السادسة : أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين أولئك مبتدأ وما بعده خبره . خائفين حال ، يعني إذا استولى عليها المسلمون وحصلت تحت سلطانهم فلا يتمكن الكافر حينئذ من دخولها . فإن دخلوها ، فعلى خوف من إخراج المسلمين لهم ، [ ص: 76 ] وتأديبهم على دخولها . وفي هذا دليل على أن قوله تعالى : بحال ، على ما يأتي في " براءة " إن شاء الله تعالى . ومن جعل الآية في الكافر ليس له دخول المسجد النصارى روى أنه مر زمان بعد بناء عمر بيت المقدس في الإسلام لا يدخله نصراني إلا أوجع ضربا بعد أن كان متعبدهم . ومن جعلها في قريش قال : كذلك نودي بأمر النبي صلى الله عليه وسلم : . وقيل : هو خبر ومقصوده الأمر ، أي جاهدوهم واستأصلوهم حتى لا يدخل أحد منهم المسجد الحرام إلا خائفا ، كقوله : ألا لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله فإنه نهي ورد بلفظ الخبر .