الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وقوله بالجر عطف على قول في قوله : باب قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم هذه الآية في سورة النساء ، كذا هي إلى آخرها في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16846كريمة ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر : وقول الله : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36مختالا فخورا ففيها يأمر الله تعالى بعبادته وحده لا شريك له ، فإنه الخالق الرازق المنعم المتفضل على خلقه في جميع الأحوال ، ثم أوصى nindex.php?page=treesubj&link=19806بالإحسان إلى الوالدين بقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وبالوالدين إحسانا لأنه تعالى جعلهما سببا لخروجك من العدم إلى الوجود ، ثم عطف على الإحسان إلى الوالدين الإحسان إلى القرابات من الرجال والنساء كما جاء في الحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=668796 " الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم صدقة وصلة " ، ثم قال : " واليتامى " لأنهم فقدوا من يقوم بمصالحهم ، ومن ينفق عليهم ، ثم قال : " والمساكين " وهم المحاويج من ذوي الحاجات الذين لا يجدون ما يقوم بكفايتهم ، فأمر الله تعالى بمساعدتهم بما تتم به كفايتهم [ ص: 107 ] وتزول به ضرورتهم ، ثم قال : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والجار ذي القربى والجار الجنب قال علي بن أبي طلحة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : والجار ذي القربي يعني الذي بينك وبينه قرابة ، والجار الجنب الذي ليس بينك وبينه قرابة ، وكذا روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=17188وميمون بن مهران ، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ، nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، وقال أبو إسحاق عن نوف البكالي : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والجار ذي القربى يعني المسلم nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والجار الجنب يعني اليهود والنصارى ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ، وقال جابر الجعفي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن علي ، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود : " الجار ذي القربى " المرأة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : " والجار الجنب " يعني الرفيق في السفر ، ثم قال : " والصاحب بالجنب " قال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري عن جابر الجعفي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن علي ، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود قالا : هي المرأة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم : كذا روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى ، nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي ، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير في إحدى الروايات ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : هو الرفيق في السفر ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : هو الرفيق الصالح ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : هو جليسك في الحضر ورفيقك في السفر ، ثم قال : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وابن السبيل وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وجماعة : هو الضيف ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وأبو جعفر الباقر ، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك : هو الذي يمر عليك مجتازا في السفر ، ثم قال : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وما ملكت أيمانكم هذا وصية بالأرقاء لأن الرقيق ضعيف الجثة أسير في أيدي الناس ، ولهذا ثبت أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم جعل يوصي أمته في مرض الموت يقول : الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم ، فجعل يرددها حتى ما يفيض بها لسانه ، وهذا كان مراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بذكره هذه الآية الكريمة ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو أنه قال لقهرمان له : هل أعطيت الرقيق قوتهم ؟ قال : لا ، قال : فانطلق فأعطهم ، إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : " كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوتهم " ، قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36إن الله لا يحب من كان مختالا أي في نفسه معجبا متكبرا ، " فخورا " على الناس يرى أنه خير منهم فهو في نفسه كبير ، وهو عند الله حقير ، وعند الناس بغيض .