قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=9يوم تمور السماء مورا nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=10وتسير الجبال سيرا nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=11فويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=12الذين هم في خوض يلعبون nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=13يوم يدعون إلى نار جهنم دعا nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=14هذه النار التي كنتم بها تكذبون nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=15أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون nindex.php?page=treesubj&link=29023قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=9يوم تمور السماء مورا العامل في " يوم " قوله : واقع أي يقع العذاب بهم يوم القيامة وهو اليوم الذي تمور فيه السماء . قال أهل اللغة : مار الشيء يمور مورا ، أي تحرك وجاء وذهب كما تتكفأ النخلة العيدانة ، أي : الطويلة ، والتمور مثله . وقال
الضحاك : يموج بعضها في بعض .
مجاهد : تدور دورا .
أبو عبيدة nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش : تكفأ ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12324للأعشى :
كأن مشيتها من بيت جارتها مور السحابة لا ريث ولا عجل
وقيل : تجري جريا . ومنه قول
جرير :
وما زالت القتلى تمور دماؤها بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
وقال
ابن عباس : تمور السماء يومئذ بما فيها وتضطرب . وقيل : يدور أهلها فيها ويموج بعضهم في بعض . والمور أيضا الطريق . ومنه قول
طرفة :
. . . فوق مور معبد
[ ص: 60 ] والمور الموج . وناقة موارة اليد أي : سريعة . والبعير يمور عضداه إذا ترددا في عرض جنبه ، قال الشاعر :
على ظهر موار الملاط حصان
الملاط : الجنب . وقولهم : لا أدري أغار أم مار ; أي أتى غورا أم دار فرجع إلى
نجد . والمور بالضم : الغبار بالريح . وقيل : إن السماء هاهنا الفلك وموره اضطراب نظمه واختلاف سيره ; قاله
ابن بحر .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=10وتسير الجبال سيرا قال
مقاتل : تسير عن أماكنها حتى تستوي بالأرض . وقيل : تسير كسير السحاب اليوم في الدنيا ; بيانه
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب . وقد مضى هذا المعنى في " الكهف " .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=11فويل يومئذ للمكذبين " ويل " كلمة تقال للهالك ، وإنما دخلت الفاء لأن في الكلام معنى المجازاة .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=12الذين هم في خوض يلعبون أي في تردد في الباطل ، وهو خوضهم في أمر
محمد بالتكذيب . وقيل : في خوض في أسباب الدنيا يلعبون لا يذكرون حسابا ولا جزاء . وقد مضى في " براءة " .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=13يوم يدعون " يوم " بدل من يومئذ . و " يدعون " معناه يدفعون إلى جهنم بشدة وعنف ، يقال : دععته أدعه دعا أي دفعته ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=107&ayano=2فذلك الذي يدع اليتيم . وفي التفسير : إن خزنة جهنم يغلون أيديهم إلى أعناقهم ، ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم ، ثم يدفعونهم في النار دفعا على وجوههم ، وزخا في أعناقهم حتى يردوا النار . وقرأ
أبو رجاء العطاردي وابن السميفع " يوم يدعون إلى نار جهنم دعا " بالتخفيف من الدعاء فإذا دنوا من النار قالت لهم الخزنة :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=14هذه النار التي كنتم بها تكذبون في الدنيا .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=15أفسحر هذا استفهام معناه التوبيخ والتقريع ; أي يقال لهم : أفسحر هذا الذي ترون الآن بأعينكم
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=15أم أنتم لا تبصرون وقيل : " أم " بمعنى بل ; أي : بل كنتم لا تبصرون في الدنيا ولا تعقلون .
قوله تعالى : اصلوها أي تقول لهم الخزنة ذوقوا حرها بالدخول فيها .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم أي سواء كان لكم فيها صبر أو لم يكن ف ( سواء ) خبره محذوف ، أي سواء عليكم الجزع والصبر فلا ينفعكم شيء ، كما أخبر عنهم أنهم يقولون :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء علينا أجزعنا أم صبرنا .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16إنما تجزون ما كنتم تعملون .
[ ص: 61 ]
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=9يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=10وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=11فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=12الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=13يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=14هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=15أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29023قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=9يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا الْعَامِلُ فِي " يَوْمَ " قَوْلُهُ : وَاقِعٌ أَيْ يَقَعُ الْعَذَابُ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي تَمُورُ فِيهِ السَّمَاءُ . قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : مَارَ الشَّيْءُ يَمُورُ مَوْرًا ، أَيْ تَحَرَّكَ وَجَاءَ وَذَهَبَ كَمَا تَتَكَفَّأُ النَّخْلَةُ الْعَيْدَانَةُ ، أَيِ : الطَّوِيلَةُ ، وَالتَّمَوُّرُ مِثْلُهُ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : يَمُوجُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ .
مُجَاهِدٌ : تَدُورُ دَوْرًا .
أَبُو عُبَيْدَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13674وَالْأَخْفَشُ : تَكَفَّأَ ، وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12324لِلْأَعْشَى :
كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جَارَتِهَا مَوْرُ السَّحَابَةِ لَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلٌ
وَقِيلَ : تَجْرِي جَرْيًا . وَمِنْهُ قَوْلُ
جَرِيرٍ :
وَمَا زَالَتِ الْقَتْلَى تَمُورُ دِمَاؤُهَا بِدِجْلَةَ حَتَّى مَاءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ
وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : تَمُورُ السَّمَاءُ يَوْمَئِذٍ بِمَا فِيهَا وَتَضْطَرِبُ . وَقِيلَ : يَدُورُ أَهْلُهَا فِيهَا وَيَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ . وَالْمَوْرُ أَيْضًا الطَّرِيقُ . وَمِنْهُ قَوْلُ
طَرَفَةَ :
. . . فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ
[ ص: 60 ] وَالْمَوْرُ الْمَوْجُ . وَنَاقَةٌ مَوَّارَةُ الْيَدِ أَيْ : سَرِيعَةٌ . وَالْبَعِيرُ يَمُورُ عَضُدَاهُ إِذَا تَرَدَّدَا فِي عَرْضِ جَنْبِهِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
عَلَى ظَهْرِ مَوَّارِ الْمِلَاطِ حِصَانِ
الْمِلَاطُ : الْجَنْبُ . وَقَوْلُهُمْ : لَا أَدْرِي أَغَارَ أَمْ مَارَ ; أَيْ أَتَى غَوْرًا أَمْ دَارَ فَرَجَعَ إِلَى
نَجْدٍ . وَالْمُورُ بِالضَّمِّ : الْغُبَارُ بِالرِّيحِ . وَقِيلَ : إِنَّ السَّمَاءَ هَاهُنَا الْفَلَكُ وَمَوْرُهُ اضْطِرَابُ نَظْمِهِ وَاخْتِلَافُ سَيْرِهِ ; قَالَهُ
ابْنُ بَحْرٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=10وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا قَالَ
مُقَاتِلٌ : تَسِيرُ عَنْ أَمَاكِنِهَا حَتَّى تَسْتَوِيَ بِالْأَرْضِ . وَقِيلَ : تَسِيرُ كَسَيْرِ السَّحَابِ الْيَوْمَ فِي الدُّنْيَا ; بَيَانُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ . وَقَدْ مَضَى هَذَا الْمَعْنَى فِي " الْكَهْفِ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=11فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ " وَيْلٌ " كَلِمَةٌ تُقَالُ لِلْهَالِكِ ، وَإِنَّمَا دَخَلَتِ الْفَاءُ لِأَنَّ فِي الْكَلَامِ مَعْنَى الْمُجَازَاةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=12الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ أَيْ فِي تَرَدُّدٍ فِي الْبَاطِلِ ، وَهُوَ خَوْضُهُمْ فِي أَمْرِ
مُحَمَّدٍ بِالتَّكْذِيبِ . وَقِيلَ : فِي خَوْضٍ فِي أَسْبَابِ الدُّنْيَا يَلْعَبُونَ لَا يَذْكُرُونَ حِسَابًا وَلَا جَزَاءً . وَقَدْ مَضَى فِي " بَرَاءَةٌ " .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=13يَوْمَ يُدَعُّونَ " يَوْمَ " بَدَلٌ مِنْ يَوْمَئِذٍ . وَ " يُدَعُّونَ " مَعْنَاهُ يُدْفَعُونَ إِلَى جَهَنَّمَ بِشِدَّةٍ وَعُنْفٍ ، يُقَالُ : دَعَعْتُهُ أَدُعُّهُ دَعًّا أَيْ دَفَعْتُهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=107&ayano=2فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ . وَفِي التَّفْسِيرِ : إِنَّ خَزَنَةَ جَهَنَّمَ يَغُلُّونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى أَعْنَاقِهِمْ ، وَيَجْمَعُونَ نَوَاصِيَهُمْ إِلَى أَقْدَامِهِمْ ، ثُمَّ يَدْفَعُونَهُمْ فِي النَّارِ دَفْعًا عَلَى وُجُوهِهِمْ ، وَزَخًّا فِي أَعْنَاقِهِمْ حَتَّى يَرِدُوا النَّارَ . وَقَرَأَ
أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ وَابْنُ السَّمَيْفَعِ " يَوْمَ يُدْعَوْنَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا " بِالتَّخْفِيفِ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِذَا دَنَوْا مِنَ النَّارِ قَالَتْ لَهُمُ الْخَزَنَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=14هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ فِي الدُّنْيَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=15أَفَسِحْرٌ هَذَا اسْتِفْهَامٌ مَعْنَاهُ التَّوْبِيخُ وَالتَّقْرِيعُ ; أَيْ يُقَالُ لَهُمْ : أَفَسِحْرٌ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ الْآنَ بِأَعْيُنِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=15أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ وَقِيلَ : " أَمْ " بِمَعْنَى بَلْ ; أَيْ : بَلْ كُنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ فِي الدُّنْيَا وَلَا تَعْقِلُونَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : اصْلَوْهَا أَيْ تَقُولُ لَهُمُ الْخَزَنَةُ ذُوقُوا حَرَّهَا بِالدُّخُولِ فِيهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَيْ سَوَاءٌ كَانَ لَكُمْ فِيهَا صَبْرٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ فَ ( سَوَاءٌ ) خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمُ الْجَزَعُ وَالصَّبْرُ فَلَا يَنْفَعُكُمْ شَيْءٌ ، كَمَا أَخْبَرَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
[ ص: 61 ]