الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=27058_24389والنوم على أربعة أنحاء :
فنوم على القفا وهو نوم الأنبياء عليهم السلام يتفكرون في خلق السماوات والأرض ونوم على اليمين وهو نوم العلماء والعباد ونوم على الشمال وهو نوم الملوك ليهضمهم طعامهم ونوم على الوجه وهو نوم الشياطين .
nindex.php?page=treesubj&link=27058_24389 (والنوم على أربعة أنحاء: فنوم على القفا) أي: على الظهر (وهو نوم الأنبياء عليهم السلام) ، فإنهم (يتفكرون في خلق السماوات والأرض) وما فيها من العجائب الدالة على عظيم قدرته وباهر سلطانه، وهو أيضا نوم المجاذيب وهو من عادة الضعفاء من المرضى لما يعرض لعضلاتهم من الضعف ولأعصابهم، فلا يحمل جنبا جنبا بل يسرع إلى الاستلقاء على الظهر؛ إذ الظهر أقوى من الجنب، وهذه الهيئة من النوم مذمومة عند الأطباء قالوا: النوم مستلقيا على الظهر يهيئ [ ص: 275 ] الأمراض الردية مثل السكتة والسل والسعال وأوجاع العصب والظهر والزكام والفالج، وذلك لأنه يميل بالفضول إلى خلف فيحبس من مجاريها التي هي قدام مثل المنخرين والحنك لكنه يقوي الباء .
(ونوع على اليمين وهو نوم العلماء والعباد) القائمين بالليل وهو أسرع إلى الانتباه؛ لأن القلب يبقى معلقا، (ونوم على الشمال وهو نوم الملوك) أصحاب الدعة والراحة، ونوم الحكماء كذلك (ليهضم طعامهم) ، وقد ذكروا في تدبير النوم أن من استعان به على الهضم فليبتدئ أولا بالنوم على اليمين قليلا لينحدر الغذاء إلى قعر المعدة لميلها إلى اليمين لسهولة جذب الكبد له، فهناك الهضم، ثم عاد إلى اليسار طويلا ليشتمل الكبد على المعدة فيسخنها، فإذا تم الهضم عاد إلى اليمين ليعين على الانحدار إلى جهة الكبد، (ونوم على الوجه وهو نوم الشياطين) والمنافقين والكفار، قالوا: إن النوم على البطن يعين على الهضم معونة جيدة، كما يخفف من الحار الغريزي ويحصره فيكثر .