قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=51ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53أتواصوا به بل هم قوم طاغون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فتول عنهم فما أنت بملوم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=29022قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين لما تقدم ما جرى من تكذيب أممهم لأنبيائهم وإهلاكهم ; لذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم يا
محمد ; أي قل لقومك :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين أي فروا من معاصيه إلى طاعته . وقال
ابن عباس : فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم . وعنه فروا منه إليه واعملوا بطاعته . وقال
محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50ففروا إلى الله اخرجوا إلى
مكة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل : احترزوا من كل شيء دون الله فمن فر إلى غيره لم يمتنع منه . وقال
أبو بكر الوراق : فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن . وقال
الجنيد : الشيطان داع إلى الباطل ففروا إلى الله يمنعكم منه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15874ذو النون المصري : ففروا من الجهل إلى العلم ، ومن الكفر إلى الشكر . وقال
عمرو بن عثمان : فروا من أنفسكم إلى ربكم . وقال أيضا : فروا إلى ما سبق لكم من الله ولا تعتمدوا على حركاتكم . وقال
سهل بن عبد الله : فروا مما سوى الله إلى الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50إني لكم منه نذير مبين أي أنذركم عقابه على الكفر والمعصية .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=51ولا تجعلوا مع الله إلها آخر أمر
محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا للناس وهو النذير . وقيل : هو خطاب من الله للخلق .
إني لكم منه أي من
محمد وسيوفه نذير أي أنذركم بأسه وسيفه إن أشركتم بي ; قاله
ابن عباس .
[ ص: 51 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ; أي كما كذبك قومك وقالوا ساحر أو مجنون ، كذب من قبلهم وقالوا مثل قولهم . والكاف من " كذلك " يجوز أن تكون نصبا على تقدير : أنذركم إنذارا كإنذار من تقدمني من الرسل الذين أنذروا قومهم ، أو رفعا على تقدير : الأمر كذلك ، أي كالأول . والأول تخويف لمن عصاه من الموحدين ، والثاني لمن أشرك به من الملحدين . والتمام على قوله : كذلك عن
يعقوب وغيره .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53أتواصوا به أي أوصى أولهم آخرهم بالتكذيب . وتواطئوا عليه ; والألف للتوبيخ والتعجب .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53بل هم قوم طاغون أي لم يوص بعضهم بعضا بل جمعهم الطغيان ، وهو مجاوزة الحد في الكفر .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فتول عنهم أي أعرض عنهم واصفح عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فما أنت بملوم عند الله لأنك أديت ما عليك من تبليغ الرسالة ، ثم نسخ هذا بقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وقيل : نسخ بآية السيف . والأول قول
الضحاك ; لأنه قد أمر بالإقبال عليهم بالموعظة . وقال
مجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فتول عنهم فأعرض عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فما أنت بملوم أي ليس يلومك ربك على تقصير كان منك وذكر أي بالعظة فإن العظة
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55تنفع المؤمنين .
قتادة : وذكر بالقرآن فإن الذكرى به
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55تنفع المؤمنين . وقيل : ذكرهم بالعقوبة وأيام الله . وخص المؤمنين ; لأنهم المنتفعون بها .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=51وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29022قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ لَمَّا تَقَدَّمَ مَا جَرَى مِنْ تَكْذِيبِ أُمَمِهِمْ لِأَنْبِيَائِهِمْ وَإِهْلَاكِهِمْ ; لِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ ; أَيْ قُلْ لِقَوْمِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَيْ فِرُّوا مِنْ مَعَاصِيهِ إِلَى طَاعَتِهِ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : فِرُّوا إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ مِنْ ذُنُوبِكُمْ . وَعَنْهُ فِرُّوا مِنْهُ إِلَيْهِ وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ . وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ اخْرُجُوا إِلَى
مَكَّةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14127الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ : احْتَرِزُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ دُونَ اللَّهِ فَمَنْ فَرَّ إِلَى غَيْرِهِ لَمْ يَمْتَنِعْ مِنْهُ . وَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ : فِرُّوا مِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى طَاعَةِ الرَّحْمَنِ . وَقَالَ
الْجُنَيْدُ : الشَّيْطَانُ دَاعٍ إِلَى الْبَاطِلِ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ يَمْنَعُكُمْ مِنْهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15874ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ : فَفِرُّوا مِنَ الْجَهْلِ إِلَى الْعِلْمِ ، وَمِنَ الْكُفْرِ إِلَى الشُّكْرِ . وَقَالَ
عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ : فِرُّوا مِنْ أَنْفُسِكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ . وَقَالَ أَيْضًا : فِرُّوا إِلَى مَا سَبَقَ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ وَلَا تَعْتَمِدُوا عَلَى حَرَكَاتِكُمْ . وَقَالَ
سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : فِرُّوا مِمَّا سِوَى اللَّهِ إِلَى اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَيْ أُنْذِرُكُمْ عِقَابَهُ عَلَى الْكُفْرِ وَالْمَعْصِيَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=51وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ أَمَرَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ هَذَا لِلنَّاسِ وَهُوَ النَّذِيرُ . وَقِيلَ : هُوَ خِطَابٌ مِنَ اللَّهِ لِلْخَلْقِ .
إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ أَيْ مِنْ
مُحَمَّدٍ وَسُيُوفِهِ نَذِيرٌ أَيْ أُنْذِرُكُمْ بَأْسَهُ وَسَيْفَهُ إِنْ أَشْرَكْتُمْ بِي ; قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ .
[ ص: 51 ] قَوْلُهُ تَعَالِى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ هَذَا تَسْلِيَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; أَيْ كَمَا كَذَّبَكَ قَوْمُكَ وَقَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ، كَذَّبَ مَنْ قَبْلَهُمْ وَقَالُوا مِثْلَ قَوْلِهِمْ . وَالْكَافُ مِنْ " كَذَلِكَ " يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ نَصْبًا عَلَى تَقْدِيرِ : أُنْذِرُكُمْ إِنْذَارًا كَإِنْذَارِ مَنْ تَقَدَّمَنِي مِنَ الرُّسُلِ الَّذِينَ أَنْذَرُوا قَوْمَهُمْ ، أَوْ رَفْعًا عَلَى تَقْدِيرِ : الْأَمْرُ كَذَلِكَ ، أَيْ كَالْأَوَّلِ . وَالْأَوَّلُ تَخْوِيفٌ لِمَنْ عَصَاهُ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ ، وَالثَّانِي لِمَنْ أَشْرَكَ بِهِ مِنَ الْمُلْحِدِينَ . وَالتَّمَامُ عَلَى قَوْلِهِ : كَذَلِكَ عَنْ
يَعْقُوبَ وَغَيْرِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53أَتَوَاصَوْا بِهِ أَيْ أَوْصَى أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ بِالتَّكْذِيبِ . وَتَوَاطَئُوا عَلَيْهِ ; وَالْأَلِفُ لِلتَّوْبِيخِ وَالتَّعَجُّبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ أَيْ لَمْ يُوصِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بَلْ جَمَعَهُمُ الطُّغْيَانُ ، وَهُوَ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ فِي الْكُفْرِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فَتَوَلَّ عَنْهُمْ أَيْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ عِنْدَ اللَّهِ لِأَنَّكَ أَدَّيْتَ مَا عَلَيْكَ مِنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ ، ثُمَّ نُسِخَ هَذَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ وَقِيلَ : نُسِخَ بِآيَةِ السَّيْفِ . وَالْأَوَّلُ قَوْلُ
الضَّحَّاكِ ; لِأَنَّهُ قَدْ أُمِرَ بِالْإِقْبَالِ عَلَيْهِمْ بِالْمَوْعِظَةِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=54فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ أَيْ لَيْسَ يَلُومُكَ رَبُّكَ عَلَى تَقْصِيرٍ كَانَ مِنْكَ وَذَكِّرْ أَيْ بِالْعِظَةِ فَإِنَّ الْعِظَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ .
قَتَادَةُ : وَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّ الذِّكْرَى بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ . وَقِيلَ : ذَكِّرْهُمْ بِالْعُقُوبَةِ وَأَيَّامِ اللَّهِ . وَخَصَّ الْمُؤْمِنِينَ ; لِأَنَّهُمُ الْمُنْتَفِعُونَ بِهَا .