الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
كتاب الجنائز) ( nindex.php?page=treesubj&link=26613_19579ثواب المرض والمصيبة ) عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=705856ما من مرض أو وجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه حتى الشوكة يشاكها ، أو النكبة ينكبها .
كِتَابُ الْجَنَائِزِ) ( nindex.php?page=treesubj&link=26613_19579ثَوَابُ الْمَرَضِ وَالْمُصِيبَةِ ) عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=705856مَا مِنْ مَرَضٍ أَوْ وَجَعٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ إلَّا كَانَ كَفَّارَةً لِذَنْبِهِ حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا ، أَوْ النَّكْبَةُ يَنْكُبُهَا .
التالي السابق
(كِتَابُ الْجَنَائِزِ)
(ثَوَابُ الْمَرَضِ وَالْمُصِيبَةِ)
(الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ) عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=705856مَا مِنْ مَرَضٍ أَوْ وَجَعٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ إلَّا كَانَ كَفَّارَةً لِذَنْبِهِ حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا أَوْ النَّكْبَةُ يُنْكَبُهَا فِيهِ فَوَائِدُ :
(الحديث الأول) عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت قال نبي الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=705856ما من مرض أو وجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه حتى الشوكة يشاكها أو النكبة ينكبها فيه فوائد :
(الأولى) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في المرض من صحيحه ، وهو قبيل الطب من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب بن أبي حمزة nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم في الأدب الثاني من صحيحه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=17423، ويونس بن يزيد ثلاثتهم عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=705754ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها إلا أن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلما [ ص: 237 ] قال يصاب بها المسلم ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=705890لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا قص الله بها من خطيئته ، ومن طريق يزيد بن حصيفة عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=705856لا يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة إلا قص الله بها من خطاياه أو كفر بها من خطاياه لا يدري يزيد أيتهما قال nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، ومن طريق منصور عن إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=705856ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ، ومحيت عنه بها خطيئة ، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بلفظ " إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة " ، ومن طريق أبي بكر بن حزم عن nindex.php?page=showalam&ids=16693عمرة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بلفظ " إلا كتب الله له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة " ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن إبراهيم بلفظ ، وحط بالواو ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في معجميه الأوسط والصغير من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15741حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=705856ما من مسلم يشاك شوكة إلا كتب الله له عشر حسنات ، وكفر عنه عشر سيئات ، ورفع له بها عشر درجات فيه روح بن مسافر ، وهو ضعيف ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط بإسناد جيد من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=909089ما ضرب على مؤمن عرق قط إلا حط الله به خطيئة ، وكتب له حسنة ، ورفع له درجة .
(الثانية) ذكر في الصحاح أن الوجع المرض ، وكذا قال في المحكم الوجع اسم لكل مرض ، وحينئذ فيشكل عطفه عليه بأو وكيف يعطف الشيء على نفسه ، والذي يظهر أن الوجع أعم من المرض فإنه قد يكون عن مرض ، وقد يكون عن غيره كضرب ، ونحوه تقول أوجعني الضرب أي آلمني ، وإن لم ينشأ عن ذلك الألم مرض ، وقد قال في الصحاح بعد ذلك ، والإيجاع الإيلام ، وضرب وجيع أي موجع مثل أليم بمعنى مؤلم ، وقال في المشارق العرب تسمي كل مرض وجعا انتهى .
وهذا لا ينافي ما ذكرته من أن الوجع أعم فغاية ما فيه أن كل أنواع المرض عظم أو خف يسمى وجعا ، وليس فيه أن الوجع لا يطلق على غير المرض ، وآكد من ذلك في موافقة ما قلته قول النووي في الكلام على حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=664691ما رأيت رجلا أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العلماء الوجع هنا المرض ، والعرب تسمي كل مرض وجعا فقوله الوجع هنا المرض يقتضي أنه [ ص: 238 ] في غير هذا المحل يستعمل بمعنى آخر ، وحينئذ فعطف الوجع على المرض من ذكر العام بعد الخاص فخص المرض بالذكر لشدة الأمر فيه ثم بين أن مطلق الألم ، وإن لم يكن لمرض كذلك .
(الثالثة) ظاهر قوله إلا كان كفارة لذنبه رتب nindex.php?page=treesubj&link=19729_19579_26613تكفير جميع الذنوب على مطلق المرض والوجع للعموم الذي في قوله لذنبه فإنه مفرد مضاف لكن العلماء لم يقولوا بذلك في الكبائر بل قالوا إن تكفيرها لا يكون إلا بالتوبة ، وطردوا ذلك في سائر المكفرات من الأعمال ، والمشاق ، وأصلهم في ذلك وروده في قوله عليه الصلاة والسلام nindex.php?page=hadith&LINKID=846611الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر فحملوا المطلقات الواردة في التكفير على المقيد ، والقول بتكفير المرض وإن خف ، والوجع وإن خف لجميع الصغائر فيه بعد ، وقد عرفت أن الذي في رواية الصحيحين كفر الله بها عنه ، ولم يذكر تكفير جميع الذنوب بل قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم قص الله بها من خطيئته صريح في تكفير البعض ، وورد في رواية أخرى أن المكفر خطيئة واحدة ، وفي رواية أخرى ضعيفة عشر سيئات فيحمل لفظ الرواية التي رواها المصنف رحمه الله تعالى من طريق الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد على أن المرض صالح لتكفير الذنوب فيكفر الله به ما يشاء منها ، وتكون كثرة التكفير ، وقلته باعتبار شدة المرض وخفته ، وقد ورد أن تكفير جميع الذنوب بمرض ثلاثة أيام ، وورد بحمى ليلة ، وكلاهما لم يصح فروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في معجميه الأوسط ، والصغير عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وفي سندهإبراهيم بن الحكم بن أبان ، وهو متروك ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن رفعه قال إن الله عز وجل ليكفر عن المؤمن خطاياه كلها بحمى ليلة قال nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك هذا من جيد الحديث قلت لكن مرسلات nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن غير محتج بها عند أهل الحديث .
(الرابعة) nindex.php?page=treesubj&link=19729_26613المراد بتكفير الذنب ستره ، ومحو أثره المترتب عليه من استحقاق العقوبة قال في الصحاح التكفير في المعصية كالإحباط في الثواب أي إن معنى تكفير المعصية محو أثرها المترتب عليها ، وهو العقوبة كما أن معنى إحباط [ ص: 239 ] الطاعة محو أثرها المترتب عليها ، وهو الثواب ، والله أعلم .
وهو مطالب بالدليل على ذلك فإن ذكر أحاديث فيها التقييد بالصبر فجوابه أن تلك الأحاديث أكثرها ضعيف ، والذي صح منها فهو مقيد بثواب مخصوص فاعتبر فيها الصبر لحصول ذلك الثواب المخصوص ، ولن تجد حديثا صحيحا رتب فيه مطلق التكفير على مطلق المرض مع اعتبار الصبر في ذلك ، وقد اعتبرت الأحاديث في ذلك فتحرر لي ما ذكرته ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في معجمه الكبير عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=911639من مات له ولد ذكر أو أنثى سلم أو لم يسلم رضي أو لم يرض صبر أو لم يصبر لم يكن له ثواب إلا الجنة، وإسناده ضعيف ، ويناقش nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي في قوله ما أمره الله به في قوله nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=156الذين إذا أصابتهم مصيبة الآية ، وليس في هذه الآية أمر ، والله أعلم .
(السادسة) لم يذكر في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة إلا التكفير ، وفي إحدى طريقي nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة ، وهو إما شك من الراوي ، وإما تنويع من النبي صلى الله عليه وسلم باعتبار الناس فالمذنب يحط عنه خطيئة ، ومن لا ذنب له كالأنبياء ، ومن عصمه الله تعالى ترفع له درجة أو باعتبار المصائب فبعضها يترتب عليه حط الخطيئة ، وبعضها يترتب عليه رفع الدرجة ، وفي طريق nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الآخر الجمع بين رفع الدرجة ، وحط الخطيئة ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني كتابة عشر حسنات ، وتكفير عشر سيئات ، ورفع عشر درجات ، والزيادة مقبولة إذا صح سندها ، وذلك يقتضي حصول الأجور على المصائب ، وبهذا قال الجمهور ، وخالف في ذلك طائفة منهم nindex.php?page=showalam&ids=5أبو عبيدة بن الجراح nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود فقالوا إنما يترتب على المصائب التكفير دون الأجر ، روى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده عن عياض بن غطيف قال nindex.php?page=hadith&LINKID=682443دخلنا على nindex.php?page=showalam&ids=5أبي عبيدة نعوده من شكوى أصابته ، وامرأته قاعدة [ ص: 240 ] عند رأسه فقلت كيف بات أبو عبيدة ؟ قالت ، والله لقد بات بأجر فقال أبو عبيدة ما بت بأجر ، وكان مقبلا بوجهه على الحائط فأقبل على القوم ، وقال ألا تسألوني عما قلت قالوا ما أعجبنا ما قلت نسألك عنه ؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن أبي معمر الأزدي أن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال ذات يوم ألا إن السقم لا يكتب له أجر فساءنا ذلك ، وكبر علينا فقال ، ولكن تكفر به الخطايا فسرنا ذلك وأعجبنا ، وكان هؤلاء لم يبلغهم الأحاديث المصرحة برفع الدرجات ، وكتب الحسنات ، وقد تقدم ذكر بعضها .
(السابعة) وافق الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله على nindex.php?page=treesubj&link=19572حصول الأجر ، ولكنه قال أنه ليس على المصيبة نفسها ، وإنما يؤجر على الصبر عليها ، وهو قريب مما تقدم عن أبي العباس القرطبي في اعتباره الصبر في حصول التكفير ، وهو مطالب بالدليل على ذلك ، وظاهر الحديث يقتضي ترتب كتابة الحسنة على مجرد المصيبة ، وتأكد ذلك بحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود المتقدم ذكره في الفائدة الخامسة ، وفي مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بسند صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال nindex.php?page=hadith&LINKID=694719استأذنت الحمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من هذه ؟ فقالت أم ملدم فأمر بها إلى أهل قباء فلقوا منها ما يعلم الله فأتوه فشكوا ذلك إليه فقال ما شئتم إن شئتم دعوت الله لكم فيكشفها عنكم ، وإن شئتم أن تكون لكم طهورا ؟ قالوا يا رسول الله أوتفعل قال نعم قالوا فدعها فقد يقال جعلها النبي صلى الله عليه وسلم طهورا لهم مع شكواهم ، وذلك ينافي الصبر ، وفي مسند أبي بكر البزار عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم فقلنا يا رسول الله مم تبسمت قال عجبت للمؤمن وجزعه من السقم ، ولو يعلم ما له في السقم لأحب أن يكون سقيما حتى يلقى الله ، وجه الدلالة أنه أثبت له الأجر مع حصول الجزع ، ولكنه لا يصح لأن في سنده محمد بن أبي حميد ، وهو ضعيف عندهم
(الثامنة) قوله حتى الشوكة يجوز فيه الجر عطفا على لفظ المرض ، والرفع عطفا على محله فإن من زائدة ، وكذا الوجهان في قوله أو النكبة ، وقد نقل أبو العباس القرطبي الوجهين عن تقييد المحققين إلا أنه قال إن رفع الشوكة على الابتداء لا يجوز عطفا على المحل [ ص: 241 ] لأن ما قبلها ليس له موضع رفع قلت : وفيما ذكره نظر لأن ما قبلها ، وهو المرض في محل رفع على الابتداء فالعطف عليه سائغ لا تقدير فيه بخلاف ما ذكره من الابتداء فإنه يحتاج معه إلى تقدير خبر فهذا الوجه إن جاز فهو مرجوح ، وما ذكرته راجح أو متعين ، والله أعلم .
(التاسعة) النكبة بفتح النون وإسكان الكاف ، وفتح الباء الموحدة قال القاضي ، وتبعه النووي مثل العثرة يعثرها برجله ، وربما جرحت أصبعه ، وأصله من النكب ، وهو القلب والكب ، وقال أبو العباس القرطبي هي العثرة والسقطة ، وقوله ينكبها بضم الياء ، وفتح الكاف مبنيا للمفعول قلت ، وما ذكروه في ذلك ظاهر ، ويحتمل أن يراد بالنكبة هنا المصيبة ، وهو معناها المشهور فيكون قد ذكر أمرا حسيا ، وهو الشوكة ، وأمرا معنويا ، وهو المصيبة لكن النكبة بمعنى المصيبة ليست داخلة فيما تقدم ذكره ، وهو المرض ، والوجع وشرط المعطوف بحتى أن يكون داخلا فيما سبق ، ولهذا ضبط العطف بها بأنها تدخل حيث يصح دخول الاستثناء ، ويمتنع حيث يمتنع إلا أن يحمل الوجع على الأمر المعنوي فيدخل فيه النكبة لكن يبقى فيه نظر من جهة أخرى ، وهي أن المعطوف بحتى لا يكون إلا غاية لما قبلها إما في زيادة نحو مات الناس حتى الأنبياء أو في نقص نحو زارك الناس حتى الحجامون ، والذي يقتضيه السياق هنا أن تكون غاية في النقص لأن المعنى أن الوجع وإن خف وهان أمره مكفر ، ومتى حمل الوجع على مدلوله المعنوي لم تكن النكبة بمعنى المصيبة غاية له في النقص فظهر بذلك حمل النكبة على العثرة كما تقدم ، والشوكة والعثرة غايتان للوجع فإنه قد لا ينشأ عنهما مرض ، والله أعلم .
(العاشرة) فيه بشارة عظيمة للمؤمنين فإنه قل أن ينفك الواحد منهم عن مرض أو وجع ، وإن خف في غالب أوقاته .