قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فقاتل في سبيل الله هذه الفاء متعلقة بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=74ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فقاتل في سبيل الله أي من أجل هذا فقاتل . وقيل : هي متعلقة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=75وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله . فقاتل . كأن هذا المعنى : لا تدع جهاد العدو والاستنصار عليهم للمستضعفين من المؤمنين ولو وحدك ؛ لأنه وعده بالنصر . قال
الزجاج : أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالجهاد وإن قاتل وحده ؛ لأنه قد ضمن له النصرة . قال
ابن عطية : " هذا ظاهر اللفظ ، إلا أنه لم يجئ في خبر قط أن القتال فرض عليه دون الأمة مدة ما ؛ فالمعنى والله أعلم أنه خطاب له في اللفظ ، وهو مثال ما يقال لكل واحد في خاصة نفسه ؛ أي أنت يا
محمد وكل واحد من أمتك القول له ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك . ولهذا
nindex.php?page=treesubj&link=7918ينبغي لكل مؤمن أن يجاهد ولو وحده ؛ ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832660والله لأقاتلنهم حتى تنفرد سالفتي . وقول
أبي بكر وقت الردة : ولو خالفتني يميني لجاهدتها بشمالي . وقيل : إن هذه الآية نزلت في موسم
بدر الصغرى ؛ فإن
أبا سفيان لما انصرف من
أحد واعد رسول الله صلى الله عليه وسلم موسم
بدر الصغرى ؛ فلما جاء الميعاد خرج إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبا فلم يحضر
أبو سفيان ولم يتفق قتال . وهذا على معنى ما قاله
مجاهد كما تقدم في " آل عمران " . ووجه النظم على هذا والاتصال بما قبل أنه وصف المنافقين بالتخليط وإيقاع
[ ص: 253 ] الأراجيف ، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإعراض عنهم وبالجد في القتال في سبيل الله وإن لم يساعده أحد على ذلك .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84لا تكلف إلا نفسك ( تكلف ) مرفوع لأنه مستقبل ، ولم يجزم لأنه ليس علة للأول . وزعم
الأخفش أنه يجوز جزمه . " إلا نفسك " خبر ما لم يسم فاعله ؛ والمعنى لا تلزم فعل غيرك ولا تؤاخذ به .
nindex.php?page=treesubj&link=28975قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84وحرض المؤمنين أي حضهم على الجهاد والقتال . يقال : حرضت فلانا على كذا إذا أمرته به . وحارض فلان على الأمر وأكب وواظب بمعنى واحد .
الثانية : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا إطماع ، والإطماع من الله عز وجل واجب . على أن الطمع قد جاء في كلام العرب على الوجوب ؛ ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=82والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين . وقال
ابن مقبل :
ظني بهم كعسى وهم بتنوفة يتنازعون جوائز الأمثال
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84والله أشد بأسا أي صولة وأعظم سلطانا وأقدر بأسا على ما يريده . وأشد تنكيلا أي عقوبة ؛ عن
الحسن وغيره . قال
ابن دريد : رماه الله بنكلة ، أي رماه بما ينكله . قال : ونكلت بالرجل تنكيلا من النكال . والمنكل الشيء الذي ينكل بالإنسان . قال :
وارم على أقفائهم بمنكل بصخرة أو عرض جيش جحفل
الثالثة : إن قال قائل : نحن نرى الكفار في بأس وشدة ، وقلتم : إن عسى بمعنى اليقين فأين ذلك الوعد ؟ قيل له : قد وجد هذا الوعد ولا يلزم وجوده على الاستمرار والدوام فمتى وجد ولو لحظة مثلا فقد صدق الوعد ؛ فكف الله بأس المشركين
ببدر الصغرى ، وأخلفوا ما كانوا عاهدوه من الحرب والقتال
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وكفى الله المؤمنين القتال وبالحديبية أيضا عما راموه من الغدر وانتهاز الفرصة ، ففطن بهم المسلمون فخرجوا فأخذوهم أسرى ، وكان ذلك والسفراء يمشون بينهم في الصلح ، وهو المراد بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وهو الذي كف أيديهم عنكم على ما يأتي . وقد ألقى الله في قلوب الأحزاب الرعب وانصرفوا من غير قتل ولا قتال ؛ كما قال تعالى
[ ص: 254 ] nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وكفى الله المؤمنين القتال . وخرج
اليهود من ديارهم وأموالهم بغير قتال المؤمنين لهم ، فهذا كله بأس قد كفه الله عن المؤمنين ، مع أنه قد دخل من
اليهود والنصارى العدد الكثير والجم الغفير تحت الجزية صاغرين وتركوا المحاربة داخرين ، فكف الله بأسهم عن المؤمنين . والحمد لله رب العالمين .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ هَذِهِ الْفَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=74وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَيْ مِنْ أَجْلِ هَذَا فَقَاتِلْ . وَقِيلَ : هِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=75وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . فَقَاتِلْ . كَأَنَّ هَذَا الْمَعْنَى : لَا تَدَعْ جِهَادَ الْعَدُوِّ وَالِاسْتِنْصَارَ عَلَيْهِمْ لِلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَوْ وَحْدَكَ ؛ لِأَنَّهُ وَعَدَهُ بِالنَّصْرِ . قَالَ
الزَّجَّاجُ : أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِهَادِ وَإِنْ قَاتَلَ وَحْدَهُ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ ضَمِنَ لَهُ النُّصْرَةَ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : " هَذَا ظَاهِرُ اللَّفْظِ ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَجِئْ فِي خَبَرٍ قَطُّ أَنَّ الْقِتَالَ فَرْضٌ عَلَيْهِ دُونَ الْأُمَّةِ مُدَّةً مَا ؛ فَالْمَعْنَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خِطَابٌ لَهُ فِي اللَّفْظِ ، وَهُوَ مِثَالُ مَا يُقَالُ لِكُلِّ وَاحِدٍ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ ؛ أَيْ أَنْتَ يَا
مُحَمَّدُ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أُمَّتِكَ الْقَوْلُ لَهُ ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ . وَلِهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=7918يَنْبَغِي لِكُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يُجَاهِدَ وَلَوْ وَحْدَهُ ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832660وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي . وَقَوْلُ
أَبِي بَكْرٍ وَقْتَ الرِّدَّةِ : وَلَوْ خَالَفَتْنِي يَمِينِي لَجَاهَدْتُهَا بِشِمَالِي . وَقِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي مَوْسِمِ
بَدْرٍ الصُّغْرَى ؛ فَإِنَّ
أَبَا سُفْيَانَ لَمَّا انْصَرَفَ مِنْ
أُحُدٍ وَاعَدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْسِمَ
بَدْرٍ الصُّغْرَى ؛ فَلَمَّا جَاءَ الْمِيعَادُ خَرَجَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا فَلَمْ يَحْضُرْ
أَبُو سُفْيَانَ وَلَمْ يَتَّفِقْ قِتَالٌ . وَهَذَا عَلَى مَعْنَى مَا قَالَهُ
مُجَاهِدٌ كَمَا تَقَدَّمَ فِي " آلِ عِمْرَانَ " . وَوَجْهُ النَّظْمِ عَلَى هَذَا وَالِاتِّصَالِ بِمَا قَبْلُ أَنَّهُ وَصَفَ الْمُنَافِقِينَ بِالتَّخْلِيطِ وَإِيقَاعِ
[ ص: 253 ] الْأَرَاجِيفِ ، ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُمْ وَبِالْجِدِّ فِي الْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَإِنْ لَمْ يُسَاعِدْهُ أَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ( تُكَلَّفُ ) مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ مُسْتَقْبَلٌ ، وَلَمْ يُجْزَمْ لِأَنَّهُ لَيْسَ عِلَّةٌ لِلْأَوَّلِ . وَزَعَمَ
الْأَخْفَشُ أَنَّهُ يَجُوزُ جَزْمُهُ . " إِلَّا نَفْسَكَ " خَبَرُ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ؛ وَالْمَعْنَى لَا تَلْزَمُ فِعْلَ غَيْرِكَ وَلَا تُؤَاخَذُ بِهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28975قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِيهِ ثَلَاثُ مَسَائِلَ :
الْأُولَى : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ أَيْ حُضَّهُمْ عَلَى الْجِهَادِ وَالْقِتَالِ . يُقَالُ : حَرَّضْتُ فُلَانًا عَلَى كَذَا إِذَا أَمَرْتَهُ بِهِ . وَحَارَضَ فُلَانٌ عَلَى الْأَمْرِ وَأَكَبَّ وَوَاظَبَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ .
الثَّانِيةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِطْمَاعٌ ، وَالْإِطْمَاعُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاجِبٌ . عَلَى أَنَّ الطَّمَعَ قَدْ جَاءَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى الْوُجُوبِ ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=82وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ . وَقَالَ
ابْنُ مُقْبِلٍ :
ظَنِّي بِهِمْ كَعَسَى وَهُمْ بِتَنُوفَةٍ يَتَنَازَعُونَ جَوَائِزَ الْأَمْثَالِ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا أَيْ صَوْلَةً وَأَعْظَمُ سُلْطَانًا وَأَقْدَرُ بَأْسًا عَلَى مَا يُرِيدُهُ . وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا أَيْ عُقُوبَةً ؛ عَنِ
الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ . قَالَ
ابْنُ دُرَيْدٍ : رَمَاهُ اللَّهُ بِنُكْلَةٍ ، أَيْ رَمَاهُ بِمَا يُنَكِّلُهُ . قَالَ : وَنَكَّلْتُ بِالرَّجُلِ تَنْكِيلًا مِنَ النَّكَالِ . وَالْمَنْكَلُ الشَّيْءُ الَّذِي يُنَكِّلُ بِالْإِنْسَانِ . قَالَ :
وَارْمِ عَلَى أَقْفَائِهِمْ بِمَنْكَلِ بِصَخْرَةٍ أَوْ عَرَضِ جَيْشٍ جَحْفَلِ
الثَّالِثَةُ : إِنْ قَالَ قَائِلٌ : نَحْنُ نَرَى الْكُفَّارَ فِي بَأْسٍ وَشِدَّةٍ ، وَقُلْتُمْ : إِنَّ عَسَى بِمَعْنَى الْيَقِينِ فَأَيْنَ ذَلِكَ الْوَعْدُ ؟ قِيلَ لَهُ : قَدْ وُجِدَ هَذَا الْوَعْدُ وَلَا يَلْزَمُ وُجُودُهُ عَلَى الِاسْتِمْرَارِ وَالدَّوَامِ فَمَتَى وُجِدَ وَلَوْ لَحْظَةً مَثَلًا فَقَدْ صَدَقَ الْوَعْدُ ؛ فَكَفَّ اللَّهُ بَأْسَ الْمُشْرِكِينَ
بِبَدْرٍ الصُّغْرَى ، وَأَخْلَفُوا مَا كَانُوا عَاهَدُوهُ مِنَ الْحَرْبِ وَالْقِتَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَبِالْحُدَيْبِيَةِ أَيْضًا عَمَّا رَامُوهُ مِنَ الْغَدْرِ وَانْتِهَازِ الْفُرْصَةِ ، فَفَطِنَ بِهِمُ الْمُسْلِمُونَ فَخَرَجُوا فَأَخَذُوهُمْ أَسَرَى ، وَكَانَ ذَلِكَ وَالسُّفَرَاءُ يَمْشُونَ بَيْنَهُمْ فِي الصُّلْحِ ، وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ عَلَى مَا يَأْتِي . وَقَدْ أَلْقَى اللَّهُ فِي قُلُوبِ الْأَحْزَابِ الرُّعْبَ وَانْصَرَفُوا مِنْ غَيْرِ قَتْلٍ وَلَا قِتَالٍ ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى
[ ص: 254 ] nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ . وَخَرَجَ
الْيَهُودُ مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ بِغَيْرِ قِتَالِ الْمُؤْمِنِينَ لَهُمْ ، فَهَذَا كُلُّهُ بَأْسٌ قَدْ كَفَّهُ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ مِنَ
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الْعَدَدُ الْكَثِيرُ وَالْجَمُّ الْغَفِيرُ تَحْتَ الْجِزْيَةِ صَاغِرِينَ وَتَرَكُوا الْمُحَارَبَةَ دَاخِرِينَ ، فَكَفَّ اللَّهُ بَأْسَهُمْ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .