وللوثن جزءا ، فما كان من حرث أو ثمرة أو شيء من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه . وإن سقط منه شيء فيما سمي للصمد ردوه إلى ما جعلوه للوثن . وإن سبقهم الماء الذي جعلوه للوثن . فسقى شيئا جعلوه لله ؛ جعلوا ذلك للوثن . وإن سقط شيء من الحرث والثمرة الذي جعلوه لله ، فاختلط بالذي جعلوه للوثن ، قالوا : هذا فقير . ولم يردوه إلى ما جعلوه لله . وإن سبقهم الماء الذي جعلوه لله . فسقى ما سمي للوثن تركوه للوثن ، وكانوا يحرمون من أموالهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، فيجعلونه للأوثان ، ويزعمون أنهم يحرمونه لله ، فقال الله عز وجل (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ) الآية .
وهكذا قال
مجاهد ،
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، وغير واحد .
وقال
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في تفسيره : كل شيء جعلوه لله من ذبح يذبحونه ، لا يأكلونه أبدا حتى يذكروا معه أسماء الآلهة . وما كان للآلهة لم يذكروا اسم الله معه ، وقرأ الآية حتى بلغ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136ساء ما يحكمون ) أي : ساء ما يقسمون ، فإنهم أخطئوا أولا في القسمة ، فإن الله تعالى هو رب كل شيء ومليكه وخالقه ، وله الملك ، وكل شيء له وفي تصرفه وتحت قدرته ومشيئته ، لا إله غيره ، ولا رب سواه . ثم لما قسموا فيما زعموا لم يحفظوا القسمة التي هي فاسدة ، بل جاروا فيها ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ) [ النحل : 57 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين ) [ الزخرف : 15 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21ألكم الذكر وله الأنثى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تلك إذا قسمة ضيزى ) [ النجم : 21 ، 22 ] .
[ ص: 344 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ( 136 ) ) .
هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=28675_30558ذَمٌّ وَتَوْبِيخٌ مِنَ اللَّهِ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ ابْتَدَعُوا بِدَعًا وَكُفْرًا وَشِرْكًا ، وَجَعَلُوا لِلَّهِ جُزْءًا مِنْ خَلْقِهِ ، وَهُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ ) أَيْ : مِمَّا خَلَقَ وَبَرَأَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136مِنَ الْحَرْثِ ) أَيْ : مِنَ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا ) أَيْ : جُزْءًا وَقَسْمًا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا ) .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136nindex.php?page=treesubj&link=28977_30540فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ ) قَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ،
وَالْعَوْفِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ; أَنَّهُ قَالَ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ : إِنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ كَانُوا إِذَا حَرَثُوا حَرْثًا ، أَوْ كَانَتْ لَهُمْ ثَمَرَةٌ ، جَعَلُوا لِلَّهِ مِنْهُ جُزْءًا وَلِلْوَثَنِ جُزْءًا ، فَمَا كَانَ مِنْ حَرْثٍ أَوْ ثَمَرَةٍ أَوْ شَيْءٍ مِنْ نَصِيبِ الْأَوْثَانِ حَفَظُوهُ وَأَحْصَوْهُ . وَإِنْ سَقَطَ مِنْهُ شَيْءٌ فِيمَا سُمِّيَ لِلصَّمَدِ رَدُّوهُ إِلَى مَا جَعَلُوهُ لِلْوَثَنِ . وَإِنْ سَبَقَهُمُ الْمَاءُ الَّذِي جَعَلُوهُ لِلْوَثَنِ . فَسَقَى شَيْئًا جَعَلُوهُ لِلَّهِ ؛ جَعَلُوا ذَلِكَ لِلْوَثَنِ . وَإِنْ سَقَطَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرْثِ وَالثَّمَرَةِ الَّذِي جَعَلُوهُ لِلَّهِ ، فَاخْتَلَطَ بِالَّذِي جَعَلُوهُ لِلْوَثَنِ ، قَالُوا : هَذَا فَقِيرٌ . وَلَمْ يَرُدُّوهُ إِلَى مَا جَعَلُوهُ لِلَّهِ . وَإِنْ سَبَقَهُمُ الْمَاءُ الَّذِي جَعَلُوهُ لِلَّهِ . فَسَقَى مَا سُمِّيَ لِلْوَثَنِ تَرَكُوهُ لِلْوَثَنِ ، وَكَانُوا يُحَرِّمُونَ مِنْ أَمْوَالِهِمُ الْبَحِيرَةَ وَالسَّائِبَةَ وَالْوَصِيلَةَ وَالْحَامَ ، فَيَجْعَلُونَهُ لِلْأَوْثَانِ ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يُحَرِّمُونَهُ لِلَّهِ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا ) الْآيَةَ .
وَهَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ .
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي تَفْسِيرِهِ : كُلُّ شَيْءٍ جَعَلُوهُ لِلَّهِ مِنْ ذَبْحٍ يَذْبَحُونَهُ ، لَا يَأْكُلُونَهُ أَبَدًا حَتَّى يَذْكُرُوا مَعَهُ أَسْمَاءَ الْآلِهَةِ . وَمَا كَانَ لِلْآلِهَةِ لَمْ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ مَعَهُ ، وَقَرَأَ الْآيَةَ حَتَّى بَلَغَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) أَيْ : سَاءَ مَا يُقَسِّمُونَ ، فَإِنَّهُمْ أَخْطَئُوا أَوَّلًا فِي الْقِسْمَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ وَخَالِقُهُ ، وَلَهُ الْمُلْكُ ، وَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ وَفِي تَصَرُّفِهِ وَتَحْتَ قُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ ، لَا إِلَهَ غَيْرُهُ ، وَلَا رَبَّ سِوَاهُ . ثُمَّ لَمَّا قَسَّمُوا فِيمَا زَعَمُوا لَمْ يَحْفَظُوا الْقِسْمَةَ الَّتِي هِيَ فَاسِدَةٌ ، بَلْ جَارُوا فِيهَا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ) [ النَّحْلِ : 57 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ) [ الزُّخْرُفِ : 15 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ) [ النَّجْمِ : 21 ، 22 ] .