قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=123قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=123قال اهبطا منها جميعا خطاب
آدم وإبليس . منها أي من الجنة . وقد قال لإبليس :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=18اخرج منها مذءوما مدحورا فلعله أخرج من الجنة إلى موضع من السماء ، ثم أهبط إلى الأرض .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=123بعضكم لبعض عدو تقدم في ( البقرة ) أي أنت عدو للحية ولإبليس وهما عدوان لك . وهذا يدل على أن قوله : اهبطا ليس خطابا
لآدم وحواء ؛ لأنهما ما كانا متعاديين ؛ وتضمن هبوط
آدم هبوط
حواء .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=123فإما يأتينكم مني هدى أي رشدا وقولا حقا . وقد تقدم في ( البقرة ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=123فمن اتبع هداي يعني الرسل والكتب .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=123فلا يضل ولا يشقى قال
ابن عباس : ضمن الله تعالى لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضل في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة ، وتلا الآية . من قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة ، ووقاه يوم القيامة سوء الحساب ، ثم تلا الآية .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=124ومن أعرض عن ذكري أي ديني ، وتلاوة كتابي ، والعمل بما
[ ص: 170 ] فيه . وقيل : عما أنزلت من الدلائل . ويحتمل أن يحمل الذكر على الرسول ؛ لأنه كان منه الذكر .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=124فإن له معيشة ضنكا أي عيشا ضيقا ؛ يقال : منزل ضنك وعيش ضنك يستوي فيه الواحد والاثنان والمؤنث والجمع ؛ قال
عنترة :
إن يلحقوا أكرر وإن يستلحموا أشدد وإن يلفوا بضنك أنزل
وقال أيضا :
إن المنية لو تمثل مثلت مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل
وقرئ ( ضنكى ) على وزن فعلى : ومعنى ذلك أن الله - عز وجل - جعل مع الدين التسليم والقناعة والتوكل عليه وعلى قسمته ، فصاحبه ينفق مما رزقه الله - - عز وجل - - بسماح وسهولة ويعيش عيشا رافعا ؛ كما قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97فلنحيينه حياة طيبة . والمعرض عن الدين مستول عليه الحرص الذي لا يزال يطمح به إلى الازدياد من الدنيا ، مسلط عليه الشح ، الذي يقبض يده عن الإنفاق ، فعيشه ضنك ، وحاله مظلمة ، كما قال بعضهم : لا يعرض أحد عن ذكر ربه إلا أظلم عليه وقته وتشوش عليه رزقه ، وكان في عيشة ضنك . وقال
عكرمة : ضنكا كسبا حراما .
الحسن : طعام الضريع والزقوم . وقول رابع وهو الصحيح أنه عذاب القبر ؛ قاله
أبو سعيد الخدري nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة مرفوعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد ذكرناه في كتاب التذكرة ؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500224يضيق على الكافر قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، وهو المعيشة الضنك .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=124ونحشره يوم القيامة أعمى قيل أعمى في حال وبصيرا في حال ؛ وقد تقدم في آخر ( سبحان ) وقيل : أعمى عن الحجة ؛ قاله
مجاهد . وقيل : أعمى عن جهات الخير ، لا يهتدي لشيء منها . وقيل : عن الحيلة في دفع العذاب عن نفسه ، كالأعمى الذي لا حيلة له فيما لا يراه .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=125قال رب لم حشرتني أعمى أي بأي ذنب عاقبتني بالعمى .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=125وقد كنت بصيرا أي في الدنيا ، وكأنه يظن أنه لا ذنب له . وقال
ابن عباس ومجاهد : أي
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=125لم حشرتني أعمى عن حجتي
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=125وقد كنت بصيرا أي عالما بحجتي ؛
القشيري : وهو بعيد إذ ما كان للكافر حجة في الدنيا .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=126قال كذلك أتتك آياتنا أي قال الله تعالى له :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=126كذلك أتتك آياتنا أي دلالاتنا على وحدانيتنا وقدرتنا . فنسيتها أي تركتها ولم تنظر فيها ، وأعرضت عنها .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=126وكذلك اليوم تنسى أي تترك في العذاب ؛ يريد جهنم .
[ ص: 171 ] nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=127وكذلك نجزي من أسرف أي وكما جزينا من أعرض عن القرآن ، وعن النظر في المصنوعات ، والتفكير فيها ، وجاوز الحد في المعصية .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=127ولم يؤمن بآيات ربه أي لم يصدق بها .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=127ولعذاب الآخرة أشد أي أفظع من المعيشة الضنك ، وعذاب القبر . وأبقى أي أدوم وأثبت ؛ لأنه لا ينقطع ولا ينقضي .