ومنها
nindex.php?page=treesubj&link=19153_19156الاستكبار عن الحق وكراهته والحرص على المماراة فيه حتى إن أبغض شيء إلى المناظر أن يظهر على لسان خصمه الحق ومنهما ظهر تشمر لجحده وإنكاره بأقصى جهده وبذل غاية إمكانه في المخادعة والمكر والحيلة لدفعه حتى تصير المماراة فيه عادة طبيعية فلا يسمع كلاما إلا وينبعث من طبعه داعية الاعتراض عليه حتى يغلب ذلك على قلبه في أدلة القرآن وألفاظ الشرع فيضرب البعض منها بالبعض .
nindex.php?page=treesubj&link=19153والمراء في مقابلة الباطل محذور إذ ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ترك المراء بالحق على الباطل قال صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=664286من ترك المراء وهو مبطل بنى الله له بيتا في ربض الجنة ومن ترك المراء وهو محق بنى الله له بيتا في أعلى الجنة .
وقد سوى الله تعالى بين من افترى على الله كذبا وبين من كذب بالحق فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=68ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه وقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه .
ومنها الرياء وملاحظة الخلق والجهد في استمالة قلوبهم وصرف وجوههم .
nindex.php?page=treesubj&link=18696_19156والرياء هو الداء العضال الذي يدعو إلى أكبر الكبائر كما سيأتي في كتاب الرياء والمناظر لا يقصد إلا الظهور عند الخلق وانطلاق ألسنتهم بالثناء عليه .
فهذه عشر خصال من أمهات الفواحش الباطنة سوى ما يتفق لغير المتماسكين منهم من الخصام المؤدي إلى الضرب واللكم واللطم وتمزيق الثياب والأخذ باللحى وسب الوالدين وشتم الأستاذين والقذف الصريح فإن أولئك ليسوا معدودين في زمرة الناس المعتبرين وإنما الأكابر والعقلاء منهم هم الذين لا ينفكون عن هذه الخصال العشر .
نعم قد يسلم بعضهم من بعضها مع من هو ظاهر الانحطاط عنه أو ظاهر الارتفاع عليه أو هو بعيد عن بلده وأسباب معيشته ولا ينفك أحد منهم عنه مع أشكاله المقارنين له في الدرجة .
ثم يتشعب من كل واحدة من هذه الخصال العشر عشر أخرى من الرذائل لم نطول بذكرها وتفصيل آحادها مثل الأنفة والغضب والبغضاء والطمع وحب طلب المال والجاه للتمكن من الغلبة والمباهاة والأشر والبطر وتعظيم الأغنياء والسلاطين والتردد إليهم والأخذ من حرامهم والتجمل بالخيول والمراكب والثياب المحظورة والاستحقار للناس بالفخر والخيلاء والخوض فيما لا يعني وكثرة الكلام وخروج الخشية والخوف والرحمة من القلب واستيلاء الغفلة عليه حتى لا يدري المصلي منهم في صلاته ما صلى وما الذي يقرأ ومن الذي يناجيه ويحس بالخشوع من قلبه مع استغراق العمر في العلوم التي تعين في المناظرة مع أنها لا تنفع في الآخرة من تحسين العبارة وتسجيع اللفظ وحفظ النوادر إلى غير ذلك من أمور لا تحصى .
والمناظرون يتفاوتون فيها على حسب درجاتهم ولهم درجات شتى ولا ينفك أعظمهم دينا وأكثرهم عقلا عن جمل من مواد هذه الأخلاق وإنما غايته إخفاؤها ومجاهدة النفس بها .
وَمِنْهَا
nindex.php?page=treesubj&link=19153_19156الِاسْتِكْبَارُ عَنِ الْحَقِّ وَكَرَاهَتُهُ وَالْحِرْصُ عَلَى الْمُمَارَاةِ فِيهِ حَتَّى إِنَّ أَبْغَضَ شَيْءٍ إِلَى الْمَنَاظِرِ أَنْ يَظْهَرَ عَلَى لِسَانِ خَصْمِهِ الْحَقُّ وَمِنْهُمَا ظَهَرَ تَشَمَّرَ لَجَحْدِهِ وَإِنْكَارِهِ بِأَقْصَى جُهْدِهِ وَبَذَلَ غَايَةَ إِمْكَانِهِ فِي الْمُخَادَعَةِ وَالْمَكْرِ وَالْحِيلَةِ لِدَفْعِهِ حَتَّى تَصِيرُ الْمُمَارَاةُ فِيهِ عَادَةً طَبِيعِيَّةً فَلَا يَسْمَعُ كَلَامًا إِلَّا وَيَنْبَعِثُ مِنْ طَبْعِهِ دَاعِيَةَ الِاعْتِرَاضِ عَلَيْهِ حَتَّى يَغْلِبَ ذَلِكَ عَلَى قَلْبِهِ فِي أَدِلَّةِ الْقُرْآنِ وَأَلْفَاظِ الشَّرْعِ فَيَضْرِبُ الْبَعْضَ مِنْهَا بِالْبَعْضِ .
nindex.php?page=treesubj&link=19153وَالْمِرَاءُ فِي مُقَابَلَةِ الْبَاطِلِ مَحْذُورٌ إِذْ نَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تَرْكِ الْمِرَاءِ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=664286مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُبْطِلٌ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ .
وَقَدْ سَوَّى اللَّهُ تَعَالَى بَيْنَ مَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَبَيْنَ مَنْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=68وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ وَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ .
وَمِنْهَا الرِّيَاءُ وَمُلَاحَظَةُ الْخَلْقِ وَالْجُهْدُ فِي اسْتِمَالَةِ قُلُوبِهِمْ وَصَرْفِ وُجُوهِهِمْ .
nindex.php?page=treesubj&link=18696_19156وَالرِّيَاءُ هُوَ الدَّاءُ الْعُضَالُ الَّذِي يَدْعُو إِلَى أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ كَمَا سَيَأْتِي فِي كِتَابِ الرِّيَاءِ وَالْمَنَاظِرُ لَا يَقْصِدُ إِلَّا الظُّهُورَ عِنْدَ الْخَلْقِ وَانْطِلَاقَ أَلْسِنَتِهِمْ بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ .
فَهَذِهِ عَشْرُ خِصَالٍ مِنْ أُمَّهَاتِ الْفَوَاحِشِ الْبَاطِنَةِ سِوَى مَا يَتَّفِقُ لِغَيْرِ الْمُتَمَاسِكِينَ مِنْهُمْ مِنَ الْخِصَامِ الْمُؤَدِّي إِلَى الضَّرْبِ وَاللَّكْمِ وَاللَّطْمِ وَتَمْزِيقِ الثِّيَابِ وَالْأَخْذِ بِاللِّحَى وَسَبِّ الْوَالِدَيْنِ وَشَتْمِ الْأُسْتَاذَيْنِ وَالْقَذْفِ الصَّرِيحِ فَإِنَّ أُولَئِكَ لَيْسُوا مَعْدُودِينَ فِي زُمْرَةِ النَّاسِ الْمُعْتَبَرِينَ وَإِنَّمَا الْأَكَابِرُ وَالْعُقَلَاءُ مِنْهُمْ هُمُ الَّذِينَ لَا يَنْفَكُّونَ عَنْ هَذِهِ الْخِصَالِ الْعَشْرِ .
نَعَمْ قَدْ يَسْلَمُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضِهَا مَعَ مَنْ هُوَ ظَاهِرُ الِانْحِطَاطِ عَنْهُ أَوْ ظَاهِرُ الِارْتِفَاعِ عَلَيْهِ أَوْ هُوَ بَعِيدٌ عَنْ بَلَدِهِ وَأَسْبَابِ مَعِيشَتِهِ وَلا يَنْفَكُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْهُ مَعَ أَشْكَالِهِ الْمُقَارِنِينَ لَهُ فِي الدَّرَجَةِ .
ثُمَّ يَتْشَعَّبُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الْخِصالِ الْعَشْرِ عَشْرٌ أُخْرَى مِنَ الرَّذَائِلِ لَمْ نُطَوِّلْ بِذِكْرِهَا وَتَفْصِيلِ آحَادِهَا مِثْلُ الْأَنَفَةِ وَالْغَضَبِ وَالْبَغْضَاءِ وَالطَّمَعِ وَحُبِّ طَلَبِ الْمَالِ وَالْجَاهِ لِلتَّمَكُّنِ مِنَ الْغَلَبَةِ وَالْمُبَاهَاةِ وَالْأَشَرِ وَالْبَطَرِ وَتَعْظِيمِ الْأَغْنِيَاءِ وَالسَّلَاطِينِ وَالتَّرَدُّدِ إِلَيْهِمْ وَالْأَخْذِ مِنْ حَرَامِهِمْ وَالتَّجَمُّلِ بِالْخُيُولِ وَالْمَرَاكِبِ وَالثِّيَابِ الْمَحْظُورَةِ وَالِاسْتِحْقَارِ لِلنَّاسِ بِالْفَخْرِ وَالْخُيَلَاءِ وَالْخَوْضِ فِيمَا لَا يَعْنِي وَكَثْرَةِ الْكَلَامِ وَخُرُوجِ الْخَشْيَةِ وَالْخَوْفِ وَالرَّحْمَةِ مِنَ الْقَلْبِ وَاسْتِيلَاءِ الْغَفْلَةِ عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَدْرِيَ الْمُصَلِّي مِنْهُمْ فِي صِلَاتِهِ مَا صَلَّى وَمَا الَّذِي يَقْرَأُ وَمِنَ الَّذِي يُنَاجِيهِ وَيُحِسُّ بِالْخُشُوعِ مِنْ قَلْبِهِ مَعَ اسْتِغْرَاقِ الْعُمْرِ فِي الْعُلُومِ الَّتِي تُعِينُ فِي الْمُنَاظَرَةِ مَعَ أَنَّهَا لَا تَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ تَحْسِينِ الْعِبَارَةِ وَتَسْجِيعُ اللَّفْظِ وَحِفْظُ النَّوَادِرِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أُمُورٍ لَا تُحْصَى .
وَالْمُنَاظِرُونَ يَتَفَاوَتُونَ فِيهَا عَلَى حَسَبِ دَرَجَاتِهِمْ وَلَهُمْ دَرَجَاتٌ شَتَّى وَلَا يَنْفَكُّ أَعْظَمُهُمْ دِينًا وَأَكْثَرُهُمْ عَقْلًا عَنْ جُمَلٍ مِنْ مَوَادِّ هَذِهِ الْأَخْلَاقِ وَإِنَّمَا غَايَتُهُ إِخْفَاؤُهَا وَمُجَاهَدَةُ النَّفْسِ بِهَا .