وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام [20]
إذا دخلت اللام لم يكن في "إن" إلا الكسر ولو لم تكن اللام ما جاز أيضا إلا الكسر لأنها مستأنفة. وهذا قول جميع النحويين إلا أن علي بن سليمان حكى لنا عن أنه قال: يجوز الفتح في إن هذه وإن كان بعدها اللام وأحسبه وهما منه. قال محمد بن يزيد : المعنى وما أرسلنا قبلك رسلا إلا أنهم [ ص: 156 ] ليأكلون الطعام ثم حذف من لأن من تدل على المحذوف. وقال أبو إسحاق : "من" محذوفة أي إلا أن منهم من ليأكلون الطعام، وشبهه بقوله: { الفراء وما منا إلا له مقام معلوم } قال : هذا خطأ لأن من موصولة فلا يجوز حذفها أبو إسحاق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة الفتنة في اللغة الاختبار، وفي الحديث: "الغني للفقير فتنة والفقير للغني فتنة والقوي للضعيف فتنة والضعيف للقوي فتنة". والمعنى في هذا أن كل واحد منهما مختبر بصاحبه، فالغني مختبر بالفقير عليه أن يواسيه ولا يسخر منه، والفقير ممتحن بالغني عليه أن لا يحسده وأن لا يأخذ منه إلا ما أعطاه وأن يصبر كل واحد منهما على الحق كما قال في معنى الضحاك أتصبرون أي على الحق وكان ربك بصيرا أي بما تعملون أي فيما امتحنكم فيه .