قال : (غرم ابن حمدون النديم على عمارة البحيرة ستين ألف دينار ، وكان يخلو فيها مع جواريه وفيهن محبوبته المعتضد دريرة ، فقال ابن بسام :
ترك الناس بحيره وتخلى في البحيرة قاعدا يضرب بالطب
ل على حر دريرة
ثم ماتت دريرة في أيام ، فجزع عليها جزعا شديدا ، وقال يرثيها : المعتضد
يا حبيبا لم يكن يعـ ـدله عندي حبيب
أنت عن عيني بعيد ومن القلب قريب
ليس لي بعدك في شـ ـيء من اللهو نصيب
لك من قلبي على قلـ ـبي وإن بنت رقيب
وخيال منك مذ غبـ ـت خيال لا يغيب
لو تراني كيف لي بعـ ـدك عول ونحيب ؟
وفؤادي حشوه من حرق الحزن لهيب
لتيقنت بأني فيك محزون كئيب
ما أرى نفسي وإن سلـ ـيتها عنك تطيب
لي دمع ليس يعصيـ ـني وصبر ما يجيب
وقال بعضهم يمدح ، وهي على جزء جزء : المعتضد
طيف ألم بذي سلم
بين الخيم يطوي الأكم
جاد بفم يشفي السقم
ممن لثم وملتزم
[ ص: 578 ] فيه هضم إذا يضم
داوى الألم ثم انصرم
فلم أنم شوقا وهم
اللوم ذم كم ثم كم
يوم الأصم ؟ أحمد لم
كل الثلم مما انهدم
هو العلم والمعتصم
خير النسم خالا وعم
حوى الهمم وما احتلم
طود أشم سمح الشيم
جلا الظلم كالبدر تم
رعى الذمم حمى الحرم
فلم يؤم خص وعم
بما قسم له النعم
مع النقم والخير جم
إذا ابتسم والماء دم
إذ انتقم