باب نكاح حرائر أهل الكتاب
( قال ) رحمه الله تعالى : ويحل الشافعي أهل الكتاب لكل مسلم لأن الله تعالى أحلهن بغير استثناء وأحب إلي لو لم ينكحهن مسلم أخبرنا نكاح حرائر عبد المجيد عن عن ابن جريج أنه سمع أبي الزبير يسأل عن نكاح المسلم اليهودية والنصرانية فقال تزوجناهن زمان الفتح جابر بن عبد الله بالكوفة مع ونحن لا نكاد نجد المسلمات كثيرا فلما رجعنا طلقناهن وقال فقال لا يرثن مسلما ولا يرثونهن ونساؤهن لنا حل ونساؤنا حرام عليهم . سعد بن أبي وقاص
( قال ) الشافعي وأهل الكتاب الذين يحل نكاح حرائرهم أهل الكتابين المشهورين التوراة والإنجيل وهم اليهود والنصارى دون المجوس قال والصابئون والسامرة من اليهود والنصارى الذين يحل نساؤهم وذبائحهم إلا أن يعلم أنهم يخالفونهم في أصل ما يحلون من الكتاب ويحرمون فيحرم نكاح نسائهم كما يحرم وإن كانوا يجامعونهم على أصل الكتاب ويتأولون فيختلفون فلا يحرم ذلك نساءهم وهم منهم يحل نساؤهم بما يحل به نساء غيرهم ممن لم يلزمه اسم صابئ ولا سامري قال ولا يحل نكاح المجوسيات اليهودية والنصرانية لأن أصل دينهم كان الحنيفية ثم ضلوا بعبادة الأوثان وإنما انتقلوا إلى دين نكاح حرائر من دان من العرب دين أهل الكتاب بعده لا بأنهم كانوا الذين دانوا بالتوراة والإنجيل فضلوا عنها وأحدثوا فيها إنما ضلوا عن الحنيفية ولم يكونوا كذلك لا تحل ذبائحهم وكذلك كل أعجمي كان أصل دين من مضى من آبائه عبادة الأوثان ولم يكن من أهل الكتابين المشهورين التوراة والإنجيل فدان دينهم لم يحل نكاح نسائهم فإن قال قائل فهل في هذا من [ ص: 8 ] أمر متقدم ؟ قيل نعم أخبرنا قال حدثنا سفيان بن عيينة الفضل بن عيسى الرقاشي قال كتب إلى عمر بن عبد العزيز عدي أن يسأل الحسن لم أقر المسلمون بيوت النيران وعبادة الأوثان ونكاح الأمهات والأخوات ؟ فسأله فقال الحسن لأن لما قدم العلاء بن الحضرمي البحرين أقرهم على ذلك .
( قال ) فهذا ما لا أعلم فيه خلافا بين أحد لقيته أخبرنا الشافعي عن إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن دينار سعد الحارثي مولى عمر أو عن عبد الله بن سعد أنه قال ما نصارى عمر العرب بأهل كتاب وما يحل لنا ذبائحهم وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم أخبرنا الثقفي عن أيوب عن قال سألت ابن سيرين عبيدة عن ذبائح نصارى بني تغلب فقال لا تأكل ذبائحهم فإنهم لم يتمسكوا من نصرانيتهم إلا بشرب الخمر ( قال ) وهكذا أحفظه ولا أحسبه وغيره إلا وقد بلغ به الشافعي رضي الله تعالى عنه بهذا الإسناد أخبرنا علي بن أبي طالب عبد المجيد عن قال قال ابن جريج : ليس عطاء نصارى العرب بأهل كتاب إنما أهل الكتاب بنو إسرائيل والذين جاءتهم التوراة والإنجيل فأما من دخل فيهم من الناس فليسوا منهم .