تقدم في أحاديث أنه أخر فراش رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحفر في موضعه . أبي بكر
وهو قوله :
فسمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : . «لا يدفن نبي إلا حيث قبض»
وقد علم بالتواتر أنه- عائشة - رضي الله تعالى عنها-[التي كانت تختص بها شرقي مسجده في الزاوية الغربية القبلية من الحجرة ، ثم دفن بعده صلى الله عليه وسلم- دفن في حجرة ، ثم أبو بكر . عمر
وروى ابن سعد عن والحاكم - رضي الله تعالى عنها-] ومسدد- برجال ثقات- عائشة والحميدي وصححه عن والحاكم أن سعيد بن المسيب قالت عائشة : رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي ، فقال : يدفن في بيتك ثلاثة هم خير أهل الأرض ، فلما قبض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ودفن ، قال لأبي بكر : هذا خير أقمارك . أبو بكر
وروي عن أنس أن - رضي الله تعالى عنها- قصت مناما رأته على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال لها : «إن صدقت رؤياك يدفن في بيتك ثلاث هم خير أهل الأرض» عائشة .
وروى عن البيهقي جعفر بن محمد عن أبيه قال : . جعل قبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مسطوحا
وروى يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي عن هارون بن سليمان قال : حدثني غير واحد من مشايخ أهل المدينة أن صفات القبور الثلاثة مسطوحة عليها بطحاء من بطحاء العرصة الحمراء .
ويؤيده ما رواه بإسناد صحيح أبو داود وصحح إسناده من طريق والحاكم القاسم بن محمد بن أبي بكر قال : دخلت على فقلت : يا أماه ، اكشفي لي عن قبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه ، فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة ، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء . عائشة
زاد : فرأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مقدما الحاكم وأبو بكر رأسه بين كتفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم-[ رأسه عند رجل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - . [ ص: 343 ] وعمر
وروى في «تاريخ المدينة» أن امرأة سألت ابن النجار أن اكشفي لي عن قبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم-] فكشفته فبكت حتى ماتت- رضي الله تعالى عنها- ورحمها . عائشة
وحكي عن أبي الفضل الحموي أحد خدام الحجرة النبوية أنه شاهد شخصا من الزوار ، وأتى باب مقصورة الحجرة الشريفة فطأطأ رأسه نحو العتبة ، فحركوه ، فإذا هو ميت ، وكان من حضر جنازته- رحمهما الله تعالى- .
وأما ما رواه في الصحيح عن البخاري سفيان التمار أنه رأى قبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مسنما . زاد في «المستخرج» ، وقبر أبو نعيم أبي بكر كذلك ، فلا يعارض ذلك أن وعمر سفيان ولد في زمان فلم ير القبر إلا في آخر الأمر ، فيحتمل كما قال معاوية ، أن القبر لم يكن في أول الأمر مسنما ثم سنم لما سقط الجدار في إمارة البيهقي على عمر بن عبد العزيز المدينة من قبل الوليد ، صيروها مرتفعة ، فقد روى يحيى بن الحسن عن عبد الله بن الحسين قال :
رأيت قبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مسنما في زمن الوليد بن هشام .
وقد اختلف في على سبع كيفيات . صفة القبور الشريفة بالحجرة المنيفة
الأولى :
أن قبر النبي- صلى الله عليه وسلم-[أمامها] إلى القبلة مقدما بجدار القبلة ، ثم قبر حذاء منكبي النبي- صلى الله عليه وسلم- وقبر أبي بكر حذو منكبي عمر هكذا . أبي بكر
سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- - رضي الله عنه- عمر- رضي الله عنه- قال أبو بكر النووي : هذا هو المشهور وقال السيد السمهودي في «تاريخ المدينة» : إنه الذي عليه الأكثرون وإنها أشهر الروايات .
الثانية :
أن قبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- مقدما رأسه بين كتفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر رأسه عند رجلي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- . وعمر
قال أبو اليمن بن عساكر : وهذه صفته :
النبي- صلى الله عليه وسلم- رضي الله تعالى عنه- [ ص: 344 ] عمر- - رضي الله تعالى عنه- أبو بكر الصديق
الثالثة :
روى من طريق أبو نعيم محمد بن الحسن بن زبالة عن إسماعيل بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة عن - رضي الله تعالى عنها- قالت : رأس عائشة عند رجلي النبي- صلى الله عليه وسلم- أبي بكر خلف ظهر النبي- صلى الله عليه وسلم- . وعمر
قال أبو اليمن بن عساكر وهذه صفته :
النبي- صلى الله عليه وسلم- - رضي الله تعالى عنه- عمر- رضي الله تعالى عنه- قال أبو بكر السيد نور الدين السمهودي : ويردها ما في الصحيح من أن الذي بدت قدمه عند هدم الجدار إنما هو لأن الجدار المنهدم ، إنما هو الشرقي ، ولو صحت هذه الرواية لكان البادي قدم عمر؛ . أبي بكر
الرابعة :
روى من طريق أبو نعيم محمد بن الحسن بن زبالة ، ثنا محمد بن إسماعيل عن عمرو بن عثمان عن فذكر مثل الحديث المذكور في الثالثة إلا أنه قال : القاسم بن محمد ،
فإذا قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- أمامها ورجلا عند رأس النبي- صلى الله عليه وسلم- ورأس عمر عند رجلي أبي بكر . أبي بكر
قال أبو اليمن : وهذه صفته :
النبي- صلى الله عليه وسلم- - رضي الله تعالى عنه- أبو بكر - رضي الله تعالى عنه- عمر
الخامسة :
روى عن أبو نعيم عثمان بن نسطاس قال : رأيت قبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما هدم عنه البيت مرتفعا نحوا من أربع أصابع عليه حصباء إلى الحمرة مائلة ، ورأيت قبر عمر بن عبد العزيز وراء قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- ورأيت قبر أبي بكر أسفل منه وصوره لنا هكذا : عمر
النبي- صلى الله عليه وسلم- - رضي الله تعالى عنه- أبو بكر رضي الله تعالى عنه- عمر-
السادسة :
روي عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : خرجت في ليلة مطيرة إلى المسجد حتى إذا كنت عند دار لقيتني رائحة لا والله ما وجدت مثلها قط فجئت إلى المسجد فبدأت بقبر النبي- صلى الله عليه وسلم- فإذا جداره قد انهدم فدخلت فسلمت على النبي- صلى الله عليه وسلم- ومكثت فيه مليا ، فإذا قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- وقبر المغيرة بن شعبة عند رجليه وعليهم . [ ص: 345 ] أبي بكر
حصباء من حصباء العرصة ، وقبر عند رجلي عمر . أبي بكر
قال أبو اليمن وهذه صفته :
النبي- صلى الله عليه وسلم- - رضي الله تعالى عنه- أبو بكر - رضي الله تعالى عنه- عمر
السابعة :
روى ابن زبالة عن المنكدر بن محمد عن أبيه قال : قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- هكذا ، وقبر خلفه ، وقبر أبي بكر عند رجلي النبي- صلى الله عليه وسلم- . عمر
النبي- صلى الله عليه وسلم- - رضي الله تعالى عنه- أبو بكر رضي الله تعالى عنه- وهذه الروايات ما عدا الأولى والثانية أسانيدها ضعيفة ، وأشهرها الأولى كما تقدم . عمر-
قال - رضي الله تعالى عنه- : حسان بن ثابت
ثلاثة برزوا بسبقهم نصرهم ربهم إذا نشروا عاشوا بلا فرقة حياتهم
واجتمعوا في الممات إذ قبروا فليس من مسلم له بصر
ينكر فضلهم إذا ذكروا
ثلاثة أقبر جلت وعزت حوت خير الورى مع صاحبيه
محمد المصطفى من قريش وصديق له أثنى عليه
وثالثهم هو الفاروق حقا فكل مدائحي تهدى إليه
وروى ابن سعد عن قال : قسم مبيت مالك بن أنس باثنين : قسم كان فيه القبر ، وقسم كان فيه عائشة . عائشة
وروى عن عمر بن شبة أبي غسان قال : لم يزل بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي دفن فيه ظاهرا حتى بنى عليه الخطار المزور حين بنى المسجد في خلافة عمر بن عبد العزيز الوليد ، وإنما جعله مزورا كراهية أن يشبه تربيعه تربيع القبلة ، وأن يتخذ قبلة يصلى إليه .
وروى ابن زبالة عن غير واحد من أهل العلم أن البيت مربع مبني بحجارة سود وقصة [ ص: 346 ] والذي يلي القبلة من أطوله ، والشرقي والغربي سواء ، والشامي أنقصها ، وباب البيت مما يلي الشام مسدود بالحجارة السود ، والقصة ، ثم بنى هذا البناء الطاهر ، وزوره لئلا يتخذه الناس قبلة تخص بها الصلاة من بين المسجد قالوا : والبناء الذي حول بينه وبين البناء الظاهر اليوم مما يلي المشرق ذراعان ، ومما يلي المغرب ذراع ، ومما يلي القبلة شبر ، ومما يلي الشام فضاؤه كله ، وفي الفضاء الذي يلي عمر بن عبد العزيز الشام بركن مكسور ومكتل خشب ، يقال : إن البناء بين نسوة هناك .
وروى يحيى بن الحسن الحسيني عن أبي غسان محمد بن يحيى قال : سمعت من يقول إن في الحظار الذي على قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- مركن وخشبة وجريدة مسندة .
قال هو مركن تركه العمال هناك . قال ابن أبي الزناد : أبو غسان : فأما أنا فإني اطلعت في الحظار ، فلم أر شيئا ، فزعم لي زاعم أنه قد رأى ثم مركنا أو شيئا موضوعا مع الركن ، وأما أنا فلم أره ، ولا أعلم أحدا يدري من أخذه ، ولم أر البيت الذي في الحظار .