(
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28996قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا ( 15 )
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا ( 16 ) ) .
يقول تعالى : يا
محمد ، هذا الذي وصفناه من حال أولئك الأشقياء ، الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم ، فتتلقاهم بوجه عبوس وبغيظ وزفير ، ويلقون في أماكنها الضيقة مقرنين ، لا يستطيعون حراكا ، ولا انتصارا ولا فكاكا مما هم فيه - : أهذا خير أم جنة الخلد التي وعدها الله المتقين من عباده ، التي أعدها لهم ، وجعلها لهم جزاء على ما أطاعوه في الدنيا ، وجعل مآلهم إليها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16لهم فيها ما يشاءون ) [ أي ] : من الملاذ : من مآكل ومشارب ، وملابس ومساكن ، ومراكب ومناظر ، وغير ذلك ، مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب أحد . وهم في ذلك خالدون أبدا دائما سرمدا بلا انقطاع ولا زوال ، ولا انقضاء ، لا يبغون عنها حولا . وهذا من وعد الله الذي تفضل به عليهم ، وأحسن به إليهم ، ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16كان على ربك وعدا مسئولا ) أي لا بد أن يقع وأن يكون ، كما حكاه
أبو جعفر بن جرير ، عن بعض علماء العربية أن معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16وعدا مسئولا ) أي : وعدا واجبا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عطاء ، عن
ابن عباس (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16كان على ربك وعدا مسئولا ) يقول : سلوا الذي واعدتكم - أو قال : واعدناكم - ننجز .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16كان على ربك وعدا مسئولا ) : إن الملائكة تسأل لهم ذلك : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ) [ غافر : 8 ] .
وقال
أبو حازم : إذا كان يوم القيامة قال المؤمنون : ربنا عملنا لك بالذي أمرتنا ، فأنجز لنا ما وعدتنا . فذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16وعدا مسئولا ) .
وهذا المقام في هذه السورة من ذكر النار ، ثم التنبيه على حال أهل الجنة ، كما ذكر تعالى في
[ ص: 99 ] سورة " الصافات " حال أهل الجنة ، وما فيها من النضرة والحبور ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=62أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=63إنا جعلناها فتنة للظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=64إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=65طلعها كأنه رءوس الشياطين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=66فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=68ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم إنهم ألفوا آباءهم ضالين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=70فهم على آثارهم يهرعون ) [ الصافات : 62 - 70 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28996قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا ( 15 )
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا ( 16 ) ) .
يَقُولُ تَعَالَى : يَا
مُحَمَّدُ ، هَذَا الَّذِي وَصَفْنَاهُ مِنْ حَالِ أُولَئِكَ الْأَشْقِيَاءِ ، الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ ، فَتَتَلَقَّاهُمْ بِوَجْهٍ عَبُوسٍ وَبِغَيْظٍ وَزَفِيرٍ ، وَيُلْقَونَ فِي أَمَاكِنِهَا الضَّيِّقَةِ مُقَرَّنِينَ ، لَا يَسْتَطِيعُونَ حَرَاكًا ، وَلَا انْتِصَارًا وَلَا فَكَاكًا مِمَّا هُمْ فِيهِ - : أَهَذَا خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وَعَدَهَا اللَّهُ الْمُتَّقِينَ مِنْ عِبَادِهِ ، الَّتِي أَعَدَّهَا لَهُمْ ، وَجَعَلَهَا لَهُمْ جَزَاءً عَلَى مَا أَطَاعُوهُ فِي الدُّنْيَا ، وَجَعَلَ مَآلَهُمْ إِلَيْهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ) [ أَيْ ] : مِنَ الْمَلَاذِّ : مِنْ مَآكِلَ وَمَشَارِبَ ، وَمَلَابِسَ وَمَسَاكِنَ ، وَمَرَاكِبَ وَمَنَاظِرَ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ، مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلَا أُذُنٍ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ أَحَدٍ . وَهُمْ فِي ذَلِكَ خَالِدُونَ أَبَدًا دَائِمًا سَرْمَدًا بِلَا انْقِطَاعٍ وَلَا زَوَالٍ ، وَلَا انْقِضَاءٍ ، لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا . وَهَذَا مِنْ وَعْدِ اللَّهِ الَّذِي تَفَضَّلَ بِهِ عَلَيْهِمْ ، وَأَحْسَنَ بِهِ إِلَيْهِمْ ، وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا ) أَيْ لَا بُدَّ أَنْ يَقَعَ وَأَنْ يَكُونَ ، كَمَا حَكَاهُ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ بَعْضِ عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16وَعْدًا مَسْئُولًا ) أَيْ : وَعْدًا وَاجِبًا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا ) يَقُولُ : سَلُوا الَّذِي وَاعَدْتُكُمْ - أَوْ قَالَ : وَاعَدْنَاكُمْ - نُنْجِزْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا ) : إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْأَلُ لَهُمْ ذَلِكَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ ) [ غَافِرٍ : 8 ] .
وَقَالَ
أَبُو حَازِمٍ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ الْمُؤْمِنُونَ : رَبَّنَا عَمِلْنَا لَكَ بِالَّذِي أَمَرْتَنَا ، فَأَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا . فَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16وَعْدًا مَسْئُولًا ) .
وَهَذَا الْمَقَامُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ مَنْ ذِكْرِ النَّارِ ، ثُمَّ التَّنْبِيهِ عَلَى حَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، كَمَا ذَكَرَ تَعَالَى فِي
[ ص: 99 ] سُورَةِ " الصَّافَّاتِ " حَالَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَا فِيهَا مِنَ النَّضْرَةِ وَالْحُبُورِ ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=62أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=63إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=64إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=65طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=66فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=68ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=70فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ) [ الصَّافَّاتِ : 62 - 70 ] .