1166 - " أعطيت جوامع الكلم؛ واختصر لي الكلام اختصارا " ؛ (ع)؛ عن عمر ؛ (ح).

التالي السابق

عرض الحاشية

(أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ) ؛ أَيْ: مَلَكَةً أَقْتَدِرُ بِهَا عَلَى إِيجَازِ اللَّفْظِ؛ مَعَ سَعَةِ الْمَعْنَى؛ بِنَظْمٍ لَطِيفٍ؛ لَا تَعْقِيدَ فِيهِ يَعْثُرُ الْفِكْرُ فِي طَلَبِهِ؛ وَلَا الْتِوَاءَ يَحَارُ الذِّهْنُ فِي فَهْمِهِ؛ فَمَا مِنْ لَفْظَةٍ يَسْبِقُ فَهْمُهَا إِلَى الذِّهْنِ إِلَّا وَمَعْنَاهَا أَسْبَقُ إِلَيْهِ؛ وَقِيلَ: أَرَادَ الْقُرْآنَ؛ وَقِيلَ: أَرَادَ أَنَّ الْأُمُورَ الْكَثِيرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُكْتَبُ فِي الْأُمُورِ الْمُتَقَدِّمَةِ؛ جُمِعَتْ لَهُ فِي الْأَمْرِ الْوَاحِدِ؛ وَالْأَمْرَيْنِ؛ (وَاخْتُصِرَ) ؛ أَيْ: أُوجِزَ؛ (لِيَ الْكَلَامُ) ؛ حَتَّى صَارَ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ كَثِيرَ الْمَعَانِي؛ قَلِيلَ الْأَلْفَاظِ؛ وَقَوْلُهُ: (اخْتِصَارًا) ؛ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِمَا قَبْلَهُ؛ فَهُوَ الْجَامِعُ لِمَا تَفَرَّقَ قَبْلَهُ فِي الرُّسُلِ مِنَ الْكَمَالِ الْمَخْصُوصِ بِمَا لَمْ يُعْطَهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنَ الْمَزَايَا وَالْأَفْضَالِ؛ فَمِمَّا اخْتُصَّ بِهِ عَلَيْهِمُ الْفَصَاحَةُ وَالْبَلَاغَةُ.

(ع؛ عَنِ ابْنِ عُمَرَ) ؛ ابْنِ الْخَطَّابِ ؛ وَرَوَاهُ عَنْهُ أَيْضًا الْبَيْهَقِيُّ ؛ فِي الشُّعَبِ؛ وَالدَّارَقُطْنِيُّ ؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ .

(أعطيت جوامع الكلم) ؛ أي: ملكة أقتدر بها على إيجاز اللفظ؛ مع سعة المعنى؛ بنظم لطيف؛ لا تعقيد فيه يعثر الفكر في طلبه؛ ولا التواء يحار الذهن في فهمه؛ فما من لفظة يسبق فهمها إلى الذهن إلا ومعناها أسبق إليه؛ وقيل: أراد القرآن؛ وقيل: أراد أن الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الأمور المتقدمة؛ جمعت له في الأمر الواحد؛ والأمرين؛ (واختصر) ؛ أي: أوجز؛ (لي الكلام) ؛ حتى صار ما أتكلم به كثير المعاني؛ قليل الألفاظ؛ وقوله: (اختصارا) ؛ مصدر مؤكد لما قبله؛ فهو الجامع لما تفرق قبله في الرسل من الكمال المخصوص بما لم يعطه أحد منهم من المزايا والأفضال؛ فمما اختص به عليهم الفصاحة والبلاغة.

(ع؛ عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ ورواه عنه أيضا البيهقي ؛ في الشعب؛ والدارقطني ؛ عن ابن عباس .