ثم شرع في الرد عليهم، والتصنيف على خلافهم، ودخل بغداد وأخذ الحديث عن أحد أئمة الحديث والفقه، زكريا بن يحيى الساجي، وعن أبي خليفة الحجي، وسهل بن سرح، ومحمد بن يعقوب المقري، وعبد الرحمن بن خلف الضبي البصريين، وروى عنهم كثيرا في تفسيره، وصنف بعد رجوعه من اعتزاله "الموجز"، وهو ثلاث مجلدات، كتاب مفيد في الرد على الجهمية والمعتزلة ومقالات الإسلاميين، وكتاب الإبانة .
وقال هو بصري سكن الخطيب: بغداد إلى أن توفي، وكان يجلس في أيام الجمعات في حلقة أبي إسحاق [ ص: 4 ] المروزي الفقيه في جامع المنصور، وممن أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي، وأبو الحسن الباهلي، وبندار بن الحسن الصوفي، وأبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري، وهؤلاء الأربعة أخص أصحابه، فابن مجاهد هو شيخ أبي بكر الباقلاني، وهو مالكي، كما صرح به في المدارك، عياض والباهلي شيخ الأستاذين أبي إسحاق الإسفراييني، وأبي بكر بن فورك، وشيخ أيضا، إلا أنه أخص الباقلاني بابن مجاهد، والأستاذان أخص بالباهلي.