nindex.php?page=treesubj&link=34079_34080شرح غريب ذكر عتب جماعة من الأنصار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
سائر الناس - هنا باقيهم ، ويكون بمعنى جميعهم كما ذكره
الجوهري وابن الجواليقي وابن بري ، وغلط من غلط الجوهري ، واستشهد له قال
ابن ولاد : سائر توافق بقية : نحو أخذت من المال وتركت سائره لأن المتروك بمنزلة البقية وتفارقها من حيث إن السائر - لما كثر والبقية لما قل : لهذا نقول : أخذت من الكتاب بقيته وتركت سائره ، ولا نقول تركت بقيته .
وجدوا - بفتح الواو والجيم : حزنوا . وفي رواية وجد بضم الواو والجيم جمع واجد ، ووجد عليه في نفسه : غضب .
القالة : الكلام الرديء .
يغفر الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - قالوه توطئة وتمهيدا لما يرد بعده من العتاب لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=43عفا الله عنك لم أذنت لهم [التوبة 43] الطلقاء بضم الطاء المهملة وفتح اللام وبالقاف والمد : جمع طليق ، فعيل بمعنى مفعول - منقول وهم من من عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح
مكة ولم يأسرهم ولم يقتلهم .
وسيوفنا تقطر من دمائهم : جملة في محل النصب على الحال مقررة لجهة الإشكال ، وهو من باب عرضت الناقة على الحوض .
[ ص: 424 ]
إذا كانت شديدة - بالرفع والنصب .
استعتبناه : طلبنا منه العتبى - بضم العين وسكون التاء وفتح الباء : طلب الرضى .
فحدث - بضم الحاء وكسر الدال مبنيا للمفعول ، أي أخبر بمقالتهم .
أين أنت من ذلك .
الحظيرة - بالحاء المهملة والظاء المعجمة المشالة ، يشبه الزرب للماشية والإبل .
nindex.php?page=treesubj&link=34079في قبة من أدم - بفتح الهمزة المقصورة والدال المهملة : جلد بلا دبغ .
فجاء رجل من المهاجرين .
ضلالا بضم الضاد المعجمة وتشديد اللام الأولى : أي بالشرك .
عالة - بعين مهملة فلام مخففة : فقراء لا مال لكم .
الله ورسوله أمن : من المنة وهي النعمة .
المخذول : الذي ترك قومه نصره .
حديثو عهد بجاهلية ومصيبة من نحو قتل أقاربهم وفتح بلادهم .
أجبرهم - بفتح الهمزة وسكون الجيم وضم الموحدة : من الجبر عند الكسر . وفي رواية أجيزهم - بضم الهمزة وكسر الجيم بعدها تحتية ساكنة فزاي : من الجائزة .
اللعاعة - بضم اللام وبعينين مهملتين ، بقلة خضراء ناعمة شبه بها زهرة الدنيا ونعيمها في قلة بقائها .
القسم - بكسر القاف : الحظ والنصيب .
الرحل هنا : منزل الرجل ومسكنه وبيته الذي فيه أثاثه ، ذكرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما غفلوا عنه من عظم ما اختصوا به منه بالنسبة إلى ما اختص به غيرهم من عرض الدنيا الفانية .
الشاة والبعير اسما جنس يقع كل منهما على الذكر والأنثى .
يحوزونه - بالحاء المهملة .
الشعب - بكسر الشين المعجمة وسكون العين : الطريق في الجبل .
الوادي : المكان المنخفض ، وقيل : الذي فيه ماء ، والمراد بلدهم .
لو سلك الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم ، أشار - صلى الله عليه وسلم - بذلك إلى ترجيحهم بحسن الجوار والوفاء بالعهد لا وجوب متابعته إياهم إذ هو - صلى الله عليه وسلم - المتبوع المطاع لا التابع المطيع ، فما أكثر تواضعه - صلى الله عليه وسلم - .
[ ص: 425 ]
الشعار - بكسر الشين المعجمة : الثوب الذي يلي الجسد .
الدثار - بكسر الدال المهملة وبالثاء المثلثة المفتوحة : ما يجعل فوق الشعار ، أي أن الأنصار بطانته وخاصته وأنهم أحق به وأقرب إليه من غيرهم ، وهو تشبيه بليغ .
أخضلوا لحاهم - بفتح أوله وسكون الخاء وفتح الضاد المعجمتين : بلوها بالدموع .
أثرة - بفتح الهمزة والثاء المثلثة ، وبضم الهمزة وسكون المثلثة وبفتحتين ، ويجوز كسر أوله مع إسكان ثانيه ، أي يستأثر عليكم بمالكم فيه اشتراك في الاستحقاق .
فاصبروا حتى تلقوني على الحوض يوم القيامة فيحصل لكم الانتصاف ممن ظلمكم على الثواب الجزيل على الصبر .
nindex.php?page=treesubj&link=34079_34080شَرْحُ غَرِيبِ ذِكْرِ عَتَبِ جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
سَائِرُ النَّاسِ - هُنَا بَاقِيهِمْ ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى جَمِيعِهِمْ كَمَا ذَكَرَهُ
الْجَوْهَرِيُّ وَابْنُ الْجَوَالِيقِيِّ وَابْنُ بَرِّيٍّ ، وَغَلِطَ مَنْ غَلَّطَ الْجَوْهَرِيَّ ، وَاسْتَشْهَدَ لَهُ قَالَ
ابْنُ وَلَّادٍ : سَائِرُ تَوَافِقُ بَقِيَّةٍ : نَحْوَ أَخَذْتُ مِنَ الْمَالِ وَتَرَكْتُ سَائِرَهُ لِأَنَّ الْمَتْرُوكَ بِمَنْزِلَةِ الْبَقِيَّةِ وَتُفَارِقُهَا مِنْ حَيْثُ إِنَّ السَّائِرَ - لَمَّا كَثُرَ وَالْبَقِيَّةَ لَمَّا قَلَّ : لِهَذَا نَقُولُ : أَخَذْتُ مِنَ الْكِتَابِ بَقِيَّتَهُ وَتَرَكْتُ سَائِرَهُ ، وَلَا نَقُولُ تَرَكْتُ بَقِيَّتَهُ .
وَجَدُوا - بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالْجِيمِ : حَزِنُوا . وَفِي رِوَايَةٍ وَجُدَ بِضَمِّ الْوَاوِ وَالْجِيمِ جَمْعُ وَاجِدٍ ، وَوَجَدَ عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ : غَضِبَ .
الْقَالَةُ : الْكَلَامُ الرَّدِيءُ .
يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالُوهُ تَوْطِئَةً وَتَمْهِيدًا لِمَا يَرِدُ بَعْدَهُ مِنَ الْعِتَابِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=43عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ [التَّوْبَةِ 43] الطُّلَقَاءُ بِضَمِّ الطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَبِالْقَافِ وَالْمَدِّ : جَمْعُ طَلِيقٍ ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ - مَنْقُولٌ وَهُمْ مَنْ مَنَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ فَتْحِ
مَكَّةَ وَلَمْ يَأْسِرْهُمْ وَلَمْ يَقْتُلْهُمْ .
وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ : جُمْلَةٌ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الْحَالِ مُقَرِّرَةٌ لِجِهَةِ الْإِشْكَالِ ، وَهُوَ مِنْ بَابِ عَرَضْتُ النَّاقَةَ عَلَى الْحَوْضِ .
[ ص: 424 ]
إِذَا كَانَتْ شَدِيدَةً - بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ .
اسْتَعْتَبْنَاهُ : طَلَبْنَا مِنْهُ الْعُتْبَى - بِضَمِّ الْعَيْنِ وَسُكُونِ التَّاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ : طَلَبَ الرِّضَى .
فَحُدِّثَ - بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، أَيْ أُخْبِرَ بِمَقَالَتِهِمْ .
أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ .
الْحَظِيرَةُ - بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ الْمُشَالَةِ ، يُشْبِهُ الزُّرُبَ لِلْمَاشِيَةِ وَالْإِبِلِ .
nindex.php?page=treesubj&link=34079فِي قُبَّةٍ مَنْ أَدَمٍ - بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ الْمَقْصُورَةِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ : جِلْدٌ بِلَا دَبْغٍ .
فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ .
ضُلَّالًا بِضَمِّ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ الْأُولَى : أَيْ بِالشِّرْكِ .
عَالَةٌ - بِعَيْنِ مُهْمَلَةٍ فَلَامٍ مُخَفَّفَةٍ : فُقَرَاءُ لَا مَالَ لَكُمْ .
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنَّ : مِنَ الْمِنَّةِ وَهِيَ النِّعْمَةُ .
الْمَخْذُولُ : الَّذِي تَرَكَ قَوْمُهُ نَصْرَهُ .
حَدِيثُو عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ مِنْ نَحْوِ قَتْلِ أَقَارِبِهِمْ وَفَتْحِ بِلَادِهِمْ .
أَجْبُرُهُمْ - بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْجِيمِ وَضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ : مِنَ الْجَبْرِ عِنْدَ الْكَسْرِ . وَفِي رِوَايَةٍ أُجِيزُهُمْ - بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْجِيمِ بَعْدَهَا تَحْتِيَّةٌ سَاكِنَةٌ فَزَايٌ : مِنَ الْجَائِزَةِ .
اللُّعَاعَةُ - بِضَمِّ اللَّامِ وَبِعَيْنَيْنِ مُهْمِلَتَيْنِ ، بَقْلَّةٌ خَضْرَاءُ نَاعِمَةٌ شَبَّهَ بِهَا زَهْرَةَ الدُّنْيَا وَنَعِيمَهَا فِي قِلَّةِ بَقَائِهَا .
الْقِسْمُ - بِكَسْرِ الْقَافِ : الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ .
الرَّحْلُ هُنَا : مَنْزِلُ الرَّجُلِ وَمَسْكَنُهُ وَبَيْتُهُ الَّذِي فِيهِ أَثَاثُهُ ، ذَكَّرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا غَفَلُوا عَنْهُ مِنْ عِظَمِ مَا اخْتَصُّوا بِهِ مِنْهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا اخْتَصَّ بِهِ غَيْرُهُمْ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ .
الشَّاةُ وَالْبَعِيرُ اسْمَا جِنْسٍ يَقَعُ كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى .
يَحُوزُونَهُ - بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ .
الشِّعْبُ - بِكَسْرِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ : الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ .
الْوَادِي : الْمَكَانُ الْمُنْخَفِضُ ، وَقِيلَ : الَّذِي فِيهِ مَاءٌ ، وَالْمُرَادُ بَلَدُهُمْ .
لَوْ سَلَكَ الْأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ أَوْ شِعْبَهُمْ ، أَشَارَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذَلِكَ إِلَى تَرْجِيحِهِمْ بِحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ لَا وُجُوبِ مُتَابَعَتِهِ إِيَّاهُمْ إِذْ هُوَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَتْبُوعُ الْمُطَاعُ لَا التَّابِعُ الْمُطِيعُ ، فَمَا أَكْثَرَ تَوَاضُعَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
[ ص: 425 ]
الشِّعَارُ - بِكَسْرِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ : الثَّوْبُ الَّذِي يَلِي الْجَسَدَ .
الدِّثَارُ - بِكَسْرِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَبِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ الْمَفْتُوحَةِ : مَا يُجْعَلُ فَوْقَ الشِّعَارِ ، أَيْ أَنَّ الْأَنْصَارَ بِطَانَتُهُ وَخَاصَّتُهُ وَأَنَّهُمْ أَحَقُّ بِهِ وَأَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِمْ ، وَهُوَ تَشْبِيهٌ بَلِيغٌ .
أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ - بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْخَاءِ وَفَتْحِ الضَّادِ الْمُعْجَمَتَيْنِ : بَلُّوهَا بِالدُّمُوعِ .
أَثَرَةٌ - بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ ، وَبِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْمُثَلَّثَةِ وَبِفَتْحَتَيْنِ ، وَيَجُوزُ كَسْرُ أَوَّلِهِ مَعَ إِسْكَانِ ثَانِيهِ ، أَيْ يُسْتَأْثَرُ عَلَيْكُمْ بِمَالِكُمْ فِيهِ اشْتِرَاكٌ فِي الِاسْتِحْقَاقِ .
فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَحْصُلُ لَكُمُ الِانْتِصَافُ مِمَّنْ ظَلَمَكُمْ عَلَى الثَّوَابِ الْجَزِيلِ عَلَى الصَّبْرِ .