23362 10165 - (23879) - (6\10) عن حدثني محمد بن إسحاق، محمد بن جعفر بن الزبير، قال: سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلمي، يحدث عن أبيه عروة بن الزبير، ضميرة، وعن جده، وكانا شهدا حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالا: بحنين، فقام إليه الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، يختصمان في عامر بن الأضبط الأشجعي، وعيينة يطلب بدم عامر، وهو يومئذ رئيس غطفان، والأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة بمكانه من خندف، فتداولا الخصومة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نسمع، فسمعنا عيينة وهو يقول: والله يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحر ما ذاق نسائي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بل تأخذون الدية: خمسين في سفرنا هذا، وخمسين إذا رجعنا " قال: وهو يأبى عليه إذ قام رجل من بني ليث يقال له: مكيتل، قصير مجموع، فقال: يا رسول الله، والله ما وجدت لهذا القتيل شبها في غرة الإسلام إلا كغنم وردت فرميت أوائلها فنفرت أخراها، اسنن اليوم وغير غدا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم قال: " قال: فقبلوا الدية، ثم قالوا: أين صاحبكم يستغفر له رسول الله؟ [ ص: 92 ] قال: فقام رجل آدم ضرب طويل، عليه حلة له، قد كان تهيأ فيها للقتل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " ما اسمك؟ " قال: أنا بل تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا، وخمسين إذا رجعنا " محلم بن جثامة، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: " اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة "، قم فقام وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه، قال: فأما نحن بيننا فنقول: إنا نرجو أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استغفر له، وأما ما ظهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا. صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ثم عمد إلى ظل شجرة فجلس فيه وهو