وخرج في هذا الباب حديث البخاري بطوله، فقال: عمران بن حصين
[ ص: 70 ] 337 344 - حدثنا : ثنا مسدد بن مسرهد ثنا يحيى بن سعيد: ثنا عوف: عن أبو رجاء، قال: عمران بن حصين فنسي أبو رجاء، ثم عوف - الرابع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام لم نوقظه حتى يكون هو يستيقظ ; لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه، فلما استيقظ عمر بن الخطاب ورأى ما أصاب الناس - وكان رجلا جليدا - فكبر ورفع صوته بالتكبير، فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ لصوته النبي صلى الله عليه وسلم، فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم، فقال: " لا ضير - أو: لا يضير - ارتحلوا " فارتحلوا فسار غير بعيد. ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ، ونودي بالصلاة، فصلى بالناس، فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم، فقال: " ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم؟ " قال: أصابتني جنابة، ولا ماء، قال: " عمر ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم، فاشتكى الناس إليه من العطش، فنزل فدعا فلانا - كان يسميه عليك بالصعيد ; فإنه يكفيك " نسيه أبو رجاء، ودعا عوف - فقال: " اذهبا فابتغيا الماء " فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين - أو سطيحتين - من ماء على بعير لها، فقالا لها: أين الماء؟ قالت: عهدي بالماء أمس هذه الساعة، ونفرنا خلوفا، فقالا لها: انطلقي إذا، قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: الذي يقال له الصابئ؟ قالا: هو الذي تعنين، فانطلقي، فجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثاه الحديث، قال: فاستنزلوها عن بعيرها، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء، ففرغ فيه من أفواه [ ص: 71 ] المزادتين - أو السطيحتين - وأوكأ أفواههما، وأطلق العزالي، ونودي في الناس: اسقوا واستقوا، فسقى من سقى، واستقى من شاء، وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء، قال: " اذهب فأفرغه عليك ". وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها، وايم الله، لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اجمعوا لها "، فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة، حتى جمعوا لها طعاما فجعلوه في ثوب، وحملوها على بعيرها، ووضعوا الثوب بين يديها. قال لها: " تعلمين ما رزئنا من مائك شيئا، ولكن الله هو الذي أسقانا " فأتت أهلها وقد احتبست عنهم، قالوا: ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العجب ! لقيني رجلان، فذهبا بي إلى هذا الرجل الذي يقال له: الصابئ، ففعل كذا وكذا، فوالله إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه - وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء - تعني السماء والأرض - أو إنه لرسول الله حقا، فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه، فقالت يوما لقومها: ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا، فهل لكم في الإسلام؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام عليا، . كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وإنا أسرينا حتى كنا في آخر الليل وقعنا وقعة، ولا وقعة أحلى عند المسافر منها، فما أيقظنا إلا حر الشمس، فكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان - يسميهم
قال صبأ: خرج من دين إلى غيره. أبو عبد الله:
وقال الصابئون: فرقة من أهل الكتاب يقرءون الزبور. أبو العالية: