فيمن اعترف دابة وأقام البينة أيسأله القاضي ما باع ولا وهب قلت : أرأيت إن قال : يسألهم أنهم لم يعلموا أنه باع ولا وهب ولا تصدق ، وإنما يسألهم عن علمهم . فإن شهدوا أنه ما باع ولا وهب ولا تصدق ، قضى له بالدابة بعد أن يحلف الذي اعترف الدابة بالله لا إله إلا هو ، ما باع ولا وهب ولا تصدق ولا أخرجها عن يده بشيء مما يخرج به الدابة من ملك الرجل ثم قضى له بها . اعترفت دابة لي وأقمت البينة أنها دابتي ، أيسأل القاضي البينة أني لم أبع ولم أهب ؟
قلت : فإن لم تشهد الشهود على أنهم لا يعلمون أنه ما باع ولا وهب ولا تصدق ، ولكنهم شهدوا على أنها دابته ، أتحلفه أنه ما باع ولا وهب ولا تصدق ثم يقضي له بالدابة ؟
قال : نعم قلت : وهذا قول ؟ مالك
قال : إنما سمعته يقول : إنه يسألهم عن علمهم أنه ما باع ولا وهب . قال : ولا يشهدون على البتات إنما يسألهم عن علمهم . مالك
قال : ولو شهدوا على البتات لرأيت شهادتهم شهادة غموس ، ورأيت أنهم شهدوا بباطل ، وأنهم قد شهدوا بزور وما يدريهم أنه ما باع ولا وهب قال : وقال مالك : ويستحلف هو على البتة أنه ما باع ولا وهب ثم يقضي له بالدابة . مالك