[ ص: 489 ] بسم الله الرحمن الرحيم (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29026_29485_18524_33664_31756_18981_32409الرحمن ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2علم القرآن ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خلق الإنسان ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=4علمه البيان ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5الشمس والقمر بحسبان ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6والنجم والشجر يسجدان ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7والسماء رفعها ووضع الميزان ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8ألا تطغوا في الميزان ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10والأرض وضعها للأنام ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام ( 11 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12والحب ذو العصف والريحان ( 12 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فبأي آلاء ربكما تكذبان ( 13 ) )
يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه : أنه أنزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه على من رحمه ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ) قال
الحسن : يعني : النطق . وقال
الضحاك ،
وقتادة ، وغيرهما : يعني الخير والشر . وقول
الحسن هاهنا أحسن وأقوى ; لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن ، وهو أداء تلاوته ، وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين ، على اختلاف مخارجها وأنواعها .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5الشمس والقمر بحسبان ) أي : يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=40لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) [ يس : 40 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ) [ الأنعام : 96 ] .
وعن
عكرمة أنه قال : لو جعل الله نور جميع أبصار الإنس والجن والدواب والطير في عيني عبد ، ثم كشف حجابا واحدا من سبعين حجابا دون الشمس ، لما استطاع أن ينظر إليها . ونور الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي ،
nindex.php?page=treesubj&link=28726ونور الكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش ، ونور العرش جزء من سبعين جزءا من نور الستر . فانظر ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه وقت النظر إلى وجه ربه الكريم عيانا . رواه
ابن أبي حاتم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6والنجم والشجر يسجدان ) قال
ابن جرير : اختلف المفسرون في معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6والنجم ) بعد إجماعهم على أن الشجر ما قام على ساق ، فروى
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس قال : النجم ما انبسط على وجه الأرض - يعني من النبات . وكذا قال
سعيد بن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري . وقد اختاره
ابن جرير رحمه الله .
وقال
مجاهد : النجم الذي في السماء . وكذا قال
الحسن وقتادة . وهذا القول هو الأظهر والله أعلم ; لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ) الآية [ الحج : 18 ] .
[ ص: 490 ] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7والسماء رفعها ووضع الميزان ) يعني : العدل ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) [ الحديد : 25 ] ، وهكذا قال هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8ألا تطغوا في الميزان ) أي : خلق السماوات والأرض بالحق والعدل ، لتكون الأشياء كلها بالحق والعدل ; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ) أي : لا تبخسوا الوزن ، بل زنوا بالحق والقسط ، كما قال [ تعالى ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=182وزنوا بالقسطاس المستقيم ) [ الشعراء : 182 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10والأرض وضعها للأنام ) أي : كما رفع السماء وضع الأرض ومهدها ، وأرساها بالجبال الراسيات الشامخات ، لتستقر لما على وجهها من الأنام ، وهم الخلائق المختلفة أنواعهم وأشكالهم وألوانهم وألسنتهم ، في سائر أقطارها وأرجائها . قال
ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد : الأنام : الخلق .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فيها فاكهة ) أي : مختلفة الألوان والطعوم والروائح ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11والنخل ذات الأكمام ) أفرده بالذكر لشرفه ونفعه ، رطبا ويابسا . والأكمام - قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
ابن عباس : هي أوعية الطلع . وهكذا قال غير واحد من المفسرين ، وهو الذي يطلع فيه القنو ثم ينشق عن العنقود ، فيكون بسرا ثم رطبا ، ثم ينضج ويتناهى ينعه واستواؤه .
قال
ابن أبي حاتم ذكر عن
عمرو بن علي الصيرفي : حدثنا
أبو قتيبة ، حدثنا
يونس بن الحارث الطائفي ، عن
الشعبي قال : كتب قيصر إلى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب : أخبرك أن رسلي أتتني من قبلك ، فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير ، تخرج مثل آذان الحمير ، ثم تشقق مثل اللؤلؤ ، ثم تخضر فتكون مثل الزمرد الأخضر ، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر ، ثم تينع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل ، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزادا للمسافر ، فإن تكن رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشجرة إلا من شجر الجنة . فكتب إليه عمر بن الخطاب : من عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم ، إن رسلك قد صدقوك ، هذه الشجرة عندنا ، وهي الشجرة التي أنبتها الله على
مريم حين نفست بعيسى ابنها ، فاتق الله ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله ، فإن (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين ) [ آل عمران : 59 ، 60 ] .
وقيل : الأكمام رفاتها ، وهو : الليف الذي على عنق النخلة . وهو قول
الحسن وقتادة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12والحب ذو العصف والريحان ) قال
علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12والحب ذو العصف ) يعني : التبن .
[ ص: 491 ] وقال
العوفي ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12العصف ) ورق الزرع الأخضر الذي قطع رءوسه ، فهو يسمى العصف إذا يبس . وكذا قال
قتادة ،
والضحاك ،
وأبو مالك : عصفه : تبنه .
وقال
ابن عباس ،
ومجاهد ، وغير واحد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12والريحان ) يعني : الورق .
وقال
الحسن : هو ريحانكم هذا .
وقال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12والريحان ) خضر الزرع .
ومعنى هذا - والله أعلم - أن الحب كالقمح والشعير ونحوهما له في حال نباته عصف ، وهو : ما على السنبلة ، وريحان ، وهو : الورق الملتف على ساقها .
وقيل : العصف : الورق أول ما ينبت الزرع بقلا . والريحان : الورق ، يعني : إذا أدجن وانعقد فيه الحب . كما قال زيد بن عمرو بن نفيل في قصيدته المشهورة .
وقولا له : من ينبت الحب في الثرى فيصبح منه البقل يهتز رابيا ؟ ويخرج منه حبه في رءوسه ؟
ففي ذاك آيات لمن كان واعيا
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فبأي آلاء ربكما تكذبان ) أي : فبأي الآلاء - يا معشر الثقلين ، من الإنس والجن - تكذبان ؟ قاله
مجاهد ، وغير واحد . ويدل عليه السياق بعده ، أي : النعم ظاهرة عليكم وأنتم مغمورون بها ، لا تستطيعون إنكارها ولا جحودها ، فنحن نقول كما قالت الجن المؤمنون : " اللهم ، ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب ، فلك الحمد " . وكان
ابن عباس يقول : " لا بأيها يا رب " . أي : لا نكذب بشيء منها .
قال الإمام
أحمد : حدثنا
يحيى بن إسحاق ، حدثنا
ابن لهيعة ، عن
أبي الأسود ، عن
عروة ، عن
أسماء بنت أبي بكر قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824012سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر ، والمشركون يستمعون ( nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .
[ ص: 489 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29026_29485_18524_33664_31756_18981_32409الرَّحْمَنُ ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خَلَقَ الْإِنْسَانَ ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=4عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ( 11 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ( 12 )
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 13 ) )
يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ فَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ بِخَلْقِهِ : أَنَّهُ أَنْزَلَ عَلَى عِبَادِهِ الْقُرْآنَ وَيَسَّرَ حِفْظَهُ وَفَهْمَهُ عَلَى مَنْ رَحِمَهُ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) قَالَ
الْحَسَنُ : يَعْنِي : النُّطْقَ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ ،
وَقَتَادَةُ ، وَغَيْرُهُمَا : يَعْنِي الْخَيْرَ وَالشَّرَّ . وَقَوْلُ
الْحَسَنِ هَاهُنَا أَحْسَنُ وَأَقْوَى ; لِأَنَّ السِّيَاقَ فِي تَعْلِيمِهِ تَعَالَى الْقُرْآنَ ، وَهُوَ أَدَاءُ تِلَاوَتِهِ ، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ بِتَيْسِيرِ النُّطْقِ عَلَى الْخَلْقِ وَتَسْهِيلِ خُرُوجِ الْحُرُوفِ مِنْ مَوَاضِعِهَا مِنَ الْحَلْقِ وَاللِّسَانِ وَالشَّفَتَيْنِ ، عَلَى اخْتِلَافِ مَخَارِجِهَا وَأَنْوَاعِهَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ) أَيْ : يَجْرِيَانِ مُتَعَاقِبَيْنَ بِحِسَابٍ مُقَنَّنٍ لَا يَخْتَلِفُ وَلَا يَضْطَرِبُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=40لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) [ يس : 40 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) [ الْأَنْعَامِ : 96 ] .
وَعَنْ
عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ : لَوْ جَعَلَ اللَّهُ نُورَ جَمِيعِ أَبْصَارِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالدَّوَابِّ وَالطَّيْرِ فِي عَيْنَيْ عَبْدٍ ، ثُمَّ كَشَفَ حِجَابًا وَاحِدًا مِنْ سَبْعِينَ حِجَابًا دُونَ الشَّمْسِ ، لَمَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا . وَنُورُ الشَّمْسِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ الْكُرْسِيِّ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28726وَنُورُ الْكُرْسِيِّ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ الْعَرْشِ ، وَنُورُ الْعَرْشِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ السِّتْرِ . فَانْظُرْ مَاذَا أَعْطَى اللَّهُ عَبْدَهُ مِنَ النُّورِ فِي عَيْنَيْهِ وَقْتَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِ الْكَرِيمِ عِيَانًا . رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ) قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6وَالنَّجْمُ ) بَعْدَ إِجْمَاعِهِمْ عَلَى أَنَّ الشَّجَرَ مَا قَامَ عَلَى سَاقٍ ، فَرَوَى
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : النَّجْمُ مَا انْبَسَطَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ - يَعْنِي مِنَ النَّبَاتِ . وَكَذَا قَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ . وَقَدِ اخْتَارَهُ
ابْنُ جَرِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : النَّجْمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ . وَكَذَا قَالَ
الْحَسَنُ وقَتَادَةُ . وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الْأَظْهَرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ; لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ) الْآيَةَ [ الْحَجِّ : 18 ] .
[ ص: 490 ] وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ) يَعْنِي : الْعَدْلَ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) [ الْحَدِيدِ : 25 ] ، وَهَكَذَا قَالَ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ) أَيْ : خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ ، لِتَكُونَ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ) أَيْ : لَا تَبْخَسُوا الْوَزْنَ ، بَلْ زِنُوا بِالْحَقِّ وَالْقِسْطِ ، كَمَا قَالَ [ تَعَالَى ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=182وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ) [ الشُّعَرَاءِ : 182 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ) أَيْ : كَمَا رَفَعَ السَّمَاءَ وَضَعَ الْأَرْضَ وَمَهَّدَهَا ، وَأَرْسَاهَا بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ الشَّامِخَاتِ ، لِتَسْتَقِرَّ لِمَا عَلَى وَجْهِهَا مِنَ الْأَنَامِ ، وَهُمُ الْخَلَائِقُ الْمُخْتَلِفَةُ أَنْوَاعُهُمْ وَأَشْكَالُهُمْ وَأَلْوَانُهُمْ وَأَلْسِنَتُهُمْ ، فِي سَائِرِ أَقْطَارِهَا وَأَرْجَائِهَا . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وقَتَادَةُ وَابْنُ زَيْدٍ : الْأَنَامُ : الْخَلْقُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فِيهَا فَاكِهَةٌ ) أَيْ : مُخْتَلِفَةُ الْأَلْوَانِ وَالطُّعُومِ وَالرَّوَائِحِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ) أَفْرَدَهُ بِالذِّكْرِ لِشَرَفِهِ وَنَفْعِهِ ، رَطْبًا وَيَابِسًا . وَالْأَكْمَامُ - قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : هِيَ أَوْعِيَةُ الطَّلْعِ . وَهَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ، وَهُوَ الَّذِي يَطْلُعُ فِيهِ الْقِنْوُ ثُمَّ يَنْشَقُّ عَنِ الْعُنْقُودِ ، فَيَكُونُ بُسْرًا ثُمَّ رُطَبًا ، ثُمَّ يَنْضَجُ وَيَتَنَاهَى يَنْعُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ .
قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ذُكِرَ عَنْ
عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيِّ : حَدَّثَنَا
أَبُو قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ الطَّائِفِيُّ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ قَالَ : كَتَبَ قَيْصَرُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : أُخْبِرُكَ أَنَّ رُسُلِي أَتَتْنِي مِنْ قِبَلِكَ ، فَزَعَمَتْ أَنَّ قِبَلَكُمْ شَجَرَةً لَيْسَتْ بِخَلِيقَةٍ لِشَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ ، تَخْرُجُ مِثْلَ آذَانِ الْحَمِيرِ ، ثُمَّ تَشَقَّقُ مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ ، ثُمَّ تَخْضَرُّ فَتَكُونُ مِثْلَ الزُّمُرُّدِ الْأَخْضَرِ ، ثُمَّ تَحْمَرُّ فَتَكُونُ كَالْيَاقُوتِ الْأَحْمَرِ ، ثُمَّ تَيْنَعُ وَتَنْضَجُ فَتَكُونُ كَأَطْيَبِ فَالَوْذَجَ أُكِلَ ، ثُمَّ تَيْبَسُ فَتَكُونُ عِصْمَةً لِلْمُقِيمِ وَزَادًا لِلْمُسَافِرِ ، فَإِنْ تَكُنْ رُسُلِي صَدَقَتْنِي فَلَا أَرَى هَذِهِ الشَّجَرَةَ إِلَّا مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : مِنْ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى قَيْصَرَ مِلْكِ الرُّومِ ، إِنَّ رُسُلَكَ قَدْ صَدَقُوكَ ، هَذِهِ الشَّجَرَةُ عِنْدَنَا ، وَهِيَ الشَّجَرَةُ الَّتِي أَنْبَتَهَا اللَّهُ عَلَى
مَرْيَمَ حِينَ نُفِسَتْ بِعِيسَى ابْنِهَا ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَتَّخِذْ عِيسَى إِلَهًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ، فَإِنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 59 ، 60 ] .
وَقِيلَ : الْأَكْمَامُ رُفَاتُهَا ، وَهُوَ : اللِّيفُ الَّذِي عَلَى عُنُقِ النَّخْلَةِ . وَهُوَ قَوْلُ
الْحَسَنِ وقَتَادَةَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ) قَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ ) يَعْنِي : التِّبْنَ .
[ ص: 491 ] وَقَالَ
الْعَوْفِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12الْعَصْفُ ) وَرَقُ الزَّرْعِ الْأَخْضَرِ الَّذِي قُطِعَ رَءُوسُهُ ، فَهُوَ يُسَمَّى الْعَصْفَ إِذَا يَبِسَ . وَكَذَا قَالَ
قَتَادَةُ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
وَأَبُو مَالِكٍ : عَصْفُهُ : تِبْنُهُ .
وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12وَالرَّيْحَانُ ) يَعْنِي : الْوَرَقَ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : هُوَ رَيْحَانُكُمْ هَذَا .
وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12وَالرَّيْحَانُ ) خَضِرُ الزَّرْعِ .
وَمَعْنَى هَذَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ الْحَبَّ كَالْقَمْحِ وَالشَّعِيرِ وَنَحْوِهِمَا لَهُ فِي حَالِ نَبَاتِهِ عَصْفٌ ، وَهُوَ : مَا عَلَى السُّنْبُلَةِ ، وَرَيْحَانٌ ، وَهُوَ : الْوَرَقُ الْمُلْتَفُّ عَلَى سَاقِهَا .
وَقِيلَ : الْعَصْفُ : الْوَرَقُ أَوَّلَ مَا يُنْبِتُ الزَّرْعُ بَقْلًا . وَالرَّيْحَانُ : الْوَرَقُ ، يَعْنِي : إِذَا أَدْجَنَ وَانْعَقَدَ فِيهِ الْحَبُّ . كَمَا قَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي قَصِيدَتِهِ الْمَشْهُورَةِ .
وَقُولَا لَهُ : مَنْ يُنْبِتُ الْحَبَّ فِي الثَّرَى فَيُصْبِحُ مِنْهُ الْبَقْلُ يَهْتَزُّ رَابِيَا ؟ وَيُخْرِجُ مِنْهُ حَبَّهُ فِي رُءُوسِهِ ؟
فَفِي ذَاكَ آيَاتٌ لِمَنْ كَانَ وَاعِيَا
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) أَيْ : فَبِأَيِّ الْآلَاءِ - يَا مَعْشَرَ الثَّقَلَيْنِ ، مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ - تُكَذِّبَانِ ؟ قَالَهُ
مُجَاهِدٌ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ . وَيَدُلُّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ بَعْدَهُ ، أَيِ : النِّعَمُ ظَاهِرَةٌ عَلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ مَغْمُورُونَ بِهَا ، لَا تَسْتَطِيعُونَ إِنْكَارَهَا وَلَا جُحُودَهَا ، فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَتِ الْجِنُّ الْمُؤْمِنُونَ : " اللَّهُمَّ ، وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ آلَائِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ ، فَلَكَ الْحَمْدُ " . وَكَانَ
ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : " لَا بِأَيِّهَا يَا رَبِّ " . أَيْ : لَا نُكَذِّبُ بِشَيْءٍ مِنْهَا .
قَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ
أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، عَنْ
أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824012سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَقْرَأُ وَهُوَ يُصَلِّي نَحْوَ الرُّكْنِ قَبْلَ أَنْ يُصْدَعَ بِمَا يُؤْمَرُ ، وَالْمُشْرِكُونَ يَسْتَمِعُونَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) .