(
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=28998_32083_28662أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون ( 62 ) ) .
ينبه تعالى أنه هو المدعو عند الشدائد ، المرجو عند النوازل ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه ) [ الإسراء : 67 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ) [ النحل : 53 ] . وهكذا قال هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) أي : من هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه ، والذي لا يكشف ضر المضرورين سواه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عفان ، حدثنا
وهيب ، حدثنا
خالد الحذاء ، عن
أبي تميمة الهجيمي ، عن رجل من
بلهجيم قال : قلت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501290يا رسول الله ، إلام تدعو ؟ قال : " أدعو إلى الله وحده ، الذي إن مسك ضر فدعوته كشف عنك ، والذي إن أضللت بأرض قفر فدعوته رد عليك ، والذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت لك " . قال : قلت : أوصني . قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822333 " لا تسبن أحدا ، ولا تزهدن في المعروف ، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك ، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي ، [ ص: 204 ] واتزر إلى نصف الساق ، فإن أبيت فإلى الكعبين . وإياك وإسبال الإزار ، فإن إسبال الإزار من المخيلة ، [ وإن الله - تبارك تعالى - لا يحب المخيلة ] .
وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد من وجه آخر ، فذكر اسم الصحابي فقال : حدثنا
عفان ، حدثنا
حماد بن سلمة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس - هو ابن عبيد - حدثنا
عبيدة الهجيمي عن
أبي تميمة الهجيمي ، عن
جابر بن سليم الهجيمي قال : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محتب بشملة ، وقد وقع هدبها على قدميه ، فقلت : أيكم
محمد - أو : رسول الله ؟ - فأومأ بيده إلى نفسه ، فقلت : يا رسول الله ، أنا من أهل البادية ، وفي جفاؤهم ، فأوصني . فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822334 " nindex.php?page=treesubj&link=30510لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسط ، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي ، وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه ، فإنه يكون لك أجره وعليه وزره . وإياك وإسبال الإزار ، فإن nindex.php?page=treesubj&link=17679إسبال الإزار من المخيلة ، وإن الله لا يحب المخيلة ، ولا تسبن أحدا " . قال : فما سببت بعده أحدا ، ولا شاة ولا بعيرا .
وقد روى
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي لهذا الحديث طرقا ، وعندهما طرف صالح منه .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
علي بن هاشم حدثنا
عبدة بن نوح ، عن
عمر بن الحجاج ، عن
عبيد الله بن أبي صالح قال : دخل علي
طاوس يعودني ، فقلت له : ادع الله لي يا
أبا عبد الرحمن ، فقال : ادع لنفسك ، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : قرأت في الكتاب الأول : إن الله يقول : بعزتي إنه من اعتصم بي فإن كادته السموات ومن فيهن ، والأرض بمن فيها ، فإني أجعل له من بين ذلك مخرجا . ومن لم يعتصم بي فإني أخسف به من تحت قدميه الأرض ، فأجعله في الهواء ، فأكله إلى نفسه .
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر في ترجمة رجل - حكى عنه
أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي الصوفي - قال هذا الرجل : كنت أكاري على بغل لي من
دمشق إلى بلد الزبداني ، فركب معي ذات مرة رجل ، فمررنا على بعض الطريق ، على طريق غير مسلوكة ، فقال لي : خذ في هذه ، فإنها أقرب . فقلت : لا خبرة لي فيها ، فقال : بل هي أقرب . فسلكناها فانتهينا إلى مكان وعر وواد عميق ، وفيه قتلى كثير ، فقال لي : أمسك رأس البغل حتى أنزل . فنزل وتشمر ، وجمع عليه ثيابه ، وسل سكينا معه وقصدني ، ففررت من بين يديه وتبعني ، فناشدته الله وقلت : خذ البغل بما عليه . فقال : هو لي ، وإنما أريد قتلك . فخوفته الله والعقوبة فلم يقبل ، فاستسلمت بين يديه وقلت : إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين ؟ فقال : [ صل ] وعجل . فقمت أصلي فأرتج
[ ص: 205 ] علي القرآن فلم يحضرني منه حرف واحد ، فبقيت واقفا متحيرا وهو يقول : هيه . افرغ . فأجرى الله على لساني قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) ، فإذا أنا بفارس قد أقبل من فم الوادي ، وبيده حربة ، فرمى بها الرجل فما أخطأت فؤاده ، فخر صريعا ، فتعلقت بالفارس وقلت : بالله من أنت ؟ فقال : أنا رسول [ الله ] الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء . قال : فأخذت البغل والحمل ورجعت سالما .
وذكر في ترجمة "
فاطمة بنت الحسن أم أحمد العجلية " قالت : هزم الكفار يوما المسلمين في غزاة ، فوقف جواد جيد بصاحبه ، وكان من ذوي اليسار ومن الصلحاء ، فقال للجواد : ما لك ؟ ويلك . إنما كنت أعدك لمثل هذا اليوم . فقال له الجواد : وما لي لا أقصر وأنت تكل علوفتي إلى السواس فيظلمونني ولا يطعمونني إلا القليل ؟ فقال : لك علي عهد الله أني لا أعلفك بعد هذا اليوم إلا في حجري . فجرى الجواد عند ذلك ، ونجى صاحبه ، وكان لا يعلفه بعد ذلك إلا في حجره ، واشتهر أمره بين الناس ، وجعلوا يقصدونه ليسمعوا منه ذلك ، وبلغ ملك
الروم أمره ، فقال : ما تضام بلدة يكون هذا الرجل فيها . واحتال ليحصله في بلده ، فبعث إليه رجلا من المرتدين عنده ، فلما انتهى إليه أظهر له أنه قد حسنت نيته في الإسلام وقومه ، حتى استوثق ، ثم خرجا يوما يمشيان على جنب الساحل ، وقد واعد شخصا آخر من جهة ملك
الروم ليتساعدا على أسره ، فلما اكتنفاه ليأخذاه رفع طرفه إلى السماء وقال : اللهم ، إنه إنما خدعني بك فاكفنيهما بما شئت ، قال : فخرج سبعان إليهما فأخذاهما ، ورجع الرجل سالما .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62ويجعلكم خلفاء الأرض ) أي : يخلف قرنا لقرن قبلهم وخلفا لسلف ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=133إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) [ الأنعام : 133 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ) [ الأنعام : 165 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) [ البقرة : 30 ] ، أي : قوما يخلف بعضهم بعضا كما قدمنا تقريره . وهكذا هذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62ويجعلكم خلفاء الأرض ) أي : أمة بعد أمة ، وجيلا بعد جيل ، وقوما بعد قوم . ولو شاء لأوجدهم كلهم في وقت واحد ، ولم يجعل بعضهم من ذرية بعض ، بل لو شاء لخلقهم كلهم أجمعين ، كما خلق
آدم من تراب . ولو شاء أن يجعلهم بعضهم من ذرية بعض ولكن لا يميت أحدا حتى تكون وفاة الجميع في وقت واحد ، فكانت تضيق عليهم الأرض وتضيق عليهم معايشهم وأكسابهم ، ويتضرر بعضهم ببعض . ولكن اقتضت حكمته وقدرته أن يخلقهم من نفس واحدة ، ثم يكثرهم غاية الكثرة ، ويذرأهم في الأرض ، ويجعلهم قرونا بعد قرون ، وأمما بعد أمم ، حتى ينقضي الأجل وتفرغ البرية ، كما قدر ذلك تبارك وتعالى ، وكما أحصاهم وعدهم عدا ، ثم يقيم القيامة ، ويوفي كل عامل عمله إذا بلغ الكتاب
[ ص: 206 ] أجله ; ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله ) أي : يقدر على ذلك ، أو إله مع الله يعبد ، وقد علم أن الله هو المتفرد بفعل ذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62قليلا ما تذكرون ) أي : ما أقل تذكرهم فيما يرشدهم إلى الحق ، ويهديهم إلى الصراط المستقيم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=28998_32083_28662أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ( 62 ) ) .
يُنَبِّهُ تَعَالَى أَنَّهُ هُوَ الْمَدْعُوُّ عِنْدَ الشَّدَائِدِ ، الْمَرْجُوُّ عِنْدَ النَّوَازِلِ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ) [ الْإِسْرَاءِ : 67 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ) [ النَّحْلِ : 53 ] . وَهَكَذَا قَالَ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) أَيْ : مَنْ هُوَ الَّذِي لَا يَلْجَأُ الْمُضْطَرُّ إِلَّا إِلَيْهِ ، وَالَّذِي لَا يَكْشِفُ ضُرَّ الْمَضْرُورِينَ سِوَاهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا
وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا
خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ
أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ
بَلْهُجَيْمَ قَالَ : قُلْتُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501290يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِلَامَ تَدْعُو ؟ قَالَ : " أَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ ، الَّذِي إِنْ مَسَّكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَ عَنْكَ ، وَالَّذِي إِنْ أَضْلَلْتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ فَدَعَوْتَهُ رَدَّ عَلَيْكَ ، وَالَّذِي إِنْ أَصَابَتْكَ سَنَةٌ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَ لَكَ " . قَالَ : قُلْتُ : أَوْصِنِي . قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822333 " لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا ، وَلَا تَزْهَدَنَّ فِي الْمَعْرُوفِ ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهَكَ ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَقِي ، [ ص: 204 ] وَاتَّزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ . وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ ، فَإِنَّ إِسْبَالَ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ ، [ وَإِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ تَعَالَى - لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ ] .
وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، فَذَكَرَ اسْمَ الصَّحَابِيِّ فَقَالَ : حَدَّثَنَا
عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17419يُونُسُ - هُوَ ابْنُ عُبَيْدٍ - حَدَّثَنَا
عُبَيْدَةُ الْهُجَيْمِيُّ عَنْ
أَبِي تَمِيمَةً الْهُجَيْمِيِّ ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ مُحْتَبٍ بِشَمْلَةٍ ، وَقَدْ وَقَعَ هُدْبُهَا عَلَى قَدَمَيْهِ ، فَقُلْتُ : أَيُّكُمْ
مُحَمَّدٌ - أَوْ : رَسُولُ اللَّهِ ؟ - فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَفْسِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، وَفِيَّ جَفَاؤُهُمْ ، فَأَوْصِنِي . فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822334 " nindex.php?page=treesubj&link=30510لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَقِي ، وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تَشْتِمْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَكَ أَجْرُهُ وَعَلَيْهِ وِزْرُهُ . وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ ، فَإِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=17679إِسْبَالَ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ ، وَلَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا " . قَالَ : فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ أَحَدًا ، وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا .
وَقَدْ رَوَى
أَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ لِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقًا ، وَعِنْدَهُمَا طَرَفٌ صَالِحٌ مِنْهُ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ بْنُ نُوحٍ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ قَالَ : دَخَلَ عَلَيَّ
طَاوُسٌ يَعُودُنِي ، فَقُلْتُ لَهُ : ادْعُ اللَّهَ لِي يَا
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ : ادْعُ لِنَفْسِكَ ، فَإِنَّهُ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : قَرَأْتُ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ : إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : بِعِزَّتِي إِنَّهُ مَنِ اعْتَصَمَ بِي فَإِنْ كَادَتْهُ السَّمَوَاتُ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَالْأَرْضُ بِمَنْ فِيهَا ، فَإِنِّي أَجْعَلُ لَهُ مِنْ بَيْنِ ذَلِكَ مَخْرَجًا . وَمَنْ لَمْ يَعْتَصِمْ بِي فَإِنِّي أَخْسِفُ بِهِ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ الْأَرْضَ ، فَأَجْعَلُهُ فِي الْهَوَاءِ ، فَأَكِلُهُ إِلَى نَفْسِهِ .
وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ رَجُلٍ - حَكَى عَنْهُ
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدِّينَوَرِيُّ الْمَعْرُوفُ بالدُّقِّيِّ الصُّوفِيُّ - قَالَ هَذَا الرَّجُلُ : كُنْتُ أُكَارِي عَلَى بَغْلٍ لِي مِنْ
دِمَشْقَ إِلَى بَلَدِ الزَّبَدَانِيِّ ، فَرَكِبَ مَعِي ذَاتَ مَرَّةٍ رَجُلٌ ، فَمَرَرْنَا عَلَى بَعْضِ الطَّرِيقِ ، عَلَى طَرِيقٍ غَيْرِ مَسْلُوكَةٍ ، فَقَالَ لِي : خُذْ فِي هَذِهِ ، فَإِنَّهَا أَقْرَبُ . فَقُلْتُ : لَا خِبْرَةَ لِي فِيهَا ، فَقَالَ : بَلْ هِيَ أَقْرَبُ . فَسَلَكْنَاهَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَكَانٍ وَعْرٍ وَوَادٍ عَمِيقٍ ، وَفِيهِ قَتْلَى كَثِيرٌ ، فَقَالَ لِي : أَمْسِكْ رَأْسَ الْبَغْلِ حَتَّى أَنْزِلَ . فَنَزَلَ وَتَشَمَّرَ ، وَجَمَعَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ ، وَسَلَّ سِكِّينًا مَعَهُ وَقَصَدَنِي ، فَفَرَرْتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَتَبِعَنِي ، فَنَاشَدْتُهُ اللَّهَ وَقُلْتُ : خُذِ الْبَغْلَ بِمَا عَلَيْهِ . فَقَالَ : هُوَ لِي ، وَإِنَّمَا أُرِيدُ قَتْلَكَ . فَخَوَّفْتُهُ اللَّهَ وَالْعُقُوبَةَ فَلَمْ يَقْبَلْ ، فَاسْتَسْلَمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقُلْتُ : إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَتْرُكَنِي حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ ؟ فَقَالَ : [ صَلِّ ] وَعَجِّلْ . فَقُمْتُ أُصَلِّي فَأُرْتِجَ
[ ص: 205 ] عَلَيَّ الْقُرْآنُ فَلَمْ يَحْضُرْنِي مِنْهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ ، فَبَقِيتُ وَاقِفًا مُتَحَيِّرًا وَهُوَ يَقُولُ : هِيهِ . افْرُغْ . فَأَجْرَى اللَّهُ عَلَى لِسَانِي قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) ، فَإِذَا أَنَا بِفَارِسٍ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ فَمِ الْوَادِي ، وَبِيَدِهِ حَرْبَةٌ ، فَرَمَى بِهَا الرَّجُلَ فَمَا أَخْطَأَتْ فُؤَادَهُ ، فَخَرَّ صَرِيعًا ، فَتَعَلَّقْتُ بِالْفَارِسِ وَقُلْتُ : بِاللَّهِ مَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : أَنَا رَسُولُ [ اللَّهِ ] الَّذِي يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ، وَيَكْشِفُ السُّوءَ . قَالَ : فَأَخَذْتُ الْبَغْلَ وَالْحَمْلَ وَرَجَعْتُ سَالِمًا .
وَذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ "
فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحَسَنِ أَمِّ أَحْمَدَ الْعِجْلِيَّةِ " قَالَتْ : هَزَمَ الْكَفَّارُ يَوْمًا الْمُسْلِمِينَ فِي غَزَاةٍ ، فَوَقَفَ جَوَادٌ جَيِّدٌ بِصَاحِبِهِ ، وَكَانَ مِنْ ذَوِي الْيَسَارِ وَمِنَ الصُّلَحَاءِ ، فَقَالَ لِلْجَوَادِ : مَا لَكَ ؟ وَيْلَكَ . إِنَّمَا كُنْتُ أَعُدُّكَ لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ . فَقَالَ لَهُ الْجَوَادُ : وَمَا لِيَ لَا أُقَصِّرُ وَأَنْتَ تَكِلُ عَلُوفَتِي إِلَى السُّوَّاسِ فَيَظْلِمُونَنِي وَلَا يُطْعِمُونَنِي إِلَّا الْقَلِيلَ ؟ فَقَالَ : لَكَ عَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ أَنِّي لَا أَعْلُفُكَ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ إِلَّا فِي حِجْرِي . فَجَرَى الْجَوَادُ عِنْدَ ذَلِكَ ، وَنَجَّى صَاحِبَهُ ، وَكَانَ لَا يَعْلِفُهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا فِي حِجْرِهِ ، وَاشْتَهَرَ أَمْرُهُ بَيْنَ النَّاسِ ، وَجَعَلُوا يَقْصِدُونَهُ لِيَسْمَعُوا مِنْهُ ذَلِكَ ، وَبَلَغَ مَلِكَ
الرُّومِ أَمْرُهُ ، فَقَالَ : مَا تُضَامُ بَلْدَةٌ يَكُونُ هَذَا الرَّجُلُ فِيهَا . وَاحْتَالَ لِيُحَصِّلَهُ فِي بَلَدِهِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلًا مِنَ الْمُرْتَدِّينَ عِنْدَهُ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ أَظْهَرَ لَهُ أَنَّهُ قَدْ حَسُنَتْ نِيَّتُهُ فِي الْإِسْلَامِ وَقَوْمِهِ ، حَتَّى اسْتَوْثَقَ ، ثُمَّ خَرَجَا يَوْمًا يَمْشِيَانِ عَلَى جَنْبِ السَّاحِلِ ، وَقَدْ وَاعَدَ شَخْصًا آخَرَ مِنْ جِهَةِ مَلِكِ
الرُّومِ لِيَتَسَاعَدَا عَلَى أَسْرِهِ ، فَلَمَّا اكْتَنَفَاهُ لِيَأْخُذَاهُ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ ، إِنَّهُ إِنَّمَا خَدَعَنِي بِكَ فَاكْفِنِيهِمَا بِمَا شِئْتَ ، قَالَ : فَخَرَجَ سَبُعَانِ إِلَيْهِمَا فَأَخَذَاهُمَا ، وَرَجَعَ الرَّجُلُ سَالِمًا .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ) أَيْ : يُخْلِفُ قَرْنًا لِقَرْنٍ قَبْلَهُمْ وَخَلَفًا لِسَلَفٍ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=133إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ) [ الْأَنْعَامِ : 133 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ) [ الْأَنْعَامِ : 165 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) [ الْبَقَرَةِ : 30 ] ، أَيْ : قَوْمًا يَخْلُفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا كَمَا قَدَّمْنَا تَقْرِيرَهُ . وَهَكَذَا هَذِهِ الْآيَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ) أَيْ : أُمَّةً بَعْدَ أُمَّةٍ ، وَجِيلًا بَعْدَ جِيلٍ ، وَقَوْمًا بَعْدَ قَوْمٍ . وَلَوْ شَاءَ لَأَوْجَدَهُمْ كُلَّهُمْ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ، وَلَمْ يَجْعَلْ بَعْضَهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ بَعْضٍ ، بَلْ لَوْ شَاءَ لَخَلَقَهُمْ كُلَّهُمْ أَجْمَعِينَ ، كَمَا خَلَقَ
آدَمَ مِنْ تُرَابٍ . وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَهُمْ بَعْضَهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ بَعْضٍ وَلَكِنْ لَا يُمِيتُ أَحَدًا حَتَّى تَكُونَ وَفَاةُ الْجَمِيعِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ، فَكَانَتْ تَضِيقُ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ وَتَضِيقُ عَلَيْهِمْ مَعَايِشُهُمْ وَأَكْسَابُهُمْ ، وَيَتَضَرَّرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ . وَلَكِنِ اقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ وَقُدْرَتُهُ أَنْ يَخْلُقَهُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، ثُمَّ يُكْثِرَهُمْ غَايَةَ الْكَثْرَةِ ، وَيَذْرَأَهُمْ فِي الْأَرْضِ ، وَيَجْعَلَهُمْ قُرُونًا بَعْدَ قُرُونٍ ، وَأُمَمًا بَعْدَ أُمَمٍ ، حَتَّى يَنْقَضِيَ الْأَجَلُ وَتَفْرُغَ الْبَرِيَّةُ ، كَمَا قَدَّرَ ذَلِكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، وَكَمَا أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ، ثُمَّ يُقِيمُ الْقِيَامَةَ ، وَيُوَفِّي كُلَّ عَامِلٍ عَمَلَهُ إِذَا بَلَغَ الْكِتَابُ
[ ص: 206 ] أَجَلَهُ ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ) أَيْ : يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ ، أَوْ إِلَهٌ مَعَ اللَّهِ يُعْبَدُ ، وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُتَفَرِّدُ بِفِعْلِ ذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ) أَيْ : مَا أَقَلَّ تَذَكُّرَهُمْ فِيمَا يُرْشِدُهُمْ إِلَى الْحَقِّ ، وَيَهْدِيهِمْ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ .