(
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28996_30549وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ( 24 ) ) .
يقول تعالى مخبرا عن
nindex.php?page=treesubj&link=30549تعنت الكفار في كفرهم ، وعنادهم في قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21لولا أنزل علينا الملائكة ) أي : بالرسالة كما نزل على الأنبياء ، كما أخبر عنهم تعالى في الآية الأخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله ) [ الأنعام : 124 ] ، ويحتمل أن يكون مرادهم هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21لولا أنزل علينا الملائكة ) فنراهم عيانا ، فيخبرونا أن
محمدا رسول الله ، كقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ) [ الإسراء : 92 ] . وقد تقدم تفسيرها في سورة " سبحان " ; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21أو نرى ربنا ) ولهذا قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا ) . وقد قال [ الله ] تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=111ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون ) [ الأنعام : 111 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا ) أي : هم لا يرون الملائكة في يوم خير لهم ، بل يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ لهم ، وذلك يصدق على وقت الاحتضار حين تبشرهم الملائكة بالنار ، وغضب الجبار ،
nindex.php?page=treesubj&link=32893فتقول الملائكة للكافر عند خروج روحه : اخرجي أيتها النفس الخبيثة في الجسد الخبيث ، اخرجي إلى سموم وحميم ، وظل من يحموم . فتأبى الخروج وتتفرق في البدن ، فيضربونه ، كما قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ) [ الأنفال : 50 ] . وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم ) أي : بالضرب ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ) [ الأنعام : 93 ] ; ولهذا قال في هذه الآية
[ ص: 102 ] الكريمة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ) ، وهذا بخلاف حال المؤمنين في وقت احتضارهم ، فإنهم يبشرون بالخيرات ، وحصول المسرات . قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ) [ فصلت : 30 - 31 ] .
وفي الحديث الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب : أن
nindex.php?page=treesubj&link=32892الملائكة تقول لروح المؤمن :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822283 " اخرجي أيتها النفس الطيبة في الجسد الطيب ، كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان " . وقد تقدم الحديث في سورة " إبراهيم " عند قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=27يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) [ إبراهيم : 27 ] .
وقال آخرون : بل المراد بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يوم يرون الملائكة ) يعني : يوم القيامة . قاله
مجاهد ، والضحاك; وغيرهما .
ولا منافاة بين هذا وبين ما تقدم ، فإن الملائكة في هذين اليومين يوم الممات ويوم المعاد تتجلى للمؤمنين وللكافرين ، فتبشر المؤمنين بالرحمة والرضوان ، وتخبر الكافرين بالخيبة والخسران ، فلا بشرى يومئذ للمجرمين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22ويقولون حجرا محجورا ) أي : وتقول الملائكة للكافرين حرام محرم عليكم الفلاح اليوم .
وأصل " الحجر " : المنع ، ومنه يقال : حجر القاضي على فلان ، إذا منعه التصرف إما لسفه ، أو فلس ، أو صغر ، أو نحو ذلك . ومنه سمي " الحجر " عند
البيت الحرام ; لأنه يمنع الطواف أن يطوفوا فيه ، وإنما يطاف من ورائه . ومنه يقال للعقل " حجر " ; لأنه يمنع صاحبه عن تعاطي ما لا يليق .
والغرض أن الضمير في قوله : ( ويقولون ) عائد على الملائكة . هذا قول
مجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=16574وعطية العوفي ، nindex.php?page=showalam&ids=16566وعطاء الخراساني ، nindex.php?page=showalam&ids=15822وخصيف ، وغير واحد . واختاره
ابن جرير .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو نعيم ، حدثنا
موسى - يعني ابن قيس - عن
عطية العوفي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22ويقولون حجرا محجورا ) قال : حراما محرما أن يبشر بما يبشر به المتقون .
وقد حكى
ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أنه قال : ذلك من كلام المشركين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يوم يرون الملائكة ) ، [ أي : يتعوذون من الملائكة; وذلك أن العرب كانوا إذا نزل بأحدهم نازلة أو شدة ] يقولون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حجرا محجورا ) .
[ ص: 103 ]
وهذا القول - وإن كان له مأخذ ووجه - ولكنه بالنسبة إلى السياق في الآية بعيد ، لا سيما قد نص الجمهور على خلافه . ولكن قد روى
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد; أنه قال في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حجرا محجورا ) أي : عوذا معاذا . فيحتمل أنه أراد ما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . ولكن في رواية
ابن أبي حاتم ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد أنه قال : ( حجرا محجورا ) [ أي ] : عوذا معاذا ، الملائكة تقوله . فالله أعلم .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) ، وهذا يوم القيامة ، حين يحاسب الله العباد على ما عملوه من خير وشر ، فأخبر أنه لا يتحصل لهؤلاء المشركين من الأعمال - التي ظنوا أنها منجاة لهم - شيء; وذلك لأنها فقدت الشرط الشرعي ، إما الإخلاص فيها ، وإما المتابعة لشرع الله . فكل عمل لا يكون خالصا وعلى الشريعة المرضية ، فهو باطل . فأعمال الكفار لا تخلو من واحد من هذين ، وقد تجمعهما معا ، فتكون أبعد من القبول حينئذ; ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) .
قال
مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري : ( وقدمنا ) أي : عمدنا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ( قدمنا ) : عمدنا . وبعضهم يقول : أتينا عليه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23فجعلناه هباء منثورا ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
أبي إسحاق ، عن
الحارث ، عن
علي ، رضي الله عنه ، في قوله : ( [ فجعلناه ] هباء منثورا ) ، قال : شعاع الشمس إذا دخل في الكوة . وكذا روي من غير هذا الوجه عن
علي . وروي مثله عن
ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، والضحاك ، وغيرهم . وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري : هو الشعاع في كوة أحدهم ، ولو ذهب يقبض عليه لم يستطع .
وقال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : ( هباء منثورا ) قال : هو الماء المهراق .
وقال
أبو الأحوص ، عن
أبي إسحاق ، عن
الحارث ، عن
علي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23هباء منثورا ) قال : الهباء رهج الدواب . وروي مثله عن
ابن عباس أيضا ،
والضحاك ، وقاله
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم .
وقال
قتادة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23هباء منثورا ) قال : أما رأيت يبيس الشجر إذا ذرته الريح؟ فهو ذلك الورق .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب : أخبرني
عاصم بن حكيم ، عن
أبي سريع الطائي ، عن
يعلى بن عبيد قال : وإن الهباء الرماد .
وحاصل هذه الأقوال التنبيه على مضمون الآية ، وذلك أنهم عملوا أعمالا اعتقدوا أنها شيء ، فلما عرضت على الملك الحكيم العدل الذي لا يجور ولا يظلم أحدا ، إذا إنها لا شيء بالكلية . وشبهت في ذلك بالشيء التافه الحقير المتفرق ، الذي لا يقدر منه صاحبه على شيء بالكلية ، كما قال
[ ص: 104 ] الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد ) [ إبراهيم : 18 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا ) [ البقرة : 264 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ) [ النور : 39 ] وتقدم الكلام على تفسير ذلك ، ولله الحمد والمنة .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) أي : يوم القيامة (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) [ الحشر : 20 ] ; وذلك لأن
nindex.php?page=treesubj&link=30387_30384_30394أهل الجنة يصيرون إلى الدرجات العاليات ، والغرفات الآمنات ، فهم في مقام أمين ، حسن المنظر ، طيب المقام ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=76خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما ) [ الفرقان : 76 ] ، وأهل النار يصيرون إلى الدركات السافلات ، والحسرات المتتابعات ، وأنواع العذاب والعقوبات ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=66إنها ساءت مستقرا ومقاما ) [ الفرقان : 66 ] أي : بئس المنزل منظرا وبئس المقيل مقاما; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) أي : بما عملوه من الأعمال المتقبلة ، نالوا ما نالوا ، وصاروا إلى ما صاروا إليه ، بخلاف
nindex.php?page=treesubj&link=30437أهل النار فإنه ليس لهم عمل واحد يقتضي لهم دخول الجنة والنجاة من النار ، فنبه - تعالى - بحال السعداء على حال الأشقياء ، وأنه لا خير عندهم بالكلية ، فقال : ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) .
قال
الضحاك : عن
ابن عباس : إنما هي ضحوة ، فيقيل أولياء الله على الأسرة مع الحور العين ، ويقيل أعداء الله مع الشياطين مقرنين .
وقال
سعيد بن جبير : يفرغ الله من الحساب نصف النهار ، فيقيل أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) .
وقال
عكرمة : إني لأعرف الساعة التي يدخل فيها أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار : هي الساعة التي تكون في الدنيا عند ارتفاع الضحى الأكبر ، إذا انقلب الناس إلى أهليهم للقيلولة ، فينصرف أهل النار إلى النار ، وأما أهل [ الجنة فينطلق بهم إلى ] الجنة ، فكانت قيلولتهم [ في الجنة ] وأطعموا كبد حوت ، فأشبعهم [ ذلك ] كلهم ، وذلك قوله : ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) .
وقال
سفيان ، عن
ميسرة ، عن
المنهال ، عن
أبي عبيدة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، أنه قال : لا ينتصف النهار حتى يقيل هؤلاء وهؤلاء ثم قرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) وقرأ ) ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ) [ الصافات : 68 ] .
[ ص: 105 ]
وقال
العوفي ، عن
ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) قال : قالوا في الغرف من الجنة ، وكان حسابهم أن عرضوا على ربهم عرضة واحدة ، وذلك الحساب اليسير ، وهو مثل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=7فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا ) [ الانشقاق : 7 - 9 ] .
وقال
قتادة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) أي : مأوى ومنزلا قال
قتادة : وحدث
nindex.php?page=showalam&ids=16232صفوان بن محرز أنه قال : يجاء يوم القيامة برجلين ، أحدهما كان ملكا في الدنيا إلى الحمرة والبياض فيحاسب ، فإذا عبد ، لم يعمل خيرا فيؤمر به إلى النار . والآخر كان صاحب كساء في الدنيا ، فيحاسب فيقول : يا رب ، ما أعطيتني من شيء فتحاسبني به . فيقول : صدق عبدي ، فأرسلوه . فيؤمر به إلى الجنة ، ثم يتركان ما شاء الله . ثم يدعى صاحب النار ، فإذا هو مثل الحممة السوداء ، فيقال له : كيف وجدت؟ فيقول : شر مقيل . فيقال له : عد ثم يدعى بصاحب الجنة ، فإذا هو مثل القمر ليلة البدر ، فيقال له : كيف وجدت؟ فيقول : رب ، خير مقيل . فيقال له : عد . رواها
ابن أبي حاتم كلها .
وقال
ابن جرير : حدثني
يونس ، أنبأنا
ابن وهب ، أنبأنا
عمرو بن الحارث ، أن
سعيدا الصواف حدثه ، أنه بلغه : أن يوم القيامة يقصر على المؤمن حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس ، وأنهم ليقيلون في رياض الجنة حتى يفرغ من الناس ، وذلك قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28996_30549وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ( 24 ) ) .
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30549تَعَنُّتِ الْكَفَّارِ فِي كُفْرِهِمْ ، وَعِنَادِهِمْ فِي قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ ) أَيْ : بِالرِّسَالَةِ كَمَا نُزِّلَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ ، كَمَا أَخْبَرَ عَنْهُمْ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ) [ الْأَنْعَامِ : 124 ] ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مُرَادُهُمْ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ ) فَنَرَاهُمْ عَيَانًا ، فَيُخْبِرُونَا أَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، كَقَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ) [ الْإِسْرَاءِ : 92 ] . وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهَا فِي سُورَةِ " سُبْحَانَ " ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21أَوْ نَرَى رَبَّنَا ) وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ) . وَقَدْ قَالَ [ اللَّهُ ] تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=111وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) [ الْأَنْعَامِ : 111 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ) أَيْ : هُمْ لَا يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ فِي يَوْمِ خَيْرٍ لَهُمْ ، بَلْ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لَهُمْ ، وَذَلِكَ يَصْدُقُ عَلَى وَقْتِ الِاحْتِضَارِ حِينَ تُبَشِّرُهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِالنَّارِ ، وَغَضَبِ الْجَبَّارِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=32893فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ لِلْكَافِرِ عِنْدَ خُرُوجِ رُوحِهِ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، اخْرُجِي إِلَى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ، وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ . فَتَأْبَى الْخُرُوجَ وَتَتَفَرَّقُ فِي الْبَدَنِ ، فَيَضْرِبُونَهُ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ) [ الْأَنْفَالِ : 50 ] . وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ) أَيْ : بِالضَّرْبِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) [ الْأَنْعَامِ : 93 ] ; وَلِهَذَا قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ
[ ص: 102 ] الْكَرِيمَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ ) ، وَهَذَا بِخِلَافِ حَالِ الْمُؤْمِنِينَ فِي وَقْتِ احْتِضَارِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ يُبَشَّرُونَ بِالْخَيْرَاتِ ، وَحُصُولِ الْمَسَرَّاتِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) [ فُصِّلَتْ : 30 - 31 ] .
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32892الْمَلَائِكَةَ تَقُولُ لِرُوحِ الْمُؤْمِنِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822283 " اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ ، اخْرُجِي إِلَى رَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ " . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْحَدِيثُ فِي سُورَةِ " إِبْرَاهِيمَ " عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=27يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) [ إِبْرَاهِيمُ : 27 ] .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلِ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ ) يَعْنِي : يَوْمَ الْقِيَامَةِ . قَالَهُ
مُجَاهِدٌ ، وَالضَّحَّاكُ; وَغَيْرُهُمَا .
وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا تَقَدَّمَ ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ فِي هَذَيْنَ الْيَوْمَيْنِ يَوْمِ الْمَمَاتِ وَيَوْمِ الْمَعَادِ تَتَجَلَّى لِلْمُؤْمِنِينَ وَلِلْكَافِرِينَ ، فَتُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ ، وَتُخْبِرُ الْكَافِرِينَ بِالْخَيْبَةِ وَالْخُسْرَانِ ، فَلَا بُشْرَى يَوْمئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ) أَيْ : وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ لِلْكَافِرِينَ حَرَامٌ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمُ الْفَلَّاحُ الْيَوْمَ .
وَأَصْلُ " الْحِجْرِ " : الْمَنْعُ ، وَمِنْهُ يُقَالُ : حَجَرَ الْقَاضِي عَلَى فُلَانٍ ، إِذَا مَنَعَهُ التَّصَرُّفَ إِمَّا لِسَفَهٍ ، أَوْ فَلَسٍ ، أَوْ صِغَرٍ ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ . وَمِنْهُ سُمِّيَ " الْحَجَرُ " عِنْدَ
الْبَيْتِ الْحَرَامِ ; لِأَنَّهُ يَمْنَعُ الطُّوَّافَ أَنْ يَطُوفُوا فِيهِ ، وَإِنَّمَا يُطَافُ مِنْ وَرَائِهِ . وَمِنْهُ يُقَالُ لِلْعَقْلِ " حِجْرٌ " ; لِأَنَّهُ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ عَنْ تَعَاطِي مَا لَا يَلِيقُ .
وَالْغَرَضُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ : ( وَيَقُولُونَ ) عَائِدٌ عَلَى الْمَلَائِكَةِ . هَذَا قَوْلُ
مُجَاهِدٍ ، وَعِكْرِمَةَ ، وَالضَّحَّاكِ ، وَالْحَسَنِ ، وَقَتَادَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=16574وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=16566وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=15822وخُصَيفٍ ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ . وَاخْتَارَهُ
ابْنُ جَرِيرٍ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى - يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ - عَنْ
عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ) قَالَ : حَرَامًا مُحَرَّمًا أَنْ يُبَشَّرَ بِمَا يُبَشَّرُ بِهِ الْمُتَّقُونَ .
وَقَدْ حَكَى
ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ قَالَ : ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ الْمُشْرِكِينَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ ) ، [ أَيْ : يَتَعَوَّذُونَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ; وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا إِذَا نَزَلَ بِأَحَدِهِمْ نَازِلَةً أَوْ شَدَّةً ] يَقُولُونَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حِجْرًا مَحْجُورًا ) .
[ ص: 103 ]
وَهَذَا الْقَوْلُ - وَإِنْ كَانَ لَهُ مَأْخَذٌ وَوَجْهٌ - وَلَكِنَّهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى السِّيَاقِ فِي الْآيَةِ بَعِيدٌ ، لَا سِيَّمَا قَدْ نَصَّ الْجُمْهُورُ عَلَى خِلَافِهِ . وَلَكِنْ قَدْ رَوَى
ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ; أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حِجْرًا مَحْجُورًا ) أَيْ : عَوْذًا مُعَاذًا . فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ أَرَادَ مَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ . وَلَكِنْ فِي رِوَايَةِ
ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ : ( حِجْرًا مَحْجُورًا ) [ أَيْ ] : عَوْذًا مُعَاذًا ، الْمَلَائِكَةُ تَقُولُهُ . فَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) ، وَهَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حِينَ يُحَاسِبُ اللَّهُ الْعِبَادَ عَلَى مَا عَمِلُوهُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يَتَحَصَّلُ لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْأَعْمَالِ - الَّتِي ظَنُّوا أَنَّهَا مَنْجَاةٌ لَهُمْ - شَيْءٌ; وَذَلِكَ لِأَنَّهَا فَقَدَتِ الشَّرْطَ الشَّرْعِيَّ ، إِمَّا الْإِخْلَاصُ فِيهَا ، وَإِمَّا الْمُتَابَعَةُ لِشَرْعِ اللَّهِ . فَكُلُّ عَمَلٍ لَا يَكُونُ خَالِصًا وَعَلَى الشَّرِيعَةِ الْمَرْضِيَّةِ ، فَهُوَ بَاطِلٌ . فَأَعْمَالُ الْكُفَّارِ لَا تَخْلُو مِنْ وَاحِدٍ مِنْ هَذَيْنَ ، وَقَدْ تَجْمَعُهُمَا مَعًا ، فَتَكُونُ أَبْعَدَ مِنَ الْقَبُولِ حِينَئِذٍ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) .
قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ : ( وَقَدِمْنَا ) أَيْ : عَمَدْنَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : ( قَدِمْنَا ) : عَمَدْنَا . وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : أَتَيْنَا عَلَيْهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ
الْحَارِثِ ، عَنْ
عَلَيٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ : ( [ فَجَعَلْنَاهُ ] هَبَاءً مَنْثُورًا ) ، قَالَ : شُعَاعُ الشَّمْسِ إِذَا دَخَلَ فِي الْكُوَّةِ . وَكَذَا رُوِيَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ
عَلَيٍّ . وَرُوِيَ مِثْلُهُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَمُجَاهِدٍ ، وَعِكْرِمَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسُّدِّيِّ ، وَالضَّحَّاكِ ، وَغَيْرِهِمْ . وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : هُوَ الشُّعَاعُ فِي كُوَّةِ أَحَدِهِمْ ، وَلَوْ ذَهَبَ يَقْبِضُ عَلَيْهِ لَمْ يَسْتَطِعْ .
وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : ( هَبَاءً مَنْثُورًا ) قَالَ : هُوَ الْمَاءُ الْمِهْرَاقُ .
وَقَالَ
أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ
الْحَارِثِ ، عَنْ
عَلَيٍّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23هَبَاءً مَنْثُورًا ) قَالَ : الْهَبَاءُ رَهْجُ الدَّوَابِّ . وَرُوِيَ مِثْلُهُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا ،
وَالضَّحَّاكِ ، وَقَالَهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23هَبَاءً مَنْثُورًا ) قَالَ : أَمَا رَأَيْتَ يَبِيسَ الشَّجَرِ إِذَا ذَرَتْهُ الرِّيحُ؟ فَهُوَ ذَلِكَ الْوَرَقُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16472عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ : أَخْبَرَنِي
عَاصِمُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ
أَبِي سَرِيعٍ الطَّائِيِّ ، عَنْ
يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ : وَإِنَّ الْهَبَاءَ الرَّمَادُ .
وَحَاصِلُ هَذِهِ الْأَقْوَالِ التَّنْبِيهُ عَلَى مَضْمُونِ الْآيَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ عَمِلُوا أَعْمَالًا اعْتَقَدُوا أَنَّهَا شَيْءٌ ، فَلَمَّا عُرِضَتْ عَلَى الْمَلِكِ الْحَكِيمِ الْعَدْلِ الَّذِي لَا يَجُورُ وَلَا يَظْلِمُ أَحَدًا ، إِذَا إِنَّهَا لَا شَيْءَ بِالْكُلِّيَّةِ . وَشُبِّهَتْ فِي ذَلِكَ بِالشَّيْءِ التَّافِهِ الْحَقِيرِ الْمُتَفَرِّقِ ، الَّذِي لَا يَقْدِرُ مِنْهُ صَاحِبُهُ عَلَى شَيْءٍ بِالْكُلِّيَّةِ ، كَمَا قَالَ
[ ص: 104 ] اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ) [ إِبْرَاهِيمَ : 18 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ) [ الْبَقَرَةِ : 264 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) [ النُّورِ : 39 ] وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى تَفْسِيرِ ذَلِكَ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) أَيْ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) [ الْحَشْرِ : 20 ] ; وَذَلِكَ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30387_30384_30394أَهْلَ الْجَنَّةِ يَصِيرُونَ إِلَى الدَّرَجَاتِ الْعَالِيَاتِ ، وَالْغُرُفَاتِ الْآمِنَاتِ ، فَهُمْ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ، حَسَنِ الْمَنْظَرِ ، طَيِّبِ الْمَقَامِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=76خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) [ الْفَرْقَانِ : 76 ] ، وَأَهْلُ النَّارِ يَصِيرُونَ إِلَى الدَّرَكَاتِ السَّافِلَاتِ ، وَالْحَسَرَاتِ الْمُتَتَابِعَاتِ ، وَأَنْوَاعِ الْعَذَابِ وَالْعُقُوبَاتِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=66إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) [ الْفَرْقَانِ : 66 ] أَيْ : بِئْسَ الْمَنْزِلُ مَنْظَرًا وَبِئْسَ الْمَقِيلُ مَقَامًا; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) أَيْ : بِمَا عَمِلُوهُ مِنَ الْأَعْمَالِ الْمُتَقَبَّلَةِ ، نَالُوا مَا نَالُوا ، وَصَارُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ ، بِخِلَافِ
nindex.php?page=treesubj&link=30437أَهْلِ النَّارِ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ عَمَلٌ وَاحِدٌ يَقْتَضِي لَهُمْ دُخُولَ الْجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ ، فَنَبَّهَ - تَعَالَى - بِحَالِ السُّعَدَاءِ عَلَى حَالِ الْأَشْقِيَاءِ ، وَأَنَّهُ لَا خَيْرَ عِنْدَهُمْ بِالْكُلِّيَّةِ ، فَقَالَ : ( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) .
قَالَ
الضَّحَّاكُ : عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّمَا هِيَ ضَحْوَةٌ ، فَيَقِيلُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَلَى الْأَسِرَّةِ مَعَ الْحَورِ الْعَيْنِ ، وَيَقِيلُ أَعْدَاءُ اللَّهِ مَعَ الشَّيَاطِينِ مُقْرَّنِينَ .
وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : يَفْرَغُ اللَّهُ مِنَ الْحِسَابِ نِصْفَ النَّهَارِ ، فَيَقِيلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : إِنِّي لَأَعْرِفُ السَّاعَةَ الَّتِي يَدْخُلُ فِيهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ : هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ ارْتِفَاعِ الضُّحَى الْأَكْبَرِ ، إِذَا انْقَلَبَ النَّاسُ إِلَى أَهْلِيهِمْ لِلْقَيْلُولَةِ ، فَيَنْصَرِفُ أَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ ، وَأَمَّا أَهْلُ [ الْجَنَّةِ فَيُنْطَلَقُ بِهِمْ إِلَى ] الْجَنَّةِ ، فَكَانَتْ قَيْلُولَتُهُمْ [ فِي الْجَنَّةِ ] وَأُطْعِمُوا كَبِدَ حُوتٍ ، فَأَشْبَعَهُمْ [ ذَلِكَ ] كُلَّهُمْ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) .
وَقَالَ
سُفْيَانُ ، عَنْ
مَيْسَرَةَ ، عَنِ
الْمِنْهَالِ ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ قَالَ : لَا يَنْتَصِفُ النَّهَارُ حَتَّى يَقِيلَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ ثُمَّ قَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) وَقَرَأَ ) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ) [ الصَّافَّاتِ : 68 ] .
[ ص: 105 ]
وَقَالَ
الْعَوْفِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) قَالَ : قَالُوا فِي الْغُرَفِ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَكَانَ حِسَابُهُمْ أَنْ عُرِضُوا عَلَى رَبِّهِمْ عَرْضَةً وَاحِدَةً ، وَذَلِكَ الْحِسَابُ الْيَسِيرُ ، وَهُوَ مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=7فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ) [ الِانْشِقَاقِ : 7 - 9 ] .
وَقَالَ
قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) أَيْ : مَأْوًى وَمَنْزِلًا قَالَ
قَتَادَةُ : وَحَدَّثَ
nindex.php?page=showalam&ids=16232صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ أَنَّهُ قَالَ : يُجَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَجُلَيْنِ ، أَحَدُهُمَا كَانَ مَلِكًا فِي الدُّنْيَا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ فَيُحَاسَبُ ، فَإِذَا عَبْدٌ ، لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ . وَالْآخَرُ كَانَ صَاحِبَ كِسَاءٍ فِي الدُّنْيَا ، فَيُحَاسَبُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَا أَعْطَيْتَنِي مِنْ شَيْءٍ فَتُحَاسِبُنِي بِهِ . فَيَقُولُ : صَدَقَ عَبْدِي ، فَأَرْسِلُوهُ . فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ، ثُمَّ يُتْرَكَانِ مَا شَاءَ اللَّهُ . ثُمَّ يُدْعَى صَاحِبُ النَّارِ ، فَإِذَا هُوَ مِثْلَ الْحُمَمَةِ السَّوْدَاءِ ، فَيُقَالُ لَهُ : كَيْفَ وَجَدْتَ؟ فَيَقُولُ : شَرَّ مَقِيلٍ . فَيُقَالُ لَهُ : عُدْ ثُمَّ يُدْعَى بِصَاحِبِ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا هُوَ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، فَيُقَالُ لَهُ : كَيْفَ وَجَدْتَ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ ، خَيْرَ مَقِيلٍ . فَيُقَالُ لَهُ : عُدْ . رَوَاهَا
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ كُلَّهَا .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، أَنْبَأَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، أَنْبَأَنَا
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ
سَعِيدًا الصَّوَّافَ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ : أَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقْصُرُ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ كَمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ ، وَأَنَّهُمْ لِيَقِيلُونِ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُفْرَغَ مِنَ النَّاسِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) .