الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
(الصمت أرفع العبادة) فإن أكثر الخطايا من اللسان فإذا ملك الإنسان اللسان فكفه عما لا يجوز؛ فقد تلبس [ ص: 241 ] بباب عظيم من أبواب العبادة وقد توافقت على ذلك الملل، قال nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب: أجمعت الحكماء على أن nindex.php?page=treesubj&link=34341رأس الحكمة الصمت، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل: لا حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وقال لقمان لابنه: لو كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب، ومن كلامهم: ملاك حسن السمت إيثار طول الصمت، ومنه: الصمت عن الباطل صدقة، وقال الشاعر:
إذا تم عقل المرء قل كلامه. . . وأيقن بحمق المرء إن كان مكثارا
[تنبيه] قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن عربي : الصمت قسمان: صمت باللسان عن الحديث لغير الله تعالى مع غير الله تعالى جملة واحدة، وصمت بالقلب عن خاطر يخطر له في النفس في كون من الأكوان، فمن صمت لسانه ولم يصمت قلبه خف وزره، ومن صمت لسانه وقلبه ظهر له سره وتجلى له ربه، ومن صمت قلبه ولم يصمت لسانه فهو ناطق بلسان الحكمة، ومن لم يصمت بلسانه ولا بقلبه كان مملكة للشيطان ومسخرة له، فصمت اللسان من منازل العامة وأرباب السلوك وصمت القلب من صفات المقربين أهل المشاهدات، وحال صمت السالكين السلامة من الآفات، وحال صمت المقربين مخاطبات التأنيس، فمن التزم الصمت في الأحوال كلها لم يبق له حديث إلا مع ربه، فإذا انتقل من الحديث مع الأغيار إلى الحديث مع ربه كان نجيا مؤيدا، إذا نطق نطق بالصواب
(فر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) وفيه يحيى بن يحيى الغساني، قال الذهبي : خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان والمغيرة بن عبد الرحمن، قال nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين: ليس بشيء، ووثقه بعضهم