الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
21660 [ ص: 131 ] 9452 - (22164) - (5 \ 252) عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=701988قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " nindex.php?page=treesubj&link=28642_32408ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم تلا هذه الآية: nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون [الزخرف: 58] "
* قوله: "إلا أوتوا الجدل": هو استثناء من أعم الأحوال، بتقدير: قد، وذو الحال: فاعل "ما ضل "، لا الضمير المستتر الذي في خبر "كان " كما توهمه الطيبي؛ فإنه فاسد معنى، وإن كان الضمير المذكور راجعا إلى فاعل "ما ضل "، فليفهم.
والمراد بالجدل: الخصام بالباطل؛ وضرب الحق به، وضرب الحق بعضه ببعض بما بدأ التعارض والتدافع والتنافي بينهما، لا المناظرة لطلب الصواب مع تفويض الأمر إلى الله تعالى عند العجز عن معرفة الكنه.
* "ثم تلا": أي: توضيحا لما ذكر بذكر مثال له، لا للاستشهاد به على الحصر المذكور؛ فإنه لا يدل عليه.
(فإن قلت): قريش ما كانوا على الهدى، فلا يصلح ذكرهم مثالا.
قلت: ينزل تمكنهم منه بواسطة البراهين الساطعة منزلة كونهم عليه، فحيث دفعوا بعد ذلك الحق بالباطل، وقدروا الباطل بقولهم: nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58أآلهتنا خير أم هو [الزخرف: 58]، يريدون أنهم يعبدون الملائكة، وهم خير من عيسى، وقد عبده النصارى، فحيث صح لهم عبادته، صح لنا عبادتهم بالأولى، صاروا مثالا لما فيه الكلام، والله تعالى أعلم بالمرام.