باب في المريض يقر بالولد أو بالإيلاد وليس هناك ولد
قال مالك وابن القاسم أو: حملها، أو: أصبتها فإن جاءت بولد فهو مني، أنه يقبل إقراره. في المريض يقر في مرضه فيقول: ولد هذه الأمة مني،
وكذلك إذا أقر بذلك في صحته وعند قيام الغرماء عليه، وإن قال: كانت ولدت مني وليس معها ولد- قبل قوله إذا أقر لها في صحته وهي في ملكه، ولا غرماء عليه.
واختلف إذا كان إقراره في مرضه أو في صحته وقد قام الغرماء عليه، أو بعد بيعها وهي في ملك غيره؛ فقال مالك: وإذا قبل قوله، وإن كان ورثته كلالة لم يقبل قوله، ولا يعتق في الثلث قال: وهو بمنزلة من اعترف بعتق عبده. وقال أيضا: لا يقبل قوله وإن كان ورثته ولدا. أقر في مرضه وهو يورث بولد
وعلى قوله في إذا كان الثلث يحمله لو لم يشغل الثلث بوصية. المريض يقر بقبض كتابة مكاتبه، وورثته كلالة أنه يقبل قوله
ويجري فيها قول رابع: أنه إن كان اعترف بوطئها في الصحة قبل قوله [ ص: 4039 ] الآن، وإن لم يحملها الثلث، وهو قول في كتاب عبد الملك بن الماجشون إذا باعها ثم قال: ولدت مني. وقال ابن حبيب محمد: إذا أقر بذلك في صحته وعند قيام الغرماء عليه - لم يقبل قوله. وعلى قول يقبل قوله إذا كان قد سمع منه أنه أصابها. ابن الماجشون
وأرى أن يصدق في قوله، وتكون على حكم أم ولد، وإن كان إقراره في مرضه، وورثته كلالة ولا يحملها الثلث، أو في صحته وعليه دين، لما جرى من كثير الناس من كتمان مثل هذا، ثم يعترف به عند الموت، ويكون معها الولد، ولا يقر به إلا عند الموت، ولا سيما إذا كانت دنيئة أو سوداء، فيكتمه لمعرة ذلك، فإذا كان عند الموت أقر به خوف الإثم، ولأنه ذاهب من معرة الدنيا، ولهذا صدق في استلحاقه الولد بعد بيعه، وقوله: إنه عبد، وأما العتق فالشأن من السيد الإشهاد ويكتب له كتابا، ومن العبد شهادته، ففارق الإيلاد.
واختلف إذا قال: ولدت مني بعد البيع، فقال في كتاب الآبق: ترد إليه إذا كان لا يتهم عليها. مالك
وقال لا ترد إليه إلا أن يكون معها ولد، وبه قال ابن عبد الحكم، وروي أيضا عن أشهب: عن أشهب أنه لا يصدق فيها ويصدق في ولدها وترد حصته من الثمن، قال مالك ابن القاسم إلا أن تقوم بينة على إقراره بالمسيس قبل البيع فترد مع الولد وإن كان معدما وبيع بالثمن. وعبد الملك:
وقاله ابن القاسم في العتبية: ترد إليه إذا كان لا يتهم فيها بعشق ولا [ ص: 4040 ] بزيادة ولا صلاح حال في نفسها، وكان موسرا وإلا لم يقبل قوله، وإن كان إقراره بعد أن أعتقها المشتري لم يقبل قوله. وقال وأصبغ في كتاب عبد الملك بن الماجشون إذا كان سمع إقراره بمسيسها قبل بيعها ردت إليه في ملائه وعدمه، اتهم فيها أو لم يتهم، كان معها ولد أو لم يكن، أعتقت أو لم تعتق كأم ولد بيعت، ولو ادعت هي ذلك دونه لصدقت كان حيا أو ميتا، وهذا أحسن. ابن حبيب:
وأرى أن يقبل قوله وإن لم يتقدم منه إقرار بالوطء؛ لأنها إن كانت من العلي فالشأن الوطء، وإن كانت من الوخش مثل السوداء وشبهها فكثير من الناس يميل لمثلها، فإن ولدت كتمه، لمعرة ذلك عليه، إلا أن يعلم من المقر هوى في تلك الأمة فلا يقبل قوله؛ لأن الإنسان عند مثل ذلك يقر بما ليس بحق، والتهمة عند تعلق النفس أقوى من التهمة عند الفقر وقيام الغرماء.