الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
خرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم :
24 24 - من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=650023أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء ، فقال : " nindex.php?page=treesubj&link=19527_30483_30502_18064دعه ; فإن الحياء من الإيمان " .
هذا المعنى مروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه كثيرة ، وقد سبق حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " nindex.php?page=hadith&LINKID=671181nindex.php?page=treesubj&link=19526الحياء شعبة من الإيمان " .
والحياء نوعان :
أحدهما : غريزي ، وهو خلق يمنحه الله العبد ويجبله عليه ، فيكفه عن ارتكاب القبائح والرذائل ، ويحثه على فعل الجميل . وهو من أعلى مواهب الله للعبد ، فهذا من الإيمان باعتبار أنه يؤثر ما يؤثره الإيمان من فعل الجميل ، والكف عن القبيح .
وربما ارتقى صاحبه بعده إلى درجة الإيمان ، فهو وسيلة إليه ، كما قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : من استحيا اختفى ، ومن اختفى اتقى ، ومن اتقى وقي .
وقال بعض التابعين : تركت الذنوب حياء أربعين سنة ، ثم أدركني الورع .
وقال ابن سمعون : رأيت المعاصي نذالة ، فتركتها مروءة ، فاستحالت ديانة .
والنوع الثاني : أن يكون مكتسبا ; إما من مقام الإيمان كحياء العبد من مقامه بين يدي الله يوم القيامة ، فيوجب له ذلك الاستعداد للقائه . أو من مقام الإحسان ، كحياء العبد من اطلاع الله عليه وقربه منه ، فهذا من أعلى خصال الإيمان .
وفي حديث مرسل " استحي من الله كما تستحيي من رجلين من صالحي [ ص: 95 ] عشيرتك لا يفارقانك " . وروي موصولا .
nindex.php?page=hadith&LINKID=665063وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كشف العورة خاليا ، فقال : " الله أحق أن يستحيا منه " .
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود المرفوع " nindex.php?page=hadith&LINKID=664752الاستحياء من الله أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ، وأن تذكر الموت والبلى . ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء " .