وقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_30525_32006_33679_34092_34103nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس ؛ يعني الذين قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=79يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون ؛ هذه اللفظة لفظة " ويك " ؛ قد أشكلت على جماعة من أهل اللغة؛ وجاء في التفسير أن معناها: " ألم تر أنه لا يفلح الكافرون " ؛ وقال بعضهم: معناها: " أما ترى أنه لا يفلح الكافرون " ؛ وقال بعض النحويين - وهذا غلط عظيم -: إن معناها: " ويلك اعلم أنه لا يفلح الكافرون " ؛ فحذف اللام؛ فبقيت " ويك " ؛ وحذف " اعلم أنه لا يفلح الكافرون " ؛ وهذا خطأ من غير جهة؛ لو كان كما قال لكانت " أن " ؛ مكسورة؛ كما تقول: " ويلك إنه قد كان كذا وكذا " ؛ ومن جهة أخرى أن يقال لمن خاطب القوم بهذا
[ ص: 157 ] فقالوا: " ويلك إنه لا يفلح الكافرون " ؛ ومن جهة أخرى أنه حذف اللام من " ويل " ؛ والقول الصحيح في هذا ما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل؛ ويونس؛ قال: سألت عنها
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل؛ فزعم أنها " وي " ؛ مفصولة من " كأن " ؛ وأن القوم تنبهوا فقالوا: " وي " ؛ متندمين على ما سلف منهم؛ وكل من تندم أو ندم؛ فإظهار تندمه وندامته أن يقول: " وي " ؛ كما تعاتب الرجل على ما سلف منه؛ فقول: " وي " ؛ كأنك قصدت: مكروهي؛ فحقيقة الوقف عليها " وي " ؛ وهو أجود في الكلام؛ ومعناه التنبيه والتندم؛ قال الشاعر:
سألتاني الطلاق إذ رأتاني ... قل مالي قد جئتما في بنكر
وي كأن من يكن له نشب يحـ ... ـبب ومن يفتقر يعش عيش ضر؟!
فهذا تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل؛ وهو مشاكل لما جاء في التفسير؛ لأن قول المفسرين: هو تنبيه.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_30525_32006_33679_34092_34103nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ ؛ يَعْنِي الَّذِينَ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=79يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ؛ هَذِهِ اللَّفْظَةُ لَفْظَةُ " وَيْكَ " ؛ قَدْ أَشْكَلَتْ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ؛ وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ مَعْنَاهَا: " أَلَمْ تَرَ أَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ " ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهَا: " أَمَا تَرَى أَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ " ؛ وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ - وَهَذَا غَلَطٌ عَظِيمٌ -: إِنَّ مَعْنَاهَا: " وَيْلَكَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ " ؛ فَحَذَفَ اللَّامَ؛ فَبَقِيَتْ " وَيْكَ " ؛ وَحَذَفَ " اِعْلَمْ أَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ " ؛ وَهَذَا خَطَأٌ مِنْ غَيْرِ جِهَةٍ؛ لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ لَكَانَتْ " أَنَّ " ؛ مَكْسُورَةً؛ كَمَا تَقُولُ: " وَيْلَكَ إِنَّهُ قَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا " ؛ وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى أَنْ يُقَالَ لِمَنْ خَاطَبَ الْقَوْمَ بِهَذَا
[ ص: 157 ] فَقَالُوا: " وَيْلَكَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ " ؛ وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ حَذَفَ اللَّامَ مِنْ " وَيْلَ " ؛ وَالْقَوْلُ الصَّحِيحُ فِي هَذَا مَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14248الْخَلِيلِ؛ وَيُونُسَ؛ قَالَ: سَأَلْتُ عَنْهَا
nindex.php?page=showalam&ids=14248الْخَلِيلَ؛ فَزَعَمَ أَنَّهَا " وَيْ " ؛ مَفْصُولَةٌ مِنْ " كَأَنَّ " ؛ وَأَنَّ الْقَوْمَ تَنَبَّهُوا فَقَالُوا: " وَيْ " ؛ مُتَنَدِّمِينَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْهُمْ؛ وَكُلُّ مَنْ تَنَدَّمَ أَوْ نَدِمَ؛ فَإِظْهَارُ تَنَدُّمِهِ وَنَدَامَتِهِ أَنْ يَقُولَ: " وَيْ " ؛ كَمَا تُعَاتِبُ الرَّجُلَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْهُ؛ فَقَوْلُ: " وَيْ " ؛ كَأَنَّكَ قَصَدْتَ: مَكْرُوهِي؛ فَحَقِيقَةُ الْوَقْفِ عَلَيْهَا " وَيْ " ؛ وَهُوَ أَجْوَدُ فِي الْكَلَامِ؛ وَمَعْنَاهُ التَّنْبِيهُ وَالتَّنَدُّمُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
سَأَلَتَانِي الطَّلَاقَ إِذْ رَأَتَانِي ... قَلَّ مَالِي قَدْ جِئْتُمَا فِيَّ بِنُكْرِ
وَيْ كَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحْـ ... ـبَبْ وَمَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ؟!
فَهَذَا تَفْسِيرُ
nindex.php?page=showalam&ids=14248الْخَلِيلِ؛ وَهُوَ مُشَاكِلٌ لِمَا جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ؛ لِأَنَّ قَوْلَ الْمُفَسِّرِينَ: هُوَ تَنْبِيهٌ.