تنبيه
، وإلا لكان قام بعض الرجال مثل قام كلهم ، كذا قال بعض الأصوليين ، وينبغي تخصيص هذا ببعض المحال وهو إذا لم تدع إلى العموم ضرورة ، كقوله تعالى : { البعض ونحوه من الجزء والنصف والثلث إذا أضيف لا يقتضي العموم ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } لأنه يستحيل أن يكون كل واحد أفضل من الآخر . فإن دعت كان للعموم ، وهو حينئذ بالقرينة لا بالإضافة .
كقوله تعالى : { ثم يوم القيامة [ ص: 149 ] يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا } فإنه عام ، وكذلك قوله تعالى : { فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا } . وقوله تعالى : { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } فإن " يتساءلون " يدل على أن كل واحد كذلك .
وقوله تعالى : { اهبطوا بعضكم لبعض عدو } فإن كل واحد عدو الآخر ، ألا ترى أنك لو قلت : كلكم لكل عدو صح ، وكذلك قوله تعالى : { كدعاء بعضكم بعضا } . وينبغي النظر في موضوع اللفظ ، وفائدة هذا فيما يجوز فيه الأمران ، كقوله تعالى : { وجعلنا بعضكم لبعض } .